Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تحذيرات في دافوس : التوترات التجارية تثير القلق على الاقتصاد العالمي

المشاركون يتخوفون من تداعيات خلاف واشنطن وبكين على سير الإمدادات للأسواق

مخاطر الانقسام الأميركي – الصيني تخيم على جلسات المنتدى العالمي (دافوس)

أدى التنافس الجيوسياسي وفصل التكنولوجيا والحمائية إلى تغيير المشهد التجاري والسياسي في العالم بشكل متزايد، مما أضاف مخاطر وتهديدات جديدة، وبالنسبة إلى البعض فرصة، كما يقول التنفيذيون والمسؤولون الذين اجتمعوا هذا الأسبوع في المنتدى الاقتصادي العالمي. وقالت جيتا جوبيناث المسؤول الثاني في صندوق النقد الدولي "نحن قلقون للغاية في شأن التشرذم الجغرافي الاقتصادي". وأضافت في المحادثات مع الدول الأعضاء وفي دافوس "هذا شيء يطرأ كثيراً". وأضافت جوبيناث، أن التأثيرات لم تظهر بعد في أرقام التجارة، التي تعتبر صحية نسبياً، لكن يمكن رؤيتها في الفصل التكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين، والتوترات بين أوروبا والولايات المتحدة في شأن السياسة الصناعية مثل دعم السيارات الكهربائية والاضطرابات الناجمة عن الحرب وعدم الكفاءة في أسواق النفط والغاز.

الكتلة الأوروبية ضحية الصين وأميركا

وفي خطاب ألقته أمام المنتدى، اشتكت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين من أن الكتلة الأوروبية ضحية لكل من الصين التي "تشجع علناً الشركات كثيفة الاستهلاك للطاقة في أوروبا وأماكن أخرى على نقل كل أو جزء من إنتاجها"، والولايات المتحدة التي ستدعم حزمة المناخ والرعاية الصحية والضرائب الأخيرة، التي تسمى قانون الحد من التضخم، السيارات الكهربائية فقط إذا تم تجميعها في أميركا الشمالية.

من جانبه، قال رشيد محمد رشيد، مؤسس مجموعة "السارة" للاستثمار التي تمتلك مجموعة من العلامات التجارية الفاخرة والسلع الاستهلاكية، إن الإعانات للصناعات التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها من المرجح أن تخلق وضعاً غير عادل للأسواق الأخرى، لا سيما في الأسواق الناشئة. وأشار وزير التجارة والصناعة والاستثمار السابق لمصر إلى أنه اعتاد "تلقي محاضرات من قبل الولايات المتحدة والغرب لسنوات" أن الإعانات لم تكن سياسات جيدة.

وقال رشيد "إذا كانت أميركا ستدفع 20 مليار دولار للشركات التي سيتم تأسيسها في أميركا فهذا ليس نوع المنافسة الحرة التي نعتقد أنها يمكن أن توجد في أجزاء أخرى من العالم". وأضاف "هذه هي التهديدات التي نراها من التفكك والدعم من العولمة التي شهدناها على مدى العقدين الماضيين".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي دافوس عام 2017، كان قد صور الرئيس الصيني شي جينبينغ الصين على أنها بطل العولمة، وهي رسالة رحب بها كثيرون، ولكن منذ ذلك الحين، توترت هذه السمعة بسبب جهود الصين لإزاحة الشركات الغربية عن الأسواق الرئيسة، وعمليات الإغلاق القاسية لـ"كوفيد-19" التي قطعت الاتصال بالعالم والعقاب التعسفي ضد كل من الشركات الخاصة والشركاء التجاريين.

وكان قد سعى نائب رئيس مجلس الدولة الصيني ليو هي القيصر الاقتصادي للرئيس الصيني شي جينبينغ، إلى إصلاح سمعة الصين عبر مشاركته في اجتماعات دافوس. وقال ليو "الانفتاح على العالم أمر لا بد منه، وليس منفعة". يجب أن ننفتح على نطاق أوسع ونجعله يعمل بشكل أفضل. نحن نعارض الأحادية والحمائية، ونتطلع إلى تعزيز التعاون الدولي.

التخلي عن العولمة

لكن كان هناك شك حول الرسالة والرسول. فهناك القليل من الأدلة على أن الرئيس شي نفسه كان يؤمن بالنموذج الغربي غير التدخلي للعولمة. في غضون ذلك، سيتقاعد ليو صديق الغرب قريباً، وقد خلفته مجموعة جديدة من القادة أقرب إلى شي في شكوكه في كل من الأسواق والغرب.

وبالنسبة إلى الشركات، تعتبر التجزئة حقيقة يجب التعامل معها وربما فرصة.

 

فعندما طالبت أستراليا بإجراء تحقيق مستقل في أصول "كوفيد-19"، ردت الصين من بين أمور أخرى بوقف واردات الفحم الذي تم تعدين كثير منه بواسطة مجموعة "بي أتش بي غروب ليميتد". استجابت الشركة بتطوير العلاقات في مكان آخر. وقال الرئيس التنفيذي للشركة مايك هنري لصحيفة "وول ستريت جورنال" "كنا بحاجة إلى التحول بسرعة إلى أسواق أخرى". وقال إنه مع انحسار التوترات الآن بين البلدين، ستسعى "بي أتش بي" إلى البيع في الصين مرة أخرى، بالاعتماد على علاقاتها طويلة الأمد مع العملاء هناك. وقال إنه في الوقت نفسه "لدينا علاقات جديدة وديناميكية مع العملاء الآخرين" في أوروبا وكوريا الجنوبية واليابان.

وقال إن شركة "بي أتش" "تدرك تماماً أن الحكومات تعطي الأولوية الآن لأمن المعادن الحيوية وإن عديداً من البلدان الغنية بالموارد ترغب في الحصول على مزيد من القيمة من خلال تكرير المعادن، وليس فقط التعدين". وأضاف هنري أن جزءاً من "عرض القيمة لشركة "بي أتش بي" هو الشراكة الاجتماعية مع هذه البلدان".

بلقنة الإنترنت

في غضون ذلك، تتعامل شركات التكنولوجيا مع ما يسمى جدار الحماية العظيم في الصين، وهو جهود روسيا لعزل الإنترنت المحلي واللوائح الغربية التي لا تتوافق فقط، بل تتعارض أحياناً.

وقال ماثيو برنس الرئيس التنفيذي لشركة " كلاودفلير أنك"، وهي شركة للأمن السيبراني والبنية التحتية للإنترنت تواجه بدورها أحكاماً في بعض البلدان لقطع مواقع أو خدمات معينة، إن "الإنترنت" "بدأت تتحول تماماً إلى بلقنة" .

ولا يزال التأثير الاقتصادي الفعلي لانهيار العولمة غير واضح. ففي بداية المنتدى، أصدر صندوق النقد الدولي دراسة تحذر من أن التجزئة يمكن أن تقلص الناتج الاقتصادي العالمي بنسبة تصل إلى سبعة في المئة أو ما يصل إلى 12 في المئة في بعض البلدان عند تضمين فصل التكنولوجيا.

وعلى المدى القريب، يمكن أن تؤدي أوجه القصور الناجمة عن التجزئة إلى زيادة ضغوط الكلفة. وخصوصاً أن كل الدول تحاول خفض التضخم بشكل دائم. وقالت جوبيناث إن "التشرذم الجغرافي الاقتصادي سيجعل ذلك أكثر صعوبة".

 التقدم التكنلوجي

لكن وزير الخزانة الأميركي السابق لاري سامرز توقع أن التأثير السلبي لانخفاض العولمة الذي تحركه السياسات في القطاعات الحساسة سيقابله التقدم التكنولوجي مثل مؤتمرات الفيديو عن بعد في قطاعات أخرى، في غضون ذلك يعتقد النقاد أن الفهم الواضح لسبب تراجع العولمة من غير المرجح أن يظهر في دافوس لأنه كان ينظر إليها لفترة طويلة على أنها مكان لأبطال العولمة.

وقال روبرت لايتهايزر الذي كان سفيراً تجارياً للولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترمب، عبر البريد الإلكتروني "يفتخر حشد دافوس بالتفكير المستقبلي، وهم عموماً جيدون فيه". وأضاف أنه لم يحضر هذا العام على رغم مشاركته في الحدث لما يقرب من 20 مرة في الماضي. قائلاً "لكن الشركات والعولمة والتجارة الحرة هي أمور مركزية للغاية في جوهرهم الروحي لدرجة أنهم لا يستطيعون تخيل أنها يمكن أن تكون ضارة".

اقرأ المزيد