Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

فقر الوقود يدفع مليون أسرة في بريطانيا إلى "أزمة إنسانية" عام 2023

حصري: وجدت دراسة أن حوالى 200 ألف أسرة إضافية تضم أولاداً يافعين ستواجه ضائقة مالية مع ارتفاع الفواتير في أبريل المقبل

يواجه عدد متزايد من الأسر الفقر بسبب ارتفاع فواتير الطاقة (غيتي)

أظهرت أرقام جديدة حصلت عليها "اندبندنت" أن ما يفوق مليون عائلة شابة في إنجلترا ستواجه ما يسمى بفقر الوقود بحلول الربيع القادم.

وقدر "تحالف إنهاء فقر الوقود" End Fuel Poverty Coalition المؤلف من جمعيات خيرية بأن عدد العائلات التي تضم أطفالاً دون الخامسة من عمرهم والذين يعيشون في فقر الوقود سيرتفع من 860 ألف أسرة إلى مليون و50 ألف أسرة عندما ينطلق تطبيق التغييرات التي أعلن عنها في موازنة الخريف بدءاً من أبريل (نيسان) المقبل.  

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومن المتوقع أن ترتفع فواتير الغاز والكهرباء مجدداً بعد أن كشف وزير الخزانة جيريمي هانت عن أن أسعار الطاقة الثابتة [التي أقرتها الحكومة لمدة ستة أشهر بدءاً من أكتوبر (تشرين الأول) الفائت] سترتفع مجدداً بدءاً من الأول من أبريل المقبل مما سيدفع متوسط الكلف السنوية [للأسرة ذات الإنفاق المعتدل للطاقة] إلى الأعلى من 2100 جنيه استرليني (2540 دولاراً أميركياً) إلى 3000 جنيه استرليني.

وحذر التحالف الذي يضم بين أعضائه منظمة "أنقذوا الأطفال" Save the Children و"مؤسسة جوزيف راونتري الخيرية" Joseph Rowntree Foundation من وقوع "أزمة إنسانية" مدمرة بالصحة في حال أجبر عدد متزايد من العائلات على إطفاء التدفئة في منازلهم.

وأخبر عدد من الأهالي "اندبندنت" في شأن الخيارات الرهيبة التي يواجهونها بين التدفئة أو الطعام فيما يقول مديرو الجمعيات الخيرية إن عدداً متزايداً من الأطفال يذهبون إلى مدارسهم وهم يشعرون بالبرد والجوع.

وقال ويليام ماك غراناغان، مدير الجمعية الخيرية التي تعنى بالأزمات "دادز هاوس" Dad´s House : "ألتقي يومياً بأهالٍ يخبرونني أنهم لم يكونوا قادرين على تشغيل التدفئة لأيام. يجلس أولادهم في المنزل مرتدين معاطفهم ولا يحصلون على وجبات ساخنة، الأمر يفطر القلب".

وأشار التحالف إلى أن نسبة العائلات في إنجلترا التي تضم أطفالاً صغار (دون الرابعة من عمرهم) والذين يعانون شحاً حاداً في الوقود سترتفع من 35 في المئة إلى 42 في المئة بدءاً من الأول من أبريل المقبل.

ويتم تعريف الأسرة على أنها تعاني فقر الوقود في حال دفعها المبلغ المطلوب لتدفئة منزلها إلى ما دون خط الفقر الرسمي، أي إلى أقل من 60 في المئة من متوسط الدخل في المملكة المتحدة [متوسط الدخل في المملكة المتحدة لعام 2021 هو 31400 جنيه استرليني سنوياً].

ووجد التحالف أن حوالى 200 ألف أسرة إضافية تضم أطفالاً صغار ستدفع إلى ما دون هذا الخط بدءاً من شهر أبريل على أساس دراسة تحليلية للارتفاع المتوقع في أسعار النفط والدعم الحكومي المستهدف والإحصاءات السكانية الرسمية.

وفي هذا السياق، قال سيمون فرانسيس، وهو منسق في تحالف إنهاء فقر الوقود إن "المعاناة" التي تواجهها عائلات كثيرة هذا الشتاء ستزداد سوءاً عندما ترتفع الأسعار مجدداً في  أبريل 2023.

وأضاف: "تظهر الأرقام أن توقعات حصول أزمة إنسانية للأطفال داخل المنازل الباردة باتت اليوم إمكانية محتملة بشكل كبير إذ يتسبب فقر الوقود بأزمة صحة عامة".

ويأتي ذلك بعد دراسة حديثة أجراها معهد العدالة الصحية في جامعة لندن كوليدج حذرت من احتمال أن يشهد ملايين الأولاد تضرراً في تطورهم بسبب "الأزمة الإنسانية" الناجمة عن تفاقم فقر الوقود.

وفي سياقٍ متصل، قال نيك، وهو أب عازب في غرب لندن يعتني ببناته الثلاث اللواتي يبلغن من العمر 13 سنة و10 سنوات وست سنوات إنه أجبر على الاعتماد على بنك الطعام أسبوعياً لكي يتمكن من تعبئة عداد الطاقة المسبق الدفع. ويتابع: "نشغل التدفئة من ساعة إلى ثلاث ساعات يومياً ولذا يتوجب على الأولاد أن يرتدوا السترات عندما يكون الطقس بارداً". وأشار إلى أن كلف الطاقة الشهرية ارتفعت من 200 جنيه استرليني إلى أكثر من 300 جنيه استرليني منذ الصيف.

وأضاف نيك: "لولا مساعدة جمعية ’دادز هاوس‘ بتقديمهم حصصاً غذائية، لما تمكنت من تعبئة العداد الذي يستهلك كميات كبيرة مهما وضعت فيه. أنا في العادة شخص متفائل وإيجابي ولكنني أشعر بالقلق الفعلي في حال ارتفعت أسعار الغاز مجدداً خلال العام المقبل".

 

تدفع أنجي، 46 سنة، من شروبشاير التي لديها صبي يبلغ 10 سنوات حوالى 100 جنيه استرليني شهرياً لفواتير الطاقة [قيمة شهرية ثابتة بصرف النظر عن قيمة الاستهلاك]. ولكنها أيضاً ترزح تحت الديون المستحقة لمزود الطاقة في منطقتها و"تخشى" ارتفاعاً جديداً في الكلف خلال شهر أبريل.

وتقول الوالدة التي لا تعمل لأسباب صحية: "عندما يكون ابني في المدرسة أجلس في البرد الشديد. وعندما يكون في المنزل، أحاول تدفئة الغرفة ومن ثم إطفاء التدفئة والجلوس تحت البطانيات. أعاني وضعاً صحياً أشعر من خلاله بالألم إذا أصبت بالبرد ولكن ليس لدي خيار آخر".

كما توقفت أنجي عن شراء ملابس لها وقللت من أوقات الاستحمام وتتناول وجبة واحدة في اليوم لكي يتمكن ابنها من تناول ثلاث وجبات وأضافت: "طالما أن ابني يأكل وفي صحة جيدة، هذا كل ما يهمني صراحة".

 

وكشفت الأرقام التي تمت مشاركتها مع "اندبندنت" عن أن غالبية مستأجري المنازل في القطاع الخاص سيعانون فقر الوقود بدءاً من الربيع بسبب زيادة كلف التدفئة.

ومن المتوقع أن يدفع ارتفاع أسعار الغاز والكهرباء المرتقب في أبريل المقبل حوالى 420 ألف مستأجر إضافي في القطاع الخاص إلى فقر الطاقة، مما سيرفع العدد الإجمالي إلى 2.3 مليون شخص. ويعني هذا أن أكثر من 52 في المئة من المستأجرين في القطاع الخاص سيعانون فقر الوقود.

وفي جانب متصل، قال وزير المناخ في حكومة الظل إد ميليباند: "تشكل الإحصاءات الصادمة الجديدة لفقر الطاقة تذكيراً صارخاً بأن أزمة فواتير الطاقة لم تنتهِ بعد، وسيتساءل ملايين الأشخاص كيف سيكون بوسعهم تحمل كلف فواتير تبلغ 3000 جنيه استرليني [سنوياً] خلال فصل الربيع".

وأضاف متحدثاً عن التزام تضمنته موازنة الخريف للاستثمار في تدابير كفاءة استخدام الطاقة بدءاً من عام 2025: "من المخجل أن هذه الحكومة ستنتظر ثلاث سنوات للبدء ببرنامج ملائم لعزل المنازل".

وقال ميليباند إن من شأن خطة حزب العمال لعزل المنازل [للحصول على أكبر قدر ممكن من كفاءة الطاقة] أن تساعد العائلات على توفير ما يقرب من 1000 جنيه استرليني من فواتيرها السنوية "قبل حتى أن يحرك ريشي سوناك ساكناً".

وكانت مؤسسة "العمل الوطني للطاقة" National Energy Action [وهي مؤسسة خيرية تعمل على القضاء على فقر الوقود وتقوم بحملات لزيادة الاستثمار في كفاءة الطاقة لمساعدة الفقراء أو المستضعفين في الحصول على تدفئة ميسورة الكلفة] حذرت من ارتفاع فواتير الطاقة في أبريل المقبل بنسبة 40 في المئة عن مستوياتها الحالية، عندما ينتهي الخصم على فاتورة الطاقة الممنوح لجميع الأسر والبالغ 400 جنيه استرليني.

وأعلن وزير الخزانة هانت عن مدفوعات جديدة لكلفة المعيشة تبلغ 900 جنيه استرليني لأولئك الذين يحصلون على بعض المعونات الحكومية و300 جنيه استرليني للمتقاعدين و150 جنيهاً استرلينياً للذين يستفيدون من المساعدات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة عام 2023. بيد أن مؤسسة "العمل الوطني للطاقة" حذرت من "فجوات كبيرة" في الدعم، خصوصاً في أوساط ذوي الدخل المنخفض الذين لا يحصلون على المعونات الحكومية.

سارة وولنو، الرئيسة التنفيذية لجمعية "الربو والرئة في المملكة المتحدة" Asthma and Lung UK، أشارت إلى أن التهابات الجهاز التنفسي ربما "تتفاقم" في ظل درجات الحرارة المتدنية إذا لم يكن بوسع عدد متزايد من الفقراء والمستضعفين تحمل كلفة التدفئة العام المقبل.

وحذرت من أن "الأولاد سيكونون معرضين للخطر بشكل أكبر لأن الرئتين لديهم تكونان غير متطورتين بشكل كامل ولهذا في حال التقطوا أي عدوى من المحتمل أن يصابوا بالمرض الشديد".

وكجزء من حملة "التدفئة هذا الشتاء" warm this winter، تقوم المنظمات البيئية وتلك التي تكافح الفقر بتنظيم يوم للتظاهر بخصوص فقر الوقود في أنحاء المملكة المتحدة السبت في 3 ديسمبر (كانون الأول) المقبل بما في ذلك تجمع سيقام في ميدان البرلمان في لندن.

 وفي هذا الإطار، قال متحدث باسم الحكومة: "تدرك الحكومة بأن هذه الأوقات عصيبة ولهذا تحركنا بشكل فوري لتقديم الدعم بتثبيت أسعار الطاقة، بالتالي توفير حوالى 900 جنيه استرليني بالمتوسط على العائلات هذا الشتاء". وأضاف: "يأتي هذا إضافة إلى مبلغ 400 جنيه استرليني تم تقديمها إلى جميع الأسر بشكل خصم على فواتير الطاقة وكذلك مبلغ 1200 جنيه استرليني لأكثر الأسر عوزاً. تقوم الحكومة بمراجعة كيفية دعم العائلات بدءاً من أبريل 2023 مع التركيز على تلك التي هي في أمس الحاجة لذلك".

© The Independent

المزيد من البترول والغاز