Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

حضور أميركي في "دافوس الصحراء" رغم عاصفة "أوبك+"

مبادرة مستقبل الاستثمار تبدو واثقة من عدم تأثر نسختها السادسة بخلاف السعودية وأميركا ولكن هل هي محقة؟

إحدى جلسات "مستقبل الاستثمار" السابقة وقد شهدت حضوراً كبيراً (واس)

ما كان شغل الباحثين في مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) الشاغل، لدى التحضير للنسخة السادسة من المنتدى الدولي، وضع الحلول الاستباقية له، هل فات أوانه بعد عاصفة الجدل التي أعقبت قرار "أوبك+"؟

قد تجادل المبادرة بأن الضجة التي أحدثها القرار، دليل على أهمية إدراجها "اقتصاد الطاقة" في أولى القمم التي قال المنتدى إنها ستكون محورية في نقاشاته بحضور "أوبك"، ورجلها القوي وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الذي خاض السجال مبكراً، عندما أعلن ورفاقه خفض إنتاج "أوبك+" في فيينا، قبل أسابيع فقط من انعقاد جلسات "مستقبل الاستثمار" 25 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، تاركين خلفهم العالم "يسهر جراها ويختصم".

 المنتدى الذي أطلقت عليه الصحافة الأجنبية "دافوس الصحراء" في مرحلة مبكرة من إعلانه، بوصفه واجهة للسعودية الجديدة يناقش فيها خبراء الاقتصاد والتنفيذيون الدوليون تحديات الاستثمار وآفاقه المستقبلية الواعدة كل عام، قال رئيسه التنفيذي ريتشارد آتياس في مؤتمر صحافي أمس الإثنين 17 أكتوبر  في الرياض، إن نسخته الجديدة ستكون مهمتها الرئيسة "الاستثمار في الإنسانية وفق تمكين نظام عالمي جديد"، يعتمد التركيز فيه على أولويات الإنسان وسط تعاظم التحديات التي جعلت بلداً كبيراً مثل جنوب أفريقيا لا يجد 30 في المئة من سكانه طعاماً، حسب قوله.

نصف الموظفين يفكر في الاستقالة

وكشف عن دراسة قال إن المنتدى أجراها على نطاق 13 دولة حول العالم، بمشاركة 130 ألف شخص، أوضحت أن أولويات الناس الرئيسة بعد جائحة كورونا أصبحت "تكاليف المعيشة، والأمن المالي، والوظيفة، فلم يأت الأمن على رغم أهميته إلا في الدرجة السادسة"، كما أظهرت بعض مؤشراتها أن نحو 50 في المئة من الموظفين يفكرون في الاستقالة من وظائفهم والعمل بجوار أسرهم وفي مدن صغيرة، ولذلك أكد أن أهم التساؤلات التي سيقوم 500 متحدث بإثرائها والخروج بأجوبة استباقية حولها، هي من قبيل "إلى أين يتجه العالم من حيث الغذاء والقيم؟ وماذا يريد الشباب من مجتمعاتهم؟ حتى لا تندفع الأجيال نحو الصراع في ما بينها".

لكن القمم الرئيسة التي ذكر آتياس أنها عنوان المنتدى الأبرز، سوى الجلسات وعشرات الورش المتزامنة، ستكون أربع حول "اقتصاد الطاقة الجديد في حضور "أوبك"، وأفريقيا، والعملات الرقمية، وصراع الأجيال".

وهذا ما دفع الأسئلة إلى استشراف الكيفية التي ستكون بها القمة الرئيسة في ظل السجال الدائر بين أميركا والسعودية المنظِمة للتظاهرة، فكانت إجابة ريتشارد حاسمة بأنه واثق من أن تأثير الخلاف إن وجد في شيء، فلن يكون ماثلاً في منتدى "مستقبل الاستثمار"، الذي سيحضره نحو 12 وزير اقتصاد ومالية في العالم، سوى رؤساء الدول الذين قال إن حضورهم لم يحسم بعد، بذريعة أن المنظمين لا يريدون للمنتدى أن يكون واجهة سياسية، يسرق فيه صانعو السياسات الأضواء من التنفيذيين والخبراء ورواد الأعمال، وتبعاً لذلك "الاختلاف بين الحكومات لا يهمنا. هدفنا أن نكون استباقيين"، نبتكر الحلول قبل وقوع الأزمات.

التنفيذيون الأميركيون وتهديد بايدن

ولا يختلف اعتقاد آتياس عن تحليل "نيويورك تايمز"، الذي رجحت فيه أن تنديد إدارة بايدن بموقف "أوبك+" بعد خفضها إنتاج النفط أخيراً وتحميلها السعودية مسؤولية ذلك على رغم نفي الرياض، لن يدفع مسؤولي الشركات الأميركية إلى إلغاء مشاركتهم في التجمع الاقتصادي الكبير، وإن أشارت إلى أن بعض أولئك أصبحوا أكثر حذراً من إظهار دورهم في المنتدى.

وأقرت الصحيفة الليبرالية بأن تهديدات إدارة بايدن "لن تمنع التنفيذيين الأميركيين من القمة السعودية الكبرى، فمع تحذير الرئيس السعودية من أنها ستواجه "عواقب" بشأن تخفيضات النفط، لا يزال عديد من الأميركيين يخططون لحضور مؤتمر المستثمرين هذا الشهر".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

لكن وكالة الصحافة الفرنسية في تغطيتها المؤتمر الصحافي، ربطت بين عدم توجيه دعوات إلى مسؤولين أميركيين رسميين إلى نقاشات المنتدى، وتصاعد التوتر بين الشريكين واشنطن والرياض بشأن القرار الأخير لمنظمة "أوبك+" بقيادة السعودية، التي أكد شركاء لها في المنظمة مثل العراق والجزائر والإمارات وسلطنة عمان والبحرين أن قرارهم كان بالإجماع ولم يكن تحت ضغط من الرياض، خلافاً لمزاعم البيت الأبيض. وقالت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية نقلا عن بيان لوزارة الخارجية أمس الاثنين إن الإمارات تؤكد وقوفها التام مع السعودية في جهودها الرامية إلى دعم استقرار وأمن الطاقة، وأنها "تؤيد بيان وزارة الخارجية السعودية بخصوص قرار أوبك+ الأخير وترفض التصريحات التي تدفع باتجاه تسييس ذلك القرار".

إلى ذلك لفت الرئيس التنفيذي للمؤتمر في هذا الصدد إلى أن الدروس التي تعلمها المنتدى من "كورونا" ويشاركها مع الآخرين، مثل اعتبار رئيس مجلس إدارته ياسر الرميان، أن الأزمات ينبغي ألا تكون هي التي تدير المشهد، وإنما الناس هم من عليهم أن يديروا الأزمات، في إشارة إلى التعامل بإيجابية مع التحديات وعدم الاستسلام للظروف، وانتظار زوالها من دون القيام بشيء، إلا أن المسؤول المعتد بخطط منظمته، أقر بأن عديداً من الأزمات لا يمكن استباقها، إلا أن التي مضت تعلمنا منها الكثير.

 

حضور فائزين بجائزة نوبل

وأفاد خلال العرض المرئي والجلسة الحوارية في المؤتمر الصحافي الذي سبقه عرض فيلم تسجيلي عن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار وأهدافها وطموحاتها، بأنه سيتم خلال جلسات اليوم الأول مناقشة عدد من الموضوعات من قبل مجموعة من الحائزين "جائزة نوبل" التي ستحاول إيجاد حلول مستدامة لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان العالم، كما سيتم الحديث عن التحديات التي يطرحها النظام العالمي الجديد، فضلاً عن الفرص التي تنشأ عنه، مثل إنشاء نظام اقتصادي يحسن نوعية الحياة للمواطنين حول العالم.

وأكد أن مؤسسة الاستثمار غير ربحية وتقوم بمبادرات عدة بهدف إحداث تأثير إيجابي في البشرية، بوصفها منصة لدعم الاقتصاد ومساعدة الشباب، وأن عدد المشاركين في النسخة السادسة بلغ 6000 مشارك، بينهم 500 متحدث في جلسات بلغ عددها 180 جلسة ستعقد بشكل متزامن، إضافة إلى 30 ورشة عمل وأربع قمم مصغرة موزعة على مدى الأيام الثلاثة، لمناقشة مواضيع مهمة من بينها "موازنة النجاح مع الاستدامة والصعود الجيو اقتصادي، والمساواة في عالم غير متساو، وما يواجه قادة العالم في محاولتهم لإعادة العالم لما كان عليه قبل جائحة كورونا، وما يواجهه من تحديات مستعصية وغير متوقعة".

المزيد من تقارير