Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مقتل رجل دين وعنصر أمني وبايدن يتعهد "بتحرير" إيران

تظاهرات جديدة تتحدى حملة القمع الدامية ومحامون ينتقدون الحكام وسط استمرار الاضطرابات

شخص يرتدي قميصا يحمل شعار "سنقاتل، سنموت، سنستعيد إيران" وسط طريق سريع مزدحم في مدينة كرج (أ ف ب)
 

تعهد الرئيس الأميركي جو بايدن "بتحرير" إيران، وقال إن المحتجين الذين يعملون ضد حكومة البلاد سينجحون قريباً في تحرير أنفسهم. وأضاف بايدن خلال حملة انتخابية واسعة النطاق في كاليفورنيا، بينما تجمع العشرات في الخارج حاملين لافتات تدعم المحتجين الإيرانيين، "لا تقلقوا، سنحرر إيران. سيحررون أنفسهم قريباً".

ولم يسهب بايدن في الكلام، كما لم يحدد الإجراءات الإضافية التي سيتخذها خلال التصريحات التي ألقاها في كلية "ميراكوستا" قرب سان دييغو.

مقتل رجل دين وعنصر أمني

واستمراراً للعنف في إيران، قالت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا"، الخميس، الثالث من نوفمبر (تشرين الثاني)، إن إمام مسجد لقي حتفه في هجوم بالرصاص في مدينة زاهدان.

وقال قائد شرطة إقليم سيستان وبلوخستان أحمد طاهري "تم تشكيل قوة خاصة بهدف تحديد الجناة والقبض عليهم".

ووفقاً لوسائل إعلام رسمية قتل عنصر أمن إيراني وأصيب 10 شرطيين ورجل دين بجروح، الخميس، خلال مواجهات عنيفة مع متظاهرين غرب طهران.

ووقعت هذه الحوادث في الذكرى الأربعين لمقتل حديث نجفي، وهي متظاهرة في الـ22 من العمر خلال احتجاجات في 21 سبتمبر (أيلول) في كرج على بعد 30 كيلومتراً غرب العاصمة.

وكانت زاهدان قد شهدت أحد أكثر الأيام دموية في موجة الاحتجاجات التي اجتاحت مناطق مختلفة في إيران، وقالت منظمة العفو الدولية إن قوات الأمن قتلت 66 شخصاً على الأقل في حملة أمنية هناك في 30 سبتمبر.

الاحتجاجات تتواصل

نظم إيرانيون تحركات احتجاجية جديدة، الخميس، على رغم حملة القمع الدامية، في حين أشارت منظمة حقوقية إلى مقتل مراهق بنيران قوات الأمن.

تشهد إيران موجة احتجاجات من بين الأوسع منذ الثورة الإسلامية عام 1979 تفجرت إثر وفاة مهسا أميني (22 سنة) في 16 سبتمبر عقب توقيفها لدى شرطة الأخلاق.

ورد النظام بقيادة المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي (83 سنة) بحملة قمع أوقعت أكثر من 170 قتيلاً وفق منظمة غير حكومية، ناهيك بآلاف الموقوفين تم توجيه الاتهام لألف منهم. ويواجه المتهمون في حال إدانتهم عقوبات تصل إلى الإعدام، وفق نشطاء.

وفي حين لا ترد مؤشرات تدل على أن الحركة آخذة في الانحسار، تشكل مراسم ذكرى الأربعين للقتلى مناسبات لانطلاق احتجاجات جديدة.

وأفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" ومقرها النرويج بمشاركة عدد من الأشخاص في كرج قرب طهران في ذكرى أربعين الناشطة حديث نجفي، التي يقول نشطاء إنها قتلت بيد عناصر من الشرطة في سبتمبر.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقطعت الشرطة الطريق السريع المؤدي إلى المقبرة في محاولة لمنع حشد أكبر من المشاركة في المراسم، وفق ما أكدت المنظمة غير الحكومية.

وأظهر فيديو نشرته المنظمة مشاركين يهتفون "هذا العام هو عام الدم، السيد علي (خامنئي) سيطاح به".

بدورها ذكرت منظمة "هنكاو" للدفاع عن حقوق الإنسان ومقرها النرويج، أن سلسلة تظاهرات نظمت الأربعاء في مناطق كردية بشمال غربي إيران، مسقط رأس أميني، بما في ذلك سنندج.

وقتل في هذه المدينة بحسب المنظمة الشاب مؤمن زند كرمي البالغ (18 سنة) بنيران قوات الأمن، لكن بضغط من قوات الأمن التي تخشى من أن تتحول هذه الجنازات إلى تظاهرات، تم نقل جثمانه إلى قرية أخرى ليدفن فيها.

وبحسب "منظمة حقوق الإنسان في إيران" ومقرها أوسلو، قتل منذ 16 سبتمبر 176 شخصاً خلال الحملة الأمنية ضد الاحتجاجات التي أثارتها وفاة أميني.

كما قتل 101 شخص في موجة تظاهرات منفصلة بمدينة زاهدان في محافظة سيستان- بلوشستان (جنوب شرق)، على صلة باتهام شرطي باغتصاب فتاة، وبحسب المنظمة فإن 40 من القتلى أعمارهم أقل من 18 سنة.

محاكمات صورية

وتصف السلطات التي تتهم الغرب بتأجيج هذه الحركة الاحتجاجية، التظاهرات بأنها "أعمال شغب".

وبدأت السبت في طهران محاكمة خمسة رجال متهمين بارتكاب مخالفات خلال التظاهرات تصل عقوباتها إلى الإعدام.

وندد نشطاء بمحاكمات صورية، وقال هادي قائمي مدير "مركز حقوق الإنسان في إيران" ومقره نيويورك إن المحاكمات ترمي إلى "ترهيب الإيرانيين وإسكاتهم".

انتزاع اعترافات بالقوة

وتتهم منظمات غير حكومية بانتظام إيران باللجوء إلى انتزاع اعترافات بالقوة يتم بثها في وسائل الإعلام الرسمي لأغراض الدعاية السياسية.

والأربعاء نشرت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء "إرنا" تسجيل فيديو قالت إنه يظهر مغني الراب توماج صالحي الذي أوقف بعد أن أيد المتظاهرين.

ويظهر في الفيديو رجل موشوم يقول وهو معصوب العينين "أنا توماج صالحي، قلت إنني أخطأت".

وأعربت مجموعة "المادة 19" الحقوقية عبر "تويتر" عن "انزعاجها الشديد من نشر وسائل إعلام حكومية إيرانية اعترافات قسرية لمغني الراب توماج صالحي أدلى بها تحت إكراه واضح".

وأورد الموقع الإخباري "إيران واير" نقلاً عن قريب مغني الراب إقبال إقبالي قوله، إن صالحي يقبع حالياً في سجن إوين بطهران.

استهداف الصحافيين

منذ 16 سبتمبر بلغ عدد الصحافيين الموقوفين 51 على الأقل، بحسب لجنة حماية الصحافيين ومقرها نيويورك، وتأكد إطلاق سراح 14 منهم فقط بكفالة.

وأصبح يغما فشخامي آخر صحافي حتى تاريخه يتم توقيفه، وفق ما أعلنت زوجته منى معافي على "تويتر".

والأربعاء، أكدت نائبة الرئيس الأميركي كمالا هاريس أن بلادها تريد استبعاد إيران المتهمة بممارسة "قمع وحشي ضد شعبها" من لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة.

محامون ينتقدون حكام إيران

وجه 40 محامياً إيرانياً بارزاً في مجال حقوق الإنسان الانتقاد علناً لحكام البلاد من رجال الدين، وعبروا عن اعتقادهم بأن حملات القمع التي سحقت المعارضة من قبل على مدى عقود لم تعد تفلح، وأن المحتجين المطالبين بنظام سياسي جديد سينتصرون.

وقال المحامون، وبعضهم داخل البلاد والبعض الآخر خارجها، في بيان أرسل إلى "رويترز"، "لا تزال الحكومة غارقة في الأوهام وتعتقد أن بإمكانها تكميم الأفواه عبر القمع والاعتقال والقتل".

وأضاف البيان، "لكن طوفان الناس سيسقط الحكومة في النهاية، لأن الإرادة الإلهية تقف إلى جانب الشعب، صوت الشعب هو صوت الله".

ويواجه من هم داخل البلاد من هؤلاء المحامين خطر الاعتقال بسبب تعليقاتهم، لكن البيان هو أحدث مثال على أن عدداً متزايداً من الإيرانيين لم يعد أسير الخوف الذي أسكت أصواتهم لعقود.

ومن بين المحامين الموقعين على البيان سعيد دهقان الذي يمثل كثيرين من مزدوجي الجنسية الإيرانيين المسجونين في إيران بتهم تتعلق بالأمن.

ومن بينهم أيضاً جيتي بورفاضل، التي كانت واحدة من ناشطات سجنتهن السلطات بسبب توقيعهن على خطاب مفتوح في عام 2019 يحث خامنئي على التنحي، وأفرج عنها في عام 2021.

اهتزاز المؤسسة الدينية الحاكمة

وهزت الاحتجاجات، التي اندلعت بعد وفاة مهسا أميني (22 سنة) على إثر احتجاز شرطة الأخلاق لها بسبب "ملابسها غير اللائقة" في 16 سبتمبر، المؤسسة الدينية الحاكمة.

والنظام السياسي الإيراني هو مزيج معقد من سلطة دينية شيعية ورئيس وبرلمان منتخبين.

ويباشر الرئيس شؤون الحكم اليومية، لكنه مسؤول أمام الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي الذي يتبنى نهجاً عدائياً واضحاً للغرب.

وتمثل التظاهرات، التي اندلعت على مستوى البلاد، وتتردد فيها هتافات بالموت لخامنئي، أحد أكبر التحديات للنظام القائم منذ الثورة الإسلامية عام 1979.

وتلقي إيران بمسؤولية الاحتجاجات وتأجيجها على أعداء أجانب وعملاء لهم وتتهمهم بمحاولة زعزعة استقرار البلاد.

كل الأساليب

في السنوات الماضية ركزت الاحتجاجات الكبرى التي قمعت بعنف، على نتائج الانتخابات والصعوبات الاقتصادية، أما الاضطرابات الحالية فتتمحور حول مطلب رئيس واحد وهو سقوط نظام الجمهورية الإسلامية.

ووسعت إيران حملة الإجراءات الصارمة ونشرت قوات الأمن لمواجهة الاحتجاجات، إضافة إلى اعتقالات واسعة ضمت محامين وأطباء وحتى مغنيين.

وأظهرت مقاطع فيديو تم تداولها على مواقع للتواصل الاجتماعي حشداً من المئات تجمع، الخميس، في ساحة بوسط مدينة كرج تأبيناً لحديث نجفي التي قتلت برصاص قوات الأمن وفقاً لما قالته أختها وتقارير نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وأظهر فيديو نشر على الإنترنت المحتجين في كرج وهم يقطعون ويحرقون عباءة يرتديها رجال الدين.

وقالت وكالة أنباء "تسنيم" شبه الرسمية، إن فرداً من ميليشيات الباسيج لقي حتفه في كرج وأصيب خمسة من ضباط الشرطة خلال أعمال شغب.

وقالت "هيومن رايتس ووتش"، وهي منظمة معنية بحقوق الإنسان، إن السلطات الإيرانية صعدت اعتداءها على المعارضة والمحتجين عبر توجيه اتهامات مبهمة بتهديد أمن البلاد للنشطاء المعتقلين وإجراء محاكمات ظالمة بشكل صارخ.

وقالت تارا سبهري فر الباحثة الكبيرة في الشأن الإيراني في "هيومن رايتس ووتش"، "أجهزة الأمن الإيرانية الشرسة تستخدم كل الأساليب التي لديها، بما يشمل القوة المفرطة ضد المحتجين والاعتقال والافتراء على المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين، وإقامة محاكمات مخزية لسحق المعارضة واسعة النطاق".

وتابعت قائلة، "لكن كل الفظائع الجديدة لا تؤدي إلا إلى تعزيز الأسباب التي تدفع الإيرانيين للمطالبة بتغيير جذري للديكتاتورية الفاسدة".

"عدو الله"

وذكرت منظمة "هنجاو" الحقوقية، الخميس، أن مغني راب عمره (27 سنة) من كرمانشاه اتهم بأنه "عدو الله"، وهي تهمة تعاقب بالإعدام بموجب القانون في إيران.

ووفقاً للمنظمة الحقوقية، أدى سامان ياسين أغاني احتجاجية باللغة الكردية وتعرض للتعذيب خلال الاعتقال الأول له لمدة ثلاثة أسابيع.

ونفت إيران اتهامات منظمات حقوق الإنسان لها بإساءة معاملة السجناء.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات