Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

عودة "داعش" تهدد مصادر الطاقة في سوريا

أكثر من 100 عملية إرهابية للتنظيم بالبادية ونشاطه يمتد على مساحة 4 آلاف كيلومتر

حاول أفراد "داعش" مع بداية العام الجديد تنفيذ هجمات على حواجز بالقرب من حقل التيم  (اندبندنت عربية)

يتزايد خطر اقتراب بارود المواجهات المسلحة من مكامن النفط والغاز في شمال شرقي سوريا بشكل متسارع، إذ يكاد لا يخلو يوم من استهداف جديد عبر الكمائن وحرب العصابات التي ينفذها أفراد تنظيم "داعش" منذ نهاية العام الماضي وبداية العام الجديد.

هجمات متوالية

ومع بداية العام سجلت ثماني عمليات هجومية نفذها فلول "داعش" على امتداد مساحة جغرافية مليئة بالخيرات الدفينة، بينما أقفل العام الماضي بابه على أحداث دامية، إذ قتل 10 عمال فنيين عقب انتهاء يوم عملهم بحقل التيم النفطي ونالت صواريخ ورشاشات ثقيلة من أجسادهم مخلفة الضحايا بين قتيل وجريح، فيما لم يتوقف الأمر عند هذه الحادثة الدامية، بل تطور الهجوم على قواعد أميركية في حقل العمر، الذي يعد أبرز مواقع التحالف الدولي لمحاربة "داعش".

إزاء ذلك، حاول أفراد التنظيم المتشدد مع بداية العام الجديد وعقب يوم 30 من ديسمبر (كانون الأول) الدامي، تنفيذ هجمات على حواجز بالقرب من حقل التيم دون أن يتمكنوا من إصابة أهدافهم، في موازاة حملة دهم واسعة النطاق ينفذها الجيش النظامي والقوى الرديفة له، بينما تواصل "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، بمساندة من التحالف الدولي، تنفيذ عملية تمشيط واسعة في ريف الحسكة.

وسيلة ضغط

ورأى الناشط السياسي رضوان العلي أن "مصادر الطاقة لن تكون بمنأى عن ضربات التنظيم المتشدد، بل هي ضمن أولوياته". وتوقع "تصعيداً متنامياً لمجموعات (داعش) المسلحة، ومحاولة للضغط أكثر، باتجاه كل الأطراف التي تتشاطر مناطق نفوذ البادية". وعبر عن اعتقاده أن "زعماء التنظيم لن يجدوا سوى مواقع النفط لتحقيق ضربات موجعة، لا سيما أن العاصمة دمشق والمدن السورية الأخرى تعاني أزمة وقود خانقة وشح بإمدادات الطاقة".
وأردف قائلاً، "من جهة ثانية، سبب التقارب السوري – التركي صدمة لفلول (داعش) التي انتظرت طويلاً هجوم أنقرة على قوات سوريا الديمقراطية ومناطق سيطرتها بغية استغلال انشغال الأخيرة بالعملية المزمع شنها وتحرير قادة وعناصر لها معتقلين في سجون تشرف على حمايتها (قسد)".

وطالب الناشط السياسي بضرورة "إيجاد وسيلة تنسيق بين كل الفرق والقوى العسكرية في المناطق، حيث ينتشر التنظيم المتشدد، بخاصة أن جميعها تدعي محاربته وتخليص العالم منه". وأضاف، "توجد قوى دولية من التحالف الدولي وقوات أميركية، وكذلك روسية ومعها فصائل للأكراد وقوات (قسد)، إضافة إلى قوات النظام وفصائل تتبع الحرس الثوري الإيراني، ويبدو واضحاً أن جميعها تعمل بشكل منفرد". وتساءل، "هل انعدمت وسائل التعاون في ما بين القوى الدولية أو حتى الميليشيات المحلية لمحاربة التنظيم والانقضاض عليه بتوقيت واحد، وتفويت فرصة فراره من خطوط التماس إلى مناطق باردة والاحتماء بها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)


النفط والقواعد العسكرية

في غضون ذلك، استمر تعرض القواعد الأميركية والتحالف الدولي للاستهدافات الكثيفة، وكان آخرها تعرض قاعدة "حقل العمر" في دير الزور لقصف بأربعة صواريخ في 5 يناير (كانون الثاني) الحالي، وقبلها استهداف قاعدة أميركية أخرى في حقل "كونيكو" في ريف دير الزور الشمالي الشرقي، لم يسفر عن إصابات أو أضرار مادية، بحسب بيان للقيادة المركزية الأميركية "سنتكوم".

ويميل الجمهور الموالي للنظام السوري إلى الاعتقاد بوجود أيادٍ خفية توجه الضربات للقواعد الأميركية من دون إيقاع ضحايا، وهي تحمي حقول البترول سعياً لتعزيز عودة التنظيم بشكل يهدد المنطقة، بالتالي شرعنة بقاء قوات التحالف بقيادة واشنطن بمناطق تعج بالنفط في شمال شرقي سوريا.

في المقابل، تقوم القوات الأميركية بعد توقف الحرب على "داعش" في آخر معاقله بمنطقة الباغوز بريف دير الزور الشرقي بتنفيذ عمليات نوعية في ملاحقة قيادات التنظيم وتعمل على تصفيتهم مستخدمة أحدث تقنيات الاستطلاع والرصد والتتبع.

 


100 عملية إرهابية 

ولطالما أبقت واشنطن التي دخلت معترك الصراع السوري في عام 2015، على قواعدها في سرية تامة إلى أن أعلن البنتاغون على لسان المتحدث باسمه لشؤون الشرق الأوسط إريك باهان عن استياء حيال كشف تركيا عن معلومات وإحداثيات عن قواعد كانت الولايات المتحدة حريصة على إبقائها تحت غطاء من السرية لأنها ستكون تحت خطر الاستهداف الدائم حتى بعد أفول "داعش"، وستكون قابلة للاختراق، ومن أشهرها قاعدتا التنف وحقل العمر.

في هذه الأثناء، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال عام 2022 مقتل 266 شخصاً على يد مجموعات "داعش" بمناطق متفرقة من البادية خلال أكثر من 100 عملية إرهابية مستخدماً أساليب الحرب الخاطفة والعصابات. وقال المرصد إن التنظيم ينشط على رقعة تمتد نحو أربعة آلاف كيلومتر مربع من منطقة جبل أبو رجمين في شمال شرقي تدمر، وصولاً إلى بادية دير الزور وريفها الغربي، إضافة إلى وجوده في بادية السخنة وفي شمال الحدود الإدارية لمحافظة السويداء.

ويأتي كل ذلك فيما تتجه الأنظار مجدداً إلى المصالحة السورية – التركية المحتملة، بالتالي من المتوقع أن تقود روسيا حملة عسكرية تشارك فيها سوريا وتركيا ضد المجموعات المسلحة في الشمال السوري بشقيه الشرقي والغربي، علاوة على تهيئة القوات الأميركية والتحالف الدولي الأجواء والعدة من جديد لاستئناف محاربة التنظيم الذي أطل برأسه مجدداً مع مطلع العام.

اقرأ المزيد

المزيد من متابعات