Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"الثورة السودانية" حافظت على شعاراتها وفقدت زخمها

النخب السياسية قدمت تجربة سيئة من خلال مشاركتها في الحكم والعامل الاقتصادي كان الضاغط الأول

"الثورة السودانية تراجعت كثيراً عما كانت عليه في بداياتها بخاصة في عام 2019" (اندبندنت عربية – حسن حامد)

مرت الثورة السودانية التي اندلعت، في ديسمبر (كانون الأول) 2018 بمراحل عدة، إلا أنها حافظت على شعارها (حرية، سلام، عدالة)، وعملت على تحقيقه.

دور النخب السياسية

وكان للنخب السياسية دور مهم في الثورة، وفي هذا السياق، رأى الصحافي والمحلل السياسي ضياء الدين البلال أن "التغيير منذ حدوثه مرت عليه أربعة أعوام، وأسهمت النخب السياسية بصورة كبيرة في هزيمة شعارات الثورة، من خلال تقديم تجربة سيئة في الحكم خلال الحكومة الأولى لعبدالله حمدوك والحكومة الثانية، وكذلك العسكر لم يكونوا حريصين على الخروج من المشهد السياسي وراهنوا على الخلافات بين القوى المدنية، لذلك لم تتقدم الثورة ولم تحقق شعاراتها لأنها لم تكن في أيدي أمينة من قبل القوى السياسية".

 

أما عن الأسباب الأخرى التي تركت تداعياتها على الثورة فيقول البلال "هناك أمور أخرى أسهمت في إحباط مشروع الثورة والتغيير، والسبب الأساس لقيام الثورة هو العامل الاقتصادي إضافة إلى عامل الحريات، والعامل الاقتصادي زاد سوءاً، والأرقام تعكس ذلك. والثورة كمشروع للتغيير الشامل وللأفضل استطاعت أن تحقق نجاحاً، لكن الأداء البائس للحكم جعلها تفشل فشلاً ذريعاً".

إحباط واضح

ولفت عثمان ميرغني رئيس تحرير صحيفة "التيار" إلى أن "الثورة السودانية تراجعت كثيراً عما كانت عليه في بداياتها بخاصة في عام 2019. والأسباب تعود للإحباط الذي انتاب الشعب السوداني بعد النهايات الفاشلة للحكومة الأولى بقيادة عبدالله حمدوك ثم الحكومة الثانية، والتي انتهت بانقلاب عسكري زاد الأوضاع سوءاً". وأضاف ميرغني "في كل الأحوال، التأثير المباشر في المواطن السوداني أتى من الضائقة الاقتصادية ليس فقط في الطعام والدواء، إنما أيضاً في الخدمات الأساسية مثل التعليم والرعاية الصحية والبيئة وغيرها. وتفاقمت في السنة الأخيرة بعد أن ارتفعت كلف التعليم في الجامعات والمدارس".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد ميرغني أن "كل ذلك شكل لوحة كبيرة لحالة إحباط ويأس أدت إلى تراجع الثورة وإحساس المواطن أنها قادرة على إحداث التغيير المطلوب، حتى يمكن أن تستجيب للمطالب التي رفعت على الرايات وأدت إلى إسقاط النظام القديم".

لجان المقاومة

وأسهمت لجان المقاومة بصورة كبيرة في الثورة، وما زالت تقودها وتسعى إلى تحقيق أهدافها، وفي هذا السياق، قالت سوسن جمعة موسى الناشطة في قضايا الشباب وعضو لجان المقاومة إن "الثورة تراجعت منذ الشرارة الأولى، خصوصاً أن قادة الثورة منذ عام 2013 يتوزعون بين مجموعات من شبان مستقلين عاشوا في فترة النظام السابق وهي فترة اتسمت بالديكتاتورية، وكان هناك إقصاء كامل لهم، إضافة إلى أزمة البطالة في المؤسسات العامة، كما كانت هناك مجموعة من الأحزاب السياسية والقوات المسلحة مشاركة في الثورة. وفي الفترة الانتقالية الأولى كانت العملية السياسية تسير بصورة جيدة، لكن مصالح بعض الأحزاب الشخصية أدت إلى تراجع الثورة".

وعن دور الجهات المسلحة في الثورة قالت جمعة إن "القوات المسلحة تملك كل المقومات من اقتصاد إلى أمن وغيرهما، والاقتصاد كان تحت نفوذها، وفي عملية تحقيق السلام كانت المسؤولية تقع على عاتقها، لكنها لم تسهم في تحقيق السلام". ولأن العدالة والحريات جزء من شعارات الثورة المهمة أوضحت جمعة أن "تحقيق العدالة أمر مهم، لذلك كان يجب تسليم المطلوبين للمحكمة الدولية ومن بينهم الرئيس المخلوع عمر البشير، ولم يحدث ذلك، ولم تتم محاسبة مرتكبي الجرائم، وهذه واحدة من أسباب تراجع الثورة. حتى في الحريات، رجع القمع بصورة أسوأ مما كان قبلها، واستمر اختفاء الثوار واعتقالهم".

وعن رؤيتها كعضو لجان مقاومة كيفية تحقيق شعارات الثورة قالت جمعة "يجب مخاطبة الأسباب الأساسية التي قامت الثورة من أجلها وهي شعارات: حرية وسلام وعدالة. ويجب أن تكون هناك ملامح واضحة للعدالة عن طريق محاكمة المجرمين. وسنكون في حال ثورة مستمرة وقد تخرج عن مسارها وتصبح غير سلمية ما لم تشهد البلاد سلاماً وعدالة، بخاصة أن هنالك ثماني ولايات سودانية تعاني نزاعات غرب وشرق البلاد، وهذا من المفترض أن يكون هدفاً أساسياً من أهداف الثورة، إذ يجب أن يتم تحقيق الاستقرار في هذه المناطق".

اقرأ المزيد

المزيد من العالم العربي