Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الغرض من قوانين ريشي سوناك الجديدة لمكافحة الإضرابات واضح

أصحاب الثروات الفاحشة يشعرون باستياء شديد من أن جيوش العاملين التي تدعم حياتهم لا تزال قادرة على الرد. وسيقومون بما في مقدورهم لمنع ذلك من الحدوث

"ما زال عمال قطاع النقل يحظون بدعم نصف البلاد تقريباً..." (رويترز)

المحامون وعاملو السكك الحديد والممرضون وعاملو البريد وموظفو الخدمة المدنية، والقائمة تطول. شهد عام 2022 توقف أجزاء كبيرة من القوى العاملة البريطانية أخيراً عن تحمل عقد من التخفيضات الحقيقية في الأجور، وظروف العمل السيئة، والسحق البطيء للقطاع العام. وفاز بعضهم بمطالبهم – آخرهم سائقو الحافلات في ساندرلاند، الذين حصلوا على زيادة بنسبة 11 في المئة بعد إضراب الاتحاد العمالي العام – بينما يواصل آخرون القتال.

حكومة المحافظين، بالتعاون مع الأجزاء المروضة المؤيدة لها من الصحافة، اعتمدت بشدة على قواعد اللعب الثاتشرية القديمة المتمثلة في إلقاء اللوم على "بارونات النقابات" و"العاملين الجشعين" في شأن التعطيل. وتصر على أن سابع أكبر اقتصاد في العالم لا يستطيع ببساطة دفع مزيد من المال إلى العاملين أو الاستثمار في أماكن عملهم.

لم ينخفض الدعم الشعبي بالقدر الذي كانت الحكومة ترغب فيه. شهد عمال السكك الحديد، الذين تعرضوا إلى حملة إعلامية عدوانية استهدفت شيطنتهم وتشويه سمعتهم، تزايداً في المعارضة لإضرابهم، لكنهم لا يزالون يحظون بدعم نصف البلاد تقريباً، وفق مؤسسة "يوغوف". ويحظى الممرضون وعاملو الإسعاف بتأييد ثلثي الجمهور.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

مع فشل حملة العلاقات العامة التي تستهدف شيطنة العاملين في تحقيق نتائج، يهدد رئيس الوزراء ريشي سوناك الآن باتخاذ إجراءات صارمة ضد حق العاملين في وقف عملهم بالكامل. هو يقترح تدابير للسماح بمقاضاة النقابات، وحتى فصل العاملين المضربين، إذا لم يجر الحفاظ على "الحد الأدنى من مستويات الخدمة" في القطاعات الرئيسة. ويبدو أن رسائل إلكترونية مسربة اطلعت عليها "الأوبزرفر" تشير إلى أنه فكر على الأقل في الذهاب إلى أبعد من ذلك من خلال منع قطاعات معينة تماماً من تشكيل نقابات.

اللافت أن سوناك لم يعلن عن أي إجراءات لمحاسبة الحكومة نفسها إذا لم تصل الخدمات العامة إلى "الحد الأدنى من مستويات الخدمة". كذلك لم يشرح كيف يمكن الحفاظ على مستويات الخدمة هذه إذا كانت القطاعات التي تعاني بالفعل من أجل التوظيف والاحتفاظ بموظفيها تطرد شرائح كبيرة من قوتها العاملة.

وفق آخر أرقام المناصب الشاغرة في هيئة خدمات الصحة الوطنية العائدة إلى يونيو (حزيران) 2022، كان هناك معدل شغور بنسبة 11.8 في المئة في صفوف موظفي التمريض، مع أكثر من 45 ألف وظيفة إما شاغرة أو يشغلها عاملون في وكالات. وإذا كانت المشكلة تتمثل في "عدم وجود عدد كاف من الممرضين"، يبدو من غير المحتمل أن يتمكن عدد أقل من الممرضين من حل المشكلة.

بالكاد كانت الخدمات العامة في المملكة المتحدة تعمل حتى عندما لم يكن العاملون مضربين. في أغسطس (آب)، غرد أندي بورنهام، رئيس بلدية مانشستر الكبرى، قائلاً: "إلغاء @أفانتي_وست_كوست 12 رحلة بالقطارات هذا الصباح – في اليوم الأول من جدول زمني مخفض يهدف إلى تحقيق الاستقرار. هذه خدمة فاشلة". عام 2018، تسبب تغيير في الجدول الزمني بفوضى في مجال النقل في الشمال مع تطبيق جدول زمني جديد، وواجهت الشركات المشغلة مثل "نورثرن تراينز" مشكلات في التوظيف إذ كان السائقون، بأنانية، يعملون فقط خلال الساعات المحددة في عقود العمل الخاصة بهم. ويبدو أن أي إجراء لم يتخذ منذ ذلك الحين لحل مشكلة عدم توظيف الجهات المشغلة للسكك الحديد عدداً كافياً من الموظفين، واعتمادها على أشخاص يعملون لساعات إضافية لملء الفجوات.

عدد غير كاف من الناس، يعملون لساعات طويلة في مقابل أجور غير كافية، ويستخدمون معدات تتعطل، في حين أن أولئك الذين هم في القمة ينفصلون بجنون متزايد عن أي واقع على الأرض. هذا هو الوضع الذي يجد هؤلاء العاملون أنفسهم فيه، وهذا ما يضربون من أجل إنهائه وربما عكسه – إذا كانوا محظوظين.

الشهر الماضي نشر جون بورن-مردوخ مقالة مذهلة في "الفايننشال تايمز". في مقارنة مع بلدان نظيرة أخرى، أظهرت أن الاستثمار انخفض في هذا البلد، وتضررت النتائج أيضاً. وكتب يقول: "بعد 12 سنة من بداية التقشف، ترسم البيانات صورة دامغة، من الأجور الراكدة والإنتاجية المجمدة إلى زيادة الأمراض المزمنة وخدمات الصحة التي تعاني".

لقد وقع عبء ذلك على أشد الناس فقراً. ذلك أن المملكة المتحدة هي واحدة من أكثر البلدان التي تعاني من التفاوتات من بين البلدان المتقدمة كلها. فأولئك الذين يكسبون مالاً أقل يذهبون إلى العمل في مقابل أجور لا تغطي فواتيرهم، ويتولون وظائف ذات معايير رديئة، ويعملون لساعات غير متوقعة، وقد يواجهون الفصل من العمل في أي وقت.

في الطرف الآخر من المقياس، تنتهي نسبة كبيرة من الثروة التي يولدها اقتصاد المملكة المتحدة كل عام في أيدي جزء صغير من الأسر الفائقة الثراء. وينزلق عدد متزايد من الناس في المملكة المتحدة إلى أسفل السلم، سواء من "وضع مقبول" إلى "مجرد تدبر الأمور"، أو من "مجرد تدبر الأمور" إلى "يمكننا دفع ثمن الطعام أو التدفئة لكن ليس كليهما".

كثير من الناس الذين يكسبون مبلغاً مؤلفاً من ستة أرقام لصالح وسائل الإعلام يوبخون النقابات لتقديمها مطالب "غير معقولة" على هذه الخلفية. لماذا لا تسوء وظيفة شخص لديه وظيفة جيدة بالفعل، مثل أي شخص آخر؟ لماذا لا يعانون هم أيضاً من كل أثر السباق إلى القاع الذي يسحق ببطء ملايين الناس في هذا البلد؟ لا أحد منهم يسأل: "لماذا نسابق إلى القاع؟" لا أحد منهم يسأل: "متى نكتفي من هذا الوضع؟"

يضرب العاملون لأنهم يعرفون أن الأمر لن يتوقف هنا. قد يكون هذا الشتاء عبارة عن التقاء للأزمات، لكنه قد يزداد سوءاً.

تتمتع الطبقة الحاكمة بثروة وسلطة أكثر من أي طبقة حاكمة في التاريخ، مع إمكانية الوصول إلى الألغاز والكنوز والكماليات التي كانت ستبكي الملك سليمان، لكن ذلك لا يزال غير كافياً لها. مثل فطريات سامة تنتشر في شجرة، غير مدركة في شكل أعمى أن توسعها الذي لا هوادة فيه يقتل المضيف الذي تحتاج إليه للبقاء على قيد الحياة، كانوا يمتصون كل شيء من البلاد في سباق لا يمكن الفوز به بغرض الحصول على ما يكفي من الثروة الخاصة التي لن تكون مهمة عندما ينهار المجتمع تحتهم.

إذا أردنا الحفاظ على هذه الخدمات لأجلنا نحن الآخرين، فإن أكبر وأقوى سلاح لدينا هو حقيقة أنهم يحتاجون إلينا لتنظيف شوارعهم وطهو طعامهم وإدخال القسطرات الخاصة بهم. يشعر أصحاب الثروات الفاحشة باستياء شديد من أن جيوش العاملين التي تدعم حياتهم المدللة لا تزال قادرة على الرد. وسيقومون بما في مقدورهم لمنع ذلك من الحدوث. لكن ذلك لن يكف حاجتهم إلينا.

إن الغرض من قمع سوناك الجديد لتنظيم أمكنة العمل واضح. تجويف الدعم للنقابات بالتهديد بالفقر. افصلوا أولئك الذين هم يتدبرون أمورهم بالكاد عن أولئك الذين بلغوا القاع. أقنعوا عدداً كافياً من الناس بأنهم بحاجة إلى الرضوخ أو فقدان وظائفهم. قد يكون خطر البطالة في نهاية المطاف ممارسة من قبل الحكومة والجهات المشغلة للسكك الحديد ستضر بها، لكن هذا لا يعني أنها لن تمارسها.

إذا فازت النقابات، سيرسل ذلك رسالة قوية حول مدى ضرورة العاملين العاديين في هذا البلد، وكيف أن "مولدي الثروة" من أصحاب المليارات عبارة عن لا شيء على الإطلاق من دون الأشخاص الذين يقومون بالعمل الحقيقي. هذه رسالة لا تريد حقاً الطبقة الحاكمة أن يسمعها الناس. لذلك توقعوا أن تروها تقاتل بأقصى ما في وسعها، وتستخدم قوة الدولة لإجبار الممرضين على العودة إلى العمل ومحاولة تحطيم نقابات السكك الحديد. إذا لم تنجح قوانين سوناك الجديدة، ستكون هناك قوانين أخرى.

بل قد تفوز الطبقة الحاكمة، لأن الدولة البريطانية قوية. سحق جو بايدن إضراباً لعاملي السكك الحديد باستخدام سلطة الدولة في الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام. أود أن أقول ببساطة: "لن ينجح الأمر، تحيا النقابات"، لكنني أعرف ما نواجهه.

لكن إذا فاز سوناك، وعدنا إلى بلد ينهار من دون عذر العاملين المضربين لتحميله وزر ذلك، آمل أن يتذكر الجميع كيف استخدمت الطبقة الحاكمة سلطة الدولة، وتذكروا ما حصلتم عليه من ذلك. عندما تخبركم الطبقة الحاكمة أن الدولة غير قادرة على فعل أي شيء، تذكروا أنها تكذب. هي قادرة. لا تريد الطبقة الحاكمة فقط أن تفعل الدولة أي شيء لمساعدتكم.

© The Independent

المزيد من آراء