Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لدينا الآن لمحة محبطة عن شكل الانتخابات القادمة في بريطانيا

كير ستارمر وريشي سوناك يتبادلان الشعارات البائسة في جلسة استجواب رئيس الوزراء

هجوم رئيس الوزراء المضاد كان غير فعال (رويترز)

كان أول سؤال طرحه كير ستارمر في مجلس العموم اليوم عن مدرسة وينتشستر الخاصة التي درس فيها ريشي سوناك، وكان هذا السؤال من النوع الذي لم يكن توني بلير ليطرحه أبداً، ليس فقط لأن بلير ذهب إلى مدرسة "فيتيس" Fettes، وهي مدرسة تتقاضى الرسوم في إدنبره. ولم يكن بلير ليسأل ذلك السؤال لأنه يتفق مع ريشي سوناك الذي قال إن "هذه دولة تؤمن بالفرصة وليس بالامتعاض".

هذه ليست مسألة يمكن تسويتها من خلال استطلاع للرأي، كان البعض في حزب العمال سعيداً لأن صحيفة "ديلي ميل" خصصت صفحتها الأولى مرتين هذا الأسبوع لمهاجمة سياسة الحزب المتمثلة في فرض ضريبة القيمة المضافة على الرسوم المدرسية. وهم يلفتون إلى نتائج استطلاع الرأي التي تشير إلى أن هذه السياسة تحظى بالشعبية متبجحين بأن "ديلي ميل" تقدم دعاية مجانية لها.

وتحظى هذه السياسة بشعبية خاصة إذا ما تعلق الأمر "بإنهاء الإعفاء الضريبي" للمدارس الخاصة، أو حتى كما وصف ستارمر الأمر اليوم بمنع الحكومة من "منح" 6 ملايين جنيه استرليني لمدرسة مثل مدرسة وينتشستر، ولكن "زيادة الضرائب على شخص آخر" دائماً ما تحظى بشعبية كبيرة في استطلاعات الرأي، سواء كان ذلك الآخر مدرسة خاصة أو شركة نفط عملاقة أو أجنبية، لكن ربما يكون من المهم بالقدر نفسه أن تجد استطلاعات الرأي الأخرى أن معظم الناس في بريطانيا سيرسلون أطفالهم إلى مدرسة خاصة إذا كان بإمكانهم تحمل كلفتها.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

يقول مستشارو ستارمر إن بريطانيا قد تغيرت عما كانت عليه في عهد بلير، وسيكون علينا أن ننتظر لنرى ذلك. والاختبار الوحيد هو إجراء انتخابات عامة تؤثر فيها أشياء كثيرة أخرى على النتيجة بحيث لا يمكن تناول أثر سياسة واحدة بمفرده.

من المفهوم أن ستارمر فشل في مقاومة موضوع فرض الضرائب على الرسوم المدرسية، لأن مايكل غوف، الوزير [من حزب المحافظين] ذا النزعة البليرية المتطرفة [نسبة إلى توني بلير]، كتب ذات مرة مقالاً يناصر فيه فرض ضريبة القيمة المضافة على الرسوم المدرسية استخدم فيها بعض العبارات البذيئة المعتادة من قبيل تسمية الإعفاء "دعم الدولة الشنيع" والقول، "بالكاد يمكن العثور على طريقة أفضل لإنهاء أوجه الظلم الحارقة [كتبت المقالة في عهد تيريزا ماي] من إلغاء هذه الهبات".

ما كان غير مفهوماً بالقدر الكافي هو قرار ستارمر شخصنة هجومه على المدرسة الخاصة التي ارتادها سوناك، وهو ما كان محاولة لاستخدام ثروة سوناك ضده بشكل غير مباشر. كانت تلك محاولة غاشمة وفظة، وربما غير مجدية أبداً.

من ناحية أخرى، كان الهجوم المضاد الذي شنه رئيس الوزراء بإلقاء اللوم على ستارمر لإغلاق المدارس خلال الوباء بسبب "أسياده النقابيين" قاسياً، ولكنه غير فعال. في الحملة الانتخابية التي تتشكل ملامحها بين ستارمر وسوناك، لدى زعيم حزب العمال بالفعل جبهتان واضحتان للهجوم: "أنت شديد الثراء" و"شديد الضعف". لا أظن أن الجبهة الأولى تنفع بأي شيء، مثلما لا ينفع مستشارو ستارمر أيضاً، إلا أنها تساعد في تصوير الخصم على أنه منفصل عن الواقع، لا سيما في مواجهة الصعاب.

أما الجبهة الثانية فهي رجم بالغيب. قيل لي إن فكرة أن سوناك "ضعيف" لا تجد صدى يذكر في مجموعات التركيز [مجموعة صغيرة من الناس يجري جمعها لدراسة الانطباعات المحتملة من مواضيع مختلفة] من الناخبين المتأرجحين، ولكن الهجوم مصمم لإعداد المشهد للصعوبات الحتمية التي سيواجهها رئيس الوزراء في جمع شمل حزبه المنقسم في الفترة التي تسبق الانتخابات. ربما تجدي تلك الجبهة في الوقت المناسب.

ومن هنا تأتي أهمية المجموعة الثانية من الأسئلة التي طرحها ستارمر، وهي التي ترمي إلى استغلال انقسامات المحافظين على السياسة الوطنية لبناء المنازل. قبل 18 شهراً فقط، بعد الانتخابات الفرعية في تشيشام وأمرشام التي خسرها المحافظون لحملة الليبراليين الديمقراطيين الساخرة من "التنمية المفرطة"، كان حزب العمال يصدر ملصقات تسأل: "هل تريدون أن يبني المطورون العقاريون على مساحاتكم الخضراء دون موافقتكم؟".

واليوم، كان ستارمر يقدم دعم حزب العمال لسوناك لتمرير مشروع قانونه الذي من شأنه أن يسمح للمطورين العقاريين بالبناء على المساحات الخضراء مع هامش رأي ضئيل للسكان المحليين.

لدى سوناك القليل مما يستند إليه في شن هجوم مضاد، وقد جرب محاولات من قبيل "سبق لك وأن أردت أن يكون جيريمي كوربين رئيساً للوزراء"، لكن أحداً لم يكترث. أما محاولة اليوم فكانت "أسيادك النقابيون" والقول إن ستارمر كان "أضعف من أن يمنع النواب في حزبه من الانضمام إلى صفوف الاعتصام". يتعاطف معظم الناخبين مع العمال المضربين، حتى لو اتفقوا مع سوناك على أن البلاد لا تستطيع تحمل زيادات كبيرة في الأجور في القطاع العام.

كان لدى بوريس جونسون عديد من المداخل التي هاجم منها ستارمر من قبيل نعته بــ"الكابتن هيندسايت" [إشارة إلى شخصية كارتونية تدرك الحقيقة بعد فوات الأوان] والمحامي الليبرالي اليساري على وجه الخصوص، لكن سوناك ليس بارعاً في العروض الهزلية، بالتالي انتهى به الأمر إلى تقديم حجج جادة لم تترك أي انطباع على الإطلاق. إنه محق تماماً في أن ما يهم بالفعل في التعليم هو أنه وجيرمي هانت يعيدان تمويل كل تلميذ في مدارس الدولة إلى مستويات عام 2010، لكن ما من فضل ينسب إلى الحكومة في ذلك.

لقد ربحت هجمات ستارمر المشخصنة ومواقفه الانتهازية في مجلس العموم، وأخشى أن تفلح أيضاً في الانتخابات العامة.

© The Independent

المزيد من تحلیل