Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

3.1 مليار جنيه استرليني قيمة الطاقة المهدورة سنويا في بريطانيا

مع حلول فصل الشتاء الذي من شأنه أن يفاقم أزمة تكاليف المعيشة، يدعو الخبراء الحكومة إلى إطلاق حملة توعية عامة بشأن عزل المنازل وغيرها من التحسينات الأخرى

جعل المنازل أكثر كفاءة يمكن أن يوفر مئات الجنيهات للأسر سنوياً (غيتي)

تخسر المنازل والشركات في المملكة المتحدة وفورات ضخمة بقيمة 3.1 مليار جنيه استرليني (3.75 مليار دولار أميركي) كل عام بسبب العوائق المختلفة التي تحول دون تنفيذ تحسينات كفاءة استخدام الطاقة.

على رغم إمكانية توفير الكثير من المال على المدى الطويل، فإن العوامل التي تشمل ارتفاع قيمة التكاليف الأولية [المسبقة الدفع] ونقص الوعي وعدم قدرة المستأجرين على إجراء تحسينات رئيسة، تعني هدر كميات هائلة من الطاقة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي ذلك الإطار، وجد البحث الذي أجراه "مركز بحوث الاقتصاد والأعمال" Centre for Economic & Business Research وشركة "جروندفوس" Grundfos للمضخات وكفاءة استخدام المياه، أن 74 في المئة من الأسر في المملكة المتحدة غير متاح لها اتخاذ خطوات تجعل منازلها أكثر كفاءة في استخدام الطاقة، وفي حال تمكنت من فعل ذلك فمن المحتمل أن توفر 20 في المئة سنوياً من قيمة فواتيرها.

هذا على رغم أن الناس يقولون إن المخاوف الثلاثة الأكبر المتعلّقة بالبقاء دافئين هذا الشتاء هي ارتفاع فواتير الطاقة (64 في المئة)، وأعطال سخانات المياه (25 في المئة) وانقطاع الطاقة (22 في المئة).

في الواقع، يأتي هذا التقرير بعد بيان الخريف المالي الذي أدلى به وزير الخزانة جيريمي هانت وتعهد فيه باستثمار 6 مليارات جنيه إضافية في كفاءة الطاقة بحلول عام 2025، وهو إطار زمني اعتبره مؤلفو التقرير بمثابة الوقت الكافي من أجل نسيان المسألة وتأجيلها حتى يفقد الناس اهتمامهم بها، بينما تتجه المملكة المتحدة نحو فصل الشتاء وسط أزمة تكاليف المعيشة.

وعلّق الباحثون: "لا شيء مما أعلنه الوزير يخبر الشعب كيف يمكنه توفير المال على المدى القريب، كما أن الهدف المتمثل في خفض استهلاك الطاقة في المباني وقطاع الصناعة بنسبة 15 في المئة بحلول عام 2030 هو أمر غير طموح على الإطلاق. وهذا لن يساعد الأسر والشركات في تحقيق الوفورات التي هي بأمس الحاجة إليها على صعيد الطاقة".

وتجدر الإشارة إلى أن التكاليف الأولية لتركيب مضخة حرارية هوائية جديدة تتراوح عادةً ما بين 7 آلاف جنيه و13 ألفاً، ويصل متوسط ​​التكلفة إلى ما يزيد قليلاً على 11 ألف جنيه، ويحق للناس في إنجلترا وويلز الحصول على مساعدة تغطي 5 آلاف جنيه منها بفضل خطط الحكومة الرامية إلى تحديث سخانات المياه.

وفي الوقت نفسه، فاستبدال الجدران المجوفة العازلة أو تحسينها قد يتطلّب عمالة متخصصة مكلفة، في المقابل يُعدّ وضع مواد عازلة في الغرف العلوية أو تحت ألواح الأرضية رخيصاً نسبياً ويمكن لأصحاب المنازل القيام به.

على سبيل المثال، عادةً ما يكلّف عزل الغرف العلوية حوالى 300 جنيه، ويمكن أن يخفّض الفواتير بمقدار 180 جنيهاً سنوياً، ما يعني تحقيق عائد على الاستثمار في أقل من عامين، وفقاً لموقع RenewableEnergyHub.co.uk [أحد أكثر مواقع الطاقة المتجددة مصداقية في المملكة المتحدة].

وفي سياق متصل، قال ما يقرب من الثلث، أي ما يوازي 31 في المئة، إن التكاليف الأولية تمنعهم من اتخاذ إجراءات تخولهم زيادة كفاءة استخدام الطاقة في منازلهم. كذلك، أشار 21 في المئة من الأشخاص إلى أن فكرة كونهم غير مسؤولين عن نظام التدفئة (لأنهم مستأجرون) جعل من الصعب عليهم تحديثها.

وإلى جانب التكاليف الأولية لاتخاذ الإجراءات، فإن الافتقار إلى الوعي في ما يتعلق بتدابير الكفاءة الفعالة يمثل أيضاً مشكلة كبيرة.

نتيجة لذلك، يدعو معدّو الدراسة إلى حملة توعية عامة تهدف إلى تحسين كفاءة الطاقة ومساعدة الشركات والأسر في توفير المال.

واستطراداً، أوضح رولاندو مورغان، رئيس قسم البيئة والبنية التحتية والنمو المحلي في "مركز بحوث الاقتصاد والأعمال": "تسلّط نتائج البحث الضوء على النقص الحاد في الوعي باعتباره عائقاً رئيساً يحول دون اعتماد تدابير من أجل زيادة فعالية الطاقة، إلى جانب التكاليف الأولية المرتفعة والنقص في عمال التركيب المؤهلين، ما يفرض مزيداً من التحديات".

وتابع: "تشير النتائج التي توصلنا إليها إلى أن حكومة المملكة المتحدة بحاجة إلى اعتماد عدد من السياسات الجديدة بما في ذلك توفير معلومات أوضح عن كفاءة الطاقة، وتركيز مخططاتها وبرامجها على الأسر الأكثر فقراً وإعطاء الأولوية للخطط الرامية إلى تغطية التكاليف الأولية لتركيب أنظمة تدفئة جديدة".

في منحى مقابل، قال غلين ويليامز، المدير الإقليمي لشركة جروندفوس في المملكة المتحدة، إن أزمة تكاليف المعيشة تعني أن المنازل والشركات لا يمكنها تحمل خسارة أكثر من 3.1 مليار جنيه من وفورات كفاءة الطاقة، ولكن تبقى هناك "فجوة واضحة بين العوائق والفوائد يجب سدّها".

وأضاف: "في حين أن هناك أموراً كثيرة يمكن، لا بل ينبغي للحكومة فعلها، لا سيما في ما يتعلق بتنظيم تدابير توفير الطاقة وإنفاذها، فمن الواضح أن هناك ثغرات معرفية كبيرة تجب معالجتها. لذلك، فإننا ندعو الحكومة إلى إطلاق حملة توعية عامة ستبدد أخيراً الأساطير المدمرة بشأن تحسينات كفاءة استخدام الطاقة وستؤدي إلى تحقيق وفورات في التكاليف تستحقها أسرنا وشركاتنا".

© The Independent