Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

استخدمها الحوثيون... ماذا تفعل مسيرات إيران في أوكرانيا؟

تشدد الدرونز الإيرانية خناق العزلة على طهران وتسلط الضوء على ضعف روسي على المستوى العسكري بعد الفشل في السيطرة على أجواء المعركة

استعانة موسكو بمسيرات إيرانية دليل على ضعف؟ في الصورة أعلاه حطام مسيرة شاهد- 136 في خاركيف (رويترز)

منذ بداية سبتمبر (أيلول) بدأ الجيش الروسي يطلق على نطاق واسع مسيرات "كاميكاز" إيرانية تنفجر حين بلوغ الهدف مداها 2500 كلم لإنزال الدمار بالجيش الأوكراني وإلحاق الأذى بالمدنيين وتدمير بنى الطاقة التحتية في أوكرانيا. وهذه المسيرات هي الشاهد على ضعف فلاديمير بوتين، على ما يرى ينس ستولتنبرغ أمين عام حلف شمال الأطلسي، الناتو، إثر توسل موسكو بهذه المسيرات في قصف العاصمة الأوكرانية كييف وعدد من المدن، منها ليفيف ودنيبرو وزابوريجيا وخاركيف، ووقوع عشرات الجرحى والقتلى. وترى صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن استخدام روسيا هذه الطائرات قد يكون قرينة على بدء نفاد مخزون موسكو من الأسلحة الدقيقة.

 ونقلت صحيفة "أوكرافينسكا برافدا" عن الاستخبارات الأوكرانية، خبر تسليم طهران 32 طائرة "شاهد-136" روسيا في بيلاروس في مطلع أكتوبر (تشرين الأول)، و8 مسيرات أخرى في الرابع منه. وكانت كل من صحيفتي "واشنطن بوست" و"وول ستريت جورنال" أعلنت أن إيران أرسلت المسيرات إلى روسيا في أربع رحلات جوية في كل منها مئات الطائرات من طرازين: الدرون الكاميكاز المدمرة ودرون المراقبة والرصد في حرب إلكترونية. ونقلت "واشنطن بوست" عن مصادر روسية تحفظها عن أداء المسيرات الإيرانية، ولكن هذا لم يحل دون استخدام الروس لها، على ما لاحظت صحيفة "لوموند" الفرنسية.

والمسيرات التي ترسلها طهران إلى روسيا هي من الطراز نفسه الذي يستخدمه الحوثيون في اليمن والذي توسلوا به حين استهداف منشآت نفطية في السعودية والإمارات. وتدور الشكوك على أن الدرون الإيرانية استُخدمت في قصف سفينة نفط إسرائيلية في عُمان في 2021 وفي كردستان العراق في عمليات استهدفت شخصيات كردية إيرانية مستقرة في العراق.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

والحق أن دور صواريخ "هايمرس" كان حاسماً في قلب موازين المعركة ولكنه مخصص لمواجهة سلاح تقليدي أما السلاح غير التقليدي والهجين مثل المسيرات فيقتضي أسلحة مختلفة. فالدرون "الإيراني" في هذا السياق يلحق الدمار بالمدن والبلدات الأوكرانية ولكنه لا يقلب موازين القوى ولا يغير في أمرها شيئاً يذكر وممكن جبهه بواسطة أسلحة مناسبة. لذا، ناشد رسلان ستيفنشاك، رئيس البرلمان الأوكراني، الأسبوع الماضي قادة الكونغرس منح الإدارة الأميركية أسلحة جديدة من قبيل صواريخ "ناسامس" الأرض-جو. وهذه الصواريخ تصنع في أميركا في مصانع "رايتيون" Raytheon وفي النروج في مصانع "كونغسبيرغ" Kongsberg. وهذه الصواريخ معدة لمواجهة أي جسم طائر في دائرة نحو 25 كلم. وفي مطلع أغسطس (آب)، كانت إدارة بايدن صادقت على إرسال 6 صواريخ "ناسامس" إلى أوكرانيا، ولكن إلى اليوم لم تتسلم كييف أي منها.

 

وفي 14 سبتمبر المنصرم، نشرت وزارة الداخلية البريطانية تقريراً إثر تدمير الأوكرانيين مسيرة "شاهد-136" على مقربة من كوبيانسك خلص إلى أن بطء حركة المسيرات الإيرانية وصوتها العالي وطيرانها المنخفض العلو، يجعلها في "مرمى أسلحة الدفاع الجوي التقليدية"، وأن أثرها المدمر يعود إلى إطلاق موسكو عدد منها في آن واحد. وهذه الملاحظة تفسر ربما نجاح القوات الأوكرانية في إسقاط عدد كبير منها.

ووصف مسؤولون عسكريون أوكرانيون هذه المسيرات بالقول إنها جهاز "مزود بمحرك ثنائي العمل مثل سفينة صاخبة الصوت. ويرى يوري إهنات، الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني، أنها "أجهزة بدائية" وبخسة الثمن وغير معقدة: فهي تحلق مباشرة إلى الهدف ومن السهل برمجتها وتلقيمها إحداثيات الهدف ثم إطلاقها. ونقلت "لوموند" الفرنسية عن سيرغي براتشوك، المتحدث باسم القيادة العسكرية في أوديسا قوله "إن العدو [الروسي] يسعى إلى ادخار مختلف أنواع الصواريخ. في حين أن مسيرات "شاهد" أبخس ثمناً وفي الوسع إطلاق عدد منها في وقت واحد".

وتصنع شركة "هيسا" الإيرانية مسيرات "شاهد-136". ويبلغ طولها 3.5 متر ووزنها حوالى 200 كيلو. وفي مقدمتها شحنة متفجرة وتقنيات توجيه لشن هجمات دقيقة. وفي الإمكان إطلاق أسراب من هذه المسيرات التي أطلق عليها الجيش الروسي اسم "جران-2" في وقت واحد من على متن شاحنة، وهي قادرة على التحليق بسرعة 185 كلم في الساعة. وجعبة أوكرانيا خاوية إلى اليوم من سبل القضاء على هذه المسيرات. فصواريخ "ستينغر"، وكانت الولايات المتحدة مدتها بها في مطلع الحرب، غير مزودة بقدرات رؤية ليلية.

وكان الروس بدأوا باستخدام المسيرات الإيرانية لصد الهجوم المضاد الأوكراني في خاركيف، وقصفوا مدرعات ومدافع أوكرانية ثم توسلوا بهذه المسيرات في الهجوم الذي دمر مبنى إداري في أوديسا في الخامس والعشرين من سبتمبر، على ما نقلت "وول ستريت جورنال".

وفي الأيام الماضية، استخدمت هذه المسيرات في عمق الأراضي الأوكرانية وقصفت البنى التحتية المدنية، وأمس الاثنين في 17 أكتوبر قصفت هذه المسيرات العاصمة الأوكرانية نفسها، واستهدفت منشأة الطاقة المركزية في أوكرانيا ودمرت مباني سكنية على ما أفاد مسؤولون أوكرانيون. والمسيرات الإيرانية تفاقم عزلة طهران الدولية بعد شجب واشنطن وبروكسيل دورها هناك.

اقرأ المزيد

المزيد من تقارير