Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

جاسوسة بلا مقابل... أميركا تطلق سراح "ملكة كوبا"

آنا مونتيس قضت أكثر من عشرين عاماً في السجن

مسؤولون أميركيون قالوا إن مونتيس كشفت بشكل شبه كامل عن عمليات الاستخبارات الأميركية في كوبا (رويترز)

أطلقت الولايات المتحدة الأميركية سراح الجاسوسة آنا مونتيس بعد أكثر من عشرين عاماً قضتها في السجن.

وتعد مونتيس، البالغة 65 سنة، من أشهر جواسيس الحرب الباردة، وأمضت ما يقرب من عقدين في التجسس لصالح كوبا، أثناء عملها في وكالة استخبارات الدفاع الأميركية "دي آي أي".

واعتقلت السلطات الأميركية مونتيس عام 2001، وحكمت عليها بالسجن لمدة 25 عاماً، بعد اتهامها بتعريض الأمن القومي للخطر، والكشف عن هويات أربعة عملاء أميركيين في كوبا.

وقال مسؤولون أميركيون إن مونتيس كشفت بشكل شبه كامل عن عمليات الاستخبارات الأميركية في كوبا، معتبرين أنها من بين أكثر الجواسيس التي أضرت بمصالح أميركا.

يعتقد أن بذرة عداء مونتيس لبلادها بدأت في النمو في أوائل ثمانينيات القرن الماضي، بعد التحاقها بجامعة فرجينيا حيث وقعت في غرام شاب ذي أصول أرجنتينية فتح أعينها على السياسات الأميركية بحق دول أميركا اللاتينية.

وقالت صديقة لها تدعى آنا كولون إن مونتيس كانت شديدة الغضب من الولايات المتحدة، والإهانات التي ترتكبها بحق أمم أميركا الوسطى والجنوبية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

بعد انتهائها من دراستها عام 1984، توظفت مونتيس في وزارة العدل الأميركية في الوقت الذي تعاظم عداؤها للسياسات الأميركية، وهو ما لفت انتباه بعض عملاء الاستخبارات الكوبية في واشنطن، الذين اعتقدوا أنه يمكن الاستفادة منها لصالح بلدهم.

وفي عام 1985 زارت كوبا سراً، والتقت مسؤولين في الاستخبارات الكوبية. وبناء على أوامر كوبا التحقت في العام نفسه بجهاز استخبارات الدفاع الأميركي "دي آي أي" واجتازت كل الاختبارات، كما أثبتت جدارة مهنية كبيرة وهو ما أهلها لتكون محللاً رفيعاً للشؤون الكوبية.

وقال تقرير صادر عن المفتش العام بوزارة الدفاع الأميركية إن مونتيس تعرفت خلال تلك الفترة إلى عميل استخبارات كوبي، ووافقت من دون تردد على العمل مع الكوبيين. وأضاف التقرير أنها كانت غاضبة من الدعم الأميركي لـ"نيكاراغوا كونترا"، وهي جماعة متمردة يمينية يشتبه في ارتكابها جرائم حرب وغيرها من الفظائع في البلاد.

وطوال مدة عملها لم تكن موضع شك على الإطلاق، واجتازت بمهارة عام 1994 اختباراً للكذب أجرته الاستخبارات المركزية الأميركية لعملاء الاستخبارات، كما تلقت خلال مسيرتها المهنية مكافآت نقدية عدة، و10 جوائز تقدير، فضلاً عن شهادة تميز قدمها لها مدير وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي أي" جورج تنت.

 

اضطلعت مونتيس بمهام عدة، من بينها إطلاع دوائر الاستخبارات والقادة العسكريين الأميركيين ومجلس الأمن القومي على الشأن الكوبي والقدرات العسكرية الكوبية. وكانت تتبنى تقديرات "مضللة" بهدف تخفيف حدة تعامل أميركا مع كوبا، إذ كانت تشير في تقاريرها إلى محدودية قدرة كوبا على الإضرار بالمصالح الأميركية وتشكيل أي خطر عليها.

لم تتجسس من أجل مكاسب شخصية

لقبت آنا في دوائر الاستخبارات بـ"ملكة كوبا"، ولما يقرب من عقدين من الزمن التقت مونتيس عملاء كوبيين كل بضعة أسابيع في مطاعم بواشنطن، وأرسلت لهم رسائل مشفرة تحتوي على معلومات سرية للغاية.

لكنها على عكس الجواسيس البارزين الآخرين كان الدافع وراءها هو الأيديولوجية وليس المكاسب الشخصية، إذ لم تتلق مبالغ مالية إلا في حالات قليلة بهدف تسيير عملها، ووافقت على العمل لصالح الاستخبارات الكوبية بناءً على معارضتها أنشطة إدارة رونالد ريغان في أميركا اللاتينية.

قالت مونتيس ذات مرة، وهي تصف دوافعها للتجسس لصالح الكوبيين، إن سياسة حكومتنا تجاه كوبا قاسية وغير عادلة، ولا تليق ببلدين جارتين. لقد شعرت بأنني ملزمة أخلاقياً بمساعدة تلك الجزيرة وحمايتها من جهودنا لفرض قيمنا ونظامنا السياسي عليها.

وأضافت، في رسالة خاصة إلى أحد أقاربها من داخل سجنها في تكساس، أنها مدينة بالولاء للمبادئ وليس لدولة أو حكومة أو شخص بعينه.

وستبقى مونتيس تحت الإشراف لمدة خمس سنوات بعد إطلاق سراحها، وستتم مراقبة استخدامها الإنترنت، كما سيتم منعها من العمل لدى الحكومة أو الاتصال بوكلاء أجانب من دون إذن.

المزيد من دوليات