Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ريشي سوناك يمتلك حظوظا للفوز في الانتخابات المقبلة

نتائج انتخابات ستريتفورد وأورمستون الفرعية أدت إلى انقسام الآراء في شأن فرص حزب العمال في انتخابات عام 2024

عندما يحين وقت الاختيار ما بين ريشي سوناك وكير ستارمر فإن الناخبين قد ينقسمون بالتساوي (رويترز)

كأحد البلاشفة في عشاء بيتر ماندلسون التذكاري الذي تقدم فيه وجبة الديمسم الصينية، توقعت أن يبقى ريشي سوناك رئيساً للوزراء بعد الانتخابات المقبلة. البلاشفة، أي الأكثرية في اللغة الروسية، جادلت بأن الوضع الاقتصادي من شأنه أن ينقلب [للأفضل]، وعندما يحين الوقت للاختيار ما بين سوناك وكير ستارمر فإن الناخبين قد ينقسمون بالتساوي، وهو ما قد يكون كافياً لصمود المحافظين [في الحكم].

من ناحية أخرى، جادل المناشفة، أي الأقلية في عشاء التنبؤات السنوية الذي سمي تكريماً للورد ماندلسون (ولكن يجب التأكيد هنا أن هذا جرى من دون علمه أو موافقته)، أن حزب المحافظين قد حطم شيئاً أساسياً، ولم تفلح محاولة إعادة إطلاق عمل الحزب في إعادته إلى وضع مثالي.

في تلك المحاولة، أنجز بوريس جونسون وليز تراس ما يماثل كارثة سعر الصرف الأوروبي في عام 1992 [ما عرف بالأربعاء الأسود، وحصل ذلك في سبتمبر 1992، عندما اضطرت الحكومة البريطانية إلى سحب الجنيه الاسترليني من التداول عبر آلية سعر الصرف الأوروبية (ERM) بعد محاولة فاشلة لإبقاء الجنيه أعلى من الحد الأدنى من سعر الصرف الذي تفرضه إدارة مخاطر النقد]، بحسب المناشفة، والذين أضافوا أن "14 سنة مهدرة" بحلول وقت الانتخابات ستكون كافية للدفع بالمنافس كير الكفء ستارمر إلى رقم 10 داونينغ ستريت على رأس حكومة غالبية عمالية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وكما كانت الحال في السياسة الروسية السابقة للثورة، فإن كل شيء ينظر إليه الآن من خلال منظور البلشفية أو المنشفية [أي الغالبية والأقلية]. لقد لحظنا نحن البلشفيين في نسبة 10 في المئة من الأصوات التي ذهبت إلى حزب العمال في الانتخابات الفرعية التي جرت يوم الخميس في ستريتفورد وأورمستون بمانشستر الكبرى ما يشير إلى احتمال أن يكون هناك برلمان معلق إذا ما جرت انتخابات عامة الآن، على افتراض بقاء سوناك في منصبه على مدى 18 شهراً مقبلة.

أما المناشفة فكان رأيهم أن الانتخابات الفرعية جاءت متماشية مع استطلاعات الرأي العام الوطني التي تشير إلى أن الحكومة المقبلة ستكون حكومة غالبية عمالية. وقد استشهد كلا الجانبين بالبروفيسور السير جون كورتيس الذي يمكن تشبيهه بكارل ماركس في هذا السجال.

كانت الانتخابات الفرعية مثيرة للاهتمام في المقام الأول لأن نتيجتها تعني الآن وجود نائبين من عائلة ويسترن: أندرو، الفائز في دائرة ستريتفورد وأورمستون، ومات، النائب العمالي عن دائرة وارويك وليمنغتون، الذي سيعرف الآن باسم ويسترن الجنوبي بينما يكون أندرو ويسترن الشمالي [في إيحاء لاسم ويسترن الذي يعني الغرب بالإنجليزية]. قادني هذا إلى البحث عن النواب الذي يحملون أسماء أحد الاتجاهات الأربعة، وبفضل مساعدة أندرو غراي، اكتشفت أنه سبق وكان هناك أربعة نواب يحملون اسم دادلي نورث [الشمال] وينحدرون جميعهم من النائب الذي احتفظ بمقعده لفترة طويلة قبل الحرب الأهلية (كان اسم إحدى حفيداته دادليا نورث)، وأعتقد أن هؤلاء النواب يمثلون الحالات الوحيدة للنواب الذين يحملون الاسم الكامل نفسه لما أصبحت لاحقاً اسم دائرة انتخابية برلمانية.

لكن الانتخابات الفرعية كانت أيضاً مثيرة للاهتمام كمؤشر لاتجاهات التصويت، إلا أنها لم تأت بالكثير، إذ كانت نسبة المشاركة 26 في المئة فقط وكانت تغطية المنافسات أقل أهمية من تلك التي أجريت في الانتخابات الفرعية في تشيستر قبل أسبوعين، لكن الشيء الأكثر إنصافاً الذي يمكن قوله عن ستريتفورد، بالنسبة إلى أولئك الذين ليسوا بلشفيين ولا منشفيين، هو أن ما قدمته من أدلة لم يكن حاسماً.

كانت نسبة الأصوات التي تحولت إلى حزب العمال أقل من نسبة 14 في المئة التي سجلت في تشيستر، ولكن أهمية تشيستر أكثر هامشية بعد استعادة المحافظين السيطرة عليها عام 2010. وعلى رغم أن تبدل المقاعد في ستريتفورد، إذا تكرر على مستوى البلاد في انتخابات عامة، قد تؤدي إلى بروز برلمان معلق، فإن النتيجة كانت تتماشى مع نماذج استطلاعات الرأي الوطنية حول المقاعد الفردية التي تأخذ في الاعتبار نسبة التصويت الأقل المتاحة لـ"قلب" المقاعد المؤمنة. وتتوقع استطلاعات الرأي العام الوطنية حالياً نشوء غالبية عمالية في البرلمان.

ويلفت أستاذ السياسة في جامعة مانشستر روب فورد إلى أن صورة الانتخابات الفرعية الكاملة للبرلمان تشير إلى خسارة حزب العمال الانتخابات العامة، في حين أن الانتخابات الفرعية الأخيرة وحدها تشير إلى أن حزب العمال بالكاد سيفوز.

ومع ذلك، أعود إلى الخطاب الذي ألقيته على الرفاق في عشاء ديمسم، الذي جادلت فيه أولاً بأن سوناك ليس في وضع سيئ كما كان جون ميجور قبل انتخابات عام 1997، وثانياً أن ستارمر ليس في وضع جيد كما كان توني بلير، وثالثاً أن المشهد الانتخابي أكثر مشقة للعمال مما كان عليه في ذلك الوقت.

فحزب العمال لا ينطلق من قاعدة أدنى مما كانت عليه في عام 1992 فحسب، عندما كان ميجور يتمتع بغالبية 21 فقط، بل إن خسارة اسكتلندا والتركيز المتزايد لأصوات العمال في معاقلها الحضرية يعني أن حكومة بغالبية عمالية أبعد ما تكون عن متناول الحزب. ويتطلب تحقيق الغالبية إنجازاً أكبر من ذلك الذي حققه بلير يوم تقدم حزب العمال بنحو 12 نقطة مئوية في حصة الأصوات.

وهذا بالمناسبة ليس لأن نظام التصويت منحاز بطبيعته ضد العمال، ففي وقت بلير كان منحازاً لصالحهم، ولكن لأن توزع أصوات العمال صار الآن "غير كفء"، وفق مصطلحات علم الإحصاء والاقتراع. وفقاً لجيمس كاناغاسوريام، المعلم الكبير الذي حدد لأول مرة الجدار الأحمر، فإن الحدود الجديدة التي ستدخل حيز التنفيذ في العام المقبل، والتي تساوي بين أحجام الدوائر الانتخابية ومن شأنها أن تجعل النظام أكثر إنصافاً، ستكلف المحافظين ستة مقاعد.

ويقول باتريك إنغلش من "يوغوف" YouGov إنه وفقاً لحساباته، إذا تكررت حصص التصويت التي فاز بها في عام 1997 في عام 2024، فسيكون لحزب العمال غالبية ضئيلة، إن وجدت، بدلاً من غالبية بلير البالغة 179.

وقد يتلخص الموقف المعقول في تقسيم الفارق بين البلاشفة والمناشفة والتنبؤ ببرلمان معلق حيث يكاد يكون من المؤكد أن يكون ستارمر رئيساً للوزراء وزعيماً لحكومة أقلية عمالية، لأن وحده الحزب الديمقراطي الاتحادي DUP قد يفكر في دعم حكومة محافظين.

ولكن الحكومات تخسر الانتخابات، إنما نحن البلاشفة لم نقتنع بعد بأن هذه الحكومة قد استسلمت.

© The Independent

المزيد من آراء