Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دواء جديد يساعد في شفاء رجل مصاب بسرطان عضال

يقول عامل التلحيم من مانشستر إنه "ما كان ليكون هنا" لولا مشاركته في التجربة  السريرية

لا يمكن الكشف عن اسم الدواء بسبب الطبيعة الاختبارية لهذه التجربة على سرطان القنوات الصفراوية (غيتي)

بفضل دواء جديد، شفي رجل من السرطان بالكامل بعد أن قيل له إن لديه 12 شهراً ليعيشها.

وتم تشخيص إصابة روبرت غلين، 51 سنة، وهو عامل تلحيم من ورسلي في مانشستر الكبرى بسرطان المرارة أو القنوات الصفراوية (bile duct cancer) بعد أن عانى ألماً حاداً في كتفه كان يبقيه مستيقظاً طوال الليل.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال غلين إنه "ما كان ليكون هنا" اليوم لولا نتائج التجربة السريرية التي أجرتها مؤسسة "كريستي" التابعة لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في مانشستر (Christie NHS Foundation Trust).

وعلى رغم سلسلة من صور الأشعة والفحوص لدى عيادة طبيبه العام، إلا أن اكتشاف إصابته بالسرطان تم بالصدفة عندما أصيب بالتهاب في المرارة.

وقبل يوم من عيد ميلاده الـ49 في أغسطس (آب) 2020، أُبلغ غلين بالأخبار المروعة وبأنه يعاني سرطان القنوات الصفراوية (وهو نوع من السرطان يتشكل في القنوات الصفراوية داخل الكبد).

كما يعرف هذا النوع من المرض أيضاً بسرطان المرارة وهو نوع فريد لا يتوفر كثير من الخيارات لعلاجه.

ففي المملكة المتحدة، يتم تشخيص حوالى 1000 شخص بهذا النوع من السرطان سنوياً فيما يعيش خمسة في المئة منهم لخمسة أعوام أو أكثر بعد تشخيصهم.

وقيل لغلين إن السرطان الذي أصيب به هو في مرحلة متقدمة وقد انتشر إلى غدته الكظرية (adrenal gland). وفي وقت لاحق، تمت إحالته إلى مؤسسة "كريستي" حيث قدم له الخبراء فرصة المشاركة في تجربة سريرية للعلاج المناعي.

وقبل البدء بالتجربة، تم تحليل الورم لدى غلين بهدف التحقق من وجود أي تغييرات جينية، إذ أظهرت النتيجة أن للورم ضغط طفرة عالية (عدد كبير من الطفرات الجينية في الخلايا) مما يفترض أن احتمالات استجابته الجيدة للعلاج مرتفعة.

بدأ غلين بتناول علاج مناعي سبق أن تمت الموافقة على استخدامه في أنواع سرطانات أخرى بما فيها سرطان الرئة والكلى والمريء.

وتم مزج العلاج الذي يعطى عن طريق التنقيط ويساعد الجهاز المناعي للفرد في محاربة السرطان، مع العلاج الكيماوي التقليدي.

لا يمكن الكشف عن اسم الدواء بسبب الطبيعة الاختبارية لهذه التجربة على سرطان القنوات الصفراوية.

وللمفاجأة، بدأ غلين يرى الأورام تتضاءل مع العلاج. فقد تراجع الورم في كبده من 12 سنتم إلى 2.6 سنتم فيما انكمش الورم في غدته الكظرية من سبعة سنتم إلى 4.1 سنتم.

ويعني هذا أن غلين كان قادراً على الخضوع لعملية جراحية في أبريل (نيسان) الماضي لإزالة الأورام.

ووجد الجراحون خلايا ميتة وحسب، مما يعني أن العلاج قضى على الخلايا السرطانية كافة.

وفي هذا السياق، قال غلين: "ما كنت لأكون هنا اليوم لولا هذه التجربة. عندما أتيحت لي فرصة المشاركة في هذا البحث، اقتنصتها على الفور. فالمرء يفعل كل ما في وسعه لتمديد فترة حياته. أشعر أنني محظوظ للغاية لأنني كنت مصاباً بالسرطان على مدى عامين من دون أن أدري. أشعر بسعادة عارمة لأنني تحررت بالكامل منه. بطريقة غريبة نوعاً ما، أدى التشخيص إلى قلب حياتي رأساً على عقب. مع زوجتي سيمون، أصبحنا نخرج إلى الطبيعة ونمشي لساعات. عندما يحصل أمر كهذا معك، تدرك أن الحياة وجدت لنعيشها".

منذ خضوعه للجراحة، لم يحتج غلين إلى أي علاج إضافي وأظهرت الصور التي أجراها كل ثلاثة أشهر أنه شفي تماماً من السرطان.

تجرى حالياً دراسات إضافية مع مزيد من المرضى على أمل التوصل إلى تغيير علاج سرطان القنوات الصفراوية.

وفي محاولة لعيش حياة صحية أكثر، غير غلين نظامه الغذائي بالكامل وفقد كيلوغرامات عدة من وزنه بعد أن بلغ عتبة 100 كلغ.

وقال: "توقفت عن تناول الأطعمة المصنعة والسكر المكرر والأجبان والألبان والحليب. أتناول الآن عصيراً صحياً بشكل يومي وعديد من الفاكهة والخضار العضوية وأحضر كل طعامي بنفسي من الصفر. نجحت في التخلص من 31 كلغ، الأمر الذي شكل خطوة هائلة بالنسبة إلي. أدركت أنه لا يسع المرء الاعتماد على الأطباء وحسب لمساعدته. عليه أن يساعد نفسه أيضاً. من المهم أن يبقى إيجابياً وألا يستسلم. فلا يحسم الأمر أبداً إلا عندما ينتهي بالكامل".

أُجريت التجارب السريرية بقيادة البروفسور خوان فالي وهو أخصائي أورام استشاري في "كريستي" وخبير عالمي بارز في سرطان القنوات الصفراوية.

وقد أشار إلى حالة غلين بالقول: "أبلى روبرت حسناً مع هذا المزيج العلاجي لأن ورمه كان يحمل طفرات متحولة مرتفعة أو عدداً كبيراً من الطفرات الجينية. لا يكون لدى غالبية المرضى المشخصين بهذه الحالة كثير من الطفرات في خلاياهم السرطانية ولهذا لا يكون العلاج بهذه الفعالية. لكن يسلط هذا الأمر الضوء على أهمية العلاج الشخصي (المخصص للشخص). يترقب الزملاء في جميع أنحاء العالم بشدة نتائج هذا البحث ودراسة أخرى موسعة لأن الأمر بوسعه أن يؤدي إلى تغيير كيفية معالجتنا للمرضى، كما في حالة روبرت، في المستقبل".

أسهمت وكالة "برس أسوسييشن" في إعداد هذه المقالة.

© The Independent

المزيد من صحة