Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تعدم محتجا وإضرابات في "يوم الطالب"

فرنسا تدين وألمانيا تندد وشقيقة المرشد الأعلى تنتقد حكم خامنئي "الاستبدادي"

أعدمت السلطات الإيرانية، الخميس الثامن من ديسمبر (كانون الأول)، متظاهراً دين بإصابة حارس أمن بسكين طويل وإغلاق أحد شوارع طهران، وفق ما أفادت وكالة "تسنيم" للأنباء الإيرانية شبه الرسمية.

أضافت الوكالة أن المحكمة العليا رفضت الاستئناف الذي قدمه المتهم وبررت الحكم بالقول، إن أفعاله تمثل جريمة الحرابة.

وكانت محكمة إيرانية، الثلاثاء، قد أعدمت خمسة أشخاص شنقاً بعد أن أدينوا بالتورط في مقتل عنصر من "الباسيج" خلال الاحتجاجات، في حكم ندد به ناشطون حقوقيون باعتباره وسيلة "لإشاعة الخوف" بهدف إخماد الاحتجاجات.

وترفع الأحكام الأخيرة إلى نحو 12 شخصاً عدد المحكوم عليهم بالإعدام في إيران على خلفية الاحتجاجات، في إطار ما وصفتها منظمة العفو الدولية بأنها "محاكمات صورية".

وأعربت فرنسا، الخميس، عن "إدانتها بأشد العبارات" إعدام رجل في إيران اتهم بجرح عنصر في "الباسيج"، في أول عملية إعدام منذ بداية التظاهرات التي تشهدها البلاد.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية آن كلير لوجوندر في إفادة صحافية إن "عملية الإعدام هذه تأتي لتضاف إلى انتهاكات أخرى خطرة وغير مقبولة".

 وأيضاً نددت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك، الخميس، بـ"ازدراء النظام الإيراني الذي لا حدود له للإنسانية" بعد عملية إعدام رجل على صلة بالاحتجاجات التي تهز البلاد.

وقالت عبر "تويتر" إن هذا الرجل محسن شكاري "حوكم وأعدم في إطار محاكمة خادعة وسريعة لأنه لم يتفق مع النظام"، مضيفة "لكن التهديد بالإعدام لن يخنق إرادة الناس في الحرية".

"يوم الطالب"

في هذه الأثناء، أضرب عديد من العمال الإيرانيين وقاطع طلاب حصصهم الدراسية، الأربعاء السابع من ديسمبر (كانون الأول)، وفق ما ذكرت مجموعات حقوقية، بينما أعرب الرئيس الأسبق محمد خاتمي عن تأييده الاحتجاجات التي أشعلتها وفاة مهسا أميني.

ودعت مجموعات شبابية الناس للنزول إلى الشوارع وتحويل "يوم الطالب" الذي يتم إحياؤه سنوياً إلى "يوم رعب بالنسبة للدولة". وأغلقت عديد من المتاجر أبوابها بينما شوهد شباب يخرجون ضمن مسيرات ويهتفون بشعارات احتجاجية في أنحاء البلاد، متحدين في بعض الأحيان الحضور الأمني الكثيف، بحسب تسجيلات مصورة نشرها ناشطون ومجموعات حقوقية على الإنترنت.

وأظهر تسجيل مصور، نشره مرصد "1500 تصوير" الذي يتابع منصات التواصل الاجتماعي، طلاباً وهم يهتفون في "جامعة أمير كبير للتكنولوجيا" "لا تخافوا لا تخافوا، جميعنا معاً".

متاجر مغلقة

بدورها، نشرت منظمة حقوق الإنسان في إيران ومقرها أوسلو تسجيلات مصورة لمتاجر مغلقة في طهران وقزوين (غرب العاصمة) ومدينة رشت (شمال) وديواندره الواقعة في محافظة كردستان التي تتحدر منها أميني، فضلاً عن مدن أخرى.

ونشرت قناة "بي بي سي" الناطقة بالفارسية تسجيلاً يظهر طلاباً يحتجون على حضور الرئيس إبراهيم رئيسي في جامعة طهران، قبل أن تصدهم قوات الأمن. وفي خطاب أدلى به في حرم الجامعة، أشاد رئيسي بالترحيب الذي لاقاه من الطلبة، على رغم التظاهرات وأعمال العنف التي تهز شوارع طهران منذ وفاة أميني في 16 سبتمبر (أيلول)، وقال لمناسبة "يوم الطالب" الذي يحيي ذكرى مقتل ثلاثة طلاب بأيدي قوات الأمن في عهد الشاه عام 1953 "أشكر الطلاب الأعزاء وأصحاب النظرة الثاقبة الذين لم يسمحوا بتحول أجواء الجامعة إلى أجواء أعمال شغب"، وأضاف "أولئك الذين يقتلون بوحشية وبشكل غير مبرر أحباءنا، هم منفذو أعمال الشغب. شعبنا ومجتمع الطلبة لدينا يفهمون الفرق بين الاحتجاجات وأعمال الشغب".

الحرية والأمن

وجاء خطابه بعدما أعرب خاتمي، وهو إصلاحي شغل منصب الرئيس من عام 1997 حتى 2005 لكن المؤسسة الحاكمة أسكتته منذ سنوات، عن تأييده الحركة الاحتجاجية. وقال في بيان أوردته وكالة "إسنا" الإخبارية إنه "يجب ألا يتم وضع الحرية والأمن في مواجهة بعضهما البعض".

"الاستبدادي"

كما أعربت شقيقة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي عن دعمها الاحتجاجات وانتقدت حكم شقيقها "الاستبدادي" في رسالة نشرها على الإنترنت، الأربعاء، ابنها المقيم في فرنسا. واتهمت بدري حسيني خامنئي النظام بأنه "لا يجلب سوى المعاناة والقمع لإيران والإيرانيين" منذ تأسيسه في أعقاب "الثورة الإسلامية" عام 1979 التي أطاحت الشاه.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأفاد المجلس الأعلى للأمن القومي، أعلى هيئة أمنية في إيران، السبت، بأن أكثر من 200 شخص قتلوا في الاضطرابات، بعدما تحدث عميد إيراني، الأسبوع الماضي، عن سقوط أكثر من 300 قتيل. أما منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو، فأكدت أن قوات الأمن قتلت 458 شخصاً على الأقل من بينهم 63 طفلاً.

احتجاجات

وتهز احتجاجات إيران منذ نحو ثلاثة أشهر على إثر وفاة أميني بعدما أوقفتها "شرطة الأخلاق" بتهمة خرق قواعد اللباس الصارمة المفروضة على المرأة في إيران.

وبينما تحاول السيطرة عليها، وصفت السلطات الاحتجاجات بأنها "أعمال شغب" تثيرها الولايات المتحدة وحلفاء لها على غرار بريطانيا وإسرائيل.

السجون تنفي الاعتداءات

من جهة ثانية نفت مصلحة السجون الإيرانية وقوع أي اعتداءات ضد النساء في السجون وهددت بتقديم شكوى ضد كل من ينشر مثل هذه المعلومات.

ونقل موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية عن مصلحة السجون قولها، الخميس، إن "خبراء ومفتشين خاصين من منظمة السجون في البلاد يتفقدون بانتظام سجون النساء ولم يتم تسجيل أي تقرير عن حالات اغتصاب داخلها".

تأتي هذه التصريحات في أعقاب تقارير إعلامية دولية عن اعتداءات جنسية واسعة النطاق استهدفت رجالاً ونساء في أعقاب الاعتقالات المرتبطة بالحركة الاحتجاجية في البلاد.

وأشارت مصلحة السجون إلى أنها "تحتفظ بالحق في تقديم شكوى إلى المحاكم ضد كل من ينشر أخباراً كاذبة"، وفقاً للمصادر ذاتها.

وأوضحت أن "أحد أهم المعايير في سجون البلاد هو فصل قسم السجينات عن قسم الرجال، كما أن هناك موظفات نساء يتعاملن مع السجينات"، وتابعت أن "المعتقلات في كل سجون البلاد تشرف عليهن نساء، وفضلاً عن ذلك، تتم مراقبة مراكز الاحتجاز على مدى 24 ساعة في اليوم".

وأشارت مصلحة السجون إلى أن "الهيكل الإداري لسجن النساء تم تصميمه بطريقة تجعل جميع الإجراءات الشكلية مثل الاحتجاز والإحالة إلى مكتب السلطة القضائية ومعالجة الملف تجري من قبل موظفات".

المزيد من الشرق الأوسط