أن تكون زفة العروس بالطبول أو الدفوف أو حتى الكمان مع الغيتار فهذا مألوف، وأن تقوم زفتها على أن يسلمها أبوها أو أمها أو أخوها إلى عريسها، فهذا أيضاً معمول به ومتعارف عليه، لكن أن تكون الزفة عبارة عن احتفال واحتفاء وصراخ مجنون وصياح محموم قائم على قطعة من القماش البيضاء ملطخة بدماء العروس، فهذا للأسف أيضاً مألوف ومعمول به وليس فقط متعارفاً عليه، بل محمود ومطلوب ومدعاة لفخر أقارب ومعارف وجيران العروس من الذكور.
فهذه الدماء الملطخة لقطعة القماش البيضاء تعني أن شرف ذكور الأسرة والمحيطين والأهل والأصدقاء والمعارف قد تم الحفاظ عليه وصونه ورفعه عالياً في أرجاء الحارة أو الشارع أو القرية، أما الإناث بمن فيهن صاحبة الدماء، فالأمر يبقى إلى حد كبير يكتنفه غموض لا يخلو من جنوح.
جنوح الدم
ثقافات عدة حول العالم معظمها في الجزء الشرقي من الكرة الأرضية لا تزال تجنح إلى اعتبار القماش الملطخ بدم "عذرية" العروس سبب الاحتفال الأكبر ومدعاة كبرياء ذكور العائلة، والدليل الوحيد والدامغ على عفة وشرف العروس، إذ لا عفة إلا في الغشاء ولا شرف إلا في عدم اختراقه.
محاولات اختراق هذه العادات والتقاليد نجحت في عدد من دول العالم، ففي الغرب كانت "الاحتفالات الدموية" معروفة ومألوفة في العصور الوسطى، وكانوا يمارسون الاختبار ذاته ويحتفون بنتائج العفة نفسها.
عمل "الداية" في أوروبا في العصور الوسطى لم يكن توليد النساء فقط، لكن التأكد من عذرية الفتاة قبل الزواج مع القيام بإجراءات التحقق من ملاءة فراش الزوجية، وهذا التحقق وحده فقط كان الضامن الوحيد لنقاء العروس وعدم تعرضها للدنس أو القذارة.
وعلى رغم أن الدنس والقذارة بهذا المعنى لا يأتيان إلا من قبل عريس كالذي تتزوج منه الفتاة النقية في هذه الليلة التي يحتفي فيها الجميع بدماء عذريتها، إلا أنه في العصور الوسطى وفي الغرب كان للدنس وجه واحد فقط وللقذارة مصب وحيد ألا وهو الأنثى.
عصورنا الوسطى
انتهت عصور أوروبا الوسطى وانتقلت إلى ما بعدها من دهور وعهود، وبقي آخرون ممسكين بتلابيب الاحتفال بالدم أو الاحتفال الدموي.
احتفال دموي جرت وقائعه الصاخبة المصورة بعشرات وربما مئات شاشات الهواتف المحمولة لصاحبة الصون والعفاف والعفة والشرف نفسها وهي تجوب أرجاء القرية حاملة صك عفة أبيها وأخيها وجدها وابن أختها والعم والخال وأبنائهم والجار وأبنائه وأهل القرية كلهم من الذكور واحداً واحداً، وفي اليوم التالي لليلة الزفاف لم تجد "العروس" ابنة محافظة الشرقية سيرتها على كل لسان، بل صار غشاء عذريتها على كل لسان.
في يوم الـ 17 من نوفمبر (تشرين الثاني) تزوج العروسان، وفي اليوم التالي طلق العريس العروس، ولم يأل العريس جهداً في إشهار وإعلان ونشر سبب الطلاق، فالعروس ليست بكراً، أي ليست عذراء.
وفي يوم 20 توجهت جمهرة من أهل العروس بصحبة ابنتهم إلى المستشفى العام لتوقيع كشف عذرية عليها، وفي كشف العذرية تُكرم صاحبة الغشاء وأهلها من الذكور أو تهان وقد تقتل ويطأطئ ذكور العائلة رؤوسهم التي تكاد تصل إلى التراب حتى يلقى كل منهم ربه.
لكن ربنا ورب الكون أراد أن يخرج "تقرير الطب الشرعي" من المستشفى الحكومي الرسمي ليسبغ على صاحبة الغشاء لقب "الشريفة العفيفة"، وخرجت جمهرة الغشاء من المستشفى وهي تجوب أرجاء القرية وصاحبة الغشاء محمولة على الأعناق وهي تحمل قطعة قماش كبيرة ناصعة البياض، مما يعني عفتها ويؤكد شرفها، وقبلهما عفة رجال العائلة وشرف أطفالها.
زفة الغشاء التي انتقلت انتقال النار في هشيم الـ "سوشيال ميديا" استرعت الانتباه إلى ما هو أبعد من زفة غشاء العفة، فالعروس طفلة في الـ 17 من عمرها، وفي اقوال أخرى 16 وفي ثالثة بحسب الجيران 15 عاماً.
وبحسب القانون المصري "لا يجوز توثيق عقد زواج لمن لم يبلغ سن الـ 18 سنة ميلادية كاملة للجنسين".
لكن الجميع يعلم أن نسبة زواج من هن دون سن الـ 18 عاماً مرتفعة، وصحيح أن الأرقام "الرسمية" لا تعطي الظاهرة حقها، وصحيح أن الأرقام الرسمية لا يمكن التأكد منها، لكنها مؤشر.
وفي عام 2017 قال الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء إن فتاة واحدة على الأقل في الفئة العمرية بين 15 و17 عاماً متزوجة في مصر، وأن واحدة على الأقل في الفئة العمرية بين 15 و19 عاماً تزوجت أو كانت متزوجة قبل السن القانونية المحددة بـ 18 عاماً.
جهل وعادات
الغالبية المطلقة من زواج الأطفال من الإناث يحدث إما في الريف أو في المناطق الشعبية، وهو أكثر شيوعاً لدى الفئات الأقل تعليماً أو بين تلك التي لم تحصل على أي قسط من التعليم، وفي دراسة عنوانها "دراسة اجتماعية لظاهرة الزواج المبكر في ريف محافظة أسيوط" لمجموعة من الباحثين في قسم الاجتماع الريفي في جامعة أسيوط بصعيد مصر، حُددت أبرز الأسباب التي تدفع الأسر إلى تزويج بناتهن في سن مبكرة بالجهل والعادات القديمة المتوارثة وسترة البنات وعدم تعلميهن وظهور "العريس المناسب" في الوقت المناسب لانتشال العروس وربما أسرتها من الفقر، أو ظناً منهم أن الزواج سيكسر حلقة الفقر.
هذه هي نفسها الفئات التي تشيع بينها حتى اليوم متلازمة شرف العائلة بغشاء بكارة العروس، وهي المتلازمة التي كانت شائعة في ريف مصر بشكل علني ومقبول ومعتاد حتى سنوات قليلة مضت، ثم خفتت حدتها نسبياً مع موجة الحداثة وتعليم البنات واكتساب المرأة مكانة أرقى وأكثر آدمية خلال الخمسينيات والستينيات والنصف الأول من السبعينيات، قبل أن تنتكس ولا تكتفي بالتدهور بل تمضي قدماً في طريق عكسي يسميه بعضهم "التزاماً دينياً" وينعته آخرون بـ "الرجعية والتخلف".
قصة مثيرة
تفاصيل ما جرى في الشرقية ربما تبدو مجرد قصة مثيرة تصنع "ترند" اليوم، لا سيما مع هيمنة كلمات مثل "عذرية" و"علاقة حميمة" و"غشاء البكارة" وجميعها يضمن المشاهدة والمتابعة، لكنها لمن يهمه الأمر واقع يصفه بعضهم بـ "الأليم" على رغم أن القائمين عليه يعتبرونه أمراً طبيعياً مثل الأكل والشرب والنوم ودخول الحمام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
يقولون في المثل الشعبي "دخول الحمام ليس كالخروج منه"، ودخول عروس الشرقية ابنة الـ 17 عاماً بيت الزوجية يوم 17 بعد إتمام الزفاف بشكل غير رسمي، نظراً إلى أنها دون السن القانونية للزواج، لكن في حفل صاخب حضره القاصي قبل الداني في القرية، لم يكن كخروجها منه صباح اليوم التالي بعد أن "قال العريس إنها ليست بكراً"، ومن ثم وبحسب الأعراف والعادات والتقاليد فقد شكك في عفتها وشرف عائلتها من الذكور، حيث مفهوم العفة يرتبط وينحصر في احتفاظ الفتاة بعذريتها حتى ليلة الزفاف.
ليلة الزفاف لم تسفر عن فض غشاء بكارة العروس لسبب ما، ولذلك ففي صباح اليوم التالي طرد العريس العروس من بيت الزوجية "لأنها ليست عذراء" وطلقها.
وقال أهل العروس إن الطلاق وقع "لأسباب صحية تتعلق بالعريس"، لكن القول إن العروس لم تكن عذراء هو أشبه بالحكم على الأسرة كلها بالإعدام عبر تشويه السمعة مدى الحياة.
يد الطب الشرعي
الحل الوحيد لإبقاء رؤوس ذكور الأسرة مرفوعة في مثل هذه الحالات في يد الطب الشرعي القادر على إثبات عفة الفتاة وشرف الأسرة، إذ دخلت الفتاة وأسرتها المستشفى والقلق سيد الموقف، وخرجت الجمهرة تزغرد وتهلل والفتاة محمولة على الأعناق بالقماش الأبيض خير برهان، وليس هذا فقط بل تم استئجار مكبر صوت ضخم يجوب بفتاة الغشاء والجماهير العريضة وهتافات "الشريفة العفيفة وصلت يا بلد".
وصول "الشريفة العفيفة" البلد بالزفة الصاخبة لم يكن النهاية بل البداية، فقد كان بداية لكشف صفحة جديدة مما يجري في المجتمع المصري بعيداً من أعين المدن الكبرى وجمعيات تمكين النساء ولقاءات الوزيرات وصاحبات المناصب الكبيرة في وسائل الإعلام، والتعليقات على الفيديو الذي انتشر انتشاراً فيروسياً كشفت الفصام.
فمن "ما شاء الله تبارك الله. العفة تاج المرأة" و"بارك الله للأب الذي سارع إلى إثبات شرفه وشرف أسرته" إلى "هذه جريمة في حق كل أنثى في مصر" و"ألم يكن الأسهل اقتياد الذبيحة للمذبح مع بقية البهائم؟ الجهل والتخلف وتحقير المرأة في أبهى صورها" تدور دوائر المصريين.
إشهار "المنديل"
وعلى رغم أن "منديل الدخلة" أو "منديل الشرف" أو "الدخلة البلدي" عادة يظن بعضهم أنها انقرضت أو في طريقها إلى الانقراض، إلا أنها موجودة إلى حد ما في القرى المصرية، لا سيما البعيدة من المدن والغارقة في منظومة عادات وتقاليد لم تنجح الحداثة وتعليم البنات واكتساب بعض من حقوق النساء في تغيير أو تعديل متلازمة العفة وغشاء البكارة عبر إشهار "المنديل".
يشار إلى أن "منديل الشرف" أو "الدخلة البلدي" هو طقس يتم فيه إما فض غشاء بكارة العروس من طريق سيدة من الأسرة أو من طريق العلاقة الزوجية، لكن يشترط تلطيخ قطعة قماش بيضاء به والخروج به مرفوعاً لإطلاع الجماهير الغفيرة عليه والمحتشدة على باب الزوجين.
وفي حال عدم وجود دماء، ربما لأسباب تتعلق بمطاطية الغشاء أو لعدم حدوث اختراق كامل له أو لمشكلة لدى الزوج أو غيرها، فإن المسألة تتحول إلى كارثة كبرى وفضيحة عظمى، ولا يتم تفسيرها إلا في ضوء عدم عذرية العروس بالتالي عدم عفتها وفقدان الأسرة، وتحديداً ذكورها، شرفها.
وتوثق أغنيات شعبية هذه المتلازمة وبينها على سبيل المثال لا الحصر:
"شوفوا شرف البنت الفلاحة، أحمر وزي (مثل) التفاحة، يحيا أبوها وشنبه (شاربه)، إللي ماحدش غلبه، قولوا لأبوها إن كان جعان يتعشى، روح يابا الدم بالفرشة، قولوا لأبوها إن كان تعبان يرتاح، قفل متربس (مغلق) وجاله مفتاح، روحوا لأبوها وانزلوا له الخيمة، بنت الأكابر شرفتنا الليلة".
أحلى من الشرف
لكن الواقع يتسع لاجتهادات عدة في متلازمة الشرف والغشاء، فالفنان الراحل توفيق الدقن حين أطلق جملته الشهيرة "أحلى من الشرف ما فيش" وهو يهمز ويلمز على فتيات الليل في أحد أفلامه، وعميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي حين أطلق حكمته ذائعة الصيت في فيلم آخر، ألا وهي أن "شرف البنت زي (مثل) عود الكبريت، يولع (يتقد) مرة واحدة بس (فقط)، عبرا عن المفهوم المجتمعي السائد للشرف وارتباطه شرطياً بغشاء البكارة فقط.
شرف الأنثى هو حفاظها على عذريتها حتى الزواج، وشرف الرجل هو الحفاظ على شرف الأنثى الواقعة في محيط أسرته حتى زواجها، وإذا فقدت المرأة شرفها، أي تم فض بكارتها قبل الزواج، يفقد أبوها وشقيقها وعمها وخالها وأبناؤهم وأحفادهم شرفهم أيضاً، على رغم أن فض الغشاء يكون من خلال رجل يعتنق المبدأ نفسه للعفة والشرف في محيط أسرته، وهلم جرا.
وعلى رغم عدم شيوع فكرة إقامة علاقات جنسية كاملة قبل الزواج في مصر، إلا أن هناك علاقات "شبه جنسية" تقام، وطالما غشاء البكارة لم يتم فضه، فالأمور بخير والجميع بخير والمجتمع بخير.
وفي حال حدث ذلك فإن عمليات ترقيع غشاء البكارة يتم إجراؤها قبل ليلة الزفاف، ولكنها تبقى "عمليات سرية" بسبب الفضيحة من جهة وعدم قانونيتها إلا في أحوال معينة من جهة أخرى.
دلو الإفتاء
المثير أن دار الإفتاء المصرية تدلو بدلوها هي الأخرى في عمليات ترقيع الغشاء، وهو الدلو الذي يرسخ متلازمة العفة والغشاء من جهة، وكذلك يطرح أسئلة حول معايير الصدق ومقاييس الأمانة من جهة أخرى، بحسب ما يلمح بعضهم.
أمين الفتوى في دار الإفتاء المصرية أحمد ممدوح قال بصفحته على "فيسبوك" إن عمليات ترقيع غشاء البكارة للستر على الفتيات بعد التغرير بهن يكون أحياناً مطلوباً، وفي بعض الأحوال يكون محرماً، وذلك بحسب كل حال على حدة.
وبحسب الفتوى فإن الترقيع الحلال يكون للفتاة التي تعرضت للاغتصاب وتم التغرير بها "وتريد التوبة وفتح صفحة جديدة في حياتها وتستر نفسها ولا توجد وسيلة غير عملية الترقيع، وهنا تكون العملية مباحة".
وعلى رغم أن الفتوى لم توضح السبب الذي يدعو الفتاة التي تعرضت للاغتصاب إلى التوبة، إلا أن ما سبق هو نص الفتوى.
كم الفتاوى والأفكار المجتمعية السائدة والمهيمنة والمتمكنة من عقول وقلوب الملايين من النساء والرجال في المجتمع تقف على طرف نقيض من كم الجهود التي تبذل من قبل بعض الجهات في الدولة وجانب من منظمات المجتمع المدني غير الدينية العاملة في مجال حماية حقوق النساء والأطفال، والتي تعمل قدر الإمكان على فك تشابك المتلازمات المتأصلة.
طين المتلازمات
ويزيد من طين المتلازمات المتأصلة التي تنال من كرامة المرأة المصرية التي أصبحت وزيرة وسفيرة وعميدة وامرأة معيلة تعول ما لا يقل عن 3.3 مليون أسرة وحدها دون رجل، تناول مسألة العفة والغشاء في برامج تلفزيونية من منطلق ظاهره علمي طبي، إذ "ربما الغشاء مطاطي" و"ربما الزوج غير قادر أو غير ملم بالقواعد"، وباطنه محاولة تبرير عدم تلطيخ القماش الأبيض بالدم الأحمر.
المجلس القومي للطفولة والأمومة تقدم ببلاغ ضد المسؤولين عن "واقعة زواج طفلة قاصر، مؤكداً عدم قانونية الواقعة بالكامل والتعدي على القانون في ما يتعلق بزواج طفلة لم تبلغ سن الـ18 عاماً، إضافة إلى إخضاعها لكشف عذرية، لكن المجلس لم يشر إلى "زفة المنديل الأبيض" وصاحبة الغشاء "الشريفة العفيفة" محمولة على الأعناق.
رئيس "المركز المصري لحقوق المرأة المصرية" المحامية نهاد أبو القمصان قالت إنه من العيب أن يتم ربط شرف الأنثى بغشاء البكارة، ووصفت ما جرى بأنه "عودة صريحة لأسواق تجارة البنات، وإعلان ختم الصلاحية عليهن، وحط من كرامة الأنثى"، مطالبة بوجود قوانين تحول دون هذا النوع من الإتجار.
لكن واقع الحال يشير إلى أنه ما أكثر القوانين، لكن ما أقوى العرف، فعلى سبيل المثال يوجد ما لا يقل عن ثلاثة نصوص قانونية تمنع زواج الأطفال دون سن الـ 18 عاماً، وعلى رغم ذلك فإن المنع لم يجرم.
ويشار إلى أن المد الديني المتشدد "غير الرسمي" في المجتمع يدافع بشدة عن زواج الأطفال، ويعتبر منعه نوعاً من التلاعب في الشرع.
وتبارك فئات عدة في المجتمع الالتفاف على المنع عبر الزواج العرفي ثم توثيقه رسمياً بعد أن تخرج العروس من مرحلة الطفولة، أو "تسنين" العروس ببضع أعوام أكبر، وإصدار شهادة رسمية بأن سنها 18 عاماً على رغم أنها في الـ 13 أو الـ 14 أو الـ 15 عاماً.
وبينما فئات من المثقفين والمدافعين عن كرامة الأنثى وحق الطفولة تكتب وتصرح وتحذر وتناشد، خرجت أستاذة الفقه المقارن سعاد صالح لتؤكد أن "غشاء البكار عنوان للشرف كما جرت العادة"، وأن "والد الفتاة معذور بعد أن أضر العريس بسمعة العائلة، على رغم أن العريس فلاح ويعرف حساسية مسائل الشرف والعرض، لا سيما في الريف".
وفي عالم مواز تنتشر إعلانات "غشاء البكارة الصناعي" لمن يرغب، ونصوص الإعلانات تتحدث عن نفسها، "غشاء بكارة صناعي مع وهمية العذرية ودم البكارة" و"كوني عذراء مرة أخرى" وغيرهما.
ويشار إلى أن جدلاً مستعراً نشب في مصر عام 2009 لدى طرح "غشاء بكارة صناعي" صيني، واحتدمت المعارك حينها وتدخل البرلمان لمنع طرحها حينئذ، لا لأن الفكرة ترسخ لمتلازمة العفة والغشاء أو لأنها مهينة للمرأة أو لأنها تسبب مشكلات صحية، لكن لأنها قد تساعد في خداع الرجل.