Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

السعودية ستعلن استراتيجية للدفاع الوطني في 2023

مسؤول أميركي: البنتاغون يعمل كمستشار للرياض في تطوير خطة التحديث العسكري

تحتل السعودية المركز الثالث عالمياً في الإنفاق العسكري (أ ف ب)

على رغم التوترات التي اصطدم بها التعاون العسكري "السعودي - الأميركي" خلال الأشهر الماضية عقب قرار "أوبك+" خفض إنتاج النفط، إلا أن الطرفين على ما يبدو قد تجاوزا النقاط الخلافية واستعادا التنسيق في المشاريع الاستراتيجية.

إذ كشف جنرال أميركي كبير أن واشنطن اضطلعت في الفترة الماضية بدور رئيس في تطوير رؤية استراتيجية طويلة الأمد في مجال الأمن القومي ستكشف عنها الرياض قريباً.

وتعمل السعودية على تطوير استراتيجية للدفاع، حالها حال بقية القطاعات العامة التي أعلنت استراتيجياتها ضمن رؤية 2030، بالتعاون من جهات وشركات استشارية.

وبحسب صحيفة "ذي مونيتور" نقلاً عن القائد الأعلى للقوات الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال مايكل إريك كوريلا، فإن "البنتاغون" يقوم بدور الجهة الاستشارية في تطوير الاستراتيجية التي تعمل عليها السعودية منذ سنوات وسيتم الإعلان عنها مطلع العام المقبل 2023.

استراتيجية للدفاع 

وبحسب مصادر "اندبندنت عربية"، فإن العمل على الاستراتيجية بالتعاون مع وزارة الدفاع الأميركية قد بدأ عقب حادثة قصف منشآت أرامكو في سبتمبر (أيلول) 2019، فترة الإدارة الأميركية السابقة، إلا أن العمل تعطل مع قدوم الإدارة الديمقراطية.

وأضاف المصدر، أن العمل المشترك لتطوير الخطة استعاد زخمه عقب قمة جدة التي عقدت بحضور الرئيس الأميركي جو بايدن، وتضمن اتفاقاً سرياً لم تتضح كامل بنوده إلا أنه تضمن لعب السعودية دوراً أكبر في احتواء تضخم أسعار الطاقة مقابل امتيازات تحصل عليها الدولة الخليجية تضمّنت بنوداً عسكرية وأمنية.

 

وقال كوريلا للصحافيين في مؤتمر عبر الهاتف "السعوديون مهتمون جداً بالخطط الاستراتيجية واختارونا للعمل كشريك معهم".

ويدير الجنرال الأميركي عمليات واشنطن العسكرية في المنطقة منذ أبريل (نيسان) الماضي، خلفاً لفرانك ماكينزي الذي عينه ترمب في 2019.

وأوضح كوريلا في إفادته الصحافية "يسافر مخططونا الاستراتيجيون إلى السعودية بانتظام للعمل مع القادة العسكريين السعوديين لبناء أفكار من أجل رؤية استراتيجية طويلة المدى".

وأشار إلى أن الاستراتيجية تتضمن مسارين، الأولى للدفاع الوطني، والثانية تشمل الأمن الإقليمي، مضيفاً أن "خطة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان للتحديث العسكري الشاملة قد بلغت مرحلة حاسمة وسترى النور مطلع العام الجديد".

وتحاول إدارة بايدن توظيف خبرة البنتاغون لمساعدة السعودية في محاولة لإعادة بناء الثقة التي تزعزعت في الحليف التقليدي بسبب حوادث أمنية وعسكرية عبّر السعوديون عن خيبة أملهم بسببها.

وتطرح الإدارات الأميركية المتعاقبة فكرة بناء تحالف دفاعي إقليمي يدمج منظومات الدفاع الصاروخي في كيان واحد، ولم يتضح ما إذا كان مسار تطوير الأمن الإقليمي العسكرية يتضمن ذلك من عدمه.

عقود الضبّاط المتقاعدين

وتستفيد السعودية من التجربة الأميركية في الشرق الأوسط لتطوير منظومتها العسكرية وفقاً لما أفرزته حرب اليمن من نقاط اتضحت حاجتها إلى التطوير، كان آخر هذه الخطوات هي الزيارة التي أجراها رئيس هيئة الأركان العامة فياض الرويلي للقيادة المركزية الأميركية، وناقش مع كوريلا الخيارات الدفاعية المضادة للطائرات المسيّرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويختار كثير من الضبّاط الأميركيين المتقاعدين الانتقال إلى دول الخليج، والسعودية، للعمل بعقود استشارية خلال السنوات الماضية لتطوير القطاعات المسلّحة.

ففي تقرير نشرته "واشنطن بوست"، قدّرت عدد المتقاعدين العسكريين الذين يعملون جنباً إلى جنب مع وزارة الدفاع السعودية خلال السنوات الماضية بـ 15 جنرالاً وأدميرالاً، أحدهم هو الجنرال المتقاعد في مشاة البحرية، جيمس إل جونز، الذي شغل منصب مستشار الأمن القومي للرئيس الأسبق باراك أوباما، وبدأ العمل مع الرياض في عام 2017، واستعان بحوالي عشرة من كبار المسؤولين السابقين في البنتاغون، بمن فيهم وليام كوهين، الذي شغل منصب وزير الدفاع في إدارة الرئيس الأسبق بيل كلينتون.

التعاقد مع جونز تم بوصفه مالكاً لشركات استشارية في القطاع العسكري تملك عقوداً مع الدفاع السعودية، وتم الاستعانة بها بشكل مستقل عن الحكومة الأميركية بوصفها شركة خاصة مرخصة تقدم الحلول في مجالها.

موازنة عسكرية كبيرة

وكانت السعودية قد أعلنت عن موازنة 2023 في ديسمبر (كانون الأول) الجاري، وتضمنت زيادة ملحوظة في حصة القطاع العسكري، حيث بلغ 295 مليار ريال (78.4 مليار دولار).

ويشكل هذا المبلغ نحو ربع المصروفات المخصصة للقطاعات في موازنة 2023 (23.3 في المئة). وزاد الإنفاق المقدر للقطاع 5.8 في المئة عند 259 مليار ريال (68.86 مليار دولار) في موازنة العام المقبل، مقارنة بـتوقعات 2022 البالغة 245 مليار ريال (65.14 مليار دولار).

وفيما أطلقت الهيئة العامة للصناعات العسكرية استراتيجية الصناعات الدفاعية قبل أشهر من الآن، كشف مساعد وزير الدفاع للشؤون التنفيذية خالد البياري، عن نيّة لإنشاء جامعة سعودية للدفاع الوطني.

وقال في فعاليات مؤتمر الشراكات المستدامة "هناك مبادرة كبيرة الآن لإنشاء جامعة الدفاع الوطني لتكمل حلقة المنظومة التعليمية والتدريبية في جامعة الدفاع، وكل هذا يعطي انطباعاً بأن الموارد البشرية في الوزارة هي الأساس".

وتسعى رؤية 2030 لتطوير مركز القوات المسلحة السعودية على مستوى السلم العالمي بالنظر لحجم الإنفاق في القطاع، الذي يحتل المركز الثالث عالمياً ولا يتوافق ذلك مع ترتيبها، إضافة إلى توطين 50 في المئة من هذا الإنفاق قبل نهاية العقد الجاري.

المزيد من تقارير