Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

آلاف في أوكرانيا بلا كهرباء ولا ماء والبنى التحتية في مرمى الروس

يخشى مسؤولو الاستخبارات أن الهجمات الروسية على البنى التحتية المدنية ترسم وجه الواقع المرير المرتقب في الشتاء المقبل

باتت آلاف العائلات في أوكرانيا من دون كهرباء وماء في أعقاب الهجمات الروسية على منشآت البنية التحتية مع بلوغ الحرب في أوكرانيا مرحلة جديدة من الاستنزاف الذي يستهدف المدنيين.

وجاءت هذه الضربات في محاولة من موسكو للانتقام جراء الخسائر التي تكبدتها في معاقل عسكرية وخطوط إمداد رئيسة في واحدة من الجبهات المهمة [الوازنة] في الصراع، وذلك بعد هجوم مفاجئ تمخض عن تحقيق واحد من أهم المكاسب التي حققتها أوكرانيا منذ بدء الحرب.

وقد قادت الانتكاسات العسكرية إلى [موجة] انتقادات عنيفة في روسيا حتى من عتاة المؤيدين لغزو فلاديمير بوتين كما كانت هناك دعوات إلى فتح تحقيق في سبب تعثر المهمة بشكل شديد.

وقد ضم رمضان قديروف صوته القوي الى أصوات هؤلاء المنتقدين، وهو الزعيم العميل لروسيا في الشيشان، الذي أعلن أن "الوضع الحقيقي" على الأرض هو "مذهل" واتهم القيادة بارتكاب أخطاء جسيمة.

ويحارب آلاف المقاتلين الشيشان في أوكرانيا بالوكالة عن موسكو في الصراع  الذي أسفر عن سقوط عدد كبير منهم بين قتلى وجرحى. وقديروف، الذي كان مؤيداً للحرب بشكل صريح، قد قام بعدد من الزيارات لقواته من أجل رفع الروح المعنوية، كما وعدهم بالنصر مقابل تضحياتهم.

وبدا أن الزعيم الشيشاني كان يشير إلى أنه سوف يثير دواعي القلق التي تنتابه مباشرة مع الرئيس بوتين.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقد أوضح في رسالة صوتية بثها على قناته الخاصة على منصة "تلغرام" أنهم "ارتكبوا أخطاءً واعتقد أنهم سيخلصون إلى النتيجة الضرورية. وإذا لم تكن هناك تغييرات في الاستراتيجية اليوم أو غداً، فإنني سوف اضطر إلى التحدث مع قيادة وزارة الدفاع ومع قيادة البلاد من أجل واقع الأمور الحقيقي على الأرض [في ميدان المعركة] لهم. إن الوضع يستدعي الاهتمام [مقلق]. وأود أن أقول إنه صادم".

وقال مسؤولو استخبارات أوكرانية إن موسكو قد أجرت تغييراً آخر في القيادة في أعقاب آخر الخسائر التي مُنيّت بها، إذ عمدت إلى سحب الضابط المسؤول عن مجموعة الجيش الغربي بعد مجرد 17 يوماً على تسلمه هذا المنصب. وتتبع إقالة الجنرال رومان بيردنيكوف نموذجاً صار مألوفاً حالياً بعد رحيل بعض القادة جراء وقوع كوارث عسكرية.

وبغض النظر عن الإجراءات العسكرية التي يقرر الكرملين اتخاذها، فإن المسؤولين الأوكرانيين والغربيين يرون أن الضربات التي تستهدف البنية التحتية ينذر بالواقع المرير الذي ستشهده الأيام المقبلة في شتاء تواجه فيه أوكرانيا سلفاً أزمة طاقة حادة.

وألقى فولوديمير زيلينسكي باللوم على "الإرهابيين الروس" بسبب ما حصل. وقال عبر وسائط التواصل الاجتماعي "لم تتعرض أي منشآت عسكرية للهجوم. إن الهدف هو حرمان الناس من الضوء والدفء". إلا أنه أردف موضحاً أن الأوكرانيين باتوا معتادين على "غدر" الروس، مضيفاً أن "البرد، والجوع، والظلمة والعطش ليست أموراً فظيعة وفتاكة بالنسبة إلينا على نحو ما هي صداقتكم وأخوتكم".

وتعهد الرئيس الأوكراني بأن بلاده ستتحدى الترهيب بواسطة قطع التيار الكهربائي. وفي كلمات اعتُبرت أنها رسالة مباشرة إلى بوتين، قال زيلينسكي "هل لا تزال تعتقد أننا "شعب واحد"؟ هل لا تزال تعتقد أن باستطاعتك أن تخيفنا، وتكسر عزيمتنا، وتجبرنا [على] القيام بتنازلات؟ هل أنت حقاً لم تفقه شيئاً؟".

ووصف إيهور تيريخوف، وهو محافظ خاركيف، الهجوم على منشآت الطاقة بأنه "محاولة دنيئة وانتهازية مؤذية [غير أخلاقية] للانتقام" في أعقاب النجاح الأوكراني. وقال دميترو جيفيتسكي، حاكم سومي، في رسالة إلى السكان أن "التوتر الكهربائي قد انخفض في الشبكة في أنحاء المنطقة. أوصي بفصل الأدوات الكهربائية [عن المقابس] بالقدر الممكن".

وأشار الرئيس زيلينسكي إلى أن القوات الأوكرانية قد استعادت 3000 كيلومتر مربع من الأراضي بحلول يوم الأحد، إذ اتسعت رقعة المنطقة [المحررة] بعدما كانت 2000 كيلومتر مربع يوم السبت و1000 كيلومتر مربع يوم الخميس. ولفت مسؤولون بريطانيون إلى أن منطقة بحجم لندن الكبرى قد تمت استعادتها في ذلك الوقت.

وانتزعت القوات الأوكرانية بلدة كوبيانسك، ما أتاح الفرصة لقطع واحد من الخطوط اللوجستية والاتصالات الروسية الرئيسة في جبهة خاركيف. وفي اليوم نفسه، سحب الروس قوات من مدينة إيزيوم التي تقع على الطريق الأساسي إلى دونباس، والتي وعد الرئيس بوتين بـ"إعادة توحيدها" مع روسيا. وقد استولت قوات موسكو على شطر كبير من المنطقة [دونباس]، غير أن مدينتي سلوفيانسك وكراماتورسك الرئيستان لا تزالان في أيدي الأوكرانيين على الرغم من التوقعات السابقة بأنهما سوف تسقطان [في قبضة الروس].

وقد فر ثلثا سكان إيزيوم منذ بدء القتال، إلا أنهم من المفترض أن يكونوا قادرين على العودة في ظرف عشرة أيام، على حد قول محافظ المدينة فاليري مارشينكو. ويشدد المسؤولون العسكريون الأوكرانيون على أن المدة ستعتمد على مدى الوقت الذي يستغرقه تنظيف المنطقة من الألغام والمفخخات.

© The Independent

المزيد من دوليات