Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الناخبون الريفيون في "خنادق معركة" أزمة المناخ يتوخون الحذر من بايدن

استمرار الجفاف في كاليفورنيا أدى إلى تراجع مساحة زراعة الرز في مقاطعتي كولوزا وغلين

مياه الأنهار والبحيرات تدنت إلى مستويات قياسية بسبب الجفاف الناتج من التغير المناخي (أ ب)

أدى الجفاف في كاليفورنيا إلى أن تزرع راكيل كراتش، مزارعة رز وخريجة في جامعة ساكرامنتو فالي، كمية قليلة. باستخدام المياه الجوفية، زرعت برفقة زوجها 75 فداناً هذا العام للحفاظ على سوق إنتاجهما. أما المساحة المتبقية من الـ200 فدان التي كانت تزرعها في السابق، فبقيت فارغة غير مزروعة بسبب إمدادات المياه الشحيحة.

وتقول المنتمية إلى الحزب الديمقراطي البالغة 53 سنة إنه أصبح واضحاً بالنسبة إليها أن التغيير المناخي هو السبب وراء ذلك. ولكنها تعتبر أن هذا المفهوم يشهد انقساماً شديداً في مجتمعها.

وتذكر كراتش، "علاقاتنا مع جيراننا محدودة بشكل كبير بسبب اختلاف وجهات نظرنا. غالباً ما لا نتطرق إلى موضوع التغير المناخي لأن آراءنا مختلفة كثيراً".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ترخي تأثيرات التغير المناخي بثقلها على المجتمعات في أنحاء البلاد كافة بما فيها المجتمع الذي تعيش كراتش فيه، ومع ذلك، يبدو أن الناخبين في المناطق الريفية هم الأقل عرضة للشعور بأن واشنطن تقف في صفهم في هذه المسألة. ويعتبر الأميركيون والخبراء في المناطق الريفية أن هناك انقطاعاً تاماً بين الطريقة التي يتحدث فيها القادة عن التغير المناخي وتلك التي تختبر فيها تلك المجتمعات ذلك التغير.

ويظهر استطلاع "أسوشييتد برس فوت كاست" (AP VoteCast) وهو مسح شامل للناخبين في انتخابات منتصف الولاية 2022، اختلافات واضحة بين المجتمعات الحضرية والريفية في ما يتعلق بشعور الناخبين تجاه طريقة إدارة الرئيس جو بايدن للأزمة المناخية وسواء يؤثر التغير المناخي في مجتمعاتهم.

ويوافق حوالى نصف الناخبين على مستوى البلاد على طريقة مقاربة الرئيس بايدن للمسألة، على رغم تمرير قانون خفض التضخم" (Inflation Reduction Act) هذا الصيف مما يعني القيام باستثمارات تاريخية تهدف إلى خفض الانبعاثات التي تسبب التغير المناخي. وفيما يبدي ستة من أصل 10 ناخبين في المدن موافقتهم على هذا الأمر، ينخفض الرقم إلى حوالى النصف لسكان الضواحي وإلى أربعة من أصل 10 في أوساط الناخبين في المناطق الريفية.

ويسود الانقسام الحضري- الريفي ضمن الحزب الجمهوري أيضاً، مما يظهر أن هذه الاختلافات غير مدفوعة حصراً بانقسام حزبي بين المدن الزرقاء (الديمقراطيون) والمناطق الريفية الحمراء (الجمهوريون). وفيما يتفق 27 في المئة من الجمهوريين الحضريين على قيادة بايدن لمسألة المناخ، يقول 14 في المئة من الجمهوريين في البلدات الصغيرة والريفية الأمر نفسه بحسب ما أظهر استطلاع "فوت كاست".

وفي هذا السياق، تقترح سارة جاينس، المديرة التنفيذية لمبادرة الديمقراطية الريفية (Rural Democracy Initiative) التي تؤمن التمويل للمجموعات التي تدعم السياسات التطويرية في المناطق الريفية، أن الانقسام الشامل بين المناطق الحضرية والريفية مرتبط بشكل كبير بمسائل إيصال الرسائل. وتقول جاينس، "قلة من الأشخاص في المناطق الريفية والبلدات الصغيرة يعتبرون أن الديمقراطيين يقاتلون في سبيل أشخاص مثلهم، ولهذا تبرز مسألة ثقة في أوساط المحازبين. أعتقد بأن المسألة مرتبطة أيضاً بعدم رغبة الأشخاص في الإشارة إلى أنهم يدعمون الديمقراطيين في المجتمعات الريفية في الوقت الحالي".

كما يظهر الاستطلاع أنه على رغم الأزمات المناخية على مستوى البلاد بأكملها – من الأعاصير إلى حرائق الغابات وموجات الجفاف – ينتشر قلق متفاوت بين الناخبين في شأن وجود التغير المناخي في مكان قريب من منازلهم. ويشعر حوالى ثلاثة أرباع الناخبين في المدن بالقلق من آثار التغير المناخي في مجتمعاتهم مقارنة بحوالى ستة من أصل 10 من سكان الضواحي ونصف الناخبين في البلدات الصغيرة والأرياف.

لا يفسر هذا الاختلاف بالضرورة من خلال نقص الاعتقاد بالتغير المناخي في أوساط المجتمعات الريفية. وأظهر استطلاع أجرته "أسوشييتد برس-نورك" (AP-NORC) في سبتمبر (أيلول) أن الغالبية في مختلف أنواع المجتمعات تعتبر أن التغير المناخي يحدث فعلاً.

وتضيف جاينس، "إن كنتم تتكلمون عن المناخ بشكل عام، ربما يتساءل سكان الريف ’هل حقاً تهتمون لأمرنا؟ هل تتحدثون عنا‘؟ وإذا سألتموهم إن كانوا قلقين في شأن الفيضانات وأزمة المناخ وتأثيرات المناخ المتطرف، لا شك في أنكم ستلمسون إيجابية أكبر عندما تقابلونهم أينما كانوا".

في المجتمع الذي تعيش فيه كراتش، تقول إن "الجميع يدركون بوضوح شح المياه ووجود الجفاف. ولكن، إذا ما كانوا يلقون اللوم في ذلك على التغير المناخي، فهو أمر مختلف".

على الصعيد الوطني، يعني الطقس المتطرف أن الزراعة تلقت ضربات ضخمة. وليست تجربة كراتش الوحيدة في هذا المجال، إذ إن استمرار الجفاف في كاليفورنيا أدى إلى تراجع مساحة زراعة الرز في مقاطعتي كولوزا وغلين بنسبة ثلاثة أرباع في الأقل بحسب تحليل أجراه آرون سميث، الاقتصادي الزراعي في جامعة كاليفورنيا، دافيس. وفي تكساس، أدى الجفاف وموجة الحر الشديد إلى إهمال ما يفوق 70 في المئة من محاصيل القطن. وفي ولاية جورجيا، بدأ المزارعون بزراعة الحمضيات مع ارتفاع الحرارة بشكل أصبحت معه زراعة الخوخ صعبة، إن لم تكن مستحيلة.

جوناثان هلاديك، مدير السياسة في "مركز الشؤون الريفية في نبراسكا" وهي منظمة تسلط الضوء على تطوير المجتمع الريفي بما في ذلك الإشراف البيئي، قال إن طبيعة غالبية العمل الذي يقوم به سكان الأرياف يجعل النظر إلى النطاق العالمي أمراً مستحيلاً – كما في الزراعة. وأضاف، "يختبر المزارعون تغير المناخ بطريقة مختلفة بشكل كبير عما يعانيه كثير من سكان المدن. إنه موجود في كل جزء من عملهم. إنها معركة يخوضونها يومياً تقريباً. فأنت موجود في ذلك الخندق كل يوم ومن الصعب فعلاً التراجع والنظر إلى حجم الصورة الكبيرة".

ترعرعت أوليفيا ستودت، 20 سنة، وهي طالبة سنة أولى في جامعة ولاية أيوا، في عائلة من الجيل الرابع من زراعة الذرة والفاصولياء والمحاصيل الصفية [نوع من المحاصيل الزراعية التي تزرع عادة باستعمال آليات الزرع الميكانيكية في خطوط فردية متباعدة الصفوف للسماح بمرور الآليات خلال الأجزاء الأولى من موسم النمو] في ماربل روك في أيوا. وتقول أوليفيا وهي مؤيدة للحزب الجمهوري إن عاملاً آخر أسهم في الانقسام حول المسائل المناخية وهو متمثل في أن بعض الأشخاص الريفيين يعتقدون بأن المجتمعات الحضرية يلقون اللوم عليهم بشكل استنسابي في مسائل المناخ من دون أن ينظروا إلى أنفسهم أولاً. وأردفت ستودت، "دائماً ما تبرز الحاجة إلى إيجاد كبش محرقة، ويبدو أن المجتمعات الريفية هي ذلك الكبش بالنسبة إلى مناطق حضرية كثيرة. ولكن لا يتحمل طرف واحد اللوم كله أو يتسبب وحده بالمشكلات كافة".

تدرك ستودت جيداً مدى تفكير المجتمعات الزراعية في الموارد الطبيعية - لا تستخدم عائلتها الأرض فحسب بل تحافظ عليها للمستقبل، ويمكن أن يكون هذا الاتصال بالأرض بعيداً للغاية من سكان المدن. عندما ترى التطور الهائل في المدن والتلوث الصادر عنه، فيما يتم إلقاء اللوم على قطاع الزراعة في التغير المناخي، تشعر بالغضب.

وفي سياق متصل، تبدو النتائج معقدة بعض الشيء بسبب نقص المعرفة في شأن الخطوات المناخية التي يتبعها بايدن. فقد وجد استطلاع "AP-NORC" الذي أجري في سبتمبر أن حوالى ستة من أصل 10 من البالغين في الولايات المتحدة أشاروا إلى أنهم يعرفون قليلاً أو لا شيء عن قانون خفض التضخم وهو قانون يروج نفسه على نطاق واسع بأنه أكبر استثمار في الإنفاق على المناخ في التاريخ.

ويلحظ قانون خفض التضخم الذي وقع عليه بايدن في أغسطس (آب) ليدخل حيز التنفيذ استثمارات في المناخ بقيمة 375 مليار دولار على 10 أعوام. ومن بين أمور أخرى، يزود هذا التشريع بحوالى 260 مليار دولار على شكل إعفاءات ضريبية للطاقة المتجددة ويقدم للمستهلك حسومات للمنازل عن مضخات الحرارة وألواح الطاقة الشمسية وما يصل إلى 7500 دولار كقروض على السيارات الكهربائية.

وتم توجيه بعض بنود القانون نحو القطاع الزراعي أيضاً. فبحسب وزارة الزراعة الأميركية، يشمل القانون 20 مليار دولار رصدت لمشاريع الحفاظ على الطبيعة التي تديرها الوزارة و3 مليارات دولار على شكل إغاثة للمقترضين المتعثرين من وزارة الزراعة الأميركية الذين تتعرض عملياتهم لأخطار مالية، فضلاً عن 2 مليار دولار كمساعدة مالية للمزارعين الذين واجهوا تمييزاً سابقاً في برامج القروض الصادرة عن وزارة الزراعة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات