Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

إيران تعترف بتزويد روسيا بالمسيرات وكييف تحذرها

طهران: "لن نبقى غير مبالين إذا ثبت استخدامها في أوكرانيا" وواشنطن: مساعدات عسكرية جديدة بـ400 مليون دولار

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن إيران تكذب بشأن إرسالها عدداً محدوداً من الطائرات المسيرة إلى روسيا.

وقال زيلينسكي، "يكذبون حتى في اعترافهم هذا" متهماً القادة الإيرانيين بالإفصاح عن عدد أقل من الطائرات المسيرة التي تم تسليمها في الواقع. وأضاف، "نسقط 10 طائرات مسيرة إيرانية على الأقل يومياً، والنظام الإيراني يقول إنه قدم القليل، وحتى قبل بدء غزو أوكرانيا الشامل".

وحذّرت أوكرانيا، السبت، إيران من أن "عواقب التواطؤ" مع موسكو "تتجاوز المنفعة" التي ستجنيها من دعم روسيا، بعدما أقرّت طهران للمرة الأولى بإرسال مسيّرات إلى روسيا.

وكتب الناطق باسم وزارة الخارجية الأوكرانية أوليغ نكولينكو على "فيسبوك"، "على طهران أن تدرك بأن عواقب التواطؤ في جرائم عدوان روسيا الاتحادية على أوكرانيا ستتجاوز المنفعة (التي ستجنيها إيران) من دعمها لروسيا".

واعترفت إيران للمرة الأولى، السبت، بأنها زودت موسكو بطائرات مسيرة، لكنها قالت إنها أرسلتها قبل الحرب في أوكرانيا، حيث استخدمت روسيا طائرات مسيرة لاستهداف محطات طاقة وبنية تحتية مدنية.

وقال حسين أمير عبداللهيان وزير الخارجية الإيراني، إنه تم إرسال "عدد صغير" من الطائرات المسيرة إلى روسيا قبل أشهر قليلة من الحرب الروسية على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط).

وفي أكثر ردود إيران تفصيلاً حتى الآن على مسألة الطائرات المسيرة، نفى الوزير استمرار طهران في تزويد موسكو بطائرات مسيرة.

ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن أمير عبداللهيان قوله "هذه الجلبة التي أثارتها بعض الدول الغربية بأن إيران قدمت صواريخ وطائرات مسيرة لروسيا للمساعدة في الحرب على أوكرانيا- الجزء المتعلق بالصواريخ خطأ تماماً".

وأضاف "الجزء المتعلق بالطائرات المسيرة صحيح، زودنا روسيا بعدد صغير من الطائرات المسيرة قبل أشهر من حرب أوكرانيا".

 

لن نبقى غير مبالين

وفي الأسابيع القليلة الماضية، أبلغت أوكرانيا عن تصاعد في هجمات الطائرات المسيرة على البنية التحتية المدنية، لا سيما استهداف محطات الطاقة والسدود، باستخدام طائرات "شاهد-136" إيرانية الصنع. وتنفي روسيا استخدام قواتها طائرات مسيرة إيرانية لمهاجمة أوكرانيا.

وفي الشهر الماضي، قال مسؤولان إيرانيان ودبلوماسيان إيرانيان لـ"رويترز"، إن إيران وعدت بتزويد روسيا بصواريخ أرض- أرض، إضافة إلى مزيد من الطائرات المسيرة.

ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن أمير عبداللهيان قوله، إن طهران وكييف اتفقتا على مناقشة مزاعم استخدام طائرات إيرانية مسيرة في أوكرانيا قبل أسبوعين، لكن الأوكرانيين لم يحضروا الاجتماع المتفق عليه.

وقال الوزير "اتفقنا مع وزير خارجية أوكرانيا على تزويدنا بوثائق لديهم تفيد بأن روسيا استخدمت طائرات مسيرة إيرانية في أوكرانيا"، لكن الوفد الأوكراني انسحب من الاجتماع المخطط له في اللحظة الأخيرة.

وكرر وزير الخارجية الإيراني أن طهران "لن تظل غير مبالية" إذا ثبت أن روسيا استخدمت طائرات إيرانية من دون طيار في الحرب ضد أوكرانيا.

ووافق الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي على عقوبات جديدة على إيران بسبب تسليم طائرات مسيرة لروسيا، وفرضت بريطانيا عقوبات على ثلاث شخصيات عسكرية إيرانية وشركة دفاعية لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة لمهاجمة أهداف مدنية وأهداف تتعلق بالبنية التحتية في أوكرانيا.

ضاعف المجتمع الدولي المبادرات لمحاولة إجبار موسكو على وقف هجومها، بدءاً من المستشار الألماني أولاف شولتز الذي طلب من الرئيس الصيني شي جينبينغ استخدام "نفوذه" للضغط على الكرملين، إلى مجموعة السبع التي كررت في مونستر بألمانيا دعمها الثابت لكييف.

واتفق وزراء خارجية الدول الصناعية السبع على إنشاء "آلية تنسيق" لمساعدة أوكرانيا على إصلاح منشآت توزيع الكهرباء والمياه التي تعرضت للقصف في الأسابيع الأخيرة و"الدفاع" عنها. كما يتعلق الأمر بتوفير مضخات مياه وسخانات وحاويات للإسكان ومراحيض وأسرة وبطانيات أو خيام. بدورها، أعلنت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) عن اتخاذ إجراءات لتمكين المزارعين من الاستمرار في الإنتاج رغم النزاع.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال اجتماع مجموعة السبع إن روسيا تحاول التعويض عن هزائمها من خلال استهداف البنية التحتية الحيوية وإخضاع أوكرانيا من خلال جعل سكانها "يتجمدون" من البرد هذا الشتاء . في حين أعلن فلاديمير بوتين استمرار إجلاء السكان من منطقة خيرسون الجنوبية في مواجهة ضغوط قوات كييف. ونددت أوكرانيا بما وصفته بأنه "ترحيل جماعي قسري" إلى أراضيها الواقعة شرقاً تحت السيطرة الروسية أو إلى روسيا نفسها.

واشنطن تشجع كييف على المحادثات

في سياق متصل، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست"، السبت، أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تشجع سراً قادة أوكرانيا على التعبير عن انفتاحهم على التفاوض مع روسيا والتخلي عن رفضهم العلني للمشاركة في محادثات سلام إلا بعد إزاحة الرئيس بوتين عن السلطة.

ونقلت الصحيفة عن أشخاص لم تسمهم على دراية بالمناقشات قولهم، إن طلب المسؤولين الأميركيين لا يهدف إلى الضغط على أوكرانيا للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بل محاولة محسوبة لضمان أن تحافظ كييف على دعم دول أخرى تخشى من تأجيج الحرب لسنوات كثيرة مقبلة.

وقالت إن المناقشات أوضحت مدى صعوبة موقف إدارة بايدن بشأن أوكرانيا، إذ تعهد المسؤولون الأميركيون علناً بدعم كييف بمبالغ ضخمة من المساعدات "لأطول فترة ممكنة" بينما يأملون التوصل إلى حل للصراع المستمر منذ ثمانية أشهر وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد العالمي وأثار مخاوف من اندلاع حرب نووية.

وقالت الصحيفة، إن المسؤولين الأميركيين أيدوا موقف نظرائهم الأوكرانيين بأن بوتين ليس جاداً في الوقت الحالي في شأن المفاوضات، لكنهم أقروا بأن رفض الرئيس الأوكراني الدخول في محادثات معه أثار مخاوف في أجزاء من أوروبا وأفريقيا وأميركا اللاتينية وهي المناطق التي ظهر فيها تأثير الحرب على تكاليف الغذاء والوقود على نحو كبير. ولم يرد مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض ووزارة الخارجية على الفور على طلبات للتعليق على التقرير.

وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان خلال زيارة إلى كييف، الجمعة، إن دعم واشنطن لأوكرانيا سيظل "ثابتاً وراسخاً" بعد انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، الثلاثاء المقبل.

من مدينة باخموت المحاصرة: "نحن صامدون"

قال نائب رئيس بلدية مدينة باخموت المحاصرة في شرق أوكرانيا، السبت، إن سكان المدينة يعيشون ظروفاً قاسية، وإن مدنيين يسقطون بين قتيل وجريح يومياً في الوقت الذي يستعر فيه القتال حولها بين القوات الروسية والأوكرانية.

وباخموت هدف مهم للجيش الروسي في تقدمه البطيء في منطقة دونيتسك، وهي إحدى المناطق التي أعلن الكرملين ضمها بعد استفتاءات في سبتمبر (أيلول) وصفتها كييف والغرب بأنها صورية.

ويقول الجيش الأوكراني، إن المنطقة تشهد قتالاً من أعنف ما دار مع القوات الروسية. وقال أولكسندر مارتشينكو نائب رئيس البلدية لوكالة "رويترز"، إن القوات الروسية تحاول "اقتحام المدينة من جهات عدة".

ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق على نحو مستقل من هذا الوصف لما يدور في ميدان القتال.

وقال مارتشينكو من داخل مبنى حكومي خال وسط دوي قذائف مدافع الهاون من مكان قريب "مع مرور كل يوم تصبح النجاة في هذه المدينة أصعب وأصعب".

أضاف أن أكثر من 120 مدنياً قُتلوا في باخموت منذ بداية الهجوم الروسي لأوكرانيا يوم 24 فبراير (شباط).

تابع "هناك أحياء لا نعرف العدد الدقيق للقتلى فيها بسبب استمرار القتال المتلاحم فيها أو لأن المناطق السكانية تخضع للاحتلال المؤقت (من جانب القوات الروسية)".

وقال مارتشينكو، إن القوات الأوكرانية "تقبض على الخط الأمامي بثبات"، لكنه وصف في الوقت نفسه الوضع الإنساني المتدهور الذي يواجه المدينة التي انخفض عدد سكانها من 80 ألف نسمة قبل الحرب إلى 12 ألفاً في الوقت الحالي.

وليس في المدينة كهرباء أو غاز أو مياه جارية منذ قرابة شهرين.

وقال مارتشينكو إن السكان يغامرون بالخروج لشراء السلع أو الحصول على المساعدات الإنسانية أو المياه على رغم أن السلطات تحثهم على المغادرة. وأضاف أن الشتاء سيكون صعباً إلى أبعد حد على كبار السن والعجزة.

ومضى قائلا "نحن صامدون ونأمل أن تتمكن القوات المسلحة الأوكرانية من إبعاد العدو أكثر عن المدينة".

مساعدات أميركية بقيمة 400 مليون دولار

وقالت الولايات المتحدة إنها ستقدم مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا بقيمة 400 مليون دولار، تتضمن تجديد دبابات من طراز "تي-72" وصواريخ للدفاع الجوي من طراز "هوك".

وقال جايك سوليفان، مستشار الرئيس الأميركي في كييف في مقر الرئاسة الأوكرانية الجمعة "نحن ندرك الحاجة الشديدة إلى أنظمة الدفاع الجوي في هذا الوقت الحرج الذي تمطر فيه روسيا والقوات الروسية صواريخ على البنى التحتية المدنية للبلاد".

وأعلنت سابرينا سينغ المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) للصحافيين أن الولايات المتحدة ستدفع تكلفة 45 دبابة من طراز "تي-72" من جمهورية التشيك سيتم تجديدها كما ستقدم تمويلاً لتجديد بعض صواريخ أنظمة "هوك" للدفاع الجوي.

وأضافت سينغ أنه بالإضافة إلى مبالغ تجديد صواريخ "هوك"، فإن أموال مبادرة المساعدة الأمنية الأوكرانية البالغة 400 مليون دولار سيتم بها تجديد الدبابات التشيكية التي تعود إلى الحقبة السوفياتية. 

وهناك أيضاً تمويل لشراء 1100 نظام جوي تكتيكي بلا تدخل بشري من طراز "فينكس جوست" و40 زورقاً نهرياً مصفحاً، ضمن قدرات أخرى.

وقال نائب وزير الدفاع التشيكي توماس كوبيشني لـ"رويترز" إنه سيتم في المجمل تحديث 90 دبابة من أطراف ثالثة ومخزونات خاصة. وستمول الأموال الأميركية 45 منها أو نصف الأسطول.

"ترحيل قسري"

قال بوتين خلال حفل لمناسبة يوم الوحدة الوطنية الروسية في الساحة الحمراء في موسكو "من خلال إمداد أوكرانيا بالأسلحة بشكل مستمر وإرسال المرتزقة إليها... يحقق (الغرب) أهدافه الجيوسياسية التي لا تمت بصلة إلى مصالح الشعب الأوكراني"، مؤكداً أن هذا يهدف أيضاً إلى "إضعاف روسيا وتفكيكها وتدميرها".

وقال أيضاً إن "أولئك الذين يعيشون حالياً في خيرسون يجب إبعادهم عن مناطق القتال الأكثر خطورة... لا ينبغي أن يعاني السكان المدنيون عمليات القصف أو هجوماً أو هجوماً مضاداً أو غيرها".

بدورها قالت وزارة الخارجية الأوكرانية إن "إدارة الاحتلال الروسي بدأت عمليات ترحيل جماعي قسرية لسكان هذه المنطقة" وإن "عمليات ترحيل مماثلة تجري في مقاطعات زابوريجيا (جنوب) ولوغانسك ودونيتسك (شرق) وكذلك في شبه جزيرة القرم".

في الأسبوع الماضي أعلن الروس أنه تم نقل 70 ألفاً من سكان خيرسون ومنطقتها إلى الضفة اليسرى لنهر دنيبر، حيث تسيطر موسكو بشكل أفضل على الوضع.

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أنه يتم إجلاء "أكثر من خمسة آلاف" مدني "يومياً" من المنطقة.

"أبطال"

ولكن في أرخانجيلسكي، وهي قرية في المنطقة سيطرت عليها القوات الأوكرانية أخيراً وما زالت تحمل آثار القتال العنيف -ملابس عسكرية روسية ملطخة بالدماء في الشوارع ودمار ورائحة الجثث المنبعثة من بعض المباني- قالت امرأة إن السكان رحبوا بالجنود الأوكرانيين كـ"الأبطال".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقالت تمارا بروبوكيف (59 سنة) والدموع في عينيها "عانقني الجنود بشدة لدرجة أنني شعرت أنهم أبنائي". وروى أناتولي ماسترينكو وأنتونينا فويتشكو أنهما ساعدا أكثر من 2000 مدني على الانتقال سراً إلى المناطق الخاضعة للسيطرة الأوكرانية تحت القنابل.

ولكن في موسكو، قال الرئيس الروسي أمام مجموعة متطوعين إن 318 ألف مجند سجلوا أسماءهم منذ إعلان التعبئة العسكرية الجزئية في سبتمبر (أيلول).

وقد تجاوز العدد هدف تجنيد 300 ألف شخص لأن "المتطوعين ظلوا يأتون"، وفق قوله. ومن بين هؤلاء يشارك 49 ألفاً في القتال.

لكن أقارب جنود روس قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية إن التعبئة اتسمت "بالفوضى". وقالت تاتيانا التي تم تجنيد ابن أختها في كراسنوجورسك "كل ما يعرض على التلفزيون كلام فارغ".

منذ إعلان التعبئة فر عشرات آلاف الرجال من البلاد. ووصفهم الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف الجمعة بأنهم "خونة جبناء ومنشقون جشعون".

إعادة نصب لينين

أعلنت سلطات الاحتلال الروسي السبت، أنها أعادت نصب تمثال قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين الذي أزيل إبان ثورة 2014 في ميليتوبول في جنوب شرقي أوكرانيا.

ونشر المسؤول في إدارة الاحتلال الروسي في زابوريجيا فلاديمير روغوف، على وسائل التواصل الاجتماعي، صوراً عدة للتمثال في المدينة التي تحتلها روسيا منذ بداية الحرب. وقال، "بعد سبع سنوات، يجد تمثال فلاديمير لينين مكانه في ميليتوبول"، مشيراً إلى أن سلطات البلدية الأوكرانية أزالته في عام 2015.

وتمت إزالة العديد من تماثيل لينين في أعقاب ثورة 2014 التي أدت إلى إقالة رئيس موال لروسيا، في محاولة "لإلغاء الشيوعية" في الأماكن العامة.

ودانت موسكو مرات عدة محاولة كييف النأي بنفسها عن الماضي السوفياتي والتأثير الروسي.

"فاغنر" تفتتح أول مقر رسمي لها

في الأثناء، أعلنت مجموعة فاغنر الروسية شبه العسكرية، الجمعة، افتتاح أول مقر لها في مدينة سان بطرسبورغ الروسية، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن يفغيني بريغوجين الذي أكد أخيراً أنه أسس هذه المجموعة السرية للغاية ونشرها في دول في أميركا اللاتينية وأفريقيا وأوكرانيا، افتتاح المكتب في يوم الوحدة الوطنية، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لشركته "كونكورد".

وافتتح المبنى المؤلف من طوابق عدة بواجهة زجاجية وعليه لافتة بيضاء كبيرة مكتوب عليها "فاغنر" الجمعة.

وكان أفراد يرتدون أزياء مموهة يتجولون في الممرات الرمادية للمبنى، وهم يتجولون في قاعة عرض تضم مسيرات.

وقال بريغوجين في بيانه "مهمة مركز فاغنر هي توفير بيئة مريحة لتوليد أفكار جديدة بغية تحسين القدرة الدفاعية لروسيا".

زيارة شولتز للصين

قال المستشار الألماني أولاف شولتز، الذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب زيارته لبكين الأسبوع الماضي، السبت إن البيان المشترك مع الرئيس الصيني شي جينبينغ الذي نص على رفض استخدام الأسلحة النووية في أوكرانيا كان سبباً كافياً للسفر إلى هناك.

وتأتي تصريحات شولتز بعد يوم من زيارته لثاني أكبر اقتصاد في العالم حيث رافقه رؤساء تنفيذيون لكبرى الشركات الألمانية. والزيارة هي الأولى لدولة من دول مجموعة السبع منذ بدء جائحة "كوفيد-19".

وقال شولتز خلال فاعلية لحزبه الديمقراطي الاشتراكي، "لأن الحكومة الصينية والرئيس وأنا كنا قادرين على إعلان أنه لا ينبغي استخدام أسلحة نووية في هذه الحرب، فإن هذا وحده جعل الزيارة تسحق القيام بها".

وانضم شي، الذي فاز بفترة رئاسية ثالثة قبل أسبوعين، إلى شولتز في الاتفاق على أنهما "يعارضان بشكل مشترك استخدام أو التهديد باستخدام أسلحة نووية" في أوكرانيا، لكنه أحجم عن انتقاد روسيا أو دعوتها لسحب قواتها.

وذكر شولتز، الذي تعرض لانتقادات لأنه يستمر على ما يبدو في انتهاج استراتيجية تجعل الاقتصاد الألماني منكشفاً بشكل مفرط على السوق الصينية، أن التنويع لعب دوراً أساسياً في الحد من التداعيات المحتملة لتدهور العلاقات. وتابع، "لدينا خطة واضحة، ونحن نتبعها. وهذا يعني التنويع لكل الدول التي (تربطنا بها) تجارة، وخصوصاً بالطبع مع بلد كبير جداً ولديه مثل هذا النصيب الكبير من الاقتصاد العالمي".

تظاهرة في إيطاليا رفضاً لتسليح أوكرانيا

في إيطاليا، تظاهر عشرات الآلاف في روما السبت من أجل إحلال السلام في أوكرانيا ومطالبة الحكومة الإيطالية بالتوقف عن إرسال أسلحة لمواجهة الهجوم الروسي.

وحمل متظاهرون لافتة كبيرة كتب عليها، "لا للحرب... لا لإرسال السلاح"، فيما علت أصوات المتظاهرين الذين قدرت الشرطة عددهم بنحو 30 ألفاً هاتفين "امنحوا السلام فرصة".

وتدعم إيطاليا، أحد الأعضاء المؤسسين لحلف شمال الأطلسي، أوكرانيا منذ بدء النزاع عبر تزويدها بالأسلحة خاصة.

وأعلنت رئيسة الوزراء اليمينية المتطرفة جيورجيا ميلوني أن الأمر لن يتغير وأن الحكومة تخطط لإرسال معدات عسكرية إضافية قريباً.

لكن آخرين، ومنهم رئيس الوزراء السابق جوزيبي كونتي، يرون أن على إيطاليا تكثيف المفاوضات بدلاً من ذلك.

وقال أحد المتظاهرين ويدعى روبرتو زانوتو، إن "الأسلحة ارسلت في البداية بذريعة أنها ستمنع التصعيد"، مضيفاً "بعد تسعة أشهر، يبدو لي أن هناك تصعيداً. انظروا إلى الوقائع: إرسال الأسلحة لم يساعد في وقف الحرب. إن الأسلحة تسهم في تأجيج النزاع".

واعتبرت الطالبة ساره جيانبيترو أن النزاع يطول بتسليم الأسلحة إلى أوكرانيا وهذا سيؤدي إلى "عواقب اقتصادية على بلدنا، وعلى احترام حقوق الإنسان كذلك".

والجمعة، تعهد وزراء خارجية دول مجموعة السبع، بينها إيطاليا، بمواصلة دعم أوكرانيا في حربها ضد روسيا.

المزيد من دوليات