Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تفاعلات سلام "تيغراي" تطرق أبواب البرلمان الإثيوبي

حكومة أديس أبابا تؤكد العمل على ضمان تطبيق الاتفاقية وفقاً للشروط المتفق عليها

آبي أحمد يؤكد أن دعاة الحرب هم من استاؤوا من عملية السلام الذي له محبوه أيضاً (أ ف ب)

في أول لقاء رسمي على مستوى ممثلي الشعب (البرلمان)، بعد توقيع اتفاقية السلام بين الحكومة الإثيوبية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في عاصمة جنوب أفريقيا بريتوريا، الشهر الحالي، قال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن "دعاة الحرب فقط هم من استاؤوا من عملية السلام"، مؤكداً، في المقابل، أن هناك محبين للسلام يريدون أن يروا ثماره.

وكان البرلمان الإثيوبي عقد جلسة، 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، في حضور رئيس الوزراء للرد على استفسارات الأعضاء حول القضايا المثارة تجاه اتفاقية السلام الموقعة بين الحكومة الإثيوبية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في الثاني من نوفمبر، إضافة إلى مواضيع أخرى. وأكد أحمد "أهمية توقيع اتفاقية السلام ببريتوريا لإنهاء الحرب، وتسريع التنمية في البلاد".

اتفاقية السلام

وكانت الحكومة الإثيوبية أكدت أنها تعمل عن كثب على ضمان تطبيق اتفاقية السلام وفقاً للشروط المتفق عليها، وأشار بيان صادر عن مكتب الاتصال الحكومي الإثيوبي إلى بذل جهود لتقديم المساعدة الإنسانية في المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الدفاع الإثيوبية في إقليم "تيغراي". وحثت الحكومة مختلف الأطراف على المشاركة في تنفيذ الخطة والوفاء بالتزاماتها بموجب الاتفاقية.

وكانت الحكومة الإثيوبية وجبهة "تيغراي" وقعتا، السبت 12 نوفمبر، اتفاقاً جديداً تحددت بموجبه خريطة طريق لتنفيذ بنود السلام، وهو الاتفاق الرسمي الثاني ضمن اتفاقية السلام التي توصل إليها الجانبان أخيراً في جنوب أفريقيا، ونوه بيان مكتب الاتصال الحكومي إلى أن قادة قوات الدفاع الوطني الإثيوبية و"الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" ناقشوا الخطط التفصيلية لنزع سلاح مقاتلي "الجبهة".

نزع السلاح

وفي حين ترتبط خطوة نزع السلاح ببنود أخرى متفق عليها بين الجانبين للإسراع بإخلاء منطقة "تيغراي" من أي قوات غير رسمية، يستصعب مراقبون تنفيذ خطوة نزع السلاح في الظروف الراهنة. ففي الوقت الذي يشير فيه البعض إلى حفظ مصالح شعب "تيغراي" بخاصة على المستوى الأمني، تؤكد الحكومة الإثيوبية أن "المناقشات التي جرت بين الطرفين، حكومة أديس أبابا والجبهة، توجت بالاتفاق على خطط نزع السلاح ودخول قوات الجيش الإثيوبي مدينة مكيلي عاصمة إقليم تيغراي، وفقاً لما هو موضح في اتفاقية بريتوريا للسلام".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأكد بيان اتفاق السلام بين الطرفين "الالتزام بالحفاظ على سيادة إثيوبيا وسلامتها الإقليمية، والتمسك بدستور جمهورية إثيوبيا الديمقراطية الفيدرالية". واتفق الجانبان "على برنامج مفصل لنزع السلاح والتسريح، وإعادة الإدماج لمقاتلي الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، مع مراعاة الوضع الأمني على الأرض".

اتفاقية بريتوريا

وكانت وزارة الدفاع الإثيوبية أطلعت عدداً من الملحقين العسكريين بالسفارات المعتمدة في أديس أبابا على حيثيات اتفاقية بريتوريا للسلام. وقدم مدير العلاقات الخارجية والتعاون العسكري في قوات الدفاع الوطني الإثيوبية اللواء تشوم غمتشو، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الإثيوبية، الثلاثاء 15 نوفمبر، شرحاً مفصلاً في شأن الاتفاقية الموقعة بين رئيس هيئة الأركان الإثيوبية لقوات الدفاع الوطني وقائد مقاتلي "الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي" في نيروبي كونه "اتفاقاً يضع خريطة طريق لتنفيذ اتفاق السلام ووقف إطلاق النار الذي توصل إليه الجانبان في جنوب أفريقيا".

وأكد غمتشو أن "إثيوبيا في مرحلة جديدة من الأمل" مشيراً إلى أن اتفاقية السلام هدفها إنهاء الصراع بشكل دائم، كما يمهد اتفاق نيروبي التنفيذي "الطريق لوصول المساعدات الإنسانية من دون عوائق وتوفير ضمانات أمنية لعمال الإغاثة وحماية المدنيين".

مساعدات من دون عوائق

وعلى المستوى الإنساني، أكد مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإثيوبي رضوان حسين أن المساعدات تتدفق إلى إقليم "تيغراي" بشكل لم يسبق له مثيل. وأشار في تغريدة إلى أن 35 شاحنة محملة بالمواد الغذائية وثلاث شاحنات أخرى محملة بالأدوية وصلت إلى بلدة شيري (غرب تيغراي)، التي تخضع لسيطرة القوات الفيدرالية منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وأضاف أن "الرحلات الجوية مسموح بها وتتم إعادة ربط الخدمات".

وكانت وزيرة الدولة لمكتب الاتصال الحكومي سلاماويت كاسا قالت في بيان "عقب اتفاق بريتوريا للسلام، يجري تنفيذ مختلف أعمال الدعم الإنساني وإعادة البناء في مناطق مختلفة". وأضافت، وفق ما أوردته وكالة الأنباء الإثيوبية أنه تم تقديم مساعدات غذائية، وكميات من القمح، لأكثر من 108 آلاف مواطن منذ اتفاق السلام.

محبو السلام

وسط هذه الأجواء، أشار رئيس الوزراء الإثيوبي إلى "أن من شأن الحرب أن تعيق تحقيق أهداف السلام والتنمية للبلاد"، داعياً جميع المواطنين إلى التضامن من أجل جعل تنفيذ اتفاقية بريتوريا للسلام عملية مثمرة ودائمة، كما أكد التزام الحكومة ضمان سلام دائم من خلال مواصلة العمل لتنفيذ شروط الاتفاقية ودعم عملية الحوار الوطني الشامل لتحقيق سلام دائم وتوافق وطني في إثيوبيا.

وشدد أحمد على "أهمية إعادة إعمار إقليم تيغراي بأسرع وقت ممكن وإعادة تأهيل المواطنين، لما له من أثر قوي على تعزيز وحدة البلاد" داعياً الشعب إلى التكاتف، وقال إن الحكومة تعطي الأولوية وتبذل جهوداً لتقديم المساعدة الإنسانية في معظم مناطق "تيغراي" وأعمال إعادة التأهيل والإعمار والبنى التحتية بالكامل في المناطق المتضررة، إلى سابق عهدها، "بهدف التعجيل بإعادة النازحين داخلياً جراء الحرب إلى مناطقهم الأصلية".

المزيد من دوليات