Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع الطلب على مصانع الجنوب الصيني إلى النصف

المستثمرون في حيرة من أمرهم بسبب التضخم وانخفاض الشهية نحو المنتجات المحلية من الغرب

علق الاقتصاديون التراجع على انخفاض الطلبات وعمليات الإغلاق العشوائية بسبب فيروس كورونا بالصين (أ ف ب)

أبلغ مديرو المصانع في جنوب الصين عن انخفاض الطلبات خلال أكتوبر (تشرين الأول) بما يصل إلى 50 في المئة على خلفية تراكم المخزونات الكاملة في الولايات المتحدة وأوروبا، مما يعمق التوقعات القاتمة لثاني أكبر اقتصاد عالمياً.

وعادة ما يكون شهر أكتوبر فترة مزدحمة بشكل خاص للتصنيع، وقد ترك الانخفاض الحاد العمال ذوي الياقات الزرقاء يكافحون للعثور على وظائف.

ويضاف تعثر المصانع في الصين إلى أزمة عقارية متصاعدة، وعمليات إغلاق متفرقة، وضعف ثقة المستهلك، مع تعقيدات أخرى تشهدها البلاد.

وفي الشهر الماضي، أفادت الصين بأن الناتج المحلي الإجمالي للربع الثالث من 2022 نما بنسبة 3.9 في المئة فقط على أساس سنوي، أي أقل من الهدف السنوي البالغ 5.5 في المئة.

وقال كريستيان جاسنر، الذي يمتلك مصانع أثاث في قوانغدونغ لـ"فايننشيال تايمز"، "لا أحد يجرؤ على شراء أي شيء، ولا أحد يجرؤ على شراء أريكة، ولا أحد في أوروبا لديه مال متبق".

وأضاف من المفترض أن يكون وقتاً مزدحماً، لكن في الشهرين الماضيين كان الأسوأ، وأن "الجميع يبكون على الشيء نفسه، إذ تنخفض الطلبات بنسبة 30 إلى 50 في المئة ببعض الصناعات فيما يغلق كثيرون مصانعهم".

التباطؤ كان نتيجة حتمية

وقال آلان سكانلان المدير التنفيذي في هونغ كونغ، الذي يعمل بالتوريد من جنوب الصين، إن التباطؤ كان نتيجة حتمية لانتهاء طفرة التجارة الإلكترونية بعد أن فاق المشترون المخزون في عام 2022.

وعلى سبيل المثال، ذكرت شركة "نايك" سبتمبر (أيلول) أن مخزوناتها بأميركا الشمالية ارتفعت بنسبة 65 في المئة بنهاية الربع الثالث، مقارنة بالعام السابق.

وفي الشهر الماضي انخفض مؤشر مديري المشتريات التصنيعي بالصين إلى 49.2 نقطة من 50.1 نقطة في سبتمبر، وهو انخفاض أكبر من المتوقع، وفقاً للمكتب الوطني للإحصاء.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأظهرت بيانات رسمية أن الصادرات تقلصت بنسبة 0.3 في المئة. وكان من المتوقع أن تزيد بنسبة 4.5 في المئة. وعلق الاقتصاديون هذا التراجع على انخفاض الطلبات، إضافة إلى عمليات الإغلاق العشوائية في ظل سياسة مكافحة فيروس كورونا بالصين.

وقال جاري نج، الاقتصادي بـ"ناتيكسيس" في هونغ كونغ "نحن أمام سيناريو يتأثر فيه الطلب المحلي الصيني بعمليات الإغلاق، إضافة إلى أننا نشهد خارجياً هذا الطلب الأضعف من أوروبا والولايات المتحدة، والذي يحركه ارتفاع أسعار الفائدة على مستوى العالم".

وأضاف "يمكن أن يكون ذلك مشكلة كبيرة عندما نتحدث عن جنوب الصين، هذه المقاطعات المهمة لاقتصاد بكين".

وقال مسؤول بمدينة دونغقوان، مركز التصنيع في قوانغدونغ، إن الحكومات المحلية تكافح من أجل الحفاظ على الإعانات لمساعدة المصانع، إذ كان عليهم أيضاً دفع تكاليف اختبار "كوفيد-19"، كما تساءل المسؤول الذي لم يرغب في الكشف عن هويته مجدداً ماذا علينا أن نفعل؟ وأضاف "ندع المصانع والاقتصاد المحلي يموتان ويهدران دخل المواطنين في اختبارات فحص كورونا (بي سي آر) التي لا نهاية لها".

وغضب المسؤول الصيني يعكس تنامي الغضب الشعبي في البلاد من الإغلاقات الحاصلة بفعل استراتيجية "صفر كوفيد".

الناجون من المذبحة

وأضاف جاسنر أن بعض الصناعات تأثرت أكثر من غيرها، حيث نجا مصنعو الإلكترونيات والطاقة المتجددة من المذبحة، لكن التباطؤ لا يزال ينتشر بسوق الوظائف، وفقاً لمديري المصانع الذين قالوا إنه كان من السهل تعيين العمال في غضون مهلة قصيرة.

وقال داني لاو، الرئيس الفخري لجمعية المشروعات الصغيرة والمتوسطة في هونغ كونغ، الذي يدير مصنعاً للألمنيوم في دونغقوان "عندما انخفضت الطلبات اضطررنا إلى خفض الكلفة وكان أحد أكبر النفقات في دفع أجور العمال".

وأضاف "كان لدينا أكثر من 200 عامل في أوائل العام الماضي، لكن نحو 100 فقط هذا العام، كان هذا في الأساس بسبب نقص الأوامر".

تشين، الذي ذكر اسمه فقط، يعمل في شركة مقرها غوانغدونغ تزود محلات السوبر ماركت العالمية، ومع نضوب ساعات عمله انخفض دخله إلى 50 ألف رنمينبي (6886 دولاراً) هذا العام من 80 ألف رنمينبي (11 ألف دولار) في العام السابق.

وقال تشين (24 سنة) "اعتدت على شراء شاي الفقاعات بالسعر الكامل من دون غمضة عين"، وأضاف "الآن أذهب فقط إلى تلك المقاهي التي تقدم قسائم خصم"، وقال للصحيفة إنه قدر أن الطلبات في شركته انخفضت بنسبة 40 في المئة منذ أبريل (نيسان)، مقارنة بالعام الذي سبقه.

وأشار إلى أن العملاء يفقدون الثقة، و"إنهم لا يجرؤون على الذهاب إلى الصين بعد الآن".

التوترات بين أميركا والصين

كما أدت التوترات بين الولايات المتحدة والصين إلى تسريع التحول عن التصنيع في الصين، الذي كان ينتقل بالفعل إلى جنوب شرقي آسيا بسبب ارتفاع الأجور بالبر الرئيس.

وقالت سوكي سو، المديرة التنفيذية لشركة "إيفرستار ميرشيندايز" ومقرها هونغ كونغ "لم يعد هناك حظ في الصين"، وأشارت إلى أنها تخطط لإغلاق مصنعها في قوانغدونغ نظراً إلى أن الأميركيين لم يعودوا يرغبون في الحصول على سلع مصنوعة في الصين، فمن الأفضل بالنسبة إلينا توضيح عملياتنا في الصين، وكذلك نقل بقية مصانعنا إلى جنوب شرقي آسيا، حيث تنتج أضواء عيد الميلاد.

وأضافت "انخفض الطلب على السلع غير الأساسية مثل الأثاث مع زيادة فقر الأميركيين اضطررنا إلى استئجار مستودعات هذا العام لتخزين البضائع الجاهزة".