Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

لا داعي لأن تلصق نفسك بالغراء لمساعدة حركة حماية البيئة

إذا كانت لديك أية صلة بمؤسسة خيرية، سواء كنت متطوعاً أو متبرعاً، فهناك شيء يمكنك القيام به

قد تساهم "في رسم ابتسامة رائعة على وجوه أبطال "جاست ستوب أويل" الذين يتعرضون للاعتداء في شوارعنا..." (رويترز)

ثمة طريقة رائعة يمكننا من خلالها مساعدة النشطاء البيئيين الشجعان المنتمين إلى حركة "جاست ستوب أويل" Just Stop Oil [أوقفوا إنتاج النفط] المناصرين لحماية المناخ، حتى لو كان لصق أنفسنا بالغراء في الشارع أمراً مبالغاً به بالنسبة إلينا [بالعودة إلى الحالات التي قام فيها النشطاء بلصق أنفسهم بالغراء على أرض الشارع أو على الحائط أو على القطع الفنية]. إذا كانت لديك أية صلة بمؤسسة خيرية، سواء كنت متطوعاً أو متبرعاً، فهناك شيء يمكنك القيام به.

تستمر مصارفنا العالمية في ضخ مليارات في مشاريع جديدة للوقود الأحفوري، على رغم حقيقة أننا نملك بالفعل كمية منه كافية لتدمير أنفسنا مراراً وتكراراً.

في الحقيقة، إذا لم نتمكن من وضع حد للاستثمار في مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة على الفور، فليس لدينا أي أمل في منع أنفسنا من استعمال مخزون الوقود الأحفوري الموجود. لذا فإن مطلب "جاست ستوب أويل" الوحيد والبسيط هو أن تقول لا لكميات جديدة من النفط والغاز.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

منذ أن بدأت جماعة "إكستنشن ريبيليون" Extinction Rebellion تمردها الأول في عام 2018، أصبحت عدة مؤسسات وطنية ودولية تدعم هذا المطلب، من بينها وكالة الطاقة الدولية، والأمين العام للأمم المتحدة، وحزب العمال، و الحزب الوطني الاسكتلندي، وبنك الاستثمار الأوروبي. وبالطبع، هذا هو السبب وراء إطلاق موقع "اندبندنت" حملة "توقفوا عن تأجيج أزمة المناخ".

لسوء الحظ، فإن الداعمين القلائل المتبقين للاستثمارات الجديدة في الوقود الأحفوري هم الصحف الشعبية اليمينية في المملكة المتحدة وريشي سوناك أحدث رئيس وزراء محافظ.

والأهم من ذلك هو أن البنوك الكبرى في المملكة المتحدة هي في معظمها من الداعمين أيضاً. ويعد بنك "باركليز" الأسوأ، ويحتل المركز السابع في قائمة "رين فورست أكشين نتورك" RAN العالمية لعام 2022 عن البنوك التي تمول الوقود الأحفوري. في المقابل، يعتبر "أتش أس بي سي" HSBC ثاني أسوأ بنك في المملكة المتحدة ويأتي في المرتبة 13 في القائمة العالمية، فيما يحتل بنك "ناتويست"Natwest المرتبة 45 وبنك "سانتاندير"Santander المرتبة 32. والجدير بالذكر أن البنوك البريطانية الكبرى مجتمعة ضخت أكثر من 366 مليار دولار في مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة منذ توقيع اتفاق باريس. إذن، أتوقع أن تسألوا ما علاقة كل هذا بالمؤسسات الخيرية في المملكة المتحدة؟

في الواقع، تبلغ قيمة القطاع الخيري في المملكة المتحدة أكثر من 146 مليار جنيه استرليني بالنسبة إلى البنوك، مع حجم أرباح سنوية تصل إلى 83 مليار جنيه استرليني وأكثر من 63 مليار جنيه استرليني من الاحتياطات.

لكن معاينة عشوائية لمجموعة من حسابات الجمعيات الخيرية تكشف عن أن كثيراً منها يجري تعاملاته المصرفية مع بعض من أسوأ البنوك التي تمول مشاريع إنتاج الوقود الأحفوري.

وفي ذلك الإطار، سألنا منظمة "يونيسف"، "نظراً إلى أن أزمة المناخ تشكل أكبر تهديد لسلامة الأطفال على مستوى العالم، كيف تسوغون تعاملكم مع بنك أتش أس بي سي، وهل لديكم أي خطط لنقل معاملاتكم إلى مصرف آخر أقل ضرراً بالمناخ؟"، وأعجبني ردهم أشد الإعجاب "نحن نأخذ هذه المخاوف على محمل الجد ونخطط لوضع ذلك في الاعتبار في المراجعة المصرفية المقبلة".

ثم سألنا منظمة "دونكي سانكشواري" The Donkey Sanctuary "نظراً إلى أن أزمة المناخ تشكل أكبر تهديد لسلامة الحيوان على مستوى العالم، كيف تسوغون تعاملكم مع بنك ’باركليز‘ وهل تخططون لتغييره؟"

فأجابوا بأنهم يعتمدون استراتيجية جديدة من شأنها أن تقدم سياسات استدامة جديدة، بما يتماشى مع الممارسات السليمة المعترف بها، وقالوا "سننظر في علاقات الموردين لدينا على هذا الأساس".

ومن بين المصارف الرئيسة التي تتعامل معها منظمة أنقذوا الأطفال الدولية Save the Children International، بنك "جي بي مورغان" (أسوأ بنك عالمياً في قائمة المصارف الممولة للوقود الأحفوري) وبنك "باركليز" و"ستاندرد تشارترد" (الذي يحتل المرتبة 36 بين المصارف الأسوأ عالمياً).

فطرحنا على المنظمة السؤال الآتي "لماذا تتعامل منظمة أنقذوا الأطفال مع أسوأ ممولي الوقود الأحفوري في العالم، الذين يمثلون أكبر تهديد للأطفال عالمياً ويعتبرون من المساهمين الرئيسين في الطقس المتطرف المؤدي إلى أزمة جوع في القرن الأفريقي؟"، ولكن لم نتلق أي رد.

كذلك، سألنا المجلس الثقافي البريطاني، "وفق ما تصرحون به، فإن تغير المناخ هو قضية تتعلق بحقوق الإنسان والمساواة والصحة والبقاء على قيد الحياة، كيف تسوغون إذن تعاملكم مع ’أتش أس بي سي‘ وهل لديكم أي خطة لتغيير البنك؟"، وعلى رغم أنهم أكدوا استلام استفساراتنا الصحافية، إلا أنهم لم يعطونا أية إجابة.

تجري مؤسسة القلب البريطانيةThe British Heart Foundation  تعاملاتها المصرفية مع بنك "باركليز". وكان سؤالنا لها "في ضوء أزمة المناخ التي تعتبر أكبر تهديد لصحة الإنسان على مستوى العالم، كيف تسوغون تعاملكم مع هذا البنك وهل لديكم أي خطط لتغييره؟".

فجاءت الإجابة مخيبة للآمال "مؤسسة القلب البريطانية (BHF) تضمن أن أية منظمة نعمل معها أو نستعمل خدماتها تلبي حاجاتنا على أفضل وجه من أجل مساعدتنا في تمويل بحوث القلب وأمراض الدورة الدموية المنقذة للحياة".

أما البنوك التي تتعامل معها جمعية نافيلد الخيرية الصحية Nuffield Health Charity، فهي تشمل "باركليز" و"إتش إس بي سي" و"سانتاندير"، سألنا الجمعية "كما ذكرت المجلة الطبية البريطانية BMJ تعد أزمة المناخ 'أكبر تهديد للصحة العامة في هذا القرن'، وبالتزامكم 'بالحفاظ والوقاية من أي مرض مهما كان نوعه'، كيف تسوغون التعامل مع هذه البنوك وهل لديكم أي خطط لتغييرها؟"، بيد أننا لم نتلق أي رد.

لذا، أعزائي القراء، نرجو منكم أن تبحثوا على "غوغل" عن الحسابات السنوية لأية مؤسسة خيرية كبرى تشاركون فيها أو تدعمونها، من أجل التحقق ما إذا كانت تتعامل مع أحد البنوك الرئيسة الممولة للوقود الأحفوري.

إذا كان الأمر كذلك، اسألوا أعضاءها ما إذا كانوا سينقلون حسابات الجمعية إلى مصرف أكثر أخلاقية، مثل بنك "تريودوس" Triodos أو "تشاريتيز بنك" Charities Bank. في الواقع، سبق أن بدأ النشطاء يطالبون مؤسسة "ناشونال تراست" بأن تتخذ إجراء حيال تعاملها مع بنك "باركليز". في المقابل، طلبت "ناشونال تراست" من أعضائها البالغ عددهم 5.7 مليون

التصويت على ما إذا كان يجب أن تتوقف عن التعامل مع بنك "باركليز" بسبب سجله، وقد أجري استطلاع عبر الإنترنت تم إغلاقه في 28 أكتوبر (تشرين الأول)، ومن المقرر أن تعلن "تراست" النتيجة في اجتماع الجمعية العمومية في الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني).

يرجى استخدام قسم التعليقات أدناه من أجل إطلاعنا على آخر المستجدات وإعلام الداعمين الآخرين ما المؤسسة الخيرية المفضلة لديك.

إذا تمكنا من إقناع القطاع الخيري بأكمله بأن يتبنى الخدمات المصرفية الأخلاقية، سيرسل ذلك رسالة ضخمة بقيمة 146 مليار جنيه استرليني إلى تلك البنوك، مفادها بأن الوقت قد حان لمنع تمويل تدمير المناخ، وإلا فإنها ستدفع الثمن من أرباحها.

وسيساهم هذا الآن في رسم ابتسامة رائعة على وجوه أبطال "جاست ستوب أويل" الذين يتعرضون للأسف للاعتداء في شوارعنا أثناء جهودهم الرامية إلى وقف تدمير المناخ.

© The Independent

المزيد من آراء