Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"غزوة المونديال"... كيف نفهم الاشتباك بين الكرة والدين؟

نفحات الدعاء و"نوستالجيا" الفتوحات في مواجهة لياقة وأداء منتخب المغرب

مهاجم منتخب المغرب يوسف النصيري يسجد احتفالاً بتسجيل هدف في مرامى البرتغال (أ ف ب)

انطلقت مجموعة الفتيات المتابعات للمباراة يركضن في أرجاء النادي الرياضي الراقي وهن يقفزن لفرط السعادة والإثارة، "الحمد لله يا رب، اليوم أحلى يوم في السنة"، "ربنا يحب العرب كثيراً"، "عقبالنا إن شاء الله حين يحين موعد مباراة مصر".

الطريف أن الأولى لم تزر المغرب في حياتها، والثانية قالت جملتها عن حب الله بالإنجليزية، والثالثة لا تعلم أن مصر لم تصل إلى كأس العالم من الأصل.

وفي تلك الأثناء كانت مشاعر الفرحة العارمة والغبطة الهادرة قد سيطرت على مجموعة الآباء الذين اقترح بعضهم أن يصلوا ركعتين شكراً لله على هذا الانتصار العظيم، والتضرع للسماء كثيراً، فمن يعلم ربما يتحقق الحلم البعيد ويتبلور الخيال ويصبح حقيقية ويحمل العرب لقب بطل كأس العالم؟

ربنا كبير

"ربنا كبير" العبارة الأكثر تردداً هذه الآونة، ليس فقط في الأوساط الكروية المتابعة لمباريات كأس العالم والصعود الأسطوري غير المتوقع للمغرب، لكن في الشارع العربي الذي تجمهر وتوحد وتجيش مشجعاً لمنتخب "أسود الأطلس"، وكأنه لا خلاف في الأفق، أو صراعاً في المنطقة، أو تناحراً على السلطة والمكانة والأثر، أو حتى ذكرى لعقود من الصراعات الطائفية والخلافات السياسية المزمنة.

كل ما سبق يندرج تحت بند ما أشهرته الرائعة ليلى مراد بقولها "كلام جميل، وكلام معقول مقدرش (لا أستطيع) أقول حاجة عنه"، لكن التفاصيل الدقيقة والصغيرة في هذه الوحدة العربية غير المسبوقة منذ أوج القومية خلال الستينيات يمثل لغزاً غير مفهوم لبعضهم، وبعضهم في خضم الفرحة العارمة بانتصارات المغرب اعتبر النصر غزوة دينية ترمز لنصرة الإسلام على غير المسلمين، وهذا البعض ليس قليل العدد، بل يمكن القول إن شعوراً ما يهيمن على ملايين بأن الفرق العربية المشاركة لا تمثل دولها أو حتى المنطقة العربية، بل تمثل الإسلام والمسلمين.

التحذيرات الاستنكارية والتعليقات التهكمية من قبل بعضهم والمشيرة إلى خطورة اعتبار الفوز في مباراة رياضية نصراً للإسلام والمسلمين، لأن الهزيمة ستعني بالضرورة هزيمة لهم تلقى سداً منيعاً، وتقوى مناعة السد واشتداد بنيانه كلما حقق الفريق العربي الوحيد الباقي انتصاراً.

انتصارات وغزوات

هذه الانتصارات التي يصر بعضهم على ربطها بالدين رغماً عنها، تشغل قلة قليلة من غير المنغمسين في متابعة "غزوة" كروية هنا أو "فتحاً" رياضياً هناك، في محاولة للوصول إلى الأسباب أو الدوافع أو المبررات.

مبرر السجود الذي صار ظاهرة عربية للاعبين المسلمين، وهم الغالبية الكاسحة في الفرق الرياضية العربية، هو الشكر لله تعالى على فوز أو توفيق.

والسجود على أرض الملعب لم يعد ظاهرة فردية يقوم بها أحدهم من دون تفكير، بل تحول إلى طقس يمارس بشكل مكثف ومظهر تتناقله الأجيال.

أما الرعيل الأول للسجود على أرض الملعب فهو جيل لاعبي كرة القدم المصريين خلال ثمانينيات القرن الماضي، ثم جاء اللاعب المصري المعتزل محمد أبو تريكة ليرسخ الظاهرة ويحولها إلى طقس ينتقد من لا يؤديه، إن لم يكن لفظياً فينظر إليه باعتباره مريباً أو عجيباً أو غريباً.

والغريب في ظاهرة السجود أن التساؤل عن الأسباب أو الاعتراض على الزج بطقس ديني في فعل كروي يعرض السائل والمعترض إلى ما لا تحمد عقباه من حيث التقريع والتشكيك في ماهية التدين وقوته.

وقبل سنوات كتب الطبيب والكاتب المصري خالد منتصر مقالة تحت عنوان "المهزوم نفسياً المأزوم فكرياً لا ينتصر كروياً"، وذلك عقب خروج مصر من كأس العالم سنة 2018، وهو الخروج الذي سبقه كثير من السجود في أهداف الانتصار على مدى سنوات.

وقال منتصر إن "كل الدول تتلقى هزائم، وطبعاً كل المنتخبات تتعرض لهزات وزلازل، لكن المهم أن تكون بذرة التغيير موجودة وشفرة الحل متاحة، وباسوورد الإصلاح في متناول اليد والعقل، وتكرار الخطأ نفسه بالآلية ذاتها غير مسموح به".

وأضاف أن "الهزيمة لم يكن سببها الأقدام، لكن السبب الحقيقي العقول التي تزيف الأحلام وتنسج الأوهام، عقول تفكر بالتمني لا بالواقع، الهزيمة لم تكن مصرية فقط، والنكسة لم تكن متعلقة بساكني ضفاف النيل فقط، لكن الهزيمة كانت عربية والنكسة من المحيط إلى الخليج".

ويرى أننا "لا نزال نجهل أن الأهداف في كرة القدم تصنعها الركلات لا الركعات، ولا نزال واقفين عند مرحلة منتخب الساجدين، واكتفينا بالشكل الحركي الطقوسي، ولم ننتبه للأمر الإلهي الأول (اقرأ)".

قراءة منتصر لمزج الكرة بالدين والهدف بالسجود والانتصار بالغزوة والفتح الديني، سبقت النشوة العربية الحالية بالانتصار العربي، وفي أقوال أخرى الإسلامي، الذي حققه منتخب المغرب في كأس العالم حتى اللحظة.

بعضهم يرى في التضييق على بسط هيمنة الدين في الملعب أو وانتقاد اعتبار فعالية رياضية عالمية فرصة لدعوة شعوب الأرض لاعتناق دين غير دينهم، أو استثمار المناسبة لتعريف محبي كرة القدم بالإسلام، وتوضيح حقيقته "السمحة" عبر كتيبات أو "باركود" أو ملصقات أو جولات سياحية إسلامية، تعنتاً وموقفاً مسبقاً من الدين، بل وربما عداء للدين والمتدينين، وليس هذا فقط، بل إن مواطنين عاديين وبعضهم ليس متابعاً لكرة القدم، اعتبر مساندة الجانب الدعوي في المونديال نصرة للدين وإسهاماً في زيادة عدد المسلمين.

وفي السياق ذاته فإن أعداد العرب والمسلمين الذين يرون في سجدة محرز الهدف الفردية، ثم سجدة الفريق الجماعية في حال الفوز ما يعز الإسلام ويعضد المسلمين ومدعاة إلى مزيد من الانتصارات للأمة.

ردود فعل "الأمة"

ردود فعل "الأمة" كثيرة ومتنوعة هذه الآونة، وذلك في ضوء انتصارات منتخب المغرب التي يصر بعضهم على تصنفيها انتصارات إسلامية.

غرد أحدهم قائلاً، "نشجع المغرب ونهتف للرسول، فرنسا مليئة بالماسونيين وفريقها سيلعب ضد فريق مسلم، ولا أعتقد أن الله سيقف ضد المسلمين"، وهو ما لاقى استحساناً من كثيرين، وغرد آخر "حبك لميسي أو رونالدو لا يعطيك الحق كمسلم أن تشجع منتخباتهم على حساب منتخب مسلم، إنجازهم إنجازك".

وتتوالى التغريدات المؤكدة على أن من يشجع أي منتخب غير مسلم في مواجهة آخر مسلم هو شخص عديم المبادئ، ويذهب أحد المتيمين برونالدو إلى حد توجيه تغريدة مفادها "لا تحزن يا غالي، أنت حققت أرقاماً وبطولات خيالية، ومن صعد هو منتخب مسلم، وهذا يعني أنك عملت خيراً في نهاية مسيرتك، وأنك انتصرت للإسلام ولو بطريقة غير مباشرة".

لكن حتى فرحة "الأمة" حاول بعضهم أن يفسدها بلمحة طائفية "لا تقل انتصاراً عربياً فالأوطان لا تعنينا، ولا تقل انتصاراً أفريقياً فالجغرافيا لا فرق بيننا، بل قل انتصاراً مسلماً سنياً".

سنة الحياة الاختلاف

لأن سنة الحياة الاختلاف من دون شرط الخلاف، فإن الكاتب ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمرو الشوبكي يرى تعبير اللاعبين عن قناعاتهم الإيمانية حرية شخصية وحقاً لهم، إذ ربما تعطيهم قوة دفع للعمل والجهد والعرق، وأنهم يستعينون بالله ويتوكلون عليه.

لكن في الوقت نفسه يشير الشوبكي في مقالة عنوانها "المظاهر الدينية وكأس العالم" إلى أنه "يجب ألا يتصور أحد أن فريقاً بليداً كله شيوخ أو قديسون سيفوز بسبب تدين لاعبيه أو ممارستهم الشعائر الدينية أو دعوتهم إلى الله سجوداً أو خشوعاً من دون الأخذ بأسباب الفوز والانتصار".

ويضع الشوبكي يده على المعضلة الحقيقية "لا السجود على أرض الملعب مشكلة أو تشجيع فريق متدين أزمة، لكن المشكلة والأزمة في تصور أن الفوز يتحقق لفريق لأنه مسلم أو مسيحي، أو لأن اللاعبين قرأوا الفاتحة أو سجدوا لله قبل أو أثناء المباراة".

ويضيف، "يجب ألا يكون المظهر الديني سبباً للتواكل أو تصوير الأمر بأن الله سيقف مع العرب لأن معظمهم مسلمون، ومع فرق أمريكا الجنوبية لأنهم مسيحيون أو فقراء، أو مع بعض الفرق الأوروبية لأن أعلامهم مرسوم علها الصليب، الله يقف مع المجتهد الذي يأخذ بأسباب الفوز والانتصار".

الفوز والانتصار في هذه الفعالية الدولية الكروية الأهم عزيزان ونادران، وهو ربما ما يفسر رغبة الجميع في تحليل الفوز كل بحسب رؤيته وتعليل الانتصار بحسب قناعاته ومبادئه.

البر بالوالدين

مبدأ البر بالوالدين، لا سيما الأم، يفرض نفسه بقوة في هذه الأجواء الكروية الملتهبة حماسة وشغفاً، وكثيرون من المحيط إلى الخليج يتداولون صورة لاعبي المنتخب المغربي وهم يقبلون ويحتضنون أمهاتهم أو آباءهم عقب الفوز، وهو "البرّ" الذي يثمنه العرب كثيراً، ومنهم من يربط دائماً بين التوفيق في العمل والنجاح في الدراسة والتفوق على الأقران بـ "دعاء الوالدين" لا سيما الأم.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

إلى هنا، والوضع يبدو عادياً ومنطقياً، فالتفسيرات الشعبية والمعتقدات الدينية لا بد من أن تتسلل إلى رجل الشارع، سواء كان متابعاً للكرة أو مهتماً بما يجري حوله ويحاول أن يجد له تفسيرات تناسب أيديولوجياته، لكن ما جرى هو أن رجال الدين دخلوا على خط تعليل الانتصارات المغربية غير المسبوقة، لا من وجهة نظر التدريب والإعداد للمباريات أو رعاية المواهب ومساندة القدرات أو حتى من جهة خطط اللعب بين هجوم ودفاع، بل من منطلق اتباع التعاليم الدينية التي "أسهمت بلا شك" في تحقيق هذه الانتصارات العظيمة.

عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية والإعلامي الديني البارز خالد الجندي قال إن "المغاربة قدموا فريقاً أعطى قيمة أخلاقية كانت المجتمعات في حاجة إليها، وأهمها البر بالوالدين وتقبيل أيدي أولياء الأمور عقب الفوز"، مؤكداً أن بسالة لاعبي المغرب تعود لمحاولتهم جبر خواطر أولياء أمورهم.

ووصف الجندي في برنامجه التلفزيوني هذه المشاهد بأنها "انتزاع لراية الدعوة" من علماء الدين لمصلحة هؤلاء الشباب، محيياً جهودهم ومباركاً لعبهم ومؤكداً أنه "لا يهمنا ما يأتي بعد ذلك، سواء كان فوزاً أو خسارة".

وأضاف أنه تابع الصور والمباريات واكتشف أن الشباب المغاربة يحرصون على وجود آبائهم وأمهاتهم في المباريات "طلباً للمدد والبركة ونفحات الدعاء".

نفحات الدعاء

نفحات الدعاء والبر بالوالدين وجبر الخواطر أمور بالغة الأهمية تؤمن بها الملايين، لكن الملاحظ أنهم ركزوا في انتصارات المغرب التاريخية بشكل وصفه بعضهم من هواة التفكير العلمي ودعاة عدم تغليب الحظ والنية الطيبة وبركة دعاء الوالدين على عوامل أخرى مثل الكد والجد والسعي والتخطيط والتدريب والمتابعة والتقييم واتباع الأسلوب العلمي في الاختيار والانتقاء والتوجيه، إضافة إلى درس العوامل والأسباب والظروف التي جعلت لاعبي المغرب المحترفين في الخارج والذين يعيشون ويلعبون ويحملون جنسيات دول أخرى يتفوقون في هذه اللعبة الآسرة لقلوب وعقول مليارات البشر.

مليارات البشر ينظرون إلى "تشكيلة" لاعبي المنتخب المغربي بعين وعقل أكثر قبولاً لفكرة التعددية في التنشئة والتدريب وكذلك الجنسية، فـ14 لاعباً من مجموع 26 لاعباً ولدوا خارج البلاد، وذلك في سابقة تاريخية كروية، وهذا التنوع الذي أسهم بلا شك في الانتصارات غير المسبوقة مطروح كذلك للنقاش والجدل والشد على طاولات التجاذبات، وفي أقوال أخرى التواصل الاجتماعي والشعبي والإعلامي.

اختيار بعض لاعبي المغرب أن يحملوا جنسيات أوروبية، ثم بعد ذلك يختارون أن يلعبوا مع فريق بلدهم الأصلي يشير إلى أن مسألة جواز السفر الأجنبي لا تعنى انتماء أو هوية، إنما سهولة في الحركة والتنقل، وأحياناً الاحترام والحماية، بحسب ما يشير الشوبكي، مضيفاً إلى عامل قلما يتحدث عنه في خضم النشوة العربية بالفوز، "كانوا رجالاً وبنوا فريقاً قوياً ومنظومة احترافية حديثة نجحت في تحقيق الفوز".

الفوز المدهش

تحقيق الفوز المدهش وخلق هذه الحال المثيرة للجدل حول مزج الكرة بالدين والهدف بالسجود والفوز بالدعاء والتدين أخفت وأخفض وأخمد موقتاً الآراء الدينية المتشددة التي لا ترى في كرة القدم إلا "لهواً حراماً"، وأن الرياضات الثلاث الوحيدة الشرعية هي الرماية والسباحة وركوب الخيل.

وهناك من أفتى قبل سنوات مثل المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية في مصر عبدالمنعم الشحات، بأن يتم تخصيص الأموال والموازنات التي تصرف على لعبة كرة القدم لمسابقات تحفيظ القرآن الكريم.

ويشار إلى أن الشحات قال قبل أيام إنه يجب التفرقة بين ممارسة كرة القدم ومشاهدتها، حيث الممارسة تعتبر رياضة حلالاً، أم مشاهدة الرياضة فإهدار للمال والوقت.

 

وقت طويل أمضاه مشاهدو برنامج على قناة فضائية محوره توقعات نتائج مباراة المغرب أمام فرنسا، وسأل المذيع ضيفه "بالعودة للتاريخ نجد أن جيش المسلمين كان قد فتح الأندلس إسبانيا البرتغال، ثم بعد ذلك جنوب فرنسا، ما توقعاتك لهذه المباراة السيناريو الآن في كأس العالم، منتخب المغرب استطاع الانتصار بفضل المولى عز وجل على إسبانيا ثم البرتغال والآن فرنسا، ما توقعاتك لهذه المباراة ونحن نتحدث عن تاريخ الأندلس وانتصارات المسلمين؟".

توقعات التحليل الكروي للضيف لخصتها مداخلته إذ قال، "المنتخب المغربي بفضل الله سبحانه تعالى فاق كل التوقعات، والتاريخ الذي نشهده الآن هو فعلاً تاريخ، وذكر المسلمين بتاريخ الأندلس هذه المدينة الإسلامية التي فقدناها خلال العصور الماضية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيد لهذه الأمة مجدها ويوحد كلمتها".

وأضاف، "يقولون هذه مجرد كرة قدم كأننا فتحنا القدس أو أعدنا الأندلس، لكن هذه هي البداية، فكثيرون الآن غيروا فكرتهم عن العرب والمسلمين، وهي الأفكار التي غذاها إعلامهم المسموم، لكن حين أتوا إلى قطر وشاهدوا الكرم العربي وشاهدوا انتصار منتخب مسلم تغيرت الصورة"، أما الضيف فهو "مدون إسلامي".

وللقومية دور

التدوين الدائرة رحاه في أجواء الاستعداد للغد القريب وفي ضوء الأمس المبهر لم يتوقف عند حدود الجدل عن فتح الأندلس واستعادة العصر الذهبي والإغراق في ربط الانتصار بالدعاء والسجود والبرّ بالوالدين، لكنه امتد إلى قيم العروبة والقومية.

القومية العربية بمعناها الستيني لكن بـ "لوك" 2022، وجدت نفسها وقد تمت استعادتها من أرشيف الذكريات، فزعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر اعتبر فوز المغرب على إسبانيا "أملاً لانتصار العروبة" بحسب ما غرد.

وتواترت مقالات رأي وتصريحات كتاب ومثقفين في وسائل إعلام عربية عن "استعادة وطني حبيبي الوطن الأكبر" وكيف أن "انتصاراته مالية حياته" (النشيد الذي ألفه أحمد شفيق كامل ولحنه محمد عبدالوهاب في ذروة انتشار أفكار القومية العربية عام 1960)، وإن اقتصرت الانتصارات المشار إليها على انتصارات منتخب المغرب المسلم العربي الأفريقي الأمازيغي.

وعلى رغم الإفراط في الشد الشعبي والجذب الإعلامي في قيم الإسلام والعروبة والانتماء لأفريقيا والهوية الأمازيغية، إلا أن أنظار الجميع تتعلق بالمنتخب المغربي أمام فرنسا مصحوبة بالقلوب والعقول والأمنيات باختلاف التوجهات والانتماءات واجتهادات التحليل الثقافي والتعليل الديني والتفسير العروبي، ويبقى كثير من الموهبة والتنظيم والتخطيط والإدارة والرؤية والمتابعة والتقييم مع خلطة توفيق وحظ وقدر سيدة الموقف الكروي.

المزيد من تحقيقات ومطولات