Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

القبة الحديدية البحرية الإسرائيلية سلاح جديد لمواجهة صواريخ غزة

نفذت "حماس" هجمات عدة على منشآت عسكرية قبالة شواطئ القطاع

تستطيع القبة الحديدية البحرية اعتراض القذائف قصيرة المدى (اندبندنت عربية - مريم أبو دقة)

سجل عام 2021 آخر تهديد أمني تعرض له سلاح البحرية الإسرائيلية، بحسب ما أتاح الجيش الإسرائيلي نشره، عندما أطلقت "حركة حماس" إبان المعركة العسكرية التي جرت في ذلك الوقت، رشقات صاروخية عدة صوب منصة الغاز في "حقل تمار" في البحر المتوسط والتي تبعد 20 كيلومتراً من غزة، لكن القذائف لم تنجح في إصابة هدفها وفقاً للرواية الإسرائيلية.
هذا الخطر الأمني الذي ينطلق من غزة ومن جبهات أخرى وتتعرض له إسرائيل في البحر دفعها إلى إدخال منظومة اعتراض القذائف الصاروخية "القبة الحديدية" في سلاح البحرية الإسرائيلية. وبحسب وزارة الدفاع الإسرائيلية فإنها تمكنت من تشغيل نسخة محمولة على متن السفن الحربية من نظام القبة الحديدية للدفاع الجوي.


منذ عام 2016

وجاء إعلان إسرائيل تشغيل القبة الحديدية البحرية في إطار اتخاذ جيشها جملة قرارات معقدة لحماية أنشطتها في الماء وسلاحها البحري، بعد أن توسعت الأخطار الأمنية التي يتعرض لها سلاح البحرية، وفق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي.
وبعد سبع سنوات من التطوير والتجارب نجحت إسرائيل رسمياً في تشغيل القبة الحديدية البحرية بشكل كامل على متن سفنها الحربية، إذ بدأت في مشروعها في عام 2016، والذي كان من ضمن أحد الدروس المستفادة من قتالها مع غزة في صيف عام 2014. ونفذ نظام الاعتراض البحري هذا بعد عشر سنوات من دخول القبة الحديدية البرية الخدمة.

نظام مطور عن القبة الحديدية

ويقول مسؤول تطوير الأسلحة والبنية التحتية التكنولوجية في جيش إسرائيل دانيال غولد إن "نظام القبة الحديدية البحرية هو نظام مطور لنظام القبة الحديدية، ويعد أول حل دفاعي بحري تشغيلي من نوعه، وهو إنجاز هائل في إسرائيل، وشكل نقلة نوعية إضافية تكنولوجية في مجال أنظمة الدفاع الصاروخي، بفضل رؤية تكنولوجية تقودها المديرية بالتعاون مع الجيش والصناعات الدفاعية".
وأطلقت إسرائيل على نظام الاعتراض الجوي البحري أسماء عدة، منها القبة الحديدية البحرية، والقبة سي C-Dome. وبحسب الجيش، فإن هذه البطاريات تعد طبقة إضافية من منظومة الصواريخ والدفاع الجوي متعدد المستويات.

ومع دخول القبة الحديدية البحرية الخدمة باتت إسرائيل تمتلك خمسة مستويات دفاعية تستخدمها عادة لاعتراض القذائف الصاروخية التي تنطلق من غزة، وهي إلى جانب القبة البحرية، نظام "مقلاع داود"، و"سهم 2"، و"سهم 3"، و"القبة الحديدية البرية".

لتحييد قذائف غزة

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إن "القبة الحديدية البحرية تشكل معلماً مهماً في تعزيز قدرات السفن العسكرية، ونستخدمها في محاولة لوقف الهجمات التي تنطلق من غزة تحديداً ومن مناطق أخرى. إن نظام الاعتراض هذا يعد تحسيناً إضافياً للقدرة الدفاعية للقوات البحرية من أجل حماية الأصول الاستراتيجية في المياه الاقتصادية لإسرائيل والحفاظ على تفوقها البحري في المنطقة".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونفذت "حماس" هجمات عدة ضد البحرية الإسرائيلية، كان أبرزها في عام 2014 عندما تمكن أربعة من عناصر الحركة من التسلل إلى شواطئ إسرائيل وتفجير دبابة بأسلحة أوتوماتيكية وقنابل ومتفجرات كانت بحوزتهم، لكنهم قتلوا جميعاً قبل أن يتمكنوا من المغادرة.

وأطلقت الحركة أيضاً أكثر من مرة قطعاً جوية لاستهداف حفار بحري كان يعمل لصالح شبكة الكهرباء الإسرائيلية، لكن من دون أن تنجح في مهمتها. وكذلك تجري "حماس" بشكل مستمر تجارب صاروخية صوب البحر من دون أن تحدد هدفاً إسرائيلياً لها.

ولإسرائيل مواقع عدة مهمة في البحر، جزء منها قريب جداً من غزة، ومن أهمها منصة استخراج الغاز من حقل تمار، إلى جانب مواقع عسكرية تبعد عن القطاع نحو 16 ميلاً بحرياً، وخلال السنوات العشر الماضية نفذت "حماس" نحو 12 هجوماً معلناً صوب بحرية تل أبيب.

تستطيع اعتراض صليات صاروخية

حول منظومة القبة الحديدية البحرية، قال رئيس العمليات في البحرية الإسرائيلية أرييل شير إن "المهندسين أدخلوا تحديثات على برمجيات القبة الحديدية لجعل المنظومة قابلة للعمل في البحر، وأجرينا سلسلة تجارب عملية عليها، جميعها ناجحة". وأضاف "تستطيع القبة البحرية اعتراض قذائف منفردة أو صليات صواريخ، كتلك التي تطلقها حماس والفصائل في غزة على المناطق الإسرائيلية، وبالفعل نجحت في اعتراض مقذوفات" لكن من دون توضيح متى حدث ذلك.
وأوضح شير أن "إسرائيل تهدف إلى حماية المياه التابعة لها وبالتحديد منصات التنقيب عن الغاز التي أطلقت صواريخ باتجاهها من قبل حركة حماس خلال عمليات القتال الأخيرة".
وظهرت منظومة اعتراض القذائف الصاروخية البحرية في صور نشرها الجيش الإسرائيلي على قطع بحرية حربية، وكانت منصوبة على مهبط المروحيات ومرتبطة بالرادار المثبت على السفينة.

وبحسب المعلومات فإن الجيش الإسرائيلي ثبت بطاريتين من القبة الحديدية على متن القطع البحرية الحربية، تحمل الواحدة نحو 20 صاروخاً دفاعياً مضاداً للقذائف التي تنطلق من غزة أو أي تهديد أمني آخر.
وتشير تقديرات المراقبين العسكريين إلى أن نظام القبة الحديدية البحرية لا يختلف عن تلك البطاريات من النوع ذاته المستخدمة برياً من حيث طريقة الاعتراض، بحيث يصل مدى الأخيرة حتى 70 كيلومتراً فقط.


"حماس" لا تكترث

وبدأت إسرائيل باستخدام القبة الحديدية البرية في عام 2011، وهي منظومة دفاع صاروخي محمولة على مركبات مصممة للتصدي للصواريخ التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ذات المدى الذي لا يبعد عن 70 كيلومتراً (يصنف في العلوم العسكرية أنه قصير جداً). وبحسب بيانات الجيش الإسرائيلي فإن نظام الاعتراض نفذ أكثر من 24 ألف عملية اعتراض ناجحة بنسبة تتجاوز 85 في المئة.
في الواقع، بدت "حماس" بأنها غير مكترثة لدخول القبة الحديدية البحرية الخدمة، لكن الناطق باسمها عبداللطيف القانوع قال إنه "من حق جميع الفصائل امتلاك ما تشاء من أسلحة لمواجهة ترسانة إسرائيل المدججة بالطائرات والدبابات، في المقابل تمتلك إسرائيل أسلحة محرمة دولياً وتقتل الفلسطينيين بها". وأضاف أن "الحركة طورت قدراتها العسكرية بعد الحرب الإسرائيلية على غزة، وأصبحت لاعباً إقليمياً أساسياً في المنطقة، وهي في تطور متواصل وفي صعود دائم، ولن تخيفنا قدرات إسرائيل وأسلحتها".

المزيد من الشرق الأوسط