Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

أوكرانيا: تعطل نصف منظومة الطاقة وكييف تواجه انقطاعا كاملا للكهرباء

زيلينسكي يستبعد هدنة قصيرة مع روسيا وسط قتال عنيف في الشرق والطرفان يتبادلان الاتهامات بالتعذيب وجرائم الحرب

زيلينسكي قال إن العاصمة الأوكرانية ومنطقة ميناء أوديسا تعانيان نقصاً في الكهرباء (رويترز)

نحو نصف البنى التحتية المرتبطة بالطاقة في أوكرانيا "خرجت من الخدمة" جراء سلسلة ضربات روسية استهدفتها منذ مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، وفق ما أعلن رئيس الوزراء دينيس شميغال، الجمعة 18 نوفمبر (تشرين الثاني)، بينما حذرت سلطات مدينة كييف من احتمال حدوث "انقطاع كامل" في شبكة الكهرباء مع دخول الشتاء.

وواصلت القوات الروسية هجماتها بالقذائف والصواريخ على مناطق مختلفة من أوكرانيا، واستهدف عديد منها البنية التحتية للطاقة، بينما استمر القتال العنيف في منطقتي لوغانسك ودونيتسك في شرق البلاد.

وقال شميغال في مؤتمر صحافي مشترك في كييف مع نائب رئيسة المفوضية الأوروبية فالديس دومبروفسكيس، إن "نحو نصف نظام الطاقة التابع لنا خرج من الخدمة"، داعياً الاتحاد الأوروبي إلى تقديم "مزيد من الدعم" في مواجهة هذا الوضع. 

وأضاف "لسوء الحظ، تواصل روسيا تنفيذ هجمات صاروخية على مدنيي أوكرانيا وبنيتها التحتية المهمة. تعطل نحو نصف منظومة الطاقة لدينا".

ومع بدء تساقط الثلوج في العاصمة كييف، قالت السلطات إنها تعمل على استعادة الطاقة على مستوى البلاد بعد أن أطلقت روسيا في وقت سابق هذا الأسبوع ما وصفته أوكرانيا بأنه أعنف قصف على البنية التحتية المدنية في الحرب المستمرة منذ تسعة أشهر.

وقال ميكولا بوفوروزنيك، نائب رئيس حكومة مدينة كييف، في تعليقات تلفزيونية "نستعد لسيناريوهات مختلفة، بما فيها انقطاع كامل للكهرباء". وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء نتيجة نقص الكهرباء والماء.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة إن العاصمة الأوكرانية كييف والمنطقة المحيطة بميناء أوديسا على البحر الأسود وأكثر من 12 منطقة أخرى تعاني نقصاً في الكهرباء بعد هجمات روسية لا هوادة فيها على البنية التحتية للطاقة.

وأضاف في خطابه الليلي عبر الاتصال المرئي "الوضع المتعلق بإمدادات الطاقة صعب في 17 منطقة وفي العاصمة". وقال "الأمور صعبة للغاية في منطقة كييف ومدينة كييف ومنطقة أوديسا وأيضاً فينيتسيا وترنوبل"، في إشارة إلى منطقتين في غرب وجنوب غربي أوكرانيا.

وقال الرئيس الأوكراني إن قوات بلاده صدت نحو 100 هجوم في منطقة دونيتسك بشرق البلاد مع استمرار حدة القتال.

وأشار إلى أن "القتال العنيف للغاية مستمر في منطقة دونيتسك... لا هوادة في حدة القتال". وتابع "تم صد 100 هجوم روسي في منطقة دونيتسك خلال 24 ساعة".

 

 

زيلينسكي يستبعد إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا

واستبعد زيلينسكي الجمعة فكرة إقرار "هدنة قصيرة" مع روسيا، قائلاً إنها لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأمور.

وقال في تصريحات بثت في منتدى هاليفاكس الدولي للأمن إن "روسيا تبحث الآن عن هدنة قصيرة وفترة راحة لاستعادة قوتها. يمكن أن ينظر إلى هذا على أنه نهاية للحرب، لكن مهلة كهذه لن تؤدي إلا إلى تفاقم الوضع".

وأضاف "السلام الحقيقي فعلاً والدائم والصادق لا يمكن تحقيقه إلا عبر التدمير الكامل للعدوان الروسي".

وكان البيت الأبيض كرر في وقت سابق الجمعة أن زيلينسكي هو الوحيد الذي يمكنه الموافقة على بدء مفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، رافضاً أي فكرة عن وجود ضغوط أميركية على كييف في هذا الاتجاه.

وقال رئيس أركان الجيش الأميركي الجنرال مارك ميلي مرتين أخيراً إن انتصارات أوكرانيا في ساحة المعركة قد تفتح نافذة لبدء محادثات من أجل حل سياسي للصراع. غير أنه أشار الأربعاء إلى أنه من غير المرجح، على المدى القصير أقله، أن تتمكن أوكرانيا من طرد روسيا عسكرياً من كل الأراضي التي تحتلها في البلاد، بما فيها شبه جزيرة القرم. 

دعوة البابا

وذكرت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن قواتها استخدمت أسلحة بعيدة المدى الخميس لضرب منشآت دفاعية وصناعية، من بينها "منشآت لتصنيع صواريخ".

وقال الجيش الأوكراني إن قواته أسقطت في الساعات الـ24 الماضية صاروخين روسيين من طراز "كروز" وخمسة صواريخ أطلقت من الجو وخمس طائرات مسيرة إيرانية الصنع من طراز "شاهد-136". ولم يتسن لوكالة "رويترز" التحقق من تقارير ساحة المعركة.

وحذرت الأمم المتحدة من كارثة إنسانية في أوكرانيا هذا الشتاء بسبب نقص الكهرباء والمياه. ووصل فالديس دومبروفسكيس، أحد النواب الثلاثة لرئيسة المفوضية الأوروبية، إلى كييف الجمعة لبحث تقديم الاتحاد الأوروبي دعماً مالياً طارئاً لأوكرانيا في الأشهر المقبلة.

وكرر البابا فرنسيس استعداد الفاتيكان لفعل أي شيء ممكن للمساعدة في إنهاء الصراع. وقال لصحيفة "لا ستامبا" الإيطالية اليومية، "يجب أن نكون جميعاً دعاة سلام. الرغبة في السلام، وليس مجرد هدنة قد تؤدي فقط إلى إعادة التسلح. السلام الحقيقي الذي هو ثمرة الحوار".

أسرى الحرب

واتهمت روسيا الجمعة أوكرانيا بأنها أعدمت "بوحشية" أكثر من 10 من عسكرييها بعد أسرهم، منددة بـ"جريمة حرب".

وقالت وزارة الدفاع الروسية، "لا أحد يمكنه اعتبار القتل المتعمد والمنهجي لأكثر من 10 جنود روس... بإطلاق النار مباشرة على رؤوسهم بمثابة ’استثناء مأسوي‘".

وجاء هذا الموقف بعد نشر مقطعين مصورين على مواقع التواصل الاجتماعي أكدت موسكو أنهما يظهران إعدام جنود روس بعد استسلامهم للتو.

ويظهر المقطع الأول الذي صور بواسطة هاتف نقال، مجموعة من الرجال بالزي العسكري يخرجون من منزل وقد رفعوا أيديهم ثم يتمددون أرضاً على بطونهم في حديقة مهجورة، فيما يصوب جنود أسلحتهم في اتجاه هؤلاء قبل أن يسمع صوت إطلاق نار. ويظهر المقطع الثاني الذي يرجح أنه صور بواسطة طائرة مسيرة، نحو 12 جثة مضرجة بدمائها.

ويوحي وجود عربة يدوية وسيارة للأطفال في الحديقة أن المكان هو نفسه في المقطعين. ولكن تعذر حتى الآن معرفة الجهة التي صورتهما ومكان إعدام الجنود وتاريخه.

وأكد مجلس حقوق الإنسان لدى الكرملين، وهو هيئة استشارية تابعة للرئاسة الروسية، أن هذه الإعدامات المفترضة ارتكبت في بلدة ماكييفكا بمنطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا. وقال رئيس الهيئة فاليري فادييف، "سنطلب رداً من المجتمع الدولي وإجراء تحقيق".

واعتبرت وزارة الدفاع الروسية أن هذين المقطعين المصورين هما "دليل على المجزرة" التي ارتكبها "جنود أوكرانيون بحق أسرى حرب عزل". وأضافت أن "هذا القتل الوحشي لأسرى حرب روس ليس الأول وليس أول جريمة حرب يتم ارتكابها"، مؤكدة أن الرئيس الأوكراني "سيحاسب على جميع الأسرى الذين عذبوا وقتلوا".

ومنذ بدء الهجوم الروسي على أوكرانيا أواخر فبراير (شباط)، تبادل الطرفان مراراً الاتهامات بتعريض أسرى الحرب لسوء معاملة. وفي تقرير نشر الثلاثاء، أكدت الأمم المتحدة أن عدداً كبيراً من أسرى الحرب لدى الجانبين الروسي والأوكراني تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة.

"غرفة تعذيب"

في المقابل نقل عن وزير الداخلية الأوكراني قوله إن المحققين في أجزاء من منطقة خيرسون التي استعادتها أوكرانيا في هجوم مضاد الأسبوع الماضي، استخرجوا 63 جثة تحمل علامات التعذيب بعد مغادرة القوات الروسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ونشر دميترو لوبينيتس، مفوض حقوق الإنسان بالبرلمان الأوكراني، مقطع فيديو لما قال إنه غرفة تعذيب استخدمتها القوات الروسية في منطقة خيرسون، بما في ذلك غرفة صغيرة قال إن 25 شخصاً كانوا محتجزين فيها معاً في الوقت نفسه.

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من صحة تصريحات لوبينيتس وآخرين في مقطع الفيديو، التي كان من بينها تصريحات حول استخدام الصدمات الكهربائية لانتزاع الاعترافات. وتنكر روسيا أن قواتها تعمدت مهاجمة المدنيين أو ارتكاب فظائع.

وعثر على مقابر جماعية في مناطق أخرى احتلتها القوات الروسية في وقت سابق، بما في ذلك مقابر تحوي جثث مدنيين تظهر عليها علامات التعذيب.

 

الوضع في خيرسون

وتستأنف السلطات الأوكرانية الجمعة تسيير رحلات القطارات بين العاصمة كييف ومدينة خيرسون بعد أسبوع على انسحاب القوات الروسية، وفق ما أعلن مسؤول رفيع.

وسمع أحد شهود "رويترز" انفجارات في مركز مدينة خيرسون صباح الجمعة، وشاهد دخاناً أسود يتصاعد من خلف المباني. ومنعت الشرطة المرور إلى الموقع، ولكن يبدو أن الفوضى لم تزعج مئات في الميدان المركزي الذين اصطفوا لتلقي الدعم الإنساني.

وكان الميدان ساحة تغص بالضجيج مع طوابير المساعدات الإنسانية ومظاهر إبراز المشاعر الوطنية الخميس، إذ احتفل السكان بتحريرهم بعد أشهر من الهجوم الروسي، ولكن شابت الأجواء حال من انعدام اليقين.

وقال إيهور (48 سنة)، وهو أحد البنائين العاطلين عن العمل، "نحن بخير، ولكننا لا نعلم ماذا نتوقع أن يحدث لاحقاً. لم ينته شيء بعد. في تلك الضفة (الشرقية) من النهر، تتجمع القوات (الروسية). وفي هذا الجانب، يتجمعون. نحن في المنتصف".

وقال كيريلو تيموشينكو، نائب مدير مكتب الرئاسة الأوكرانية، إن القوات الروسية "نهبت" منطقة خيرسون قبل أن تنسحب الأسبوع الماضي. وأضاف عبر تطبيق "تيليغرام" للمراسلات، "بعد رحلة إلى… منطقة خيرسون، اتضح شيء واحد، يحتاج شعبنا إلى كثير من المساعدة. الروس لم يقتلوا ويزرعوا الألغام فحسب، بل سرقوا أيضاً جميع المدن والقرى. في الواقع، لا يوجد أي شيء هنا".

وسحبت روسيا بعض قواتها من خيرسون لتعزيز مواقعها في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الشرقيتين. وقال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية أطلقت ذخائر مدفعية على بلدتي باخموت وسوليدار القريبتين في منطقة دونيتسك، وبلدات أخرى. كما ورد في البيان أن النيران الروسية أصابت مدينة بالاكليا في منطقة خاركيف شمال شرقي البلاد التي استعادتها أوكرانيا في سبتمبر (أيلول)، ونيكوبول، وهي مدينة على الضفة المقابلة من خزان كاخوفكا لمحطة زابوريجيا النووية.

أشغال تحصين في القرم

وأعلنت روسيا الجمعة أنها تقوم بأشغال تحصين في شبه جزيرة القرم التي ضمتها.

وقال سيرغي أكسيونوف، الحاكم الذي عينته موسكو بعد ضم شبه الجزيرة الأوكرانية في عام 2014، "نشرف على أعمال التحصين على أراضي القرم من أجل ضمان سلامة سكانها".

لكنه شدد على أن أمن شبه جزيرة القرم يتم "بشكل رئيس من خلال الإجراءات التي ستنفذ على أراضي منطقة خيرسون"، المتاخمة لشبه الجزيرة في جنوب أوكرانيا.

وسمح انسحاب الجنود الروس من خيرسون لقوات كييف بوضع أسلحتها في مواقع أقرب إلى شبه جزيرة القرم التي استهدفت مرات عدة في الأشهر الأخيرة.

وفي أكتوبر (تشرين الأول)، دمر جزئياً جسر القرم الذي يربط شبه الجزيرة بالأراضي الروسية ويسمح بنقل الإمدادات للجنود الروس في أوكرانيا في هجوم نسبته موسكو إلى أوكرانيا، وقالت إنه نجم عن انفجار شاحنة مفخخة.

كما نفذت هجمات أخرى نسبت إلى القوات الأوكرانية في القرم ولا سيما ضد الأسطول الروسي في سيباستوبول أو ضد عديد من البنى التحتية العسكرية الروسية في شبه الجزيرة.

ومنذ أن ضمتها في 2014، اعتبرت موسكو شبه جزيرة القرم جزءاً من أراضيها وهو ما لا يعترف به المجتمع الدولي. وتؤكد كييف من جهتها تصميمها على استعادتها.

محادثات نووية

ودفع الصراع في أوكرانيا علاقات روسيا مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين آخرين إلى أزمة عميقة.

وفي أول اتصال مباشر يعلن بين مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وروسيا منذ بدء الحرب، وجه رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية "سي آي إيه" وليام بيرنز، رسالة تحذيرية هذا الأسبوع خلال المحادثات التي جرت في العاصمة التركية أنقرة، بشأن العواقب التي ستواجهها موسكو حال إقدامها على أي استخدام للأسلحة النووية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لنظيره الروسي فلاديمير بوتين في مكالمة هاتفية الجمعة، إن محادثات أنقرة ساعدت في "الحد من التصعيد المنفلت على الأرض"، ودعا مجدداً إلى بذل جهود دبلوماسية لإنهاء الحرب.

وذكر نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، أن موسكو لا تستبعد عقد مزيد من الاجتماعات رفيعة المستوى مع الولايات المتحدة بشأن "الاستقرار الاستراتيجي"، وهو مصطلح يستخدم ويعني الحد من أخطار اندلاع حرب نووية.

لكن ريابكوف ذكر أيضاً أنه لا يوجد شيء يمكن الحديث عنه مع واشنطن بشأن موضوع أوكرانيا. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن عقد أية قمة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي جو بايدن "غير وارد في الوقت الراهن".

وعلى صعيد آخر، نقلت وكالة "إنترفاكس" للأنباء عن ريابكوف قوله الجمعة إن روسيا تأمل في أن تتمكن من تبادل سجناء مع الولايات المتحدة، من بينهم مهرب الأسلحة الروسي المدان فيكتور بوت المعروف باسم "تاجر الموت".

ووسط الحرب الأكثر دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، تبحث روسيا والولايات المتحدة مسألة تبادل السجناء بما يحقق عودة أميركيين مسجونين إلى الولايات المتحدة، من بينهم نجمة كرة السلة بريتني غرينر، في مقابل بوت.

الأمن الغذائي

قال الرئيس الأوكراني إنه بحث التعاون في مجالي الأمن والطاقة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الجمعة، وأكد له أن أوكرانيا ستظل ضامنة للأمن الغذائي العالمي.

وكتب زيلينسكي على "تويتر"، "أشدنا خلال اتصال هاتفي مع الرئيس أردوغان بتمديد اتفاق الحبوب"، وذلك عقب تمديد الاتفاق الذي يهدف إلى تخفيف نقص الغذاء العالمي من خلال مساعدة أوكرانيا في تصدير منتجاتها الزراعية من موانئ البحر الأسود التي حاصرتها روسيا.

وأضاف "شكرت (أردوغان) على دعم مبادرتنا ’حبوب من أوكرانيا‘ وأكدت (له) أن أوكرانيا ستظل ضامنة للاستقرار الغذائي. كما بحثنا التعاون في مجالي الأمن والطاقة".

مكتب الرئيس التركي قال من جهته إن الرئيسين تبادلا التهنئة بتمديد العمل باتفاق تصدير الحبوب الذي توسطت الأمم المتحدة في إبرامه. وأبلغ أردوغان زيلينسكي بأن كلاً من اتفاق تصدير الحبوب وتبادل السجناء بين روسيا وأوكرانيا أمور إيجابية وأن "تمديد هذا التفاهم على طاولة المفاوضات" سيفيد جميع الأطراف.

محادثات منظمة الأمن والتعاون في أوروبا

رفضت بولندا السماح لوفد روسي بدخول أراضيها لحضور اجتماع وزاري لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا في الأول من ديسمبر (كانون الأول) في لودز بوسط البلاد، وفق ما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية الجمعة لوكالة الصحافة الفرنسية.

ورداً على سؤال عما إذا كانت وارسو قد رفضت دخول الوفد الروسي، اكتفى لوكاس جاسينا بقول "نعم".

ومن المقرر أن يعقد الاجتماع السنوي لوزراء خارجية منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تتولى بولندا رئاستها الدورية هذا العام، في الأول والثاني من ديسمبر في لودز. وهذا الاجتماع الوزاري هو الهيئة المركزية للمنظمة الدولية ومسؤول عن قراراتها.

ويشكل مناسبة لوزراء الخارجية لدرس وتقييم الوضع الأمني في المنطقة اليورو أطلسية واليورو آسيوية، فضلاً عن عمل المنظمة عموماً.

وسئل جاسينا في وقت سابق عن احتمال حضور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فقال "لا نتوقع زيارة الوزير لافروف للودز"، من دون أن يحدد إذا ما كانت بلاده قد رفضت رسمياً حضور الوزير.

"خطوة نحو الحرب"

وصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الجمعة، عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد روسيا بأنها "خطوة نحو الحرب"، وضاعف انتقاداته لاستراتيجية بروكسل معتبراً أنها "خطرة".

وقال الزعيم القومي خلال مقابلته التقليدية مع إذاعة مقربة من الحكومة، "كل من يتدخل اقتصادياً في نزاع عسكري يتخذ موقفاً". وأكد "شيئاً فشيئاً، ننزلق نحو الحرب"، معرباً عن قلقه حيال تراكم الإجراءات المتخذة لمعاقبة روسيا.

كما يعارض فيكتور أوربان اقتراح المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا مساعدة بقيمة 18 مليار يورو (نحو 18.6 مليار دولار) لعام 2023، على هيئة قروض تتحمل الدول الأعضاء فوائدها.

ونقلت وكالة الأنباء "إم تي آي" عنه قوله، "المجر لن توافق على أن يتعاقد أعضاء الاتحاد الأوروبي معاً على قروض لمساعدة أوكرانيا". ودعا بدلاً من ذلك إلى دفع مبلغ تتقاسمه الدول الـ27 "بالتساوي". وأضاف أن المجر يمكن أن تقدم ما يصل إلى 70 مليار فورنت (175 مليون دولار) بموجب اتفاق ثنائي مع كييف.

ويدين أوربان بانتظام الاستراتيجية الأوروبية، وإن صوت لصالح جميع العقوبات الأوروبية إلى جانب شركائه، مع الحفاظ على علاقات جيدة مع الكرملين. ويرى أن العقوبات هي السبب الرئيس للنكسات الاقتصادية التي يعانيها بلده الواقع في وسط أوروبا.

وأكد رئيس الوزراء استعداده "لمحاربة" حزمة جديدة محتملة من العقوبات والعمل على "إعفاء" المجر التي تعتمد إلى حد كبير على واردات المحروقات الروسية. وأوضح أوربان على أثير الإذاعة "نحن الآن نقدم أسلحة مدمرة، ونقوم بتدريب الجنود الأوكرانيين على أراضينا، ونفرض عقوبات على الطاقة... لقد أصبحنا جزءاً لا يتجزأ" من النزاع. وختم بالقول "لم يتم إطلاق النار علينا بعد، لكننا على وشك أن نصبح دولة محاربة، أوروبا تقدم على لعبة خطرة للغاية".

المزيد من دوليات