Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"مصافحة المونديال" تفتح الطريق لعودة السفراء بين القاهرة وأنقرة 

أوغلو: "استئناف المشاورات الدبلوماسية قريباً" ومصادر: "موجة لقاءات غير معلنة بين مسؤولي استخبارات البلدين"

قال أردوغان إن "العلاقات مع القاهرة دخلت في طريق التحسن" وهو الأمر الذي ربما يحدث كذلك مع سوريا (مواقع التواصل)

غداة تصريحات جديدة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول تطور علاقات بلاده بالقاهرة، التي أكد فيها أن "عملية بناء العلاقات مع مصر ستبدأ باجتماع وزراء من البلدين"، قال وزير خارجيته مولود تشاويش أوغلو، الإثنين 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن "تركيا ومصر قد تستأنفان العلاقات الدبلوماسية الكاملة وتعيدان تعيين سفيرين في الأشهر المقبلة".

وبحسب تصريحات أوغلو للصحافيين في أنقرة فإن البلدين قد يستأنفان المشاورات الدبلوماسية بقيادة نائبي وزيري الخارجية في إطار عملية التطبيع قريباً.

في الأثناء، وبحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر لم تسمها، فإن المصافحة التي جمعت بين أردوغان والسيسي على هامش مونديال قطر فتحت الباب أمام موجة من اللقاءات الدبلوماسية غير المعلنة بين مسؤولي الاستخبارات في البلدين.

وقال مصدر إقليمي مطلع إن وفدين استخباريين من البلدين التقيا في مصر مطلع الأسبوع. وقال المصدر الثاني، وهو مسؤول تركي كبير، إن مناقشات مهمة بدأت بينهما، ومن المقرر أن تبدأ تركيا ومصر محادثات حول القضايا العسكرية والسياسية والتجارية بما في ذلك مشاريع الطاقة.

لا قطيعة في السياسة

وأمس الأحد، قال أردوغان حول المصافحة التاريخية التي جمعته بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي، إنه "تحدث إلى نظيره المصري خلال ذلك الاجتماع لمدة تراوحت بين 30 و45 دقيقة"، وكان الرئيس السيسي "سعيداً للغاية على أثر لقائهما في قطر"، على حد وصفه.

ووفق التصريحات التي أذاعتها وسائل إعلام تركية، الأحد، قال أردوغان إن "العلاقات مع القاهرة دخلت في طريق التحسن"، وهو الأمر الذي ربما يحدث كذلك في علاقات بلاده مع سوريا.

وبحسب وسائل إعلام تركية، فقد شدد أردوغان على أنه "لا مكان للقطيعة في السياسة"، وأعرب عن اعتقاده أن "تطورات إيجابية ستحصل مع مصر"، وذكر من دون أن يسمي دولاً بعينها أن "هناك من أرادوا الاستفادة من القطيعة في فترة ما مع دول الخليج، لكن خططهم فشلت عندما أزلنا هذه القطيعة"، مشيراً إلى أن "علاقات شعبي تركيا ومصر قوية جداً، وعلينا ألا نخسرها لمصلحة الآخرين، فتسلل اليونان إلى المنطقة لن يكون جيداً".

وفي العشرين من الشهر الحالي أحيت المصافحة النادرة بين السيسي وأردوغان آمال استعادة مسار التطبيع المتعثر بين البلدين، بعد أن خيم عليه التباعد أخيراً بسبب تباين المواقف تجاه ملفات تعد مصيرية للطرفين، ووصفت الرئاسة التركية هذه المصافحة بأنها "خطوة أولى نحو مزيد من التطبيع في العلاقات بين البلدين"، فيما وصفه بيان للرئاسة المصرية بأنه "بداية جديدة في العلاقات الثنائية بينهما".

وفي حين لا تزال القاهرة ملتزمة الصمت في شأن مسار العلاقات مع أنقرة كان نائب الرئيس التركي فؤاد أقطاي ذكر الجمعة الماضية أن تطبيع العلاقات بين بلاده ومصر "مستمر في إطار الإرادة المشتركة للجانبين والمصالح والاحترام المتبادل".

وأوضح أقطاي في كلمة أمام لجنة الموازنة في البرلمان التركي أن "التحولات الجيوسياسية الأخيرة في الشرق الأوسط انعكست على مقاربات دول المنطقة أيضاً"، وتابع أن "الموقف التركي المتمثل بإعطاء الأولوية للتعاون الإقليمي أثمر عن فتح حقبة جديدة في العلاقات الثنائية مع الإمارات والسعودية وإسرائيل"، مضيفاً "تستمر اتصالاتنا مع مصر لتطبيع العلاقات في إطار الإرادة المشتركة للجانبين والمصالح المشتركة والاحترام المتبادل، وقمنا وسنواصل القيام بكل ما تتطلبه مصالح بلدنا وشعبنا"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "الأناضول" التركية.

مصافحة المونديال

وتأتي التطورات الأخيرة بعد أول مصافحة جمعت بين أردوغان والسيسي بعد سنوات من التوتر، على خلفية إطاحة نظام جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر، إذ أظهرت الصورة التي نشرتها الرئاسة التركية تبادل السيسي وأردوغان الحديث، فيما كان يتوسطهما أمير دولة قطر تميم بن حمد آل ثاني.

وبعدها اعتبر الرئيس التركي المصافحة النادرة "خطوة أولى نحو مزيد من تطبيع العلاقات بين البلدين"، وقال خلال تصريحات أدلى بها على متن الطائرة في رحلة عودته من قطر، إن "تحركات أخرى ستلي تلك الخطوة الأولى".

وذكر أردوغان أن "طلب أنقرة الوحيد من مصر هو تغيير أسلوبها تجاه وضع تركيا في البحر المتوسط"، مضيفاً أن بلاده تأمل أن "تمضي بالمرحلة التي بدأت بين وزرائنا إلى نقطة جيدة لاحقاً عبر محادثات رفيعة المستوى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

في المقابل وبحسب بيان نشرته الرئاسة المصرية، قال المتحدث باسمها بسام راضي إن "الرئيس السيسي تصافح مع نظيره التركي أردوغان، إذ تم التأكيد المتبادل على عمق الروابط التاريخية التي تربط البلدين والشعبين المصري والتركي"، مضيفاً "تم التوافق على أن تكون تلك بداية لتطوير العلاقات الثنائية بين الجانبين".

وأشارت مصادر رسمية مصرية لـ"اندبندنت عربية" إلى أن المصافحة الأولى بين السيسي وأردوغان "كان لأمير قطر دور فيها"، مشيرة إلى محاولات تقودها الدوحة لتقريب وجهات النظر بين البلدين منذ اتفاق "مصالحة العلا" في يناير (كانون الثاني) العام الماضي، الذي أنهى مقاطعة استمرت نحو أربع سنوات بين قطر وكل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين.

ورجحت تلك المصادر حينها أن "تقود تلك المصافحة لانفراجة قريبة على صعيد مسار تطبيع العلاقات خلال الفترة المقبلة"، مشيرة إلى احتمالات عودة المحادثات الاستكشافية الدبلوماسية والأمنية التي كانت بدأت في مايو (أيار) من العام الماضي.

وبحسب تلك المصادر كذلك، "فإن القاهرة ستتحرك باتجاه اختبار جدية النوايا التركية عبر استعادة قنوات التشاور معها بحثاً عن حلحلة القضايا العالقة، لا سيما على صعيد الملف الليبي الذي يمثل لمصر امتداداً لأمنها القومي بشكل مباشر".

سنوات التوتر

وكان الرئيس التركي أكد في أكثر من مناسبة منذ إطاحة نظام الإخوان من الحكم في مصر أنه لن يقبل المصالحة مطلقاً مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلا أنه مع بداية عام 2021 شهدت العلاقات بين البلدين بعض التحسن، وكانت أولى بوادره تصريحات أردوغان في مارس (آذار) من العام ذاته بأن البلدين أجريا اتصالات استخباراتية ودبلوماسية واقتصادية، وبأنه يرغب في علاقات قوية مع القاهرة.

وبعد ذلك بأسبوع طلبت الحكومة التركية من ثلاث قنوات مصرية مقرها إسطنبول، تقول القاهرة إنها مرتبطة بجماعة الإخوان المصنفة إرهابية في مصر، وقف بعض برامجها السياسية وخطابها المعادي للسلطات المصرية، كما تحدثت وسائل إعلام عربية عن إغلاق تركيا ما وصفته بمقار الإخوان في البلاد.

وبالتوازي مع ذلك بدأ البلدان خلال مايو (أيار) من العام الماضي "محادثات استكشافية" لتطبيع العلاقات، بدأت على مستوى كبار المسؤولين في وزارتي خارجية البلدين، غير أنه سرعان ما تباطأت وتيرة تحسين العلاقات على أثر حجم التباينات في مواقف البلدين تجاه بعض الملفات وعلى رأسها الملف الليبي وغاز المتوسط واستضافة تركيا عناصر تابعة لتنظيم الإخوان.

وعاد التوتر ليخيم على علاقات البلدين مرة أخرى بسبب الملف الليبي، بعد أن وقعت أنقرة مجموعة اتفاقات جديدة مع حكومة طرابلس من بينها التنقيب عن النفط والغاز في مياه البحر المتوسط، ما أثار غضب القاهرة التي أعلنت أواخر الشهر الماضي على لسان وزير خارجيتها سامح شكري توقف الجلسات الاستكشافية بين بلاده وتركيا، مما عكس تعثر مسار تطبيع العلاقات بين البلدين، وبرر الوزير المصري حينها عدم استئناف مسار المحادثات مع تركيا بقوله إنه "لم تطرأ تغيرات في إطار الممارسات من قبل أنقرة"، مشيراً إلى غضب مصر من الوجود العسكري التركي في ليبيا، ومؤكداً أن "من الأمور التي تثير القلق عدم خروج القوات الأجنبية من هناك حتى الآن".

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير