Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الجيش الأوكراني يشدد الخناق على خيرسون وهروب جماعي عبر نهر دنيبرو

الاتحاد الأوروبي يستعد لفرض عقوبات على طهران وشولتس يتهم روسيا بـ"تكتيك الأرض المحروقة"

شدد الجيش الأوكراني الخناق على القوات الروسية التي تحتل مدينة خيرسون الجنوبية اليوم الخميس مع إصدار الحكومة أوامر بفرض قيود على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد بسبب الهجمات الروسية بالصواريخ والطائرات المسيرة على محطات الطاقة.
في خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها القوات الروسية منذ بدء غزوها قبل ثمانية أشهر، بدأت الإدارة التي عينتها موسكو إخلاء المدينة التي تسيطر على الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم، والتي استولت عليها روسيا في عام 2014، وكذلك مصب نهر دنيبرو.
وكتب كيريل ستريموسوف نائب رئيس الإدارة المدعومة من روسيا في خيرسون أمس الأربعاء على "تيليغرام" أن أوكرانيا شنت هجوماً على نوفايا كاميانكا وبيريسلاف في منطقة خيرسون.
وفي حين ظلت أوكرانيا متكتمة بشأن تفاصيل عملياتها، قال جيشها في تحديث بشأن منطقة خيرسون في وقت مبكر من اليوم الخميس إن 43 جندياً روسياً قتلوا ودُمرت ست دبابات ومعدات أخرى.
ولم تتمكن رويترز من التحقق من صحة تقارير ساحة المعركة.
وبث التلفزيون الرسمي الروسي لقطات لأشخاص يفرون بالقوارب عبر نهر دنيبرو، وقال إن النزوح الجماعي محاولة لإجلاء المدنيين قبل أن تتحول المنطقة لساحة قتال.
وقال فلاديمير سالدو حاكم خيرسون الذي عينته روسيا، إنه سيتم نقل ما بين 50 إلى 60 ألف شخص في الأيام الستة المقبلة، مع التأكيد على أن روسيا لديها الموارد اللازمة للسيطرة على المدينة وحتى شن هجوم مضاد إذا لزم الأمر.
من جانبها، فرضت الحكومة الأوكرانية قيوداً على استخدام الكهرباء في جميع أنحاء البلاد لأول مرة منذ الغزو الروسي بعد وابل من الهجمات على محطات الطاقة قبل حلول فصل الشتاء.
وكثفت روسيا هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على البنية التحتية لإمدادات الكهرباء والمياه في أوكرانيا في الأيام الأخيرة.
وقال الرئيس فولوديمير زيلينسكي في خطاب مصور مساء الأربعاء "هناك أضرار جديدة للبنية التحتية الحيوية. دمر العدو ثلاث منشآت للطاقة اليوم".
ومن المقرر أن يلقي زيلينسكي كلمة أمام قمة الاتحاد الأوروبي اليوم الخميس. وسيبحث زعماء الدول الأعضاء، البالغ عددها 27 دولة، خيارات لمزيد من الدعم لأوكرانيا، بما في ذلك معدات الطاقة والمساعدة في استعادة إمدادات الكهرباء والتمويل طويل الأجل لإعادة الإعمار.

وقال المستشار الألماني أولاف شولتس أمام مجلس النواب (بوندستاغ) إن "تكتيك الأرض المحروقة" الروسي "يعزّز عزم ومثابرة وأوكرانيا وشركائها".
وأضاف المستشار الألماني في حديثه أمام النواب قبل بدء قمة الاتحاد الأوروبي في بروكسل "الإرهاب الذي تمارسه روسيا بالقنابل والصواريخ هو عمل يائس". وأضاف "الحاجات المالية" لكييف "تمت تغطيتها" حتى نهاية العام. وعن مسألة الغاز قال شولتس "لا يمكن أن تعمل آلية وضع سقف لأسعار الغاز المقترحة في الاتحاد الأوروبي إلا مع شركاء من خارج الكتلة".


 ضربات الطائرات المسيرة ومحادثات الحبوب
وأفاد شهود من رويترز بأن خمس طائرات مسيرة قصفت مدينة ميكولايف الجنوبية اليوم الخميس لكن لم يتضح موقع الانفجار أو حجم الأضرار التي لحقت بها.
وتتهم أوكرانيا روسيا باستخدام طائرات "انتحارية" إيرانية الصنع تحلق صوب هدفها وتنفجر. وتنفي إيران إمداد موسكو بها كما نفى الكرملين استخدامها.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس إن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا أثارت مسألة احتمال إمداد  مسيرات إيرانية إلى روسيا خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وأبلغ نائب سفير روسيا لدى الأمم المتحدة دميتري بوليانسكي الصحفيين أن روسيا ستعيد تقييم تعاونها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وموظفيه إذا أرسل غوتيريش خبراء إلى أوكرانيا لفحص الطائرات المسيرة التي تم إسقاطها والتي أكدت أوكرانيا والغرب أنها صنعت في إيران.
وقال بوليانسكي إنه غير متفائل بشأن التوصل إلى اتفاق مع غوتيريش وغيره من مسؤولي الأمم المتحدة في مفاوضات لتمديد وتوسيع اتفاق 22 يوليو (تموز) الذي أدى إلى استئناف صادرات الحبوب والأسمدة الأوكرانية من البحر الأسود. وقد ينتهي أجل الاتفاق الشهر المقبل.
في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة عقوبات جديدة على روسيا، مستهدفة شبكة اتهمتها بشراء تقنيات عسكرية وذات استخدام مزدوج من شركات أميركية لصالح مستخدمين روس.
على الجبهة الشرقية
في شرق أوكرانيا المتاخم لروسيا، قال الجيش الأوكراني إن القوات الروسية ركزت محاولتها الرئيسية للتقدم في بلدتي باخموت وأفدييفكا.
وباخموت هي محور تقدم بطيء لروسيا عبر منطقة دونيتسك.
وأمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين البلاد بأسرها بدعم المجهود الحربي وأعلن الأحكام العرفية أمس الأربعاء في المناطق الأوكرانية التي تحتلها قواته.
وحذر زيلينسكي الأوكرانيين في المناطق المحتلة من أي مساع روسية لضمهم إلى الجيش، قائلاً إنه يتعين عليهم محاولة المغادرة.
وقال "إذا لم تتمكنوا من القيام بذلك ووجدتم أنفسكم في هياكل عسكرية روسية، فحاولوا في أول فرصة إلقاء أسلحتكم والوصول إلى المواقع الأوكرانية".

"شاهد-136"

وأبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شن روسيا هجمات بمسيرات إيرانية من طراز "شاهد-136"، وهي طائرات من دون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية، كما تحركت كييف لقطع العلاقات مع طهران.

وأعلن الجيش الأوكراني، الأربعاء، أنه أسقط أكثر من 220 طائرة مسيرة إيرانية الصنع في نحو شهر، على رغم أن قصف كييف بطائرات مسيرة أسفر، الإثنين، عن وقوع خمسة قتلى.

عقوبات أوروبية

وفي بروكسل جدد الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، التأكيد على أن إيران وراء تزويد روسيا بالمسيرات.

وقالت المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، نبيلة مصرالي "لقد جمعنا أدلتنا الخاصة" والتكتل يستعد لـ"رد واضح وسريع وحازم".

وأظهرت قائمة اطلعت عليها وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتحاد الأوروبي أعد لفرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين إيرانيين بينهم الجنرال محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية.

والعقوبات التي من المتوقع إقرارها، الخميس، في قمة أوروبية في بروكسل ستشمل "شاهد" لصناعات الطيران، وهي شركة مرتبطة بالحرس الثوري.

انتهاك قرارات دولية

وتقول الولايات المتحدة، إن تزويد إيران روسيا مسيرات حربية ينتهاك القرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي في 2015 الذي رعى اتفاقاً نووياً بات الآن في حكم المنهار.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وعام 2020 انتهى الحظر الذي يفرضه القرار على مبيعات الأسلحة التقليدية الإيرانية، على رغم محاولات إدارة دونالد ترمب السابقة تمديده.

لكن القرار يحظر حتى أكتوبر 2023 كل صادرات الأسلحة الإيرانية التي لا تتم بإذن من مجلس الأمن في حال كانت تعود بالفائدة على قدرات الصواريخ الباليستية.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل، الأربعاء، إن "تزويد إيران روسيا بهذه الأنواع المحددة من الطائرات من دون طيار يعد انتهاكاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهي مسألة تخص مجلس الأمن الدولي".

دليل وأعطال

وسلط المسؤولون الغربيون الضوء على المسيرات الإيرانية كدليل على أن روسيا، وهي تاريخياً واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، تستنفد ترسانتها جراء الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة.

وكشفت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تقول، إن المسيرات الإيرانية أصيبت بأعطال في أحيان كثيرة، وأن روسيا تحولت إلى كوريا الشمالية للحصول على طائرات بعد رفض الصين الدعوات لإرسال أسلحة.

وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال زيارة لواشنطن، إن روسيا تعتمد على الطائرات المسيرة بسبب قلة الإمدادات ونجاح أوكرانيا في حماية أجوائها.

أضاف بيفكور للصحافيين أن الروس "يدركون أنهم في الجو لا يملكون سيطرة حالياً، لأن هناك دفاعاً جوياً من الجانب الأوكراني. لقد فقدوا كثيراً من الطائرات".

أميركا وتركيا والعقوبات على روسيا

في سياق متصل قالت وزارة الخزانة الأميركية، إن مسؤولة كبيرة في الوزارة سافرت إلى تركيا هذا الأسبوع لمناقشة العقوبات وضوابط التصدير المفروضة على روسيا عقب هجومها على أوكرانيا، وذلك بينما تراقب واشنطن عن كثب العلاقات الاقتصادية المتنامية بين أنقرة وموسكو.

وذكرت الوزارة في بيان أن مساعدة وزير الخزانة لشؤون تمويل الإرهاب والجرائم المالية إليزابيث روزنبرج، سافرت إلى أنقرة وإسطنبول من الإثنين إلى الأربعاء، حيث التقت نظراءها ومن بينهم مسؤولون من وزارتي المالية والخارجية وممثلون عن القطاعين المالي والتجاري.

وقالت الوزارة إن الاجتماع "أكد أهمية الشراكة الوثيقة" بين الولايات المتحدة وتركيا في مواجهة المخاطر الناجمة عن مراوغة العقوبات.

أضافت "خلال الاجتماعات غطت مساعدة وزير الخزانة روزنبرج مجموعة من القضايا تشمل العقوبات وضوابط التصدير التي فرضها على روسيا تحالف واسع يضم أكثر من 30 دولة وأمن الطاقة وسياسة مكافحة غسل الأموال ومكافحة تمويل الإرهاب".

وفرضت واشنطن وحلفاؤها عديداً من العقوبات على موسكو منذ هجومها على أوكرانيا منها ما استهدف أكبر البنوك الروسية والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وتعارض تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، العقوبات الغربية على روسيا وترتبط بعلاقات وثيقة مع موسكو وكييف. لكنها نددت بالهجوم الروسي وأرسلت طائرات مسيرة مسلحة إلى أوكرانيا.

وفي الوقت نفسه كثفت تركيا علاقاتها التجارية والسياحية مع روسيا. واشترت بعض الشركات التركية أو سعت لشراء أصول روسية من شركاء غربيين انسحبوا بسبب العقوبات، في حين أبقى آخرون على أصول كبيرة في البلاد.

لكن أنقرة تعهدت بعدم التحايل على العقوبات في تركيا.

وفي أغسطس (آب) نبهت وزارة الخزانة الأميركية أكبر مجموعة أعمال في تركيا، جمعية الصناعة والأعمال التركية، من أن كيانات روسية تحاول استخدام أنقرة لمراوغة العقوبات الغربية.

وقالت تركيا، إن الانضمام إلى العقوبات على روسيا سيضر باقتصادها المتعثر بالفعل، وذكرت أنها تركز على جهود الوساطة.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات