Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا تستعيد الكهرباء جزئيا وصواريخ روسيا تمطر خيرسون

البابا يدعو كييف إلى أن تكون "بعيدة النظر" والاتحاد الأوروبي يؤجل محادثات سقف أسعار نفط موسكو

عمال أوكرانيون يصلحون سكة حديد تعطلت جراء القصف (أ ف ب)

أدى قصف روسي على مدينة خيرسون بجنوب أوكرانيا إلى مقتل 15 مدنياً، الجمعة 25 نوفمبر (تشرين الثاني)، وفق ما أعلنت مسؤولة في المدينة، فيما لا يزال نحو نصف سكان كييف محرومين من الكهرباء في ظل درجات حرارة منخفضة.

وقالت غالينا لوغوفا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، "قتل اليوم 15 من سكان مدينة خيرسون، وأصيب 35 آخرون بينهم طفل نتيجة قصف العدو". وأضافت أن "عدة منازل خاصة وبنايات شاهقة تضررت جراء الهجمات".

وأعلن حاكم منطقة خيرسون ياروسلاف يانوشيفيتش في وقت سابق، الجمعة، إنه "بسبب القصف الروسي المتواصل، نقوم بإجلاء المرضى من مستشفيات خيرسون".

في الأثناء، لا يزال نحو نصف سكان العاصمة كييف محرومين من الكهرباء الحيوية خلال فصل الشتاء البارد بعد يومين من ضربات روسية استهدفت بنى تحتية للطاقة.

وتعتبر الدول الغربية الحليفة لكييف أن استراتيجية موسكو في قصف منشآت الطاقة منذ أكتوبر (تشرين الأول) على خلفية انتكاساتها العسكرية، ترقى إلى مستوى "جرائم حرب"، ووصفها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأنها "جريمة ضد الإنسانية". وقال عبر "فيسبوك"، الجمعة، "علينا أن نتحمل هذا الشتاء - شتاء سيتذكره الجميع".

وقال زيلينسكي إن أكثر من ستة ملايين منزل في أوكرانيا تأثرت بانقطاع التيار الكهربائي الجمعة، بعد يومين من الضربات الروسية الكثيفة.

أضاف في خطابه اليومي "انقطاع التيار الكهربائي الليلة مستمر في معظم المناطق وفي كييف. أكثر من ستة ملايين أسرة في المجموع".

إصلاح الأعطال

وبعد الضربات المكثفة التي وقعت، الأربعاء، في أوكرانيا، يواصل المهندسون إصلاح الأضرار، بينما انقطع التيار الكهربائي عن ملايين الأشخاص، الخميس، بخاصة في العاصمة.

وقال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو، "ثلث المساكن في كييف بات لديها تدفئة، يواصل الخبراء العمل على إعادة (التيار الكهربائي) إلى العاصمة". وأضاف، "خلال النهار، تنوي شركات الطاقة توصيل الكهرباء إلى جميع المستهلكين بالتناوب". ولامست، الجمعة، درجات الحرارة الصفر مئوية، مع تساقط أمطار.

واعتبر رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنرجو" فولوديمير كودريتسكي، أن نظام الطاقة الأوكراني قد "تجاوز الآن المرحلة الأصعب" بعد الهجوم الذي استهدفه.

وقال عبر "فيسبوك" إن الكهرباء عادت جزئياً في المناطق و"شبكة الطاقة مرتبطة من جديد بنظام الطاقة في الاتحاد الأوروبي".

بدوره، قال مستشار الرئاسة ميخايلو بودولياك، "بعد القصف الروسي، تضرر نظام الطاقة، لكنه أعيد في غضون 24 ساعة".

وأضاف في تصريح متلفز، "نعم، إنه وضع صعب، ونعم يمكن أن يتكرر، لكن أوكرانيا يمكنها التعامل معه".

 

إعادة توصيل المحطات النووية الأوكرانية بشبكة الكهرباء

وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الجمعة، إن المحطات النووية الأوكرانية الأربع أعيد توصيلها بشبكة الكهرباء الوطنية بعد أن فقدت إمدادات الكهرباء الخارجية بالكامل في وقت سابق هذا الأسبوع.

وتم فصل المنشآت عن شبكة الكهرباء، الأربعاء، للمرة الأولى في تاريخ أوكرانيا بعد أحدث موجة من الهجمات الجوية الروسية على البنية التحتية الأساسية.

وقالت الوكالة في بيان، إن أوكرانيا أبلغتها، الجمعة، أنه جرت إعادة توصيل محطات ريفني وجنوب أوكرانيا وخملنيتسكي. وقالت كييف في وقت سابق إن أوكرانيا أعادت توصيل محطة زابوريجيا الضخمة، الخميس.

وتم إغلاق محطة زابوريجيا التي وقعت تحت السيطرة الروسية في المرحلة المبكرة من هجومها على أوكرانيا، في سبتمبر (أيلول)، لكنها ما زالت بحاجة إلى الكهرباء لاستمرار أنشطة السلامة الأساسية.

مساعدات غربية

وفي مواجهة القصف الروسي المكثف، تلقت أوكرانيا أنظمة دفاع مضادة للطائرات من الغرب، لكنها ستحتاج إلى مزيد لتحييد صواريخ موسكو وطائراتها المسيرة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أثناء زيارته لأوكرانيا الجمعة، عن مساعدات جديدة أبرزها إرسال سيارات إسعاف و"دعم" موجه إلى "الناجيات من العنف الجنسي الذي ارتكبه الجيش الروسي".

وأضاف كليفرلي، "المملكة المتحدة تقف إلى جانب أوكرانيا". ويأتي ذلك بعد أسبوع من زيارة لرئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك تعهد خلالها بمنح أوكرانيا دعماً عسكرياً بقيمة 60 مليون يورو (نحو 62.4 مليون دولار).

وفي برلين، قالت رئيسة الحكومة الفرنسية إليزابيت بورن، الجمعة، إلى جانب المستشار الألماني أولاف شولتز، إن الدولتين "ستدعمان أوكرانيا حتى نهاية هذا النزاع".

وقال شولتز إن "على روسيا إنهاء هذه الحرب وسحب قواتها فوراً"، مشيراً إلى أن ألمانيا وفرنسا تعملان لمساعدة أوكرانيا على "إعادة تشييد بنيتها التحتية للطاقة".

استمرار القتال

وشاهد مراسلو وكالة الصحافة الفرنسية، الجمعة، طوابير سيارات تنتظر للتزود بالوقود أمام عدة محطات في كييف، ولا تزال شبكات الهاتف المحمول معطلة في بعض أحياء العاصمة.

من جانبها، تقول روسيا إنها تستهدف البنية التحتية العسكرية فقط وتلقي باللوم في انقطاع التيار الكهربائي على الدفاعات الجوية الأوكرانية. واعتبر الكرملين أن أوكرانيا يمكنها إنهاء معاناة شعبها بقبول المطالب الروسية.

والتقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأمهات عسكريين للمرة الأولى، الجمعة، قائلاً إنه يشاركهم "ألمهن" ودعاهن إلى عدم تصديق "الأكاذيب" في شأن الهجوم في أوكرانيا.

وعلى الجبهة، استمر القتال في عدة مناطق. وخلف قصف روسي، مساء الخميس، على خيرسون 11 قتيلاً ونحو 50 جريحاً، بحسب الرئاسة الأوكرانية.

ماكرون لن يتصل ببوتين

وسط هذه الأجواء، صدر عن الإليزيه أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لن يجري محادثة مع بوتين، قبل زيارته للولايات المتحدة الأسبوع المقبل.

وقال مستشار للرئيس الفرنسي للصحافيين، إن "الرئيس ليس لديه محادثة مع الرئيس بوتين على جدول أعماله قبل زيارته للولايات المتحدة". وأضاف أن "محادثاته مع الرئيس بوتين ليست ضمن جدول محادثاته مع الرئيس (جو) بايدن".

ويصل إيمانويل ماكرون إلى واشنطن مساء الثلاثاء في إطار زيارة دولة.

وأكد مستشار الرئاسة أن المحادثة مع بوتين ستجري "في وقت قريب بما فيه الكفاية"، مضيفاً أنه لم يتم تحديد موعد لذلك بعد.

في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني)، أعلن الإليزيه أن ماكرون سيتصل ببوتين بعد قمة مجموعة الـ20 التي عقدت في 15 و16 نوفمبر في إندونيسيا.

ثم أعلن ماكرون، الأربعاء، أنه يعتزم إجراء "اتصال مباشر معه (بوتين) في الأيام المقبلة في شأن المسائل النووية المدنية أولاً ومحطة الطاقة في زابوريجيا".

وتعود المحادثة الرسمية الأخيرة بين الرئيسين إلى 11 سبتمبر (أيلول).

وقال الإليزيه، الجمعة، إن المحادثات مع الرئيس الروسي تجري وفقاً للحاجات "وليست على أساس روتيني".

وأوضح أن ماكرون يود تذكير نظيره الروسي بمطالب فرنسا، وهي "أن تغادر القوات الروسية أوكرانيا وأن تستعيد أوكرانيا سيادة ووحدة أراضيها". كذلك، أشار الإليزيه إلى أن الرئيس الفرنسي يعمل على تأمين محطة زابوريجيا النووية (جنوب أوكرانيا) المحتلة من قبل الروس، و"التي كانت في صلب محادثة سابقة، حتى محادثتين مع الرئيس بوتين".

وقال مستشار الرئاسة، "ما نفهمه هو أن هناك موافقة من حيث المبدأ من الروس على إنشاء منطقة الحماية هذه، لكن الإجراءات حساسة للغاية، ولا يزال هناك عمل يتعين القيام به".

وأضاف أنه "يجب الحفاظ على ضغط كبير على كل الفاعلين لأنه لا أحد، سواء كان روسياً أو أوكرانياً، يمكنه اللعب بسلامة المحطة".

في ما يتعلق بالخروج من الصراع عبر المفاوضات، أشار مصدر دبلوماسي فرنسي إلى أن أياً من الطرفين "ليس لديه إرادة حقيقية للتفاوض" لأنهما في الوقت الحالي "مقتنعان باستعادة التقدم في الميدان في الأشهر المقبلة".

وأضاف المصدر الدبلوماسي أنه بالنسبة إلى السلطات الروسية كما الأوكرانية، "إنه وقت الحرب وليس وقت المناقشات أو الدبلوماسيين"، وخلص إلى أن "لدينا اقتناعاً بأن هذا الصراع سيستمر".

البابا: على أوكرانيا أن تكون "بعيدة النظر"

في الأثناء، قال البابا فرنسيس، الجمعة، إنه يتعين على زعماء أوكرانيا أن يكونوا "بعيدي النظر" لتحقيق السلام، مشيراً إلى أنه سيتعين على كييف تقديم تنازلات لإنهاء الحرب مع روسيا.

ودعا البابا في وقت سابق هذا الشهر إلى وقف إطلاق النار لتحاشي احتمالات تصعيد الصراع، وتضرع إلى الله أن "يعجل" بنهايته.

وفي رسالة مفتوحة نشرت، الجمعة، بمناسبة مرور تسعة أشهر على الهجوم الروسي، أشاد البابا بقوة الأوكرانيين في مواجهة الهجوم.

وكتب، "لقد تعرف العالم على شعب شجاع وقوي، شعب يتألم ويصلي ويبكي ويكافح ويقاوم ويأمل: شعب نبيل شهيد".

وقال أيضاً إنه صلى من أجل حكام أوكرانيا. ومضى قائلاً،  "يقع على عاتقهم واجب حكم البلاد في أوقات مأسوية واتخاذ قرارات بعيدة النظر من أجل السلام وتطوير الاقتصاد في ظل تدمير كثير من البنية التحتية الحيوية".

وقال الرئيس الأوكراني، الأسبوع الماضي، إن كييف مستعدة للسلام، لكن بشروطها التي من شأنها استعادة جميع الأراضي المحتلة.

وفي مقابلة مع صحيفة نشرت الأسبوع الماضي، قال البابا إن الفاتيكان مستعد لفعل أي شيء ممكن للتوسط وإنهاء الحرب.

روسيا وأوروبا

في غضون ذلك، قالت موسكو، الجمعة، إن القرار الذي وافق عليه البرلمان الأوروبي ويصنف روسيا "دولة راعية للإرهاب" بسبب نشاطها العسكري في أوكرانيا "لا يمت بصلة" لمكافحة الإرهاب.

وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية، إن القرار "لا يمت بصلة للوضع الحقيقي في الحرب ضد الإرهاب الدولي". ووصف القرار بأنه "خطوة غير ودية" وجزء من "حملة يشنها الغرب ضد بلادنا".

وصوت البرلمان الأوروبي، الأربعاء، لصالح نص يصف روسيا بأنها "دولة راعية للإرهاب" في النزاع بأوكرانيا، داعياً الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذوه.

وفي النص الذي أقر في ستراسبورغ بغالبية 191 صوتاً مقابل معارضة 58 صوتاً وامتناع 44 عن التصويت، وصف النواب الأوروبيون "روسيا بأنها دولة راعية للإرهاب ودولة تستخدم وسائل إرهابية".

وطالبت كييف مراراً المجتمع الدولي بإعلان روسيا "دولة راعية للإرهاب" على خلفية الحرب. ويعتبر قرار البرلمان الأوروبي في هذه المرحلة رمزياً في ظل غياب إطار قانوني ملائم في الاتحاد الأوروبي على عكس الولايات المتحدة. وامتنعت واشنطن حتى الآن عن إدراج موسكو على قائمتها تلك، وهي خطوة من شأنها تفعيل مزيد من العقوبات وإلغاء الحصانة للمسؤولين الروس.

تأجيل محادثات أوروبية

وفي سياق متصل، أعلن دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي إلغاء اجتماع لممثلي حكومات الاتحاد كان من المقرر عقده، مساء الجمعة، لمناقشة اقتراح مجموعة السبع فرض سقف لأسعار النفط الروسي المنقول بحراً.

وقال أحد الدبلوماسيين، "لم يكن هناك ما يكفي من التقارب في الآراء". وقال دبلوماسي ثانٍ، "لن يكون هناك اجتماع الليلة ولا نهاية هذا الأسبوع".

وانقسمت حكومات الاتحاد الأوروبي الخميس في شأن المستوى الذي سيتم عنده وضع سقف لأسعار النفط الروسي للحد من قدرة موسكو على دفع كلفة حربها في أوكرانيا من دون التسبب في صدمة في إمدادات النفط العالمية. ومن المقرر أن يدخل الحد الأقصى للسعر حيز التنفيذ في الخامس من ديسمبر (كانون الأول).

وتتمثل فكرة السقف في منع شركات الشحن والتأمين وإعادة التأمين من التعامل مع شحنات الخام الروسي في جميع أنحاء العالم إلا إذا تم بيعها بأقل من السعر الذي تحدده مجموعة السبع وحلفاؤها. ونظراً إلى وجود مقار شركات الشحن والتأمين الرئيسة في العالم في دول مجموعة السبع، فإن سقف السعر سيجعل من الصعب جداً على موسكو بيع نفطها، وهو أكبر صادراتها ويمثل نحو 10 في المئة من المعروض العالمي، بسعر أعلى.

وتضغط بولندا وإستونيا وليتوانيا من أجل سقف أقل بكثير من 65-70 دولاراً للبرميل الذي اقترحته مجموعة السبع، في حين ضغطت اليونان وقبرص ومالطا من أجل سقف أعلى، أو شكل من أشكال التعويض عن الخسارة المتوقعة في قطاع الشحن الكبير لديهم.

وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبي طلبوا عدم نشر أسمائهم، إنه لم يتضح مدى قرب الجانبين من التوصل إلى اتفاق. وأضاف أحد الدبلوماسيين المقربين من المحادثات، "لا يزال الموقفان متباعدين جداً، ولا نرى أي محاولة من الولايات المتحدة للتوفيق بينهما".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات