Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد خيرسون أوكرانيا تستعيد بلدة مهمة في جنوب البلاد

إردوغان يقول إنه تمكّن من إقناع نظيره الروسي بوتين بالعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب بفضل "الثقة والتضامن" بينهما

قالت القوات الأوكرانية اليوم الخميس إنها استعادت السيطرة على بلدة سنيهوريفكا في منطقة ميكولايف جنوب البلاد من قبضة القوات الروسية. جاء ذلك في تصريحات وردت في لقطات تلفزيونية نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي وبثها التلفزيون الرسمي الأوكراني.
ولم يتسن لرويترز التحقق من صحة اللقطات، كما لم تؤكد وزارة الدفاع الأوكرانية استعادة البلدة، وذلك غداة أمر روسيا قواتها بالانسحاب من المنطقة.
وصاح جندي وسط تصفيق المدنيين وتهليلهم "اليوم في العاشر من نوفمبر (تشرين الثاني)، حررت كتيبة الاستخبارات المنفصلة رقم 131 بلدة سنيهوريفكا. المجد لأوكرانيا!".
وغطى الضباب المنطقة السكنية في خلفية اللقطات، إذ كان الجندي واقفاً بين مجموعة من القوات المسلحة تسليحاً ثقيلاً، وكان أحدهم يرفع العلم الأوكراني على مركبة مشاة قتالية. 

هذا التطور العسكري حصل في وقت تترقب فيه أوكرانيا بحذر تحركات القوات الروسية على الأرض، بعد الإعلان عن انسحابها من مدينة خيرسون الجنوبية، أعلن الجنرال الأميركي مارك ميلي أن أكثر من 100 ألف جندي روسي قتلوا أو جرحوا في أوكرانيا، ومن المرجح أن تكون القوات الأوكرانية قد تكبدت خسائر بشرية مماثلة.
وعبر رئيس هيئة الأركان الأميركية خلال كلمة في "النادي الاقتصادي" بنيويورك الأربعاء، عن أمله في إجراء محادثات لإنهاء الحرب، لأن النصر العسكري ليس ممكناً لا لروسيا ولا أوكرانيا، على حد قوله.
وأضاف "يجب أن يكون هناك اعتراف متبادل بأن النصر العسكري لا يمكن أن يتحقق على الأرجح، وبالمعنى الدقيق، بالوسائل العسكرية، لذلك يجب الالتفاف إلى وسائل أخرى".
وأكد الجنرال مايلي أن هناك "فرصة للتفاوض".

أوكرانيا حذرة

وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أكد في وقت سابق، أن كييف تتعاطى "بحذر شديد" مع إعلان روسيا سحب قواتها من مدينة خيرسون الواقعة في جنوب أوكرانيا، وقال زيلينسكي في كلمته اليومية "العدو لا يعطينا هدايا ولا يقدم بوادر حسن نية، نحن نفوز بكل شيء"، مضيفاً "لذا نحن نمضي قدماً بحذر شديد، من دون عواطف ومن دون مخاطر لا داعي لها، من أجل تحرير كامل أرضنا ولكي نحد أكبر قدر ممكن من الخسائر".

وأشارت الرئاسة الأوكرانية، مساء الأربعاء التاسع من نوفمبر (تشرين الثاني)، إلى أنها لا ترى في هذه المرحلة "أي مؤشر" على انسحاب القوات الروسية من خيرسون.

لديها مشكلات حقيقية

في هذا الوقت، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، إن الأمر الروسي بإجلاء القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو بالقرب من مدينة خيرسون الأوكرانية يظهر أن موسكو تواجه "مشكلات حقيقية" في جيشها، وأضاف بايدن في تصريحات للصحافيين، إنه أمر لافت للانتباه أن روسيا انتظرت حتى بعد انتخابات الكونغرس الأميركي للإعلان عن الانسحاب، وتابع قائلاً "هذا دليل على حقيقة أن لديهم بعض المشكلات الحقيقية التي تواجه الجيش الروسي"، وقال إن الانسحاب سيسمح للطرفين بإعادة ضبط وضعهما خلال الشتاء، لكن ليس واضحاً بعد ما إذا كانت أوكرانيا مستعدة للمساومة مع روسيا.

مقتل وإصابة أكثر من 100 ألف جندي روسي

وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي، إن الجيش الروسي تكبد خسائر بشرية تقدر بأكثر من 100 ألف جندي سقطوا بين قتيل وجريح في أوكرانيا، مشيراً إلى أن القوات المسلحة الأوكرانية عانت "على الأرجح" من مستوى مماثل من الخسائر في الحرب.

أضاف ميلي لمنظمة نادي نيويورك الاقتصادي "إنكم تنظرون إلى أكثر من 100 ألف جندي روسي قتلوا وجرحوا، والشيء نفسه على الأرجح في الجانب الأوكراني، هناك كثير من المعاناة الإنسانية". ولفت إلى أن 40 ألف مدني أوكراني قتلوا أيضاً على الأرجح في الصراع منذ بدء الهجوم الروسي في فبراير (شباط).

نكسة جديدة

وتعرضت روسيا لنكسة كبيرة، الأربعاء، في هجومها على أوكرانيا، معلنة قرار سحب قواتها من منطقة خيرسون في جنوب البلاد التي تتعرض لهجوم مضاد أوكراني وتحمل عاصمتها الاسم نفسه. وهذا الانسحاب الذي تقرر بعد إجلاء القوات الروسية حوالى 115 ألفاً من سكان منطقة خيرسون، يعد هزيمة مدوية لموسكو التي اضطرت إلى الانسحاب من منطقة خاركيف (شمال شرق) في سبتمبر (أيلول)، ويأتي أيضاً في الوقت الذي أمر فيه فلاديمير بوتين في 21 سبتمبر بتعبئة حوالى 300 ألف جندي احتياط لتعزيز صفوف القوات الروسية، ونشر الآلاف منهم في مناطق القتال.

وأمر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال اجتماع نقله التلفزيون مع قائد العمليات الروسية في أوكرانيا الجنرال سيرغي سوروفيكين بانسحاب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون.

استراتيجية

ويشكل هذا الانسحاب انتكاسة جديدة للكرملين، إذ إن خيرسون كانت أول الأراضي التي سيطرت عليها القوات الروسية بعد اجتياحها المدينة في الأيام الأولى للهجوم على أوكرانيا، وكانت جزءاً من مناطق أوكرانيا التي أعلن الرئيس الروسي ضمها في نهاية سبتمبر.

وأمر شويغو بانسحاب القوات الروسية من الضفة اليمنى لنهر دنيبرو (غرب)، حيث تقع مدينة خيرسون لإنشاء خط دفاع على الضفة اليسرى (شرق) للنهر الذي يشكل حاجزاً طبيعياً.

وتعد منطقة خيرسون استراتيجية، إذ إنها تقع على حدود شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو عام 2014.

"جرائم ضد الانسانية"

وسط هذه الأجواء، أفادت منظمة العفو الدولية في تقرير لها بأن روسيا ربما تكون ارتكبت جرائم ضد الإنسانية بإجبارها المدنيين في المناطق التي تحتلها في أوكرانيا على الانتقال إلى مناطق أخرى، وقالت المنظمة إن المدنيين نقلوا قسراً من مناطق أوكرانية محتلة إلى مناطق أخرى تسيطر عليها روسيا أو إلى داخل الأراضي الروسية، مع فصل الأطفال عن عائلاتهم في انتهاك للقانون الإنساني الدولي.

وأضافت أن مدنيين أبلغوها بأنهم تعرضوا لـ "عمليات فحص مسيئة" تُعرف باسم "التصفية"، إذ يتم تصوير الأشخاص وأخذ بصماتهم والتحقيق معهم وإجبارهم على فتح هواتفهم والإقرار إن كانوا يعرفون أحداً في الجيش الأوكراني، وقد أفضت هذه العملية في بعض الأحيان إلى الاعتقال والتعذيب وغيرها من أنواع سوء المعاملة.

معاناة شديدة

وقالت أنييس كالامار الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية، إن "فصل الأطفال عن عائلاتهم وإجبار الناس على الانتقال مئات الكيلومترات بعيداً من منازلهم دليل آخر على المعاناة الشديدة التي ألحقتها الحرب الروسية بالمدنيين في أوكرانيا"، وأضافت، أن "أسلوب روسيا المؤسف المتمثل في النقل القسري والترحيل هو جريمة حرب، وتعتقد منظمة العفو الدولية أنه يجب التحقيق في هذا الأمر باعتباره جريمة ضد الإنسانية".

وأشارت المنظمة الحقوقية إلى أنها أجرت مقابلات مع 88 شخصاً معظمهم من المدنيين من ماريوبول وخاركيف ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، وقالت "غالبيتهم بخاصة هؤلاء من ماريوبول وصفوا الظروف القسرية التي تعني أنه ليس أمامهم من خيار سوى الانتقال إلى روسيا أو إلى مناطق أخرى تحتلها روسيا".،وكشف التقرير أنه بمجرد وصول المرحلين إلى روسيا، قال عديد منهم إنهم شعروا بضغوط لتقديم طلبات للحصول على الجنسية الروسية أو إن تحركاتهم كانت مقيدة.

ويأتي هذا التقرير لمنظمة العفو بعد تقرير آخر أغضب كييف لاتهامه أوكرانيا بتعريض حياة المدنيين للخطر من خلال إنشاء قواعد عسكرية في المدارس والمستشفيات، وتمسكت المنظمة حينها بالنتائج التي توصلت اليها، الأمر الذي دفع رئيس مكتب المنظمة في أوكرانيا إلى الاستقالة احتجاجاً، واتهام المنظمة الحقوقية بتبني دعايات الكرملين.

اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية

أوضح الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الخميس أنه تمكّن من إقناع نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالعودة إلى اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية بفضل "الثقة والتضامن" بينهما.
وأكّد الرئيس التركي رداً على سؤال لصحافي حول طريقة تمكنّه من إقناع بوتين باستئناف مشاركته في الاتفاق الحيوي لمواصلة الصادرات الزراعية من أوكرانيا "ما كان بإمكاننا القيام بهذه الخطوة لو لم تكن هناك ثقة بيننا".
وأضاف أن "الثقة والاحترام المتبادلين يشجعانا على اتخاذ هذا النوع من الخطوات. نجح ذلك حتى الآن. التضامن بين بعضنا بعضاً، في مجالات مثل الطاقة النووية (...) والمبادرات في صناعة الدفاع، يعزز الاحترام المتبادل".
وتزوّد تركيا أوكرانيا مسيّرات قتالية لكنها حصلت أيضا على نظام دفاع صاروخي روسي من طراز "إس-400" ومحطة طاقة نووية في جنوب البلاد قيد الإنشاء.
وبدأت أنقرة دفع ثمن الغاز الروسي بالروبل الثلاثاء، بحسب وزير الطاقة، بموجب اتفاق تم التوصل إليه الصيف الماضي يشمل نحو ربع الشحنات.
وتركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)، لم تنضم إلى العقوبات المفروضة على روسيا، فيما أكدت دعمها لأوكرانيا ومحاولة الحفاظ على موقف وسيط بين كييف وموسكو.
واستؤنفت صادرات الحبوب الأوكرانية عبر الممر الإنساني في البحر الأسود مطلع تشرين الثاني/نوفمبر بعد محادثات أجراها إردوغان مع بوتين بعدما علّقت روسيا العمل بالاتفاق لأيام.على صعيد آخر، قالت الأمم المتحدة إن مسؤولين بارزين منها سيجتمعون مع وفد روسي رفيع المستوى في جنيف، الجمعة، لمناقشة تمديد اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود وجهود تيسير شحن الأغذية والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية، والاتفاق الذي يسمح بتصدير المواد الغذائية والأسمدة من موانئ أوكرانية عدة عبر البحر الأسود الذي توسطت فيه الأمم المتحدة وتركيا في 22 يوليو (تموز) قد ينتهي العمل به في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) إذا اعترضت روسيا أو أوكرانيا على تمديده.

ويتمثل جزء رئيس من اتفاق يوليو في تسهيل صادرات الحبوب والأسمدة الروسية، وتقول الأمم المتحدة إن صادرات الحبوب الروسية زادت، لكن يجب القيام بهذا العمل لتلطيف التأثير الشديد للعقوبات الغربية في صادرات الأسمدة الروسية.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال متحدث باسم الأمم المتحدة، إن منسق مساعدات الأمم المتحدة مارتن غريفيث الذي يرأس المحادثات حول الصادرات الأوكرانية، والمسؤولة التجارية البارزة في الأمم المتحدة ريبيكا غرينسبان التي تقود المناقشات حول صادرات الأغذية والأسمدة الروسية، سيجتمعان مع نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي فيرشينين يوم الجمعة، مضيفاً "من المأمول أن تعزز المناقشات التقدم المحرز في تسهيل التصدير من دون عوائق للأغذية والأسمدة القادمة من الاتحاد الروسي إلى الأسواق العالمية".

الانسحاب مرة أخرى

وأوقفت روسيا مشاركتها موقتاً في الاتفاق الذي يسمح بالتصدير عبر البحر الأسود، أياماً عدة الأسبوع الماضي، بعد اتهام أوكرانيا باستخدام الاتفاق كغطاء لاستهداف سفن روسية في شبه جزيرة القرم، ولم تؤكد أوكرانيا كما لم تنف مسؤوليتها.

واستأنفت روسيا تعاونها، لكن الرئيس فلاديمير بوتين قال إنه يحتفظ بحق موسكو في الانسحاب مرة أخرى.

وتقول الأمم المتحدة إنه تم تصدير أكثر من 10 ملايين طن من الحبوب والمواد الغذائية الأخرى من أوكرانيا بموجب الاتفاق، وتحذر المنظمة الدولية من أن الحرب الروسية تفاقم أزمة الغذاء العالمية وتلقي بعشرات الملايين من الناس بين مخالب الجوع.

المزيد من دوليات