Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

بعد اتفاق "أوبك"... النفط يتراجع والأسواق تنتظر نتائج اجتماع اليوم

مباحثات السعودية وروسيا في قمة العشرين مهّدت لنجاح المؤتمر

توقع خبراء ومحللون مشاركون في اجتماعات "أوبك" في فيينا أن تكون مشاورات اليوم الثلاثاء (أوبك+) أسهل كثيراً من أمس  والتي استمرت لنحو 7 ساعات من الشدّ والجذب، بخاصة فيما يتعلق بفترة تمديد اتّفاق خفض إنتاج النفط.

وأكدوا في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية"، أن التعاون السعودي الروسي وإعلان الاتفاق على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط على هامش اجتماعات قمة مجموعة العشرين قبل أيام، أسهم بشكل كبير في نجاح مؤتمر "أوبك" أمس، مؤكدين على قيادة السعودية للمؤتمر بشكل ناجح في ظل ما تشهده سوق النفط من حالة عدم استقرار وتوترات جيوسياسية تضرب المنطقة العربية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم السبت الماضي، إنه اتفق مع السعودية على تمديد تخفيضات الإنتاج العالمية حتى ديسمبر (كانون الأول) 2019 أو مارس (آذار) 2020.

ومن المقرر أن تجتمع "أوبك"، اليوم الثلاثاء، مع روسيا ومنتجين آخرين، في تحالف معروف باسم "أوبك+"، لبحث تخفيضات الإمدادات في ظل ارتفاع الإنتاج الأميركي.

أسعار النفط تنخفض

وفي تعاملات مبكرة اليوم الثلاثاء، انخفضت أسعار النفط، مع إعلان "أوبك" الاتفاق على تمديد تخفيضات الإنتاج حتى مارس (آذار) المقبل.

في غضون ذلك، أظهر استطلاع أوليّ أجرته "رويترز" أمس الاثنين، أنه من المتوقع انخفاض مخزونات النفط الخام الأميركية للأسبوع الثالث على التوالي.

لكن ما زالت المخاوف بشأن أن يؤثر ضعف الاقتصاد العالمي سلباً على الطلب النفطي تكبح مكاسب الأسعار.

7 ساعات متواصلة من الشد والجذب

أمس، وبعد 7 ساعات من الشد والجذب، قررت منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبك)، تمديد اتفاق ضبط الإنتاج لمدة تسعة أشهر حتى نهاية مارس (آذار) 2020، كما تقرّر تمديد ولاية محمد باركيندو لمدة 3 سنوات، على أن يكون الاجتماع المقبل في 5 و 6 ديسمبر (كانون الأول) المقبل.

وكانت "أوبك" وعدد من المنتجين من خارجها، في مقدمهم روسيا، أقروا اتفاق خفض سقف الإنتاج لـ"أوبك" وشركائها لسحب الفائض من المعروض والحفاظ على توازن السوق وذلك لمدة ستة أشهر.

وأكد خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، في مؤتمر صحافي بعد اجتماع "أوبك"، أن التفاهمات المتميزة التي جرت على هامش قمة العشرين في اليابان بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي، كان لها الدور الرئيس في توصل المنتجين إلى اتفاق خفض الإنتاج لتسعة أشهر مقبلة.

وقال الفالح، في مؤتمر صحافي مساء الاثنين، في ختام الاجتماع الوزاري لمنظمة "أوبك"، إن المنتجين توصلوا إلى قرار مدّ العمل بتخفيضات الإنتاج بنسب إجماع تصل إلى 100%، مشيراً إلى أن منظومة العمل بين دول "أوبك" وخارجها تتسم بالتعاون والشفافية والنزاهة.

من السهل زيادة الإنتاج إذا استلزم الأمر

وقال الدكتور أنس الحجي، الاقتصادي العالمي المتخصص بشؤون الطاقة، إنه "من السهل زيادة الإنتاج إذا استلزم الأمر، ولكن من الصعب جدا العودة إلى طاولة المفاوضات لإقناع نحو 24 دولة بتمديد اتفاق تخفيض الإنتاج أو تخفيض الإنتاج من جديد، من هنا يتبين أهمية تمديد الاتفاق لتسعة شهور بدلا من ستة أشهر".

وقال إن "قرار أوبك بتمديد اتفاقية تخفيض الإنتاج كان متوقعا ومتضمنا في أسعار النفط المستقبلية، لذلك لم تتغير أسعار برنت وخام تكساس بشكل ملحوظ".

لماذا قررت أوبك تمديد اتفاق خفض الإنتاج؟

واستندت "أوبك" في قرارها، كما جاء في البيان الختامي لاجتماع فيينا، إلى "وضع الاقتصاد العالمي الذي يشهد تحديات وعدم يقين" تؤثر سلبا في الطلب العالمي على النفط. وأرجع البيان ذلك إلى "المفاوضات التجارية الحالية وتطورات السياسات النقدية والقضايا الجيوسياسية" الأخرى.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وذكر البيان أن اجتماع "أوبك" أخذ في الاعتبار تطورات سوق النفط التي وردت في التقرير المقدم لها من لجان المنظمة، وأشار إلى تعديل الطلب العالمي على النفط لعام 2019 هبوطا ليصبح عند 1.4 مليون برميل يوميا، بينما يزداد المعروض من إنتاج الدول خارج "أوبك" بنحو 2.14 مليون برميل يومياً.

هذا بالإضافة إلى زيادة المخزونات التجارية من النفط بشكل يؤثر في أساسيات السوق من عرض وطلب.

وأوضح وزير الطاقة السعودي أن النصف الثاني من العام الحالي سوف يشهد تحسن أوضاع السوق واستعادة الاستقرار والتوازن. وأشار إلى أن أوبك تستهدف الآن مستويات مخزون 2010-2014، وليس متوسط 5 سنوات، لتقييم مدى نجاح الاتفاق.

من جانبه، قال وزير الطاقة الفنزويلي، مانويل فرنانديز، والذي يرأس الدورة الحالية لمنظمة "أوبك"، إن أجواء الاجتماع كانت إيجابية وحملت أخبارا سارة، وهي التمديد للأمين العام محمد باركيندو لمدة عام، والتوصل إلى مدّ العمل بتخفيضات الإنتاج لمدة تسعة أشهر جديدة.

تداعيات سلبية لتباطؤ النمو العالمي

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال يوم السبت، إنه اتفق مع السعودية على تمديد تخفيضات الإنتاج الحالية البالغة 1.2 مليون برميل يوميا، بما يعادل 1.2% من الطلب العالمي، حتى ديسمبر (كانون الأول) 2019 أو مارس (آذار) 2020.

وأظهرت نتائج استطلاع حديث، أن أسعار النفط ربما تتعثر، إذ يضغط تباطؤ الاقتصاد العالمي على الطلب في حين يغرق النفط الأميركي السوق.

وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح "أعتقد أن تسعة أشهر تتيح لنا مساحة كافية للانتظار حتى تتوازن السوق"، مضيفا أن السعودية ستواصل خفض الإمدادات إلى العملاء في يوليو (تموز).

وقالت أمريتا سين، أحد مؤسسي (إنرجي أسبكتس) "يتمثل السبب وراء تمديد الاتفاق تسعة أشهر بدلا من ستة أشهر في طمأنة الأسواق بأن الاتفاق سيظل قائما خلال فترة الضعف الموسمي للطلب في الربع الأول من 2020".

اقرأ المزيد

المزيد من البترول والغاز