Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

النفط يواصل نزيف الخسائر والعين على اجتماع "أوبك +"

الأسعار تعود إلى مستويات 2021 وسط اضطرابات الصين وخام برنت يتراجع دون الـ81 دولاراً

مخاوف متزايدة من ضعف الطلب على الوقود في الصين بسبب زيادة "قيود كورونا" (رويترز)

هوت أسعار النفط العالمية، الإثنين 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، في أولى جلسات الأسبوع، مسجلة أدنى مستوياتها منذ ديسمبر (كانون الأول) 2021، مع تزايد المخاوف في شأن توقعات الطلب على الوقود في ظل تشديد إجراءات مواجهة كورونا في الصين، أكبر مستورد للخام في العالم، والتي أثرت سلباً في توقعات الطلب على الطاقة، مما زاد من الضغوط في سوق النفط الضعيفة بالفعل.

وبحلول الساعة 9:25 صباحاً بتوقيت غرينتش، تراجعت أسعار العقود الآجلة لخام "برنت القياسي" -تسليم يناير (كانون الثاني) 2023- بنحو 2.7 دولار أو 3.2 في المئة إلى 80.96 دولار للبرميل.

كما انخفضت أسعار العقود الآجلة لخام "غرب تكساس الأميركي" -تسليم يناير 2023- بنسبة ثلاثة في المئة أو 2.27 دولار إلى 74 دولاراً للبرميل.

وبذلك تتواصل خسائر أسعار الخام بعد أن تراجعت لثلاثة أسابيع متتالية لتبلغ أدنى مستوياتها في 10 أشهر الأسبوع الماضي، إذ أنهى "برنت" الأسبوع الأخير منخفضاً 4.6 في المئة، بينما تراجع خام "غرب تكساس الوسيط" 4.7 في المئة.

قيود صينية

والتزمت الصين أكبر مستورد للنفط في العالم سياسة "صفر كوفيد" للرئيس شي جينبينغ، حتى في وقت رفع كثير من دول العالم معظم القيود.

ووقعت اشتباكات مساء أمس الأحد بين مئات المتظاهرين والشرطة في شنغهاي، بعد اندلاع الاحتجاجات على قيود بكين الصارمة في شأن فيروس كورونا لليوم الثالث، وامتدادها إلى مدن عدة في أعقاب حريق أسفر عن سقوط قتلى في أقصى غرب البلاد.

ولم يشهد بر الصين الرئيس مثل هذه الموجة من العصيان المدني منذ تولى شي السلطة قبل 10 سنوات، مع تصاعد الإحباط بسبب سياسته الخاصة بـ"صفر كوفيد" بعد انتشار الجائحة قبل نحو ثلاث سنوات.

اجتماع "أوبك +"

وتتجه أنظار المستثمرين إلى الاجتماع المقبل لتحالف "أوبك+" الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها المقرر في الرابع من ديسمبر، وسط ترقب لنتائج الاجتماع بعد تأجيل الاتحاد الأوروبي اتخاذ قرار في شأن سقف أسعار النفط الروسي.

وكان "أوبك+" الذي تقوده السعودية وروسيا وافق في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي على خفض المستوى المستهدف من إنتاجه بمليوني برميل يومياً حتى نهاية عام 2023.

أسعار النفط الروسي

كما ركز المستثمرون على الخطط الغربية لتحديد سقف أسعار النفط الروسي، إذ ناقش دبلوماسيون من مجموعة الدول الصناعية السبع والاتحاد الأوروبي سقفاً لأسعار النفط الروسي بين 65 و70 دولاراً للبرميل، بهدف الحد من الإيرادات لتمويل هجوم موسكو العسكري في أوكرانيا من دون تعطيل أسواق النفط العالمية.

وفي الأيام الأخيرة بدأ دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي محادثات في شأن تحديد سقف لأسعار الخام الروسي، ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات في وقت لاحق اليوم الإثنين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إن اجتماع ممثلي حكومات الاتحاد الأوروبي، الذي كان مقرراً عقده مساء 25 نوفمبر لمناقشة الأمر ألغي، وانقسمت حكومات الاتحاد الأوروبي في شأن المستوى الذي سيتم عنده تحديد سقف أسعار النفط الروسي.

ومن المقرر أن يدخل سقف السعر حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر عندما يسري حظر الاتحاد الأوروبي على الخام الروسي.

معنويات سلبية

وقال رئيس استراتيجية السلع في "إي أن جي غروب" في سنغافورة وارن باترسون إن المعنويات في سوق النفط لا تزال سلبية، والتطورات التي حدثت خلال عطلة نهاية الأسبوع في الصين لم تساعد بالتأكيد، مضيفاً لوكالة "بلومبيرغ"، "الاهتمام منصب الآن بشكل كامل على توقعات الطلب".

ومن جهته، قال مدير عام البحوث في شركة نيسان للأوراق المالية، هيرويوكي كيكوكاوا، إنه إضافة إلى المخاوف المتزايدة من ضعف الطلب على الوقود في الصين بسبب زيادة إصابات كورونا، أثارت حالة الغموض السياسي الناجمة عن احتجاجات نادرة على قيود الحكومة الصارمة في شأن الوباء في شنغهاي عمليات بيع.

وأضاف كيكوكاوا لوكالة "رويترز" أنه من المتوقع أن ينخفض نطاق تداول الخام الأميركي إلى ما بين 70 و75 دولاراً، لافتاً إلى أن السوق قد تظل متقلبة اعتماداً على نتيجة اجتماع "أوبك+"، والحد الأقصى لأسعار النفط الروسي.

ارتفاع الدولار 

ارتفع الدولار الأميركي مع زيادة الطلب على الملاذات الآمنة بعد انتشار الاحتجاجات على القيود الصارمة ضد فيروس كورونا في أكبر مستورد للخام خلال عطلة نهاية الأسبوع. وعادة ما تجعل مكاسب الدولار السلع المسعرة بالعملة الخضراء أكثر كلفة للمستوردين.

ويعد تراجع النفط هو أحدث التطورات السلبية بالسوق في الأشهر الاثني عشر الماضية المضطربة، وسط التقلبات التي تحركها الحرب في أوكرانيا، وتشديد البنوك المركزية حول العالم لمكافحة التضخم، ومحاولات الصين الحثيثة للقضاء على فيروس كورونا.

"شيفرون" تستأنف إنتاج النفط الفنزويلي

وبعيداً من الصين كان التجار يقيمون أيضاً تحركاً أميركياً لمنح شركة "شيفرون" العملاقة ترخيصاً لاستئناف إنتاج النفط في فنزويلا، بعد أن أوقفت العقوبات جميع أنشطة الحفر منذ ما يقرب من ثلاث سنوات. يأتي تخفيف العقوبات بعد إعلان وسطاء نرويجيين استئناف المحادثات السياسية بين الرئيس نيكولاس مادورو والمعارضة في نهاية هذا الأسبوع.

وحصلت "شيفرون" على ترخيص لمدة ستة أشهر من مكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC)، الذي صرح للشركة بإنتاج النفط الخام والمنتجات البترولية في مشاريعها في فنزويلا، وفقاً لترخيص عام من وزارة الخزانة الأميركية.

على رغم عدم ترخيص عمليات حفر جديدة ستتمكن الشركة من إصلاح حقول النفط وصيانتها.

المزيد من البترول والغاز