Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

باحثون: نقص الأوكسجين وراء أول انقراض جماعي

شهدت الأرض خمس حوداث انقراض جماعي والعلماء على أمل في أن تساعد البحوث بتفادي انقراض سادس

تغير المناخ زاد من متوسط درجات حرارة المياه، وهو ما يهدد بالفعل كثيراً من الأنواع الحية المعرضة للخطر (ناسا)

منذ 550 مليون سنة، حدث الانقراض "الأوردوفيشي - السيلوري"، وهو الأول في تاريخ كوكب الأرض من بين خمسة انقراضات، ثم تتالت بعد ذلك الانقراضات ليأتي انقراض "العصر الديفوني المتأخر" وانقراض "العصر البرمي - الترياسي" وانقراض "العصر الترياسي - الجوراسي" وانقراض "العصر الطباشيري والباليوجيني".

لكن ما يخشاه العلماء الآن هو أن يذيل هذه القائمة انقراض سادس sixth mass extinction تشي به أزمة في التنوع البيولوجي، ويبدو أن الملامة في حال حدوث ذلك ستلقى في المقام الأول على أنشطة بشرية تفاقم تغير المناخ وتدمر الغابات والموائل... واللائحة تطول.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفق تكهنات العلماء، سيحصد الانقراض الجماعي السادس غالبية المخلوقات على وجه المعمورة، لذا فهم لا يألون جهداً الآن في دراسة حوادث الانقراض السابقة ونبش أسرارها علهم يصدون الباب أمام انقراض مقبل. من بين هؤلاء باحثان اثنان من من جامعة "فيرجينيا تيك" Virginia Tech كانت جريدة "جنوب الصين الصباحية" قد تحدثت عن دراستهم على موقعها الإلكتروني scmp.com.

وفق الموقع، الدراسة الجديدة التي تولى الإشراف عليها سكوت إيفانز، وهو باحث في مرحلة ما بعد الدكتوراه، وشارك فيها شوهاي شياو، عالم في الأحياء القديمة، أظهرت أن الاندثار الذي واجهته 80 في المئة من الحيوانات والكائنات الحية عموماً قبل 550 مليون سنة كان سببه الانخفاض الذي طرأ على كمية الأوكسجين في الممرات المائية، علماً أن ذلك يؤدي إلى زعزعة النظام البيئي برمته.

وغني عن القول إن بعض الحيوانات تحتاج إلى كميات أكبر من الأوكسجين من بعضها الآخر كي تكتب لها النجاة، لذا كانت الحيوانات الأكثر تأثراً بتناقص الأوكسجين تلك التي تحتاج إلى مزيد من هذا العنصر الحيوي الأساسي للحياة، وفي الوقت نفسه أقل قدرة على الحركة، لذا عجزت عن بلوغ المناطق حيث إمدادات الأوكسجين أكبر. في المقابل، حظيت الحيوانات الأكبر حجماً والقادرة على أخذ أنفاس أعمق بفرصة أكبر للعيش.

ونقلت الصحيفة عن إيفانز قوله إن هذه النتيجة "تشير إلى أن حدث الانقراض كان محكوماً بسيطرة البيئة، شأنه شأن جميع حالات الانقراض الجماعي الأخرى الواردة في السجل الجيولوجي".

تذكيراً، يتحقق الانقراض الجماعي عند تدمير 75 في المئة على الأقل من مجموع الأنواع الحية، وقد سبق أن قاست الأرض خمسة انقراضات.

حدث آخر الانقراضات الجماعية منذ نحو 65 مليون سنة الذي قضى حينها على جميع الديناصورات من الوجود. على رغم أن الأسباب التي تمخضت عنها دراسات العلماء عللت ذلك بين اصطدام كويكبات بالأرض وحدوث نشاط بركاني، غير أن الدوافع أو المبررات لم تحسم بعد وما زالت موضع نقاش وبحث مستمرين.

لكن بمقدور الدافعين المذكورين أعلاه أن يؤديا أيضاً إلى تغيرات في درجة الحرارة تستنفد مستويات الأوكسجين مع ارتفاع درجة حرارة المياه.

بدوره قال جو وود، كبير العلماء في المؤسسة الأميركية "تشيسابيك باي" Chesapeake Bay Foundation، إن تغير المناخ زاد من متوسط درجات حرارة المياه، وهو ما يهدد بالفعل كثيراً من الأنواع الحية المعرضة للخطر.

وعلى غرار الانقراض الأول، تبقى الحيوانات العاجزة عن الحركة أو ذات الحركة القليلة الأكثر عرضة لخطر الاندثار. فعلى سبيل المثال، من بين 82 نوعاً من المحار في فرجينيا يحظى ما نسبته 30 في المئة فقط بحالة مستقرة. وتندرج ستة أنواع في لائحة المخلوقات المهددة بالخطر أو الانقراض.

كذلك قال شياو إنه على رغم أن الحياة الحيوانية والنباتية كانت مختلفة آنذاك، لكن ما زلنا قادرين على تتبع العواقب التي طرحتها التغيرات البيئية.

بدأ مشروع البحث الذي يقوده إيفانز وشياو منذ أربع سنوات تقريباً، وهو يتضمن بيانات لأكثر من 200 موقع حول العالم التي تضم المعلومات المتوفرة كافة حول التغير الذي طرأ على تنوع الحياة. من ذلك، على سبيل المثال، هو التغير الذي طرأ على أعداد إضافية من الحيوانات والكائنات الحية الآن من ناحية قدرتها الجسدية على التنقل، وقد شكل هذا التكيف خطوة مهمة في تطورها. بالتالي، وفق إيفانز، يبدو أن " الانقراض قد ساعد في تمهيد الطريق أمام تطور الحيوانات الناجية كما نعرفها اليوم".

نشرت الدراسة هذا الشهر في مجلة "بروسيدينغز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينس" Proceedings of the National Academy of Sciences (سجلات الأكاديمية الوطنية للعلوم).

المزيد من علوم