Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

الفصائل الفلسطينية توقع اتفاق مصالحة في الجزائر

الإلتزام بإجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام

أحاطت الجزائر الحدث بالسرية لدرجة أن الشارع لا يعلم أن هناك قمة فلسطينية تحتضنها البلاد (أ ف ب)

توقع الفصائل الفلسطينية اليوم الخميس في الجزائر العاصمة، اتفاق مصالحة تلتزم بموجبه إجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون عام، بحسب ما أفاد المشاركون بعد يومين على لقاءات جمعت بينها. وقال المسؤول الكبير في المكتب السياسي لحركة حماس حسام بدران في الجزائر "توافقنا على إجراء انتخابات للمجلس التشريعي، والرئاسة والمجلس الوطني الفلسطيني في غضون عام. كانت النقاشات إيجابية ونشكر الجزائر". وأفاد التلفزيون الرسمي بأنّ الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون زار المشاركين لـ"تشجيعهم" على التوصّل إلى المصالحة بعد أكثر من 15 عاماً من الانقسامات.

وبين التكتم والحذر انعقدت جلسات الحوار بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر، في حين تتجه الأنظار إلى فحوى بيان يتلى عند نهاية القمة، وتوزعت توقعات المتابعين بين إنهاء الانقسام أو استمرار صم الآذان، الأمر الذي منح هذا الحوار نوعاً من الحساسية السياسية التي زادته أهمية.

سرية وبرود

مع التفاؤل والتشاؤم تواصلت لقاءات الفلسطينيين في الجزائر التي أحاطت الحدث بالسرية على جميع المستويات، لدرجة أن الشارع لا يعلم أن هناك قمة فلسطينية تحتضنها البلاد، وإذا كان ربط الأمر بإجراءات احترازية أمنية مقبولاً، فإن البرود الإعلامي في شأنه غير مفهوم بعد اقتصار التناول على نقاشات هامشية من دون معلومات حول ما يجري داخل القاعات المغلقة، عدا ما تجود به الجهات الرسمية.

شارك في الجلسة الافتتاحية للحوار الفلسطيني، الثلاثاء الماضي، 57 شخصية فلسطينية يمثلون 14 فصيلاً، ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وممثلون عن قطر وسلطنة عمان.

رسائل التفاؤل

أمام الترقب الممزوج بالشكوك، جاءت رسائل التفاؤل التي بعثت بها قيادات فلسطينية في اليوم الثاني من جلسات الحوار لتعيد الأمل في نجاح القمة على رغم أنه سابق للأوان الحديث عن إنهاء الانقسام، إذ كشف الأمين العام لحزب المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، أن أجواء إيجابية سادت الجلسة الأولى، وتم خلالها التوافق على جزء كبير من الورقة، واليوم يتم استكمال النقاش ويصدر البيان الختامي.

وأكد أنهم "متفائلون جداً بعد أن تم التوافق على القضايا الجوهرية ومعالجتها كملف منظمة التحرير الفلسطينية وتوحيد الصف الفلسطيني وقضايا أخرى".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وتابع أنه تم الاتفاق على أهمية منظمة التحرير وتطويرها، إضافة إلى برنامج وطني كفاحي لمواجهة ما يتعرض له الشعب الفلسطيني، مبيناً أن الجلسة الثانية من الحوار، والتي انطلقت صباح الأربعاء، "ستتطرق إلى مزيد من التفاصيل التي نأمل في أن يتم التوافق عليها، وجميع الفصائل الفلسطينية معنية بنجاح هذه الجهود لإنهاء الانقسام".

كما أبرز القيادي بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ماهر مزهر، أنه تم إنجاز جزء مهم من الورقة الجزائرية، ومنها الإجماع المتحقق حول أن منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي والوحيد للفلسطينيين بعد تفعيلها وتطويرها.

وأوضح أن هذه الجلسات تقدم الحد الأدنى من القواسم المشتركة بين الفصائل بما يضمن الاستمرار في هذا المسار، وبما يرقى لتلبية طموحات الشعب في الاستقلال والحرية.

للتشاؤم حضوره

لكن جاء تصريح القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين رمزي رباح، ليبعث التشاؤم في شأن نجاح الحدث وتحقيق مصالحة انتظرها الشعب الفلسطيني منذ 2006، إذ أشار ضمناً إلى أن حركتي "فتح" و"حماس" لم يتنازلا من أجل التقدم إلى الأمام وتمسكا بمواقفهما على حساب الشعب الفلسطيني، حين قال "كان عليهما ضغط واضح لضرورة الوصول إلى قواسم مشتركة".

وأضاف رباح أن "النقاش الذي جرى نحاول البناء عليه للوصول إلى نتائج ملموسة للخروج من الانقسام الكارثي"، وأبرز أن الحوار الجاري يستند إلى مجموعة من الوثائق والاتفاقيات السابقة التي تم التوصل إليها ضمن جهود المصالحة في السنوات الماضية، لتشكل أرضية وقاعدة سياسية يمكن الارتكاز عليها للخروج من الانقسام.

إلى ذلك، يقول الباحث المصري ورئيس مركز "الجمهورية الجديدة" للدراسات السياسية والاستراتيجية حامد فارس، إن إصرار الجزائر على تحقيق المصالحة الفلسطينية نابع من أنها تعتبر هذه القضية جزائرية في الأساس، لكن كل هذه الجهود لا تكفي لإنجاح المصالحة وإنهاء الانقسام الحاد بين الفصائل، على رغم أنها فرصة ذهبية لتحقيق المصلحة العليا للشعب الفلسطيني.

وأضاف أن الظروف غير مهيأة بسبب حال التناحر السياسي والشتات بين الفصائل، ومحاولة كل طرف تحقيق أكبر قدر من المكاسب السياسية من دون تغليب المصلحة العليا وهي إقامة دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

وختم بأن غياب عامل التوافق هو ما يقوض الجهود الجزائرية في تحقيق المصالحة الفلسطينية على اعتبار أن الكرة أصبحت في ملعب الفصائل.

الماضي لا يشجع

على العكس، يقول الناشط السياسي التونسي رشيد ترخاني، إن ما تقوم به الجزائر محاولة لإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة ولم الشمل بين جميع التنظيمات والفصائل، وسط تأكيد فلسطيني على التوجه بروح إيجابية لرأب الصدع.

وأوضح أن دعوة الجزائر تأتي في ظل تصاعد اعتداءات إسرائيل والانحياز الأميركي الكامل لها، وغياب أي أفق لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي مع تراجع الحديث حتى عن حل الدولتين، مشيراً إلى أنه على رغم الظروف والمستجدات التي تدفع لضرورة تحقيق المصالحة الشاملة غير أن التجارب السابقة وبخاصة تعثر تنفيذ اتفاقية الوفاق الوطني الموقعة عام 2011، والتي سبق لطرفي المعادلة الداخلية أن اتفقا فيها على حكومة وحدة ونظام انتخابات المجلس التشريعي، يجعل سقف التوقعات بخصوص قمة الجزائر منخفضاً، لا سيما في ظل المطالبات بانتخابات شاملة وإصلاح منظمة التحرير ودعوة فصائل المقاومة لوقف التنسيق الأمني مع إسرائيل، وهي مطالب قد لا تكون السلطة الفلسطينية جاهزة للاستجابة لها.

المزيد من تقارير