Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

اعشاب بحرية كريهة تغزو شواطئ المكسيك بسبب تغير المناخ

تغطي ساحل ريفيرا مايا اكوام من الـ"سارغسوم" التي تفوح منها رائحة البيض الفاسد، وتجعل لون البحر بنيا

يُعتقد أن غزو الأعشاب البحرية المتعفنة الذي يعيث بشواطئ المكسيك البكر ذات الرمال البيضاء على الساحل الكاريبي ناجم عن أزمة التغيّر المناخي المستمرة.

زحفت أكوام من أعشاب السارغسوم، التي تنبعث منها رائحة البيض الفاسد على شواطئ الوُجهات السياحية الشهيرة في المكسيك، بما في ذلك كانكون، وبلايا ديل كارمان، وتولوم ، مما أضفى على مياه البحر الصافية لوناً بنياً.

في هذا السياق، أنفقت المكسيك خلال العام الحالي 17 مليون دولار في محاولة لتنظيف شريطها الساحلي من 500 ألف طن من تلك الطحالب والأعشاب البحرية، غير أن الجهود التي بذلتها حتى الآن كانت عقيمة.

يُشار إلى أن السارغسوم كان ينمو بكثرة خلال العقد الماضي في أنحاء منطقة البحر الكاريبي، وهي ظاهرة يعتقد العلماء أنها ناتجة عن ارتفاع في درجة حرارة المحيط والاستعمال المتزايد للأسمدة الزراعية وتدفق كميات أكبر من مياه الصرف الصحي غير المعالجة إلى البحر الكاريبي.

في هذا المجال، قال تشوانمين هو، أستاذ علوم المحيطات في كلية العلوم البحرية بجامعة جنوب فلوريدا الأميركية إن "التغير المناخي العالمي تسبب في ارتفاع كل من منسوب المياه، ومستويات ترسب المواد المعلقة في الهواء، وتركيز المغذيات الآتية مع مياه الأنهار المتدفقة إلى البحر،  وربما تكون هذه العوامل الثلاثة زادت من اتساع الرقعة الكبيرة التي يغطيها السارغسوم حالياً على الشواطئ".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

على الرغم من أن وجود الأعشاب البحرية بكميات متواضعة نسبياً على الشواطئ يبقى مفيداً إذ يوفر موائل للطيور والحيوانات البحرية، فإن الكثير منها يفاقم حموضة البحر ودرجة حرارته في مقابل تناقص نسبة الأوكسجين. أضف إلى ذلك أن السارغسوم سام لبعض الشعاب المرجانية والحيوانات المحلية والأسماك.

وتغطي الآن الأعشاب البحرية الشواطئ البكر لساحل ريفييرا مايا، والتي توفر نصف إيرادات السياحة في المكسيك.

يُذكر أن انتشار الطحالب على تلك الشواطئ رُصد للمرة الأولى في عام 2014، ثم راحت رقعته تزداد سنة تلو الأخرى منذ ذلك الحين. ويخشى مسؤولون في قطاع السياحة أن يؤثر ذلك على اعمالهم المحلية، لا سيما أن نسبة إشغال الفنادق شرعت في الانخفاض.

على هذا الصعيد، أعلنت حكومة ولاية كينتانا رو الشهر الماضي حالة الطوارئ بشأن أزمة النباتات المتعفنة، واصفة إياها بأنها "كارثة طبيعية وشيكة".

بيد أن الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي عقد في مدينة كانكون نهار الاثنين الماضي، قال إن الأعشاب البحرية "قضية ثانوية".  واضاف أنه لايشعر بالقلق من أن تتسبب في أضرار كبيرة للمنطقة التي تتكأ على السياحة في اقتصادها.

وكان السكان قد وجهوا له قبل زيارته تلك رسالة اشتكوا فيها من أن السلطات لم تعترف بالحجم الحقيقي لـ"الوضع الخطير"، كما وصفوه. وفي محاولة لتسليط الضوء على الجرح، ذكروا أن "الشواطى فقدت لون مياهها البلوري وظلالها الزرقاء والفيروزية الخضراء في معظم أشهر السنة؛ إذ تموت أعشاب البحر وتنفق الأسماك جراء عدم وصول الضوء والأكسجين إليها بسبب تكاثر الطحالب، وهو مصير السلاحف والشعاب المرجانية أيضاً.. ينبعث من طحالب السارغسوم غاز حمضي له رائحة البيض الفاسد (عندما يتحلل) يمكن أن يضرّ بصحة الإنسان "، وذلك حسبما أوردت  صحيفة  "توركيزا نيوز".

وضعت الفنادق خلال السنوات الأخيرة في المناطق المتضررة شبكات في مياه البحر بالقرب من خط الساحل كي تعيق وصول السارغسوم إلى الشواطئ، في حين يزيل العمال الأعشاب البحرية الموجودة على الشاطئ مستعينين بالمجارف وعربات اليد. ولكن تلك الأساليب أثبتت عدم فاعليتها.

من جانبها، أوضحت مارا ليزاما ، وهي محافظ مدينة كانكون أن "مكافحة السارغسوم عمل روتيني يومي". واضافت أن العمال "ينظفون الشواطئ من الأعشاب البحرية صباحاً، ويضطرون إلى إعادة تنظيفها في فترة ما بعد الظهر أو في الليل أحياناً، ويتعين عليهم العودة والعمل على تنظيفها مجدداً".

يُذكر أن السارغسوم لا يمثل مشكلة بالنسبة إلى المكسيك فحسب، بل يطاول جزراً كثيرة في منطقة البحر الكاريبي أيضاً.

 بدورها، رأت د. جون سومر، السكرتيرة العامة لرابطة دول الكاريبي، أن انتشار الأعشاب البحرية "يعتبر بمنزلة حالة طوارئ وطنية" في بعض دول الكاريبي مثل جزيرة بربادوس. وأضافت "أننا نشهد ما يخلّفه من تأثير كبير في بلداننا، اقتصادياً واجتماعياً".

أما ريكاردو ديل فالي، وهو يملك شركة في مدينة بلايا ديل كارمن السياحية الشعبية، فقال "جلّ ما نقدمه للزبائن هو الشمس والرمال. إنهما السلعتان اللتان نبيعهما، واليوم نخدع السياح".

تغطية اضافية من الوكالات

© The Independent

اقرأ المزيد

المزيد من بيئة