Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

30 كاتبا عربيا يعبرون الحواجز للمشاركة في ملتقى فلسطين الثاني للرواية

ذكرى غسان كنفاني باتت موعداً سنوياً... والتعدد يغني اللقاءات

افتتاح المؤتمر بحفلة تراثية فلسطينية (يوتيوب)

تحدى نحو ثلاثين روائياً عربياً حال الحصار الثقافي الذي تسعى إسرائيل إلى فرضه على فلسطين والفلسطينيين، واجتازوا الحواجز ليشاركوا في ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية الذي يصادف يوم ذكرى رحيل الكاتب والمناضل الكبير غسان كنفاني (1936-1972) مؤسس الرواية الفلسطينية الحديثة. ولم يبال هؤلاء الروائيون العرب الذي يزورون أرض فلسطين بتهمة التطبيع التي ما برح يتسلح بها بعض "فرسان" جبهة الممانعة والصمود والتصدي ويطلقونها عشوائياً على كل عربي يقصد أراضي السلطة الفلسطينية. والملتقى الذي انطلق أخيراً تنظمه وزارة الثقافة الفلسطينية وتتوزع ندواته في رام الله والبيرة وطولكرم وبيت لحم، ويستمر خمسة أيام.

وكان وزير الثقافة عاطف أبو سيف شدد على أن "الملتقى يسعى إلى كسر العزلة الثقافية التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي وسلطاته إلى فرضها وتعزيزها". ومعروف أن سلطات الاحتلال تحاول دوماً عرقلة دخول المثقفين العرب إلى فلسطين عبر حرمانهم من تصاريح الدخول.

يشارك في الملتقى 45 روائياً وكاتباً بينهم نحو 30 روائياً عربياً من 12 دولة هي مصر وتونس والجزائر والأردن والعراق وسوريا واليمن وليبيا وسلطنة عمان والسودان والكويت والمغرب. ومن أبرز المشاركين العرب: التونسي شكري المبخوت والجزائري أمين الزاوي واليمني علي المقري والعمانية بشرى خلفان والكويتي طالب الرفاعي والليبية نجوى بن شتوان والسوداني أمير تاج السر والسوري خليل النعيمي والمصري أشرف العشماوي والمغربي بنسالم حميش والجزائري سمير القسيمي والسوداني طارق الطي والسوري جان دوست وسواهم.

ويشارك 15 روائياً وكاتباً فلسطينياً من الضفة الغربية وغزة والداخل والمهجر من بينهم محمود شقير ويحيى يخلف وليانة بدر وثورة حوامد وأكرم مسلم وإبراهيم أبو هشهش والروائي الفلسطيني الأردني إبراهيم نصرالله الذي يحتفي الملتقى بتجربته ويقيم له لقاء خاصاً.

 

أما ندوات أو جلسات الملتقى فتدور حول ستة محاور هي: الكتابة السردية عن الوطن من المنفى، الرواية في السينما والمسرح والتلفزيون، أدب الفتيان وتحديات الانتشار في زمن الثورة التقنية، الرواية في العصر الرقمي: مابين التماهي والتصدي، ترجمة الرواية العربية: السؤال الجمالي والنقدي، هل باتت الرواية ديوان العرب. وكانت أقيمت الدورة الأولى من الملتقى في 2017 وحملت اسم الكاتب الراحل نبيل خوري مؤلف "ثلاثية فلسطين".

وتحدث رئيس الوزراء الفلسطيني محمد إشتية في حفلة الافتتاح التي جرت في دار بلدية رام الله مستهلاً كلمته بوصف كنفاني بـ"صاحب القلم ذي الرأس المبريّ كحد الرصاصة". وقال: "غسان كنفاني زرع فينا الوعي، وتتلمذنا على ما كتبه عندما دعا إلى الثورة، حين كان يقول: "لماذا لم يدقوا جدران الخزان؟"، وجوابي: غسان كنفاني، وأنت في قبرك، الشعب الفلسطيني دق جدران الخزان".

ولفت إشتية إلى أنّ من بين المعارك الرئيسة التي "نخوضها مع الاحتلال، معركة الرواية، وهي معركة متراكمة حتى اليوم، فما يجري في فلسطين والقدس معركة رواية، لأنهم يريدون هيمنة الرواية اليهودية على حساب الرواية المسيحية والإسلامية عن فلسطين والقدس، وهي رواية تقوم على نفي الآخر". وشدد على أن فلسطين شكلت مركزاً ثقافياً على مدار التاريخ، فمنذ الكنعانيين الأوائل، والشعب الفلسطيني راسخ في أرضه، وإن تبدلت الاستعمارات والاحتلالات. وقال: "على مدار التاريخ، روايتنا رسمت صورة فلسطين في العالم، ولهذا على المبدعين من الروائيين الفلسطينيين والعرب ترجمة رواياتهم إلى لغات العالم، كي تتحول هذه الروايات العربية والفلسطينية إلى وثيقة في سجلات العالم. فالتزوير المتعمّد لتاريخنا وجغرافيتنا، لن يغير الحقائق. سنبقى أوفياء لتاريخنا، ولجغرافيتنا، وما يكتبه الروائيون العرب عن فلسطين هو أصدق ما يكتب، وهذا ينطبق على ما كتبه الروائيون الفلسطينيون".

وقال مخاطباً الروائيات والروائيين العرب المشاركين في الملتقى: "حين تتحدثون مع الفلسطينيين وتستمعون إليهم، ستكتشفون أن كل فلسطيني رواية بحد ذاته"، واستشهد بمقولة كنفاني: "لم يعد البرتقال حزيناً في يافا، فقد تم اغتيال البرتقال، كما يغتالون أشجار الزيتون في الأراضي المحتلة العام 1967، حين اقتلع الاحتلال وقتذاك مليونين ونصف مليون شجرة، من بينها ثمانمئة ألف شجرة زيتون وقد تم اقتلاعها كما اقتلع الفلسطيني من أرضه العام 1948، حيث سوّيت بالأرض 481 قرية، كي لا يعود الفلسطيني إليها. ولكن بقي ما كتبت عنه سحر خليفة، وهو "شجرة الصبّار"، التي كلما اقتلعت نبتت مجدداً كما الشعب الفلسطيني. كلما حاولوا اقتلاعنا سننبت من جديد".

أما وزير الثقافة عاطف أبو سيف فتحدث في كلمته عن ذكرى استشهاد كنفاني، الذي "دق جدران الصمت والخرس، فراح صدى نبضه يرجّ الكون، ويعلي صرخة الحكاية، ويرسم بلون الأرض اسم البلاد".

وقال: "في الثامن من يوليو (تموز)، يحمل ملتقى فلسطين الثاني للرواية العربية، رسالة واضحة نؤكد من خلالها أهمية الفعل الثقافي العربي، من خلال مشاركة الروائيات والروائيين العرب في فعاليات الملتقى، بخاصة ونحن نواجه ونجابه كل سياسات المحو والإلغاء التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي المسنود بكامل الدعم الأميركي الذي يعزز دور الاحتلال في المزيد من النهب والسلب والتغيير للمعالم والتاريخ والجغرافية في فلسطين والقدس قلبها".

وخلال حفلة الافتتاح قدمت "فرقة جامعة الاستقلال للفنون الشعبية" لوحات فنية على خلفية أغنيات وطنية وتراثية لاقت استحسان الحضور من فلسطينيين وعرب.

المزيد من ثقافة