Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

هل تستطيع أوكرانيا تخطي الشتاء؟

ما الذي تحتاج إليه البلاد للصمود

رجل يحمل زجاجات مياه في أفدييفكا، أوكرانيا في نوفمبر 2022 (أولكسندر راتوشنياك / رويترز)

استهدفت روسيا بشكل متكرر منذ أواسط أكتوبر (تشرين الأول)، البنية التحتية المدنية في أنحاء أوكرانيا كافة، مما أدى إلى تدمير الهيكلية الأساسية للاقتصاد الأوكراني. الجنرال سيرغي سوروفيكين، وهو الرجل الذي تم اختياره حديثاً لقيادة القوات الروسية في أوكرانيا، وعلى درجة من القساوة يسميه زملاءه "الجنرال أرماغدون" (جنرال نهاية العالم)، لم يبد أية علامة على التراجع أو الليونة. لقد هاجمت روسيا بنجاح 40 في المئة من شبكات الكهرباء الأوكرانية بخليط من الصواريخ والمسيرات الإيرانية. لقد قصفت منشآت الطاقة، بما في ذلك السدود الكهرومائية، مما أدى إلى حرمان أكثر من مليون أوكراني من الكهرباء. ويعيش 80 في المئة من سكان كييف من دون ماء، وفقاً لعمدة المدينة. ويتوقع متخصصون أن ينكمش اقتصاد كييف بنسبة 35 في المئة في عام 2022، كما تقدر منظمة الأمم المتحدة أن 9 من كل 10 أوكرانيين يمكن أن يصبحوا فقراء بحلول عيد الميلاد.

وبالنسبة إلى الغرب، ينبغي أن تثير فيه الموجة الأخيرة من الهجمات إحساساً بـ"وهم سبق الرؤية" (ديجا فو). ففي عام 1948، حاصر الزعيم السوفياتي جوزف ستالين القطاع الغربي من برلين الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة وحلفاؤها، كجزء من خطته للسيطرة في نهاية المطاف على ألمانيا الموحدة كلها. وقطع السوفيات كل سبل الوصول إلى المدينة عن طريق السكك الحديدية والقنوات النهرية والطرق، الأمر الذي تسبب في معاناة هائلة في برلين الغربية. لكن سرعان ما استجابت الولايات المتحدة لحصار العاصمة بما كان سيعرف بجسر برلين الجوي الذي نقل الطعام والفحم والضروريات الأخرى إلى المدينة المحاصرة عن طريق الجو ونجح في إحباط خطة السوفيات القاسية. وبحلول مايو (أيار) 1949، رفع ستالين الحصار، وتأسست جمهورية ألمانيا الاتحادية في الشهر نفسه. وبفضل موقفه الثابت، فقد حقق الغرب انتصاراً مبكراً في الحرب الباردة.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

واليوم وبينما يسعى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى إخضاع أوكرانيا، يواجه الغرب لحظة حصار جديدة في برلين، ويجب أن يتعامل مع اللحظة الحالية بتصميم على منع بوتين من تدمير أوكرانيا يكون مساوياً للتصميم نفسه الذي أبداه الغرب على تنفيذ جسر برلين الجوي. ويجب على الولايات المتحدة وأوروبا العمل الآن من أجل ضمان تخطي أوكرانيا فصل الشتاء من خلال اعتماد مجموعة متنوعة من التدابير، بما في ذلك المساعدة المالية الإضافية، وتوفير المعدات لاستعادة الطاقة والتدفئة، وأنظمة الدفاع الجوي من أجل حماية البنية التحتية لأوكرانيا من الضربات الصاروخية الروسية المستمرة. وستضمن المساعدات الكافية لأوكرانيا خروجها من شتاء قاس متعبة لكن مهيأة للتعافي، تماماً كما فعلت برلين الغربية في عام 1949.

أرسلوا المحامين والمدافع والمال

إن الأموال التي يرسلها الغرب إلى أوكرانيا لا تقل أهمية عن أنظمة الأسلحة التي يتم تسليمها إياها. ولو لم تضخ واشنطن 8.5 مليار دولار، لكانت أوكرانيا أفلست بين عشية وضحاها. والشكر موصول لهذه المساعدة على مساهمتها بشكل جزئي في استمرار نظام البلاد المصرفي وسككها الحديدية ومستشفياتها في أداء وظيفتها. هكذا تواصل كييف بعد ثمانية أشهر من الحرب، دفع رواتب موظفي الدولة والرواتب التقاعدية في مواعيد استحقاقها. لكنها تواجه عجزاً في الموازنة يراوح بين خمسة وستة مليارات دولار شهرياً، الأمر الذي أجبر وزارة المالية على الاندفاع بعجالة لضمان حماية خدمات الدولة وعدم تعرضها للتوقف والانقطاع.

التزم الاتحاد الأوروبي بتقديم قروض بقيمة تسعة مليارات دولار في مايو (أيار) الماضي، غير أنه يتباطأ في إرسال دفعة أخيرة منها تبلغ ثلاثة مليارات دولار. ومن المرجح أن يصل هذا المبلغ في العام المقبل. وإذ إن التعهدات العامة موجودة، فالإرادة [السياسية] كانت غائبة. وفي اجتماع مجموعة السبع في أوائل نوفمبر (تشرين الثاني)، صرحت أنالينا بربوك وزيرة الخارجية الألمانية "لن نسمح لوحشية هذه الحرب بأن تؤدي إلى موت عديد من كبار السن والأطفال والشباب والعائلات في أشهر الشتاء المقبلة". وفي أكتوبر، نفى كريستيان ليندنر وزير المالية الألماني المعروف بتشدده في وضع الموازنة، أن تكون برلين بطيئة في تقديم التمويل.

ويزيد حجب أو إبطاء عمليات تحويل الأموال من خطر انفجار تضخم جامح في أوكرانيا. وكان نقص الأموال قد دفع البنك المركزي إلى اللجوء إلى زيادة النقد المعروض عن طريق شراء المليارات على شكل سندات حكومية، بالتالي التسبب بتآكل قيمة العملة الوطنية، هريفنا. وفي سبتمبر (أيلول)، ارتفع معدل التضخم في أوكرانيا إلى حوالى 25 في المئة. وسيجعل التضخم الجامح من الصعب على الدولة الأوكرانية ممارسة مهماتها، ناهيك عن خوض الحرب بنجاح.

يعتزم الاتحاد الأوروبي تحويل 18 مليار دولار أخرى لعام 2023، أما إذا كانت هذه الأموال ستصل فعلاً أم لا، فهذا سؤال مفتوح. وفي ما يتعلق بألمانيا على وجه الخصوص، كان هناك فرق واضح بين ما وعدت به علناً وبين ما تقدمه. إن الدعم الذي تعهد به الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ضخ أموال جديدة محتملة تبلغ 10 مليارات دولار للسنتين المقبلتين من صندوق النقد الدولي من شأنهما أن يساعدا في سد فجوة التمويل الفورية في كييف، التي تبلغ عدة مليارات في الشهر الواحد. ومنذ بدأ الصراع في فبراير (شباط)، أقر الكونغرس الأميركي وإدارة بايدن حزم مساعدات دفاعية ومالية بالغة الأهمية، بشكل منتظم. بيد أن الحفاظ على الإعانات في أعقاب الانتخابات النصفية الأميركية سيكون أمراً صعباً على الأغلب، وخصوصاً إذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، كما هو متوقع.

تقدر الأمم المتحدة أن 9 من كل 10 أوكرانيين يمكن أن يصبحوا فقراء بحلول عيد الميلاد

وللأسف يأخذ الدعم الأميركي بالتراجع، في الوقت الذي تبدأ فيه بدخول أوكرانيا فصل الشتاء، وهي سلفاً من دون كهرباء وفي ظلام دامس. وفي سبتمبر، عارض جميع الجمهوريين في مجلس النواب تقريباً مشروع قانون تمويل اشتمل على تقديم 12 مليار دولار لأوكرانيا. وحذر كيفن مكارثي، وهو زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس النواب أخيراً، من أنه في حال فوز حزبه بالأغلبية بالتالي السيطرة على مجلس النواب، فإنه سيرفض كتابة "شيك على بياض" لأوكرانيا. وفي تجمع انتخابي في مدينة سو، في ولاية أيوا، في الثالث من نوفمبر، أعلنت النائبة مارجوري تايلور غرين، وهي عضو مجلس النواب عن ولاية جورجيا والمرشحة الأوفر حظاً لتولي منصب قيادي في الكونغرس الجديد، موضحة أنه "في ظل الجمهوريين، لن يذهب فلس واحد آخر إلى أوكرانيا. بلدنا يأتي أولاً". في الواقع، يشير استطلاع للرأي أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى أنه بينما يواصل غالبية الأميركيين دعم تقديم المساعدات إلى أوكرانيا، فإن عدد الجمهوريين ممن يعتقدون أن أميركا مفرطة في منح الدعم قد ارتفع إلى 48 في المئة.

وبالمقارنة مع نفقات الموازنة الضخمة لوزارة الدفاع الأميركية فإن الدعم المخصص لأوكرانيا ليس متواضعاً فحسب، بل هو دعم بكلفة أقل بكثير من قيمته الفعلية. وبالنسبة إلى السنة المالية 2022، فقد رصد الكونغرس 728 مليار دولار لوزارة الدفاع. وفي هذه الأثناء، تعهد بتقديم ما يزيد على 18 مليار دولار على شكل مساعدة أمنية إلى أوكرانيا منذ بدأت الحرب في فبراير الماضي. ونتيجة لهذا الإنفاق أصبحت روسيا أضعف بشكل كبير. لقد حولت هزائمها المخزية في ساحة المعركة ما تقوله عن أنها تتمتع بمكانة القوة العظمى إلى مجرد ادعاءات جوفاء، وضخمت بصورة كبيرة القوة العسكرية النسبية للولايات المتحدة بين عشية وضحاها تقريباً.

أثار بعض الجمهوريين، مثل فيكتوريا سبارتز، وهي عضو الكونغرس أوكرانية المولد عن ولاية إنديانا، موضوع شبح الفساد المخيم في كييف. ولا شك في أن لدى الحكومة الأوكرانية تاريخ طويل من الاختلاس، لكن ما يخص موارد الدعم للموازنة الخاصة بالحرب فإنها عملت بجهد لضمان حسن صرفها. وفي العام الحالي، على سبيل المثال، أتاحت وزارة المالية الأوكرانية لشركة ديلويت Deloitte للاستشارات المالية أن تطلع على حساباتها. وتم إلحاق مدققي الحسابات لدى هذه الشركة بفريق موظفي الوزارة كجزء لا يتجزأ منه منذ أشهر، وهم يشرفون على تحويل الأموال، والتأكد من أن إنفاقها يجري بالشكل المنشود وأنها لا تسرق. وإضافة إلى هذا، يجري توفير غالبية الأموال الأميركية على أساس السداد، مما يقلل من أخطار الاحتيال والاختلاس. ونظراً إلى النقص الواضح في الأدلة الفعلية على الاحتيال، فإن الحجج التي تسوق الفساد الأوكراني كسبب لمنع إرسال المساعدات إلى كييف ليست أكثر من ذرائع تناسب أصحابها الراغبين في عدم القيام بأي شيء وترك موسكو تنتصر.

لا تطفئ الضوء

بالكاد يعتبر المال هو المشكلة الوحيدة التي تواجه كييف. فالهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة قد أدت إلى انقطاع التيار الكهربائي في أنحاء البلاد كافة. تطالب الحكومة مواطنيها بإطفاء الكهرباء بشكل طوعي وتفرض انقطاعات متتالية متبدلة في التيار الكهربائي من أجل خفض الطلب على محطات الطاقة بحيث يصبح من الممكن إصلاحها بشكل صحيح. وعلى العموم فإن الناس متعاونون. وعندما أطلقت روسيا وابلاً من الضربات الصاروخية في 10 أكتوبر رداً على قصف جسر مضيق كيرتش، الذي يربط بين شبه جزيرة القرم وروسيا، اندفع سكان كييف مسرعين إلى محطات الوقود لملء خزاناتهم، لكن من دون أن يكونوا في حال ذعر جماعي.

ومن الواضح أن الكرملين يأمل أن تساعده حملة القصف التي يشنها على استغلال اللاجئين كسلاح، فيثير نزوحاً جماعياً جديداً إلى بولندا وأماكن أخرى هذا الشتاء. سيكون هذا بمثابة وصفة لتأجيج الاضطرابات السياسية وتشجيع أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا، التي يتعاطف كثير منها مع بوتين. وعلى سبيل المثال، تبدي مدن ألمانية سلفاً علامات الإرهاق لجهة استيعاب تدفق ما يزيد على مليون لاجئ من أوكرانيا. وهذه أكبر أزمة مهاجرين تشهدها أوروبا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، يبقى الأوكرانيون حالياً صامدين، فقد قالت لنا أوكسانا نيتشيبورينكو، وهي من قياديي المجتمع المدني البارزين، إن أحداً لا يشعر بالذعر بيد أن أصدقائها ممن لديهم أطفالاً يبحثون عن أماكن أكثر أماناً في أوكرانيا للعيش فيها خلال فصل الشتاء. وتعيش نيتشيبورينكو في الطابق الـ14 من عمارة سكنية في كييف. وتعني انقطاعات الكهرباء الدورية أن عليها أن تقوم بالرحلة المنهكة التي تستغرق 20 دقيقة صعوداً على الدرج إلى بيتها في كل مرة تعود فيها إلى البناية. وعادت المدارس منذ وجهت موسكو الضربات الصاروخية في 10 أكتوبر، إلى التعليم عن بعد، وهو تطور مؤسف خصوصاً على اعتبار أن ثلاثة آلاف مدرسة أوكرانية كانت قادرة على فتح أبوابها من جديد في سبتمبر وذلك بعدما أغلقتها في فبراير مع بدء الحرب.

وقالت فيكتوريا فويتسيتسكا، وهي الرئيسة السابقة للجنة الطاقة التابعة للبرلمان الأوكراني، خلال مقابلة أجريناها معها في أكتوبر في واشنطن العاصمة إن "بوتين ليس في حاجة إلى استخدام أسلحة نووية من أجل التسبب بكارثة". وأضافت "من المستحيل حماية نظام التدفئة في أوكرانيا". وفويتسيتسكا تحث الغرب، شأنها شأن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على إرسال أنظمة دفاع جوي إلى أوكرانيا في أقرب وقت ممكن. لقد كانت الأضرار التي ألحقتها روسيا بأوكرانيا منذ أواسط أكتوبر، جسيمة. ويفتقر نصف سكان تشيرنيهيف، وهي مدينة في شمال أوكرانيا، إلى المياه لأن ضخها وإيصالها إلى المستهلك يحتاج إلى كهرباء.

وفي مسقط رأس الرئيس زيلينسكي، في كريفي ريه الواقعة في وسط أوكرانيا، قصفت روسيا مراراً سداً، مما أدى إلى إخلاء السكان منازلهم تحسباً لحصول فيضانات في المنطقة. ويعيش نصف السكان في زابوريجيا في جنوب شرقي البلاد، من دون وسائل تدفئة. وقد حضت فويتسيتسكا المانحين إلى الاستثمار في "ملاجئ دافئة"، وهي عبارة عن غرف عامة آمنة في المدن والبلدات حيث يمكن للسكان أن يبقوا على مدى 24 ساعة في اليوم عندما تنخفض درجات الحرارة من دون توفر تدفئة أو كهرباء لديهم. كما أبدت قلقها بشأن ما قد يحدث إذا أصابت الصواريخ الروسية المستشفيات، إذ يمكن عندها أن يترك المرضى لكي يموتوا من البرد. وإن مخاوف فويتسيتسكا ليست بعيدة من الواقع. فعلى سبيل المثال، تجمد في مارس (آذار) الماضي 300 أوكراني حتى الموت في تشيرنيهيف.

يأخذ الدعم الأميركي بالتراجع في الوقت الذي تبدأ فيه أوكرانيا بدخول فصل الشتاء

وعلى المدى القصير، يمكن للغرب أن يساعد أوكرانيا على إصلاح شبكتها الكهربائية. وها هي ليتوانيا ترسل سلفاً قطعاً وأدوات تقنية، معظمها محولات وكابلات كهربائية، من أجل إصلاح محطات توليد الطاقة. ويتطلب الحصول على عديد من القطع التي تحتاج إليها أوكرانيا بشدة، الانتظار لوقت طويل، لذلك يمكن للدول الغربية حث الشركات التي تصنعها، مثل سيمنز، لوضع كييف على قائمة الانتظار. ولكن حتى ولو تم إصلاح بعض أنظمة التدفئة في أوكرانيا، فإن موسكو ستهاجم مراراً وتكراراً. وطبقاً لأنباء نشرها موقع "بيلنغكات" Bellingcat الصحافي الاستقصائي المتخصص بتدقيق الحقائق، فإن وحدة عسكرية مؤلفة من 33 مهندساً وتتخذ من موسكو مقراً لها، توجه بعناية استهداف الكرملين البنى التحتية المدنية الأوكرانية.

وفي النهاية، إن أفضل طريقة لحماية أنظمة الطاقة في أوكرانيا وسكانها المدنيين تتمثل في إرسال أنظمة دفاع جوي. وقد تعهدت ألمانيا قبل خمسة أشهر بتقديم أربعة أنظمة ولكنها أرسلت نظاماً واحداً فقط، وهو نظام الدفاع الجوي من نوع "إيريس - تي" IRIS-T، الذي يوفر حماية على نطاق متوسط المدى وارتفاعات عالية للمدن الصغيرة. ومن المتوقع تسليم المتبقي من الأنظمة الموعودة في السنة الجديدة. يشار إلى أن أنظمة الدفاع الجوي معقدة وباهظة الثمن كما أنها مطلوبة بشكل كبير، غير أن أوكرانيا في أمس الحاجة إليها. لقد حان الوقت لإسرائيل من أجل إنهاء موقفها المحايد من الحرب والبدء بإمداد أوكرانيا بالأسلحة التي تحتاج إليها، بما في ذلك القبة الحديدية التي نالت قدراً من الإطراء أكبر مما ينبغي، علاوة على فنيين لتدريب الأوكرانيين على كيفية استخدامها. من جانبها، تحاول الولايات المتحدة تسريع تسليم أوكرانيا نظامين متقدمين لصواريخ أرض جو، علماً أن هناك ستة أنظمة أخرى ستأتي في وقت لاحق.

وبينما يسعى بوتين إلى قصف أوكرانيا لإجبارها على الاستسلام، فهي تواصل التقدم في ميدان القتال ولا تزال معنويات قواتها عالية. لكن لكي تتمكن البلاد من تخطي فصل الشتاء القارس، الدعم المادي والفني مهم كالمدافع. إن موجة الطقس الدافئ والواردات الوفيرة تعنيان أن منشآت تخزين الغاز الأوروبية ستكون ممتلئة بنسبة تزيد على 90 في المئة، مما يضمن هبوط أسعار الوقود في أوروبا أيضاً. وقد فشلت حتى الآن محاولات بوتين للتنمر على أوروبا في مجال الطاقة فشلاً ذريعاً، شأنها شأن مغامراته العسكرية. بيد أن بوتين لا يزال يأمل في أن يتعب المواطنين الغربيون العاديون من الصراع ويدفعون حكوماتهم للتنازل لمطالبه. لكن بالنسبة إلى واشنطن وحلفائها، فإن الفشل في أوكرانيا سيعني ببساطة مواجهته مرة ثانية في ساحة معركة أخرى في أوروبا. وكلما سارع الغرب في مساعدة أوكرانيا، زادت سرعة إحباط طموحات بوتين.

ميليندا هارينغ هي نائبة مدير مركز أوراسيا في مركز المجلس الأطلسي Atlantic Council للبحوث الدولية.

جاكوب هيلبرون هو رئيس تحرير مجلة "ذي ناشيونال انترست" The National Interest.

عن فورين أفيرز، 8 نوفمبر 2022

المزيد من آراء