Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أنا مسلمة وأحب عيد الميلاد فلا داعي لإعادة تسمية المناسبة من أجلي

لا يطلب غير المسيحيين من الناس أن تتم مراعاة مشاعرهم في عيد الميلاد، فهذا يجعلنا نبدو متصنعين ولئيمين

التعلم عن التاريخ والاندماج والمشاركة هو ما يخفف من شعور المرء بأنه غريب أو دخيل (رويترز)

أحب عيد الميلاد، طبعاً بطريقة علمانية تماماً، إذ إنني مسلمة "غير ملتزمة"، لذلك من المربك رؤية جامعة برايتون تصدر إرشادات من أجل تجنب استخدام كلمة "عيد الميلاد" Christmass والإشارة عوضاً عن ذلك إلى العطلة على أنها "فترة إغلاق فصل الشتاء".

أنا أفهم ما يحاولون فعله، هم لا يريدون أن يشعر أحد بأنه مستثنى أو مستبعد. ولكن هذه هي المشكلة الأساسية لليبراليين ذوي النوايا الحسنة. في استعجالهم لمنع الانزعاج أو الإساءة، تفوتهم قوة مشاركة الطقوس الدينية ويضرون بالتقاليد التي قد تشكل طريقة شاملة ومهمة من أجل ترابط المجتمعات. ينبغي الثناء عليهم لما بذلوه من جهود رامية إلى استخدام لغة أكثر شمولية، ومن الجيد أنهم يهتمون لأمر الناس، ولكن للأسف يبدو ذلك وكأنه فضيلة تتخذ طابعاً مهنياً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك بعض الوقاحة أيضاً. فغير المسيحيين لم يطلبوا من الناس أن تتم مراعاة مشاعرهم في عيد الميلاد، فهذا يجعلنا نبدو متصنعين ولئيمين. ولا ينتابنا جميعاً خوف من شهر ديسمبر (كانون الأول) ونتساءل كيف سنكون "مهمشين" [معزولين] في حفلة المكتب. بل يمكنني أن أضمن تقريباً أن هناك رغبة متساوية في التهام كعكة عيد الميلاد [كيك يشبه الحطب المقطوع أو جذع الشجرة يطلق عليه بالفرنسية اسم "بوش دو نويل"] بشهية في هذا الوقت من العام بغض النظر عن دينك.

في الحقيقة، يستمتع كثير من الناس بفترة الأعياد. وقد لا يكون هذا دينهم، بيد أن أشخاصاً كثيرين وجدوا طريقة للاحتفال بالموسم مستخدمين تقاليدهم الخاصة. في نيويورك، يشتهر عدد من اليهود بالخروج لتناول الطعام الصيني عشية عيد الميلاد، إذ يعلمون أن المطعم المحلي لن يكون مقفلاً على الأرجح. والمسلمون لهم حصة في هذا العيد أيضاً [يهمهم هذا العيد أيضاً ويحتفلون به]. كوننا مؤمنين بالمسيح، فإننا نتحدث عن عيسى ومريم في قصة الولادة من عذراء، وعلى غرار المسيحيين، قد نعتبر تلك الفترة من السنة وقتاً للتأمل والصلاة.

في الواقع، عيد الميلاد هو أحد أكثر العطلات شمولاً. إنها ظاهرة ثقافية سنوية يمكن للجميع المطالبة بها. فكلنا نرسل بطاقات المعايدة ونتلقاها، ولا يزال الآباء والأمهات من جميع الأديان يرغبون في رؤية أطفالهم في مسرحية عيد الميلاد في المدرسة، ومن منا لا يتحمس لما سيعرض على التلفاز في عيد الميلاد أو ينتظر بترقب إعلان جون لويس؟

واستطراداً، دعونا لا ننسى المزايا التجارية لعيد الميلاد أيضاً. فهذا جزء مهم من جدول الشتاء بالنسبة إلى أي شخص، وأنا مثلاً مولعة بصفقات الجمعة السوداء ومبيعات يناير (كانون الثاني) اللاحقة. وهذا الموسم معد، والأضواء والزينة والرنين اللطيف لأغاني عيد الميلاد في المتاجر تجعلها تجربة مشتركة.

والجدير بالذكر أن رئيس الوزراء البريطاني [ريشي سوناك]، وهو هندوسي، يزين عتبة باب بيته برسمة رانغولي [وهي عبارة عن تصميم له أهميته في الدين الهندوسي] وفي الوقت نفسه يضع  شجرة عيد الميلاد. إذاً، لست مضطراً إلى أن تحد وتقيد نفسك بإيمانك، فأنت أيضاً يمكنك أن تتمنى بصدق "عيد ميلاد مجيد" لأبناء بلدك المسيحيين.

وتجدر الإشارة إلى أن التعلم عن التاريخ والاندماج والمشاركة هو ما يخفف من شعور المرء بأنه غريب أو دخيل. خلال سنوات نشأتي، لم يكن عيد الميلاد يهمنا، ولكن دائماً ما كان أصدقائي يدعونني إلى قضاء يوم العيد معهم وكنت أستمتع به كثيراً. في الواقع، لقد ساعدني ذلك في الإحساس بأنني جزء من شيء ما. وكنت بدوري أوجه لهم دعوة في أعيادنا لأن رغبة الآخرين أيضاً في التعرف على بيئتك واحتفالاتك تعتبر إطراء.

في النهاية، هذه عطلة بالنسبة إلى معظمنا، إلا إذا كنت تدير مطعماً صينياً في نيويورك بالطبع. إنه وقت تقضيه مع العائلة، وتتذكر فيه أن تظهر حسن النية للناس كافة، وتأمل في الحصول على قليل من سحر الميلاد لكي يخفف من تعبك ومعاناتك في نهاية العام. أين الإساءة في ذلك بحق السماء؟

© The Independent

المزيد من آراء