Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

"دروس" لإيان ماك إيوان ومذكرات "حياة في هوامش" عن تيري براتشيت أبرز إصدارات شهر سبتمبر

نستعرض لكم في زاويتنا الشهرية ستة من أهم الكتب الصادرة في شهر سبتمبر

تشمل مراجعات الشهر روايات جديدة من تأليف إيان ماك إيوان وجويس كارول أوتس وأورهان باموك، إلى جانب السيرة الذاتية "الرسمية" لتيري براتشيت، وكتاب عن روسيا لأورلاندو فيجيس وآخر عن جيمس بوند وفرقة بيتلز  (اندبندنت)

قد تكون الأسترالية تانا دوغلاس، فنية المعدات الموسيقية المتنقلة، هي الشخص الوحيد الذي وقف رسمياً بحضور الملكة إليزابيث الثانية مرتدياً جزمة جلدية قصيرة برباطات. تتذكر دوغلاس في مذكراتها المسلية جداً "عالية الصوت: حياة أول فنية معدات متنقلة في العالم مع فرق الروك أند رول" Loud: A Life in Rock "n" Roll by the World’s First Female Roadie (صادرة عن دار هاربر كولينز للنشر): "لقد أمالت رأسها جانباً قليلاً، وأصدرت صوتاً أقسم أنه كان (تنهيدة تذمر)، قبل أن تتحرك".

عرفت دوغلاس شغفها عندما كانت مراهقة، وبدأت في البداية بتجميع المعدات لفرقة "إي سي/دي سي" لموسيقى الروك الأسترالية قبل أن تنخرط في العمل مع بعض الموسيقيين الرواد في العالم، بمن فيهم فرقة "ستيتس كوو" الإنجليزية، والمغنية الأميركية سوزي كواترو، ووالمغني الأسترالي – الإنجليزي ليو ساير، والمغني الأميركي نيل دايمند (جميعهم لطفاء) والمتقلب إلتون جون ("ليس دمثاً دائماً"). في مذكراتها، التي تنشر الآن في المملكة المتحدة بعد إطلاقها في أستراليا، كانت منفتحة في شأن حياتها الشخصية، والتي تضمنت والداً مسيئاً، ومواجهات مع القوادين، ومعركة مريرة على حضانة طفلها. تتحدث بالتفصيل أيضاً عن التمييز على أساس الجنس والعنف والمخدرات والمعجبين المهووسين والمجانين الذين تتوقع أن تصادفهم فنية معدات متنقلة في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي. هناك بعض القصص العظيمة، المفضلة لدي هي تلك التي تتحدث عن التدخل الغريب لامرأة لعوب تدعي أنها مبشرة خلال ليلة قضتها في صوامع دير ناء.

ومن بين المذكرات الأخرى التي صدرت هذا الشهر كتاب "هارولد ويلسون: الفائز" Harold Wilson: The Winner (عن دار دبليو أند أن) لنيك توماس سيموندز، وهو تكريم شامل لأحد أنجح رؤساء الوزراء الذين قدمهم حزب العمال.

أنا أحب الممثل الكوميدي ليني هنري، لكنني وجدت الجزء الثاني من سيرته الذاتية "الصعود إلى السطح" Rising to the Surface  (عن دار فيبر)، فاتراً إلى حد ما.

هناك صراحة أكثر في مذكرات أماندا براوز "نساء مثلنا: مذكرات" Women Like Us: A Memoir (عن دار ليتل أي)، الذي يحتوي على حكايات عن صراع الكاتبة والنجمة التلفزيونية مع إدمانها الطعام. على طول الكتاب، تتفكر في الأشياء القاسية التي يعتقد الرجال الفاسدون أن لديهم الحق بطريقة ما في قولها لامرأة معروفة.

أنا متأكد من أنه ستكون هناك ضجة تستحقها الروايات الصادرة في سبتمبر (أيلول) لستيفن كينغ وآن كليفز وغراهام نورتون، ولكنني بدلاً من ذلك أوصي بشدة بروايتي "أفضل الأصدقاء" Best of Friends لكاميلا شمسي (بلومزبري)، وهي قصة جميلة وساحرة عن الصداقة تدور أحداثها بين باكستان ولندن على مدى ثلاثة عقود، و"مزارات البهجة" Shrines of Gaiety لكيت أتكينسن (دابل)، وهي رواية مقنعة ومعقدة عن فتاة مفقودة، تدور أحداثها في حي سوهو بلندن في عشرينيات القرن الماضي.

سنستعرض ضمن المراجعات الست الشاملة التالية روايات جديدة من تأليف إيان ماك إيوان وجويس كارول أوتس وأورهان باموك، إلى جانب السيرة الذاتية "الرسمية" لتيري براتشيت، وكتاب عن روسيا لأورلاندو فيجيس وآخر عن جيمس بوند وفرقة بيتلز.

تتم الإشادة بسيرج دياغيليف باعتباره الرجل الذي اخترع الشكل الفني الحديث للباليه. في كتاب "إمبراطورية دياغيليف: كيف استحوذت فرق الباليه الروسية على العالم" Diaghilev’s Empire: How the Ballets Russes Enthralled the World (فيبر)، يستخدم زميلي السابق في صحيفة "ذا تلغراف" روبرت كريستيانسن أسلوبه النثري الأنيق المعتاد، وموهبته المتبصرة والقدرة على العثور على تفاصيل مثيرة للاهتمام لدراسة رائعة لمديري الفرق، وهي دراسة تنطوي على فضيحة وإحساس وتميز فني كذلك.

أخيراً، هناك الكثير من الأفعال الحيوانية الغريبة في كتاب مارلين زاك "الببغاوات الراقصة واختبار الرجل الميت: كيف يتطور السلوك ولماذا هو مهم" Marlene Zuk’s Dancing Cockatoos and the Dead Man Test: How Behavior and Why It Matters (دبليو. دبليو. نورتون)، لكن أكثرها غرابة هي فعائل بزاقة البحر المصاصة. عندما تصاب رؤوسها ببكتيريا مميتة، تقطع رؤوسها ثم ينمو لها جسم جديد تماماً، بما في ذلك القلب والأعضاء الهضمية. يطفو الجسم المنفصل في الجوار لفترة من الوقت قبل أن يفسد. إنه مشهد جدير بفيلم رعب، كما تلاحظ البروفيسورة زاك.

 

"جليسة الأطفال" Babysitter لجويس كارول أوتس ★★★★ ☆

شخصية قاتلة الأطفال المتسلسلة المتخيلة الملقبة بجليسة الأطفال مستوحاة من القصة الواقعية لقاتلة الأطفال في مقاطعة أوكلاند (التي لم يتم القبض عليها أبداً)، التي أثارت الرعب في ضواحي ميشيغان عام 1977. حصلت جويس كارول أوتس في السابق على وسام العلوم الإنسانية الوطنية، الذي يمنح عن الإنجازات على مدى الحياة والمتمثلة في حالتها في أكثر من 50 رواية. في "جليسة الأطفال" تستحضر الكاتبة الشهيرة، التي أتمت عامها الرابع والثمانين في يونيو (حزيران) كل قواها الدرامية والمتبصرة في رواية خيالية من الأدب الأسود [ الجرائم والعالم السفلي]، تدور أحداثها في الضواحي – قصة عن امرأة تعزم بشكل مفاجئ على تنفيذ إرادة رجل شرير خبيث، أثناء الوقت الذي يسأل سكان ضواحي ديترويت الأغنياء أنفسهم: "إذا لم نكن آمنين هنا، فأين سنكون آمنين؟".

هانا، زوجة رجل أعمال محلي بارز، لديها طفلان وقد تركها زواجها التعيس على حافة الهاوية [قاب قوسين من الانهيار]. في الوقت الذي يكاد الجميع يفقدون صوابهم بسبب الخوف من القاتل المتسلسل الذي يلاحق الأطفال، تشرع في إقامة علاقة متهورة مع شخص غريب غامض. يتضح أنه رجل يمقت النساء. يبدو أن أوتس تجعل من هانا شخصية مزعجة عن عمد، بينما تجبرك على تجربة عذابها من خلال الطريقة الشريرة التي يحاول بها عشيقها "إبادة" و"محو" هذه المرأة. [ولا يخفى أن] مشاهد الاعتداء الجنسي مروعة.

"جليسة الأطفال"، التي بدأت كقصة قصيرة، هي قراءة تستهلك القارئ وتثير توتره وتجهده، لأنها تشمل شخصيات فاسدة وشريرة بإسراف [شر مطلق]. أما التشبيهات الوصفية، كما تتوقع من أوتس، فحادة كثيراً، بما فيها وصف المعتدين على الأطفال بـ"العيون التي تلمع مثل مستنقع الحثالة".

تخوض أوتس أيضاً غمار الزيجات الفاشلة، والتوق الجنسي، ومتطلبات تربية الأطفال، وإدمان الكحول، وديناميات السلطة داخل مجتمعات الضواحي، والعنصرية في أميركا الغنية (يتم التعامل بمهارة مع العلاقة المعقدة بين هانا ومدبرة منزلها الفيليبينية إسملدا) في تصوير مدين لأميركا في السبعينيات.

في مرحلة ما من الرواية، تفكر هانا في حقيقة أنها لا تستمتع بقراءة قصص "القط ذو القبعة" لأطفالها لأنها "ليست مضحكة". تعتقد هانا أن "هناك كثيراً من الأحداث، كثيراً من الأمور التي يتعذر على الأطفال الصغار استيعابها، كثيراً من التحطيم والتكسير. كثير لدرجة مرعبة".

بالمناسبة، يمكن قول الشيء نفسه عن "جليسة الأطفال".

"جليسة الأطفال" لجويس كارول أوتس، متوفرة الآن عن دار فورث إستيت للنشر، وتباع النسخة الواحدة بسعر 16.99 جنيه استرليني.

"قصة روسيا" The Story of Russia لأورلاندو فيجس ★★★★ ☆

كان إيفان الرهيب طاغية عنيفاً ونموذجاً أبوياً رديئاً للغاية - لقد ضرب زوجة ابنه بشدة لدرجة أنها أجهضت، وقتل ابنه البالغ من العمر 27 سنة عندما حاول التدخل - لكنه فشل حتى في مجاراة القدرة على الشر التي كان يمتلكها القاتل المتسلسل ستالين. في عام 1974، كتب ستالين، الرجل الذي ألقى قشر البرتقال ونفض أعقاب السجائر عبر الطاولة على زوجته الأولى في الليلة التي هرعت فيها إلى غرفتها وأطلقت النار على نفسها بمسدس، أنه كان ينبغي على إيفان الرهيب "أن يكون أكثر قسوة" في التعامل مع العشائر الإقطاعية في روسيا خلال القرن السادس عشر.

لماذا يعد هذا الكلام مهماً؟ حسناً، الجدل الدائر حول هذه الشخصيات التاريخية الرئيسة، إلى جانب الأحداث المهمة مثل غزو المغول والثورة الروسية عام 1917، كلها تغذي روايات وأساطير السيطرة التي تؤثر في العقليات حتى يومنا هذا. في "قصة روسيا"، كتب المؤرخ أورلاندو فيجيس وصفاً مثيراً للإعجاب للأفكار والأساطير والأيديولوجيات التي شكلت تلك الدولة وطريقة تفسير شعبها للماضي.

فلاديمير بوتين، الذي انضم إلى الـ"كي جي بي" في سن 23 سنة، مطلع جيداً على التاريخ الروسي، ومثله عديد من مواطني بلاده من جيله، تعلم وجهات النظر السوفياتية عن التاريخ. كان لدى الرئيس الروسي، الذي سيبلغ السبعين من العمر في أكتوبر (تشرين الأول)، فهم حاد للطريقة التي تشكل بها الأشخاص الذين تجاوزوا الخمسين من العمر من خلال التاريخ الذي تلقوه في المدارس السوفياتية وكيف استاؤوا من "تلويث سمعة" ماضي بلادهم في فترة الانفتاح. كتب فيجيس، مؤلف ثمانية كتب سابقة عن روسيا: "لم يرغبوا في الاستماع إلى محاضرات أخلاقية حول مدى سوء حقبة ستالين، بل اعتقدوا خلاف ذلك... لقد مكنتهم نسخة بوتين من تاريخهم من الشعور بالرضا مرة أخرى كروس".

يأخذ هذا العمل القراء إلى القرن الحادي والعشرين، وهي الفترة التي سمحت فيها روسيا للمواطنين الموهوبين المبدعين بمغادرة حدودها، ولا سيما أولئك الذين تعتقد أنهم "معارضون محتملون" للنظام. ويشير فيجيس إلى أن روسيا "تعتقد بإمكانية استبدال مهاجرين مطواعين أكثر من آسيا الوسطى والصين بهم"، مضيفاً بأسلوب لا يبعث على التفاؤل أن "روسيا تتراجع من أوروبا ببطء".

لم يعترف بوتين حقاً باستقلال أوكرانيا على الإطلاق. في عام 2008، قال لرئيس الولايات المتحدة إن أوكرانيا "ليست دولة حقيقية" ولكنها تاريخياً جزء من روسيا الكبرى. تسمح له قراءته المشكوك فيها لتاريخ بلاده بنشر روايات السيطرة. مثله مثل ترمب، إنه يتغذى على الحنين الزائف. إذا كنت تريد فهم كيف أصبحت أوكرانيا ساحة معركة لـ"صراع الحضارات" بين روسيا والغرب، فإن كتاب فيجيس يقدم نظرة عامة قيمة ومفيدة.

كتاب "قصة روسيا" لأورلاندو فيجيس الصادر عن دار بلومزبري للنشر متوفر الآن وتباع النسخة الواحدة منه بسعر 25 جنيهاً استرلينياً.

"دروس" Lessons  لإيان ماك إيوان ★★★★★

ولد رولاند بينز، الشخصية الرئيسة في رواية "دروس"، عام 1948، وهو العام نفسه الذي ولد فيه إيان ماك إيوان. ماضيه هو الوسيلة الرائعة التي يلجأ إليها مبتكره للتأمل في الأحداث والحوادث "الشخصية والعالمية، الصغيرة والخطيرة" التي تشكل وتحدد مصير شخص ما.

تغيرت حياة رولاند بشكل لن تعود بعده إلى سابق عهدها عندما كان طالباً في مدرسة داخلية بسن الحادية عشرة (استناداً إلى تجربة ماك إيوان مع مدرسة وولفرستون هول بلندن)، حيث التقى مدرسة البيانو الآنسة ميريام كورنيل. تشك في أنها مختلة قليلاً منذ اللحظة التي تمد يدها تحت الشورت الذي كان رولاند يرتديه وتقرص ساقه بقسوة. بعد ثلاث سنوات، عندما كانت في الخامسة والعشرين من عمرها، تستخدم تفوقها النفسي لإغراء المراهق – الذي كان يخشى موته العذري تحت التهديد الوشيك بالتبخير النووي الذي يطارد العالم وسط أزمة الصواريخ الكوبية – للدخول معها في علاقة استمرت عامين.

هذه اللحظة الخيالية على غرار حركة #MeToo من خمسينيات القرن الماضي تخرب ذاكرة رولاند وتشوه علاقاته المستقبلية مع النساء. بعد سنوات، يجد نفسه مسؤولاً عن تربية طفل رضيع بعد أن تخلت عنه زوجته الأولى، أليسا إبرهارت، التي عقدت العزم على تحقيق مصيرها بأن تصبح كاتبة عظيمة حقاً. تهيمن المرأتان على تأملات رولاند وعندما ينسج ماك إيوان مواجهتين مهمتين منفصلتين بين بطل الرواية وميريام وأليسا (بعد عقود)، يقوم بصياغة كلا المشهدين بثقة كبيرة.

بينما ترسم "دروس" حياة رولاند المضطربة بأكملها، وتدرس كيف تخترق الأحداث السياسية العالمية مثل سقوط جدار برلين وكارثة تشيرنوبيل والإرهاب وكوفيد حياتنا الخاصة، تستكشف الرواية بمهارة كفاح كل فرد لفهم تقلبات الوجود والدور المحير الذي يمكن أن تلعبه الصدفة المحضة في قصة حياة أي شخص.

ماك إيوان، الذي يقوم أيضاً بالتنقيب في ماضيه الخاص لمسار الحبكة حول اكتشاف رولاند، في وقت لاحق من حياته أن لديه أخاً تم التخلي عنه للتبني خلال الحرب العالمية الثانية، كان ماهراً بما يكفي للتفكير في "أوجه القصور المخزية في الذاكرة" وأخطار التسكع على "كل الطرق التي لم تكن مسلوكة". يصف ماك إيوان أيضاً ببراعة التساهل الطويل الأمد الذي يمثل جوهر الأبوة ومتاعب الشيخوخة، عندما، بحسب وصفه المدمر، "يتلاشى العقل ويختفي مثل الموجات القصيرة للراديو"، وسط هزال ناجم عن الأمراض البسيطة التي "تغذي نهراً أعمق".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

أحد العناصر الجذابة العديدة في الرواية هي أن ماك إيوان يصور بريطانيا المفقودة: متعة أن ينشأ المرء في عصر يمكنك فيه السباحة في الأنهار التي كانت "نظيفة وزرقاء" (قبل أن تساعد ليز تراس الرؤساء التنفيذيين الجشعين لشركات المياه بإفراغ الصرف الصحي في الأنهار كما يشاؤون)، التشويق الفكري لسماع محاضرات يلقيها حكماء منسيون مثل المؤرخ إي بي طومسون (وهو شيء ما زلت أتذكره بوضوح) والشجن اللاذع لواقع ما قبل الرقمية، مثل الاضطرار إلى تقريب جهاز الراديو من أذنك عندما كانت البطارية تستنفد.

تقدم "دروس" للقارئ كثيراً من الأمور المفجعة والكئيبة، لكن الكتاب هو أيضاً احتفال بالأشياء التي تجعل الحياة سعيدة (العلاقات المحبة والصداقة والجنس والموسيقى والطعام والرياضة) وغالباً ما تنفجر فيه فجأة روح دعابة متنوعة. ابتسمت عند وصفه تدريب المبتدئين في التنس الكبار في ريجنتس بارك بأنه "عمل شاق، أن تكون لطيفاً ومشجعاً طوال اليوم". هناك مشهد قتال مرسوم بعناية بين رولاند ورجل أعمال، حيث يتصارعان على رفات زوجة سابقة مشتركة، ومع أن هذا المشهد بدا مفتعلاً فقط للسماح لماك إيوان باستخدام تورية رياضية ذكية، إلا أنه كان رائعاً حقاً. كانت النكتة التي نستنتجها من مسار الحبكة ذلك هي أن عدوه البغيض سيصبح وزيراً صغيراً في حكومة جونسون.

على رغم وجود شخصيات ثانوية رائعة في "دروس"- بخاصة لورانس ودافني - فإن رولاند هو قلب الرواية. ربما سيسبب آخر بطل ذكر لماك إيوان انقساماً في الآراء، لكنني وجدت صعوبة في عدم الشعور بالتعاطف مع رجل صريح يتخبط بشكل علني. جذبني أيضاً أن رد فعله الفوري على سماع أغنية "ذي آرتشرز" على الراديو كان "أخرسوا" هذا الصوت "الذي لا يطاق".

يصل الكتاب في نهايته إلى زمن الوباء، حيث يخشى رولاند التقاط الفيروس من أنفاس بعض "الحمقى الذين لا يرتدون كمامة"، وهي فترة تبخر فيها ببطء التفاؤل حيال العالم الذي نشأ في التسعينيات في مشهد دمره خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتغير المناخي. يقول رولاند بحسرة: "انهار كل شيء، ولا سيما الحياة". كان من الممكن أن تنتهي الرواية بسهولة بنبرة متشائمة. ومع ذلك، فإن النهاية ترفع المعنويات بشكل غريب ومليئة بالحكمة، كما يقول رولاند، لا شيء يحدث أبداً كما تتخيله.

عندما زار رولاند ألمانيا، يخبره ناشر أليسا أنه "عندما يبقى الكاتب موجوداً لفترة طويلة يبدأ الناس يصابون بالتعب". "دروس" هي الرواية السابعة عشرة لماك إيوان ولا تقدم أي عذر للشعور بالتعب. لدينا هنا كاتب رائع يقدم رواية أخرى ساحرة لا تنسى.

صدرت رواية "دروس" لإيان ماك إيوان عن دار جوناثان كيب في 13 سبتمبر، وتباع النسخة الواحدة بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

"أحب ودعهم يموتون: بوند، بيتلز والنفسية البريطانية"  Love and Let Die: Bond، The Beatles and the British Psyche لجون هيغز ★★★★ ☆

العامل المشترك الذي يبرر تأليف كتاب عن فريق بيتلز وجيمس بوند وتأثيرهما في العقلية البريطانية، هو حقيقة أن أغنية "لاف مي دو" Love Me Do أول أغنية منفردة للفرقة، و"دكتور نو" Dr No أول فيلم للعميل 007، أصدرا في يوم واحد هو الجمعة 5 أكتوبر عام 1962، هو أمر رائع جداً.

هناك كثير من الترابطات بين المغنين أصحاب الشعر الأشعث والعميل السري الأنيق - قام بول مكارتني بتأليف أغنية "هي جود" Hey Jude في سيارة أوستن مارتن من طراز DB5 مليئة بالمعدات، التي اشتراها بعد أيام من العرض الأول لفيلم "إصبع الذهب" Goldfinger، ثم قام بكتابة الموسيقى التصويرية "عش ودعهم يموتون" Live and Let Die المرشحة لجائزة الأوسكار - وبشكل عام، يعد هذا الكتاب تصويراً مثيراً للذكريات لستينيات القرن الماضي، ولا سيما بالنظر إلى أن الشخص الذي وضعه مولود في عام 1971. أحببت أيضاً الطريقة التي ينحرف بها المؤلف جون هيغز عن مسار الكتاب للحديث عن شخصيات غريبة، بالتحديد في مقطع ممتع عن بيتر سيلرز وعدائه المرضي مع أورسون ويلز.

على كل، كان رأيي دائماً هو أن مكارتني يبدو، حسناً، مجرد شاب لطيف، على عكس إيان فليمنغ المنفر: شخص كئيب، وعنصري يشرب الكحول بكثرة وصديق لأوزوالد موسلي. كراهية النساء العرضية في كتب بوند سيئة بما فيه الكفاية (في كازينو رويال. يقول بوند إنه يجب على النساء أن "يبقين في المنزل ويعتنين بأوانيهن وحلل الطبخ الخاصة بهم ويكتفين بفساتينهن والنميمة ويتركن أعمال الرجال للرجال")، لكن فليمنغ كان شديد الخطورة كذلك عندما يتعلق الأمر بكتابة (مشاعره الحقيقية؟) عن الجنس.

يفرض بوند نفسه على النساء في فيلمي "كرة الرعد" Thunderball و"إصبع الذهب" Goldfinger (لاحقاً أثار شون كونري الذي جسد بوند الازدراء بسبب آرائه التي تتجاهل الموافقة على إقامة علاقة جنسية)، وبالفعل كتب فليمنغ مقطعاً - وسمح له بنشره - عن بوند يتباهى فيه بأن ممارسة الجنس مع العميلة فيسبر ليند سيكون "حسياً بطريقة مثيرة للإعجاب "لأنها ستكون لها "رائحة الاغتصاب اللطيفة"، كما وصف بوسي غالور وهي تصعد إلى السرير "مثل طفلة مطيعة". حسناً. لا عجب أن يناقش هيغز سبب احتقار كثيرين من جيل أواخر الألفية السابقة وبدايات الألفية الحالية لبوند ورؤيتهم له على أنه "شيء يتبرؤون منه شخصياً" في الوقت الحاضر.

ومع ذلك، فإن أحد أكثر الأقسام إثارة للاهتمام في الكتاب هو عن الطريقة التي عادت بها روسيا للظهور كشرير عالمي منذ أيام العميل السري 007 الأولى، وكيف لعبت دولة بوتين، كما يزعم، دوراً في كارثة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وكيف يستخدم حكام الدولة الإنترنت لإحداث انقسامات اجتماعية في أميركا.

يشعرك "أحب ودعهم يموتون" بالإثارة والحيرة.

صدر كتاب "أحب ودعهم يموتون: بوند وبيتلز والنفسية البريطانية" لجون هيغز عن دار دبليو أند أن في 15 سبتمبر، وتباع النسخة الواحدة منه بـ20 جنيهاً استرلينياً.

"ليالي الطاعون" Nights of Plague لأورهان باموق ★★★★ ☆

بدأ أورهان باموق، الذي بلغ السبعين من العمر في يونيو، كتابة "ليالي الطاعون" في عام 2016، مشيراً في وقت لاحق إلى أن الأوبئة "تحدث كل الوقت". تدور أحداث الرواية في عام 1901، في جزيرة عثمانية خيالية تسمى مينغيريا، أثناء اندلاع الطاعون الدملي الذي انتشر إلى الغرب آتياً من الصين.

المؤلف الأكثر شهرة في تركيا - الذي كانت روايته الأخيرة الحكاية الرائعة "المرأة ذات الشعر الأحمر" The Red-Haired Woman، أحد اختياراتنا لأفضل روايات العقد الأول من القرن الحادي والعشرين – كتب ملحمة تاريخية حقيقية (يبلغ طول "ليالي الطاعون"، التي ترجمتها إيكن أوكلاب الحائزة جوائز، 682 صفحة) مليئة بالأوصاف التي لا تنسى، بما في ذلك الجثث التي تتأرجح ببطء في مهب الريح بعد الانتفاضة في الجزيرة المعزولة الواقعة في بحر إيجة.

على رغم أن باموق، الحائز على جائزة نوبل للآداب في عام 2006، يتعامل مع مواضيع عالمية شاملة - كيف تتأثر المجتمعات بإيمانها بالقدر، ومشكلات الهوية الوطنية، وتوترات الحداثة في إمبراطورية هشة - فقد كتب أيضاً رواية تاريخية سيتردد صداها بيننا جميعاً ونحن ما زلنا نتعافى ونترنح من جائحة كورونا. يشعر القارئ بصلة مع أشياء كثيرة في "ليالي الطاعون" عن ردود فعل السكان المذعورين والمروعين الذين يعيشون مع الخوف من الموت من قاتل غير مرئي. إنه يستخدم صوراً مؤثرة للغاية مثل وصف الأشخاص الذين يعانون صداعاً يشبه "قيام شخص ما بدق مسمار في جماجمهم"، أو يعانون إسهالاً "حاداً مثل مثقاب".

"ليالي الطاعون" هي حكاية عن الجواسيس والمؤامرة والقتل (يتم ذبح عطار السلطان بونكوفسكي باشا بعد وصوله للتحقيق في تفشي المرض)، وهي مليئة بالشخصيات الحية مثل الأميرة بكيزة وزوجها الدكتور نوري. هناك جوانب سلبية للرواية (يكون السرد في بعض الأحيان رسمياً وجافاً إلى حد ما) ولكن هناك بعض المقاطع الرائعة التي تستحضر الحياة في مينغيريا - حتى صمت الحجر الصحي، عندما يفتقد السكان المحليون "ضجيج المراسي التي تتأرجح فوق وتحت الماء، قعقعة العربات وحوافر الخيول. يكون باموق ذكياً أيضاً في بعض الأحيان، ولا سيما في تصويره الأمراء الملكيين في ذلك الوقت، "السكان المتناسلون" من أفراد العائلة المالكة الأغبياء الكسالى، المدللين، الذين يرتدون الزي الرسمي (بالمناسبة، يضع باموق في هذه الفئة أيضاً وريث الملكة فيكتوريا، الأمير إدوارد).

عندما صدرت الرواية في تركيا في مارس (آذار) عام 2021، تم التحقيق مع باموق من قبل الدولة التركية بتهمة "إهانة" مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، والسخرية من العلم التركي. من المحتمل أنه في تصويره السلطان عبدالحميد الثاني المستبد ولكن الذي يحظى بشعبية، ضرب الروائي الأكثر شهرة في تركيا على وتر حساس من خلال التلميحات الدقيقة إلى سلوك الرئيس الحالي لبلاده، رجب طيب أردوغان.

تعتبر قراءة "ليالي الطاعون" متعبة، ولكنها تستحق العناء للتعرف على صورها الخيالية المتلألئة لجزيرة وهي في خضم إحدى كوارث الحياة.

صدرت رواية "ليالي الطاعون" لأورهان باموق عن دار فيبر في 22 سبتمبر وتباع النسخة الواحدة منها بسعر 20 جنيهاً استرلينياً.

 

"تيري براتشيت: حياة في هوامش Terry Pratchett: A Life with Footnotes" لروب ويلكينز ★★★★★

لم يكن تيري براتشيت يحترم المشاهير حقاً. عندما التقى ونو في دبلن، قيل لمؤلف سلسلة كتب "العالم القرص" Discworld المصورة الأكثر مبيعاً أن مغني فرقة U2 يمتلك الفندق الذي كانوا فيه. فقال لبونو: "آه جيد، هل يمكنك أن تحضر لي شراباً؟" (فقام بونو بذلك مرغماً).

هذه الحكاية هي واحدة من مئات اللحظات المسلية في هذا الكتاب المعنون "السيرة الرسمية"، من تأليف روب ويلكينز، الذي عمل مع المؤلف لأكثر من عقدين ويدير الآن حقوق أعماله الأدبية. تتألق الصداقة والمودة بين الثنائي في كل صفحة من صفحات الكتاب.

نبرة ويلكنز مناسبة تماماً لسيرة براتشيت. إضافة إلى تصنيف القصص على أنها "أكثر جودة من أن يتم التحقق منها [التأكد من صحتها]"، بما في ذلك الكلمات التي قالها جد براتشيت وهو يحتضر عن الكاسترد، فإنه يقدم أيضاً عناوين فصول طويلة مكتوبة بالخط العريض تمثل في حد ذاتها تسلية صغيرة، مثل ("خضراوات حديثة، ولباس القاضي الداخلي، وسكوتر الجحيم").

كانت أعمال براتشيت مليئة بالذكاء، الذي يبدو واضحاً في الاقتباسات الموجودة بكثافة في الكتاب - على سبيل المثال "أنا أشك بشدة في رجل يمكنه تغليف هدية بشكل جيد"، في كتاب مذكرات تتضمن جزءاً من السيرة الذاتية غير المنشورة، التي كانت تحمل عنواناً مبدئياً هو "حياة مع هوامش"، التي بدأ براتشيت العمل عليها قبل وفاته في 12 مارس عام 2015 عن عمر يناهز 66 سنة.

يجيد ويلكنز صياغة حياة براتشيت قبل امتهانه التأليف، ويوضح كيف بدأ قارئ شره من أسرة من الطبقة العاملة في بلدة بيكونزفيلد الكتابة بعد العمل في الصحف المحلية. كان براتشيت بارعاً في الأساليب الصحافية، حيث قدم ذات مرة النصائح التالية حول إجراء مقابلات مع الأشخاص التي استقاها من عمله في هذا المجال لسنوات عديدة. وقال مازحاً "لا تحتاج المقابلة إلى أن تستمر أكثر من 15 دقيقة... احصل على تعليق جيد يمكن اقتباسه في البداية، وآخر لاستخدامه في الخاتمة، ويمكنك صوغ ما بينهما في المكتب".

بعد فترة أمضاها براتشيت في العمل في العلاقات العامة، قفز أخيراً إلى "مياه العمل الحر الباردة"، مما حفز مسيرة مهنية تضمنت تأليف 50 كتاباً ناجحاً جداً بلغ مجموع مبيعاتها العالمية 100 مليون نسخة. كان هذا تحولاً رائعاً في الأحداث بالنسبة إلى رجل لم يكن لديه المال لدفع تكاليف قضاء شهر العسل مع زوجته التي يحبها لين.

بالطبع، سيحب معجبوه الكتاب - يصف الحاضرين في "مؤتمر عالم القرص" بأنهم أشخاص "يشربون مثل نادي الركبي، بينما يقاتلون مثل نادي الشطرنج" - وحتى القراء العاديون سيسعدون بقصص شغفه الخاص، بما في ذلك أخذ عينات من البيرة المحلية، ولعب لعبة "غزاة الفضاء"، والدردشة على راديو سي بي - في الغالب عن مزايا عديد من متاجر السمك والبطاطا المقلية في سمرسيت والبستنة على ما يبدو. لقد كان كريماً عندما أصبح ثرياً، وبالفعل الشيء الوحيد الذي يقلقني في شخصيته بعد قراءة هذه المذكرات هو أن براتشيت اشترى ذات مرة منزلاً يحتوي على ملعب تنس، واستخدم السطح المستوي كأساس لبناء بيت زجاجي جديد ضخم. يا له من فعل شنيع!  

أحب براتشيت أيضاً الموسيقى الشعبية، ومن المؤثر قراءة أن المغنية مادي بريور من فرقة "ستيل أي سبان" جاءت لتغني له وهو في سريره أغنية "توماس ذا ريمر" في أسابيعه الأخيرة. أظهر المؤلف الشهير دائماً حساً فكاهياً قاتلاً بالموت – فقد كان يقول عادة عند سماع خبر وفاة صديق "في الأقل لم أكن أنا المتوفى" - ولكن صحيح أيضاً أن قراءة الجزء الأخير من الكتاب موجعة. بعد تشخيص إصابته بشكل نادر من مرض ألزهايمر، تدهورت صحته بشكل حزين وصعب، لكن المقياس الذي يظهر معدنه الحقيقي كرجل كان رده الأول على تشخيصه في سن التاسعة والخمسين، إذ قال: "في الأقل أنا المصاب. في الأقل لم تكن لين".

ما زال لدى أولئك الذين لم يقوموا بذلك بعد، فرصة للاستمتاع بعمل براتشيت الخيالي الرائع، لكن لا يسعك إلا أن تشعر بأن أي شخص التقى المؤلف في الحياة الواقعية حتماً كان محظوظاً للغاية لقضاء بعض الوقت مع مثل هذه الشخصية الرائعة تماماً.

يصدر كتاب "تيري براتشيت: حياة في هوامش" لروب ويلكينز عن دار دابل داي في 29 سبتمبر، وتباع النسخة الواحدة بسعر 25 جنيهاً استرلينياً.

© The Independent

المزيد من كتب