Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تساؤلات عن الأهداف الحقيقية من عودة التفجيرات لمدينة بنغازي

اختراق داخلي للتخلص من القيادات العسكرية

تشير التحقيقات إلى أن تفجير بنغازي يحمل بصمات تنظيم داعش (أ.ف.ب)

عانت ليبيا منذ أكثر من خمس سنوات من موضوع التفجيرات الذي عاد مجدداً ليغزو مدينة بنغازي الواقعة شرق ليبيا والخاضعة لسلطة الحكومة الموقتة برئاسة عبدالله الثني، ويعد مجلس النواب ذراعها التشريعي وقوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر جناحها العسكري. وأثار تفجير الهواري الذي تزامن مع دفن اللواء خليفة المسماري تساؤلات عدة يبقى أهمها... مَن تمكّن من اختراق نظام القوات المسلحة؟ وما هي الدوافع الرئيسة لعودة التفجيرات الإرهابية لبنغازي في هذا التوقيت بالذات؟

وهو توقيت يتزامن مع انشغال عناصر القوات الأمنية والعسكرية بحرب العاصمة طرابلس، ثغرة استغلتها المجموعات الإرهابية لتعيد تمركزها في بعض المدن الليبية.

داعش توعد القوات المسلحة

يذكر أن بنغازي كانت قد تحررت بالكامل من المجموعات المتطرفة أواخر عام 2016 بقيادة آمر قوات الصاعقة اللواء ونيس بوخمادة، الذي يحظى بتوافق كبير في مختلف ربوع ليبيا، وسبب رئيس قد يكون وراء الدفع للتخلص منه وفق مراقبين، باعتبار أن التفجير حصل وراءه مباشرة، زد على ذلك أن تنظيم داعش ظهر في تسجيل مصور توعد فيه القوات المسلحة قبيل أيام من تفجير مقبرة الهواري.

وتشير التحقيقات الأولية إلى أن التفجير يحمل بصمات تنظيم داعش الذي يستعمل عادة الحقائب التفجيرية.

حدث قسم الشارع الليبي إلى شقين، فبينما أكدت حكومة الشرق أن سبب التفجير تقف وراءه حكومة الوفاق المعترف بها دولياً والتي تتخذ من العاصمة الليبية مقراً لها، ردت الأخيرة أن أعمال حفتر شتتت الجهود الأمنية وأحدثت فراغاً استغلته المجموعات المتطرفة لتغرس شوكتها في الأراضي الليبية.

زعزعة استقرار بنغازي

وشهدت مدنية بنغازي في الفترة الماضية تحسناً ملحوظاً في التنمية الاقتصادية التي تمثلت في البدء بصيانة وإعادة ترميم ما دمرته الحرب ونجحت في إقامة معارض دولية، واستطاعت تأمين نشاطات وفود أجنبية على رأسها البعثة الأممية التي صرحت أواخر الشهر الماضي أن استتباب الأمن في الشرق الليبي شجعها على التفكير في تركيز فريق لها في بنغازي، إضافة إلى النشاطات الأخيرة التي قامت بها نائبة الشؤون السياسية بالبعثة الأممية ستيفاني وليامز في بنغازي وتأكيدها أهمية حضور مسؤولي هذه المدينة إلى طاولة المشاورات السياسية.

في الإطار نفسه، قال رئيس مؤسسة برنيق للصحافة علي بن جابر، إن توقيت التفجير تزامن مع هذه الطفرة في النشاطات الدبلوماسية التي عرفتها بنغازي لإظهارها في صورة المدينة غير الآمنة، حتى يتسنى القول إن قوات حفتر الآتية لتحرير طرابلس فشلت في حماية الشرق الليبي من العناصر الإرهابية.

الخوف من تحرك الشرق

في المقابل، رفض الرائد المنشق عن قوات حفتر محمد الحجازي الفرضية التي ذهب إليها بن جابر، وشدد على أن التفجير لم يحصل عن طريق الخلايا النائمة إنما هو بفعل اختراق أمني داخلي هدفه اغتيال بعض رموز عملية الكرامة الذين يرفضون الحرب على طرابلس. وتابع أن تفجير مقبرة الهواري مخطط له من قبل أجهزة استخبارات حفتر للتغطية على خسارته لغرفة العمليات العسكرية في مدينة غريان غرب البلد. ونوه الحجازي إلى أن تفجير بنغازي في هذا التوقيت بالذات جاء خوفاً من إمكان حدوث حراك في الشرق الليبي بسبب فداحة الخسائر البشرية.

وقال إن قيادات تتمتع بشعبية كبيرة ستتحرك معه، وهي محل إجماع، لا سيما اللواء ونيس بوخمادة آمر قوات الصاعقة الملقب بالفهد الأسود، والذي يخشى حفتر أن ينقلب عليه، خصوصاً أنه رمز من رموز قوات الجيش الليبي بالشرق، وقد نجح عام 2014 في التصدي لجميع مظاهر الخروج عن القانون ووحد كتائب الصاعقة تحت راية الجيش الليبي، واسترجع جميع المناطق السكنية الساحلية مثل الصابري والليثي التي كانت خاضعة لسيطرة مجموعات متطرفة، وتمتد شعبيته إلى مدينة إجدابيا وطبرق ودرنة.

تشتيت الجهود العسكرية

وفي السياق نفسه، صرح الناطق الرسمي باسم الحكومة المؤقتة في بنغازي حاتم العريبي لـ "اندبندت عربية"، أن الدافع الرئيسي لاستئناف التفجيرات في هذه الفترة بالذات هو إحباط معنويات القوات المسلحة وإضعاف جهودها الموجهة لحرب طرابلس. واتهم حكومة الوفاق برئاسة فائز السراج الموجودة بالعاصمة الليبية، بالوقوف وراء تفجير الهواري لإرباك تقدم قوات الشرق في المحاور العسكرية بطرابلس.

من جهته، اعتبر رئيس مجلس الدولة التابع لحكومة الوفاق خالد المشري، أن حرب حفتر على العاصمة من أهم أسباب نشاط الإرهاب، الذي استغل الفراغ السياسي والانقسام الأمني ليتغلغل مجدداً في التراب الليبي.

يذكر أن غرفة عمليات حماية سرت نبهت في مايو (أيار) الماضي من وجود تحركات لعناصر إرهابية في بنغازي.

المزيد من العالم العربي