Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قدوم الشتاء يغير وتيرة حرب روسيا في أوكرانيا

تستعد الجيوش على كلا الجانبين لطقس بارد وفترات أقصر من الضوء مما سيزيد الصعوبات اللوجستية ويؤثر في صحة الجنود ومعنوياتهم

تتلقى أوكرانيا إمدادات خاصة بالشتاء من الولايات المتحدة وكندا وبلغاريا وأعضاء آخرين في الناتو (أ ف ب/غيتي)

يحل الشتاء قريباً على السهوب الأوكرانية وانخفاض درجات الحرارة وموجات الأمطار القارصة ستؤديان إلى تلاشي الطرق والحقول وتحويلها إلى أرض موحلة تربك الرجال والمعدات، ثم يأتي التجمد والثلج مما يؤدي إلى تصلب الأرض ولكنه يجعل القتال أكثر صعوبة.

وأشار تقرير على "وول ستريت جورنال" إلى أن الجيوش على جانبي الحرب في أوكرانيا تستعد للطقس القاسي وأيام الشتاء القصيرة، مما سيؤثر في صحة ومعنويات القوات ويقلل من فعالية الأسلحة وأجهزة استشعار جمع المعلومات الاستخبارية ويضاعف الصعوبات اللوجستية لإبقاء الجنود في الميدان.

ويقول ميكولا بيليسكوف، الباحث في المعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، وهو مؤسسة فكرية في كييف تدعمها الحكومة، "الحرب البرية بشكل عام صعبة للغاية، لكن حرب الشتاء تمثل تحدياً مضاعفاً، وبالتالي شن هجوم كبير حين تكون درجة الحرارة 15 تحت الصفر ستشكل تحدياً لكلا الجانبين".

ولفت التقرير أن الشتاء سيضرب الجبهة الداخلية في أوكرانيا بعدما شنت موسكو سلسلة من الهجمات على محطات توليد الكهرباء والتدفئة الأوكرانية في محاولة تهدف إلى إضعاف إرادة الأوكرانيين للقتال، وقامت روسيا أيضاً بخنق إمدادات الطاقة إلى أوروبا على أمل أن يؤدي البرد والانزعاج الذي يعانيه الناخبون هناك إلى إقناع الحكومات بتقليل الدعم لأوكرانيا.

ويقول بين باري، المتخصص في الحرب البرية في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن، إن الطقس السيء سيؤثر في كلا الجانبين، ومن المرجح أن يبطئ من وتيرة القتال، ولكن ليس بالضرورة أن يؤثر هذا في عزيمة أحد الطرفين بالقتال.

وناشدت أوكرانيا الداعمين الغربيين بإمدادها بالأطقم والمعدات الشتوية، وقالت الـ "بنتاغون" يوم الجمعة إن الجيش الأميركي قدم عشرات الآلاف من القطع الخاصة بالطقس البارد، وأن كندا وبلغاريا ودول أخرى أعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي أرسلت آلاف القطع.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وقال مسؤولون غربيون إن أوكرانيا ستكون على الأرجح أفضل تجهيزاً من الروس بفضل الإمدادات الغربية، وإن جنودها لديهم دافع أكبر للقتال.

لكن من المرجح أن يتباطأ أي تقدم أوكراني بسبب الظروف الشتوية، فيما روسيا التي يقول محللون غربيون إنها لا تملك فرصة تذكر للتقدم، لديها مهمة أسهل في الدفاع عن الأراضي.

وأشار تقرير "وول ستريت جورنال" أن الحرب شرق أوكرانيا في جزء كبير منها هي حرب مدفعية، إذ تقوم القوات الأوكرانية بإطلاق النار ومن ثم تغيير مواقعها بسرعة لعلمها أن الجيش الروسي سيستهدف مصادر النيران.

وعلى الجليد ستكون آثار المركبات الأوكرانية مرئية للمسيرات الروسية ويمكن استخدامها لتحديد المكان الذي انتقل إليه الجنود، وإذا أشعل الجنود ناراً لتدفئة أنفسهم فسيكونون مرئيين بشكل أكبر وسيؤدي عدم وجود أوراق على الأشجار إلى مزيد من الكشف عنها.

وتنتظر روسيا من جهتها مجيء "جنرال الشتاء" ورفيقه "جنرال الوحل" لمساعدتها كما فعلوا خلال القرون الماضية لصد تقدم قوات نابليون وهتلر على موسكو.

ومع ذلك فهذه المرة روسيا هي الجيش الغازي وليس في حال الدفاع، وعندما غزا الاتحاد السوفياتي فنلندا في شتاء 1939 - 1940، كان الفنلنديون مجهزين بشكل أفضل للبرد من الغزاة وعلى دراية بالتضاريس.

 

وتشير التقديرات المعاصرة إلى أن الخسائر السوفياتية وصلت إلى 10 أضعاف الخسائر التي تكبدها الفنلنديون على رغم أن فنلندا استسلمت في النهاية.

ويقول يوري بيريوزا، قائد كتيبة "دنيبرو-1" بالحرس الوطني الأوكراني، إن أفراد كتيبته الـ 1500 بدأوا التجهز بأزواج احتياط من الأحذية والبطانيات الدافئة مع حلول فصل الشتاء.

ويلفت بيريوزا الذي خاض الحرب ضد روسيا منذ عام 2014 إلى الفرق بين الشتاء في شرق أوكرانيا، إذ يمكن أن تنخفض درجات الحرارة إلى 20 درجة مئوية تحت الصفر، والجنوب الأوكراني حيث تميل إلى أن تكون أكثر اعتدالاً.

ويشير إلى أن الجانبين سيعانيان بمجرد انخفاض درجات الحرارة وتجمد الأرض، لكنه يعتقد أن الروس سيعانون أكثر، ويقول "فقط في الإعلانات التجارية تبدو المعدات الروسية قابلة للعمل في درجات حرارة 20 درجة مئوية تحت الصفر، ومعداتنا تعمل بشكل أفضل ولكن في الواقع كل شيء يتباطأ في الشتاء، ونحن بحاجة إلى وقود ومازوت إضافيين للتأكد من أن معداتنا لا تتعطل".

من جهتهم أيضاً أطلق المدونون المؤيدون للكرملين حملات تمويل جماعي لجمع التبرعات من أجل الملابس الدافئة للرجال الروس الذين تم تجنيدهم للحرب في أوكرانيا.

وقال ألكسندر خوداكوفسكي، قائد القوات الروسية بالوكالة في شرق أوكرانيا، للموقع الإخباري كومسومولسكايا برافدا في الـ 14 من أكتوبر (تشرين الأول)، "نحن ندخل فترة ضعف، والشتاء قادم والأيام أقصر وهناك أمطار وغيوم، والعدو يفهم هذا أيضاً ويبدو أنه يحاول اختراق خطوط الجبهة في أماكن عدة خلال هذه الأيام الأخيرة من الدفء والجفاف".

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات