Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

شريعة الحرب... هل انتهى فعلا عصر الإمبراطوريات؟

مطامع الدول في التوسع ما زالت قائمة وأحدثها ضم روسيا أربعة أقاليم أوكرانية قبل أسبوع

رغم أن الحرب العالمية الأولى شكلت نهاية لعصر الإمبراطوريات القائمة على التوسع الجغرافي لكن محاولات التوسع لم تنته بشكل كامل (أ ف ب)

على الرغم من أن الحرب العالمية الأولى التي وضعت أوزارها عام 1918 شكلت نهاية لعصر الإمبراطوريات القائمة على التوسع الجغرافي، لكن محاولات الدول للتوسع عبر ضم أقاليم أخرى لم تنته بشكل كامل.

وكانت القوة العسكرية لتلك الإمبرطوريات محدداً لتوسعها على حساب الإمبراطوريات الأخرى مغ غياب الاتفاقات والقوانين الدولية.

حينها كانت العلاقات الدولية تقوم على "حق الفتح"، وكان من يمتلك القوة يغزو أراضي الدول الأخرى، وبقي ذلك حتى أواسط القرن التاسع حين بدأ يتشكل مفهوم الدول القومية.

وضع القانون الدولي المعاصر حداً لمشروعية قانون "حق الفتح" بمجموعة من اتفاقات، كاتفاقات لاهاي (1899 و1907)، وجنيف (1929 و1949)، وبروتوكول جنيف (1977).

لكن التوسع بذرائع ضم أبناء العرق الواحد واللغة والدين المشتركين إلى "الوطن الأم" بقي محركاً للضم والاستحواذ لبعض الدول في القرن العشرين وحتى القرن الحالي.

ولم يكن ضم روسيا الأسبوع الماضي أربعة أقاليم في شرق أوكرانيا تشكل أكثر من ربع مساحة البلاد، إلا بعد ست سنوات على ضم موسكو شبه جزيرة القرم، وسلخها عن أوكرانيا.

قصة القرم

بعد أن سيطرت الدولة العثمانية طوال قرون عدة على محيط البحر الأسود، بدأت روسيا في أواخر القرن السابع عشر السيطرة على المنطقة، وخاضت القوتان على مدى القرنين التاليين سلسلة من الحروب، قبل أن تضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 1783 في عهد الإمبراطورة كاترين الثانية.

وخاض الطرفان حرب القرم (1853-1856)، حيث وقفت حينها بريطانيا وفرنسا ضد روسيا خوفاً من الطموحات الروسية للاستحواذ على إرث الدولة العثمانية في دول البلقان.

وبعد الثورة البلشفية عام 1917 أعلن تتار شبه جزيرة القرم قيام جمهورية ديمقراطية مستقلة كانت المعقل الأخير للقوات المناهضة للثورة، قبل أن يهزموا عقب الحرب الأهلية الروسية عام 1920.

وفي عام 1954 نقلت القرم إلى أوكرانيا التي كانت جزءاً من الاتحاد السوفياتي، لكنها عادت مع حله في نهاية ديسمبر (كانون الأول) عام 1991 إلى أوكرانيا المستقلة حديثاً.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ومنحت روسيا عقد إيجار لمرافق الموانئ في سيفاستوبول على البحر الأسود، وحسمت تبعية القرم لأوكرانيا في "معاهدة الصداقة والتعاون والشراكة" عام 1997 بين روسيا وأكراونيا.

وعقب فرار الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش الموالي لروسيا عام 2014 من البلاد إثر احتجاجات شعبية، سيطرت قوات موالية لروسيا على شبه جزيرة القرم.

بعدها بأشهر أرسل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قوات إلى شبه الجزيرة بدعوى "حماية السكان من أصل روسي"، قبل إجراء استفتاء شعبي حول وضعها صوت فيه 97 في المئة من المشاركين على الانضمام إلى روسيا.

لكن عدداً قليلاً من دول العالم اعترف بشرعية الضم الروسي الذي رفضته الأمم المتحدة مشددة على أن القرم لا تزال جزءاً لا يتجزأ من أوكرانيا.

احتلال الكويت

في الثامن من أغسطس (آب) عام 1990 أعلن العراق ضم الكويت لتصبح المحافظة الـ19 فيه، بعد اجتياح القوات العراقية للأراضي الكويتية في الثاني من الشهر ذاته.

وبعد فشل الوساطات العربية لانسحاب القوات العراقية من الكويت بدأ تحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في يناير (كانون الثاني) عام 1991 "عاصفة الصحراء" بقصف جوي مكثف.

وفي 24 فبراير (شباط) انطلقت الحملة البرية ضد العراق، وبعد ثلاثة أيام أعلنت واشنطن تحرير الكويت وهزيمة الجيش العراقي.

ناغورنو قره باغ

تعود جذور الصراع القائم بين أذربيجان وأرمينيا إلى أكثر من قرن حيث كانت المنطقة مسرحاً للتنافس بين المسيحيين الأرمن والمسلمين الترك والفرس.

وبعد نهاية الحرب العالمية الأولى أسس الاتحاد السوفياتي منطقة حكم ذاتي في ناغورنو قره باغ تسكنها أغلبية أرمينية داخل حدود جمهورية أذربيجان.

ومع انهيار الاتحاد أواخر عام 1991 أعلنت قره باغ نفسها جمهورية مستقلة (لم تعترف بها أية دولة حتى أرمينيا) ما أدى إلى تصاعد الصراع وتحوله إلى حرب شاملة.

 وأسفر الصراع على الإقليم بين أذربيجان وأرمينيا عن قتل نحو 30 ألف شخص، ونزوح نحو مليون شخص.

مدينة القدس

في 27 يونيو (حزيران) 1967، أعلنت إسرائيل ضم القدس الشرقية إلى أراضيها، وتوحيدها مع القدس الغربية في خطوة رفضتها جميع دول العالم والأمم المتحدة.

بعدها بيومين أصدرت إسرائيل قراراً بحل مجلس أمانة القدس، واستولت على جميع ممتلكاته وسجلاته، وألغت القوانين والأنظمة العربية واعتبرت الأنظمة الإسرائيلية هي السارية.

لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب بادر في أواخر عام 2017 إلى الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب بعد نحو 50 عاماً من ضم إسرائيل للقدس الشرقية.

الجولان السوري

عقب فشل سوريا في استعادتها خلال حرب عام 1973، أعلنت تل أبيب ضم هضبة الجولان إلى أراضيها عام 1981 في خطوة لم تعترف بها أية دولة حول العالم.

لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب اعترف عام 2019 بضم الجولان الذي يعيش فيه نحو 30 ألف مستوطن إسرائيلي إلى جانب 23 ألف سوري.

وتتمتع الهضبة بموقع استراتيجي تطل من خلاله على إسرائيل، وتعد مصدراً مهماً للمياه وتمد إسرائيل بثلث حاجتها منها.

لواء إسكندرون

كان يعد منفذ ولاية حلب على البحر المتوسط حتى اقتطعته فرنسا عام 1939 من الأراضي السورية، ومنحته إلى تركيا مع بداية الحرب العالمية الثانية مقابل انضمام أنقرة إلى جانب الحلفاء.

وفي عام 1939 انسحبت فرنسا بشكل نهائي من اللواء ودخلته قوات تركية، وقامت أنقرة بضمه وإعلانه جزءاً من الجمهورية التركية تحت اسم "هاتاي".

وفي عام 1998 وبعد أزمة سورية تركية كادت تفجر صراعاً عسكرياً توصلت أنقرة ودمشق إلى تسوية سياسية في "اتفاقية أضنة" التي تخلت على أثرها سوريا عن دعم حزب العمال الكردستاني، وتأجيل بحث مصير اللواء إلى وقت لاحق.

إقليم الأحواز

في عام 1925 ضمت إيران إقليم الأحواز بعد دخول جیشها مدینة المحمرة لإسقاط آخر حکام الکعبیین، وعلى أثر استقلال العراق دخلت الحكومات العراقية مفاوضات حول الإقليم، وأبرمت اتفاقات عدة مع إيران منها اتفاق عام 1937 ومفاوضات عام 1969 واتفاق الجزائر.

وألغى الرئيس العراقي السابق صدام حسين عام 1980 اتفاق الجزائر أثناء الحرب العراقية الإيرانية بين عامي 1980 و1988.

وتتمتع الأحواز بموارد طبيعية هائلة كالنفط والغاز، وتسهم بنحو نصف الناتج القومي الصافي لإيران، وأكثر من 80 في المئة من قيمة صادراتها.

الصحراء الغربية

أعلنت المملكة المغربية عام 1976 ضم ثلثي الصحراء الغربية بعد انسحاب إسبانيا منها قبل أن تعلن جبهة البوليساريو "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" من منفاها في الجزائر.

وجاء ذلك عقب رفض العاهل المغربي الملك الحسن الثاني قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي حول حق "الشعب الصحراوي" بتقرير المصير.

وفي عام 1976 انسحبت موريتانيا من الصحراء الغربية، وضم المغرب حصتها من المنطقة، قبل أن تعلن الأمم المتحدة عام 1991 وقفاً لإطلاق النار، حيث فشلت كل محاولات الوساطة في إنهاء الأزمة.

إقليم كشمير

كان إقليم كشمير محور صراع بين الهند وباكستان حتى قبل انتهاء الاحتلال البريطاني لشبه القارة الهندية عام 1947.

ومنذ تقسيم الهند وتأسيس باكستان عام 1947 وقعت حرب بين البلدين حول الإقليم ذي الأغلبية المسلمة.

واختار حكام الإقليم الانضمام إلى الهند عام 1947، قبل أن تندلع الحرب الأولى بين نيودلهي وإسلام آباد وتستمر لعامين.

الألزاس واللورين

بقي الإقليم الذي يتمتع بتعدد لغوي وعرقي فرنسي ألماني محور صراع بين ألمانيا وفرنسا، حيث احتلته مملكة بروسيا عام 1870، واستعادت فرنسا الإقليم مع نهاية الحرب العالمية الأولى إلى أن سيطرت عليه ألمانيا عام 1940 خلال الحرب العالمية الثانية لمدة خمس سنوات قبل أن يعود إلى فرنسا مع هزيمة ألمانيا في الحرب.

إقليم السوديت

شكل الإقليم جزءاً من الإمبراطورية النمساوية المجرية، لكن مؤتمر الصلح بعد الحرب العالمية الأولى اقتطع الإقليم ذا الأغلبية الألمانية وألحقه بتشيكوسلوفاكيا.

وفي 1938، طالب الزعيم النازي أدولف هتلر بإجراء استفتاء شعبي في الإقليم لتحديد البقاء في تشيكوسلوفاكيا أو الانضمام إلى ألمانيا.

ومع رفض تشيكوسلوفاكيا ذلك، تأزمت العلاقات الدولية قبل أن يدعو رئيس وزراء بريطانيا نيفيل تشامبرلين إلى عقد مؤتمر ميونخ الذي منح ألمانيا الحق في رسم الحدود الألمانية التشيكية وفقاً لمصالحها مقابل تعهد هتلر بالتخلي عن أية مطامع إقليمية أخرى.

لكن مع نهاية الحرب الثانية وهزيمة ألمانيا، استعادت تشيكوسلوفاكيا الإقليم وطرد معظم السكان الناطقين بالألمانية إلى ألمانيا.

المزيد من تقارير