Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

دبلوماسية أميركية في الميدان السوري للتوصل إلى حل سياسي

اطلع وفد على أوضاع مخيم الهول... ومكافحة الإرهاب الملف الأبرز للولايات المتحدة

لقاء وفد أميركي مشترك مع مسؤول العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية بشمال شرقي سوريا (دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية)

نشطت الدبلوماسية الأميركية خلال الأيام القليلة الماضية بإجراء لقاءات مع مسؤولين سوريين في شمال شرقي وشمال غربي سوريا، لتأكيد الحضور الأميركي في ظل متغيرات سياسية تشهدها البلاد على مستوى العلاقات، أبرزها تصريحات تركية برفع العلاقات مع النظام السوري إلى المستوى الدبلوماسي بعد أن كانت الاستخباراتية منها سارية بوتائر مختلفة.
وحرصت الاتصالات الأميركية الأخيرة واللقاءات التي أجريت، على مناقشة ملفات سابقة ومتجددة التأثير في المنطقة، وبدأت أولاً في أنقرة بلقاء نائب مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى إيثان غولدريتش مع رئيس الحكومة السورية المؤقتة عبدالرحمن مصطفى في الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، حيث ناقشا التطورات الأخيرة في شمال غربي البلاد التي شهدت تقدماً لـ"هيئة تحرير الشام" وانتزاع مناطق كانت خاضعة لسيطرة فصائل تابعة للجيش السوري المعارض المدعوم من تركيا.

لينتقل غولدريتش بعدها بيومين إلى إسطنبول، حيث أجرى لقاءً مع رئيس هيئة التفاوض السورية بدر جاموس وأعاد تأكيد دعم الولايات المتحدة لاستئناف عمل اللجنة الدستورية لدفع حل سياسي للأزمة، قائلاً إن "الحل الوحيد للنزاع السوري هو التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن رقم 2254".

الحل وفق القرار الدولي

كما كرر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي موقف بلاده من الالتزام بعملية سياسية بقيادة سورية وتيسرها الأمم المتحدة وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254، إضافة إلى الحاجة إلى وقف فوري لإطلاق النار على الصعيد الوطني، وذلك خلال لقائه مع رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سالم المسلط، لكن زخم تلك اللقاءات بدا بشكل أوضح في شمال وشرق سوريا، من خلال وفد أميركي عريض مشترك ضم برئاسة غولدريتش كل من نائب منسق مكتب مكافحة الإرهاب في الخارجية الأميركية إيان مكاري، ونائب منسق مكافحة التطرف إيان موس،  ونائب مساعدة وزير الخارجية لمكتب السكان والهجرة واللاجئين سكوت تورنر، والعامل في الجهاز التنفيذي لوزارة الدفاع إيلان غولدينبرغ، إضافة إلى قائد قوة المهام المشتركة – عملية العزم الصلب ماثيو ماكفارلين، والمسؤول القطري لملف سوريا في مكتب السياسات التابع لوزارة الدفاع جايك ألتر، بحسب ما نشرته وكالة "نورث برس" المحلية عن زيارة الوفد.

الوفد الأميركي ناقش في شمال وشرق سوريا عدداً غير قليل من الملفات مع كل من كرد الرئيس المشارك لدائرة العلاقات الخارجية التابعة للإدارة الذاتية بدران جيا، والقائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، إضافة إلى الرئيسة المشاركة للمجلس التنفيذي في مجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد، وكان أبرز هذه الملفات دعم الاستقرار في المنطقة اقتصادياً وتنموياً والحل السياسي في البلاد، إضافة إلى مكافحة الإرهاب ووضع مخيم الهول الذي يؤوي أكثر من 50 ألف شخص، من بينهم آلاف من عائلات تنظيم "داعش".

اتصالات منتظمة

وأفاد مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية بأنه منذ بداية الصراع، سافر نائب مساعد وزير الخارجية غولدريتش ومسؤولون أميركيون آخرون بانتظام إلى المنطقة للحفاظ على اتصال منتظم مع الشركاء على الأرض، منوهاً بأن غولدريتش مسؤول عن تنفيذ السياسة الخارجية الأميركية في سوريا ولبنان والأردن.

المسؤول الأميركي الذي فضل عدم ذكر اسمه شدد على أن بلاده ستواصل مشاركتها "النشطة في شأن سوريا، بما في ذلك من خلال المشاركة رفيعة المستوى والعمل مع الشركاء الدوليين من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وركز الوفد الأميركي خلال زيارته على استمرار الدعم لتحقيق الاستقرار في مناطق حلفائها، لا سيما في الجانبين الاقتصادي والتنموي. وأوضح المسؤول في الخارجية الأميركية أن بلاده أنهت مبادرة لتحسين الظروف الاقتصادية في المناطق غير الخاضعة لسيطرة النظام في شمال شرقي وشمال غربي سوريا من خلال ترخيص عام لاستثمارات القطاع الخاص، قائلاً "هدفنا هو منع عودة ظهور (داعش) من خلال التخفيف من انعدام الأمن الاقتصادي المتزايد واستعادة الخدمات الأساسية في المناطق المحررة من الجماعة الإرهابية". وأضاف أن "زيادة فرص كسب العيش وتطوير القطاعات الاقتصادية الرئيسة والتوفير المستمر للخدمات الأساسية في شمال غربي وشمال شرقي سوريا ستساعد في التخفيف من معاناة الشعب السوري، التي وصلت إلى أعلى مستوياتها منذ بدء الصراع".

الملف الأبرز أميركياً

ويبقى الملف الأبرز الذي تنخرط فيه الولايات المتحدة في سوريا هو مكافحة الإرهاب ومقاتلة تنظيم "داعش" من خلال شراكتها الفعلية مع "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد). ووصف المسؤول الأميركي هذه القوات بأنها "تظل شريكاً عسكرياً مقتدراً وملتزماً في حملة التحالف الدولي لهزيمة (داعش)". وأشار إلى أن وجود التحالف و"دعمه لا يزال ضرورياً لتمكين عمليات قوات سوريا الديمقراطية من الضغط على داعش من خلال إيقاع ثابت للعمليات".
وخلال زيارته إلى شمال شرقي سوريا اطلع الوفد الأميركي على وضع مخيم الهول ميدانياً، حيث تحث الولايات المتحدة منذ أشهر الدول التي لها رعايا في المخيم على استعادتهم. وقال المسؤول في الخارجية الأميركية في تصريحه إن بلاده ستواصل العمل مع السلطات المحلية للتنسيق مع المجتمع الإنساني في شأن الجهود الأمنية اللازمة لتقديم الخدمات الإنسانية وحماية سكان المخيم المعرضين للخطر، وذلك من أجل "ضمان تلبية الاحتياجات الأساسية لسكان المخيم، وعدم تعريض العاملين في المجال الإنساني لمخاطر لا داعي لها، واتخاذ إجراءات أمنية متسقة مع احترام حقوق الإنسان".

واختتم المسؤول الدبلوماسي الأميركي حديثه بأن أفضل حل طويل الأمد لمعظم سكان المخيم هو "العودة الطوعية والآمنة والكريمة للسوريين إلى مناطقهم الأصلية أو إلى مكان آخر من اختيارهم، وإعادة غير السوريين إلى بلدانهم الأصلية".

المزيد من تقارير