Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

قدم شامبليون على رأس ملك فرعوني تثير سخط المصريين

"هاشتاغ" لإزالة التمثال من "الكوليدج دي فرانس" في باريس بالتزامن مع الذكرى الـ200 لفك رموز "حجر رشيد"

اكتسب شامبليون شهرته الكبيرة من فك رموز الحضارة المصرية القديمة بعد اكتشافه "حجر رشيد" (أ ف ب)

بالتواكب مع الاحتفاء بذكرى مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، التي نجح فيها عالم الآثار الفرنسي جان فرانسوا شامبليون، أثار تمثال للعالم الشهير أزمة وحالاً من الغضب بعد تداول صور للتمثال الذي يضع قدمه فوق رأس ملك فرعوني، مما عده المصريون إهانة لحضارتهم العظيمة التي اكتسب شامبليون ذاته شهرته الكبيرة من فك رمزها.

التمثال موضع الأزمة نحت عام 1875 وهو للنحات الفرنسي بارتولدي صانع تمثال الحرية في نيويورك، ويحتل مكانه بساحة الكلية الفرنسية "الكوليدج دي فرانس" في وسط باريس منذ عام 1878.

ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي وتصريحات للمتخصصين في الآثار والجمهور العام أجمعت على عدم قبول فكرة أن يضع شامبليون قدمه على رأس الملك الفرعوني، ودعت الدولة إلى اتخاذ رد فعل رسمي رافض لوجود التمثال، كما تم تدشين "هاشتاغ" لدعم الاعتراض عليه.

غضب قديم يتجدد

وهذه ليست المرة الأولى التي يثار فيها الحديث والاعتراض على هذا التمثال، فمنذ سنوات عدة تمت المطالبة باتخاذ إجراءات لمطالبة فرنسا برفع التمثال باعتباره يمثل إهانة للحضارة المصرية، لكن الأمر حينها لم يسفر عن شيء، ليتجدد الجدل أخيراً.

تصريحات لمسؤولين في الآثار جاءت بالتواكب مع الحدث، من بينها تصريح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار مصطفى وزيري، في وسائل إعلام محلية مفاده أن "تمثال شامبليون يعد إهانة وأمراً غير مقبول لتاريخ الحضارة المصرية القديمة التي يعشقها الشعب الفرنسي نفسه ويتم تدريسها داخل جامعاتهم ومدارسهم". أضاف أن المجلس أرسل مطالبات عدة لوزارة الخارجية المصرية للتدخل في الأمر وكان أولاها عام 2013.

 

وأشار عالم الآثار زاهي حواس في تصريح آخر إلى أن تمثال شامبليون الذي تعرضه فرنسا في ساحة "الكوليدج دي فرانس" بينما يطأ بحذائه رأس ملك مصري قديم أمر مرفوض تماماً.

وأضاف أنه عندما كان أميناً عاماً للمجلس الأعلى للآثار لم يعلم شيئاً عن هذا التمثال إلا بعد أن ترك منصبه، ثم كتب مقالاً ضد هذا الموضوع، ووقع على نداء أرسله المثقفون إلى السفير الفرنسي في مصر اعتراضاً على ما سماه "السلوك غير المتحضر" تجاه ملك مصري عظيم.

فرنسا والاحتفاء المصري

عن التمثال مثار الأزمة، يقول كبير الأثريين بوزارة الآثار المصرية مجدي شاكر "هذا التمثال غير مقبول على الإطلاق، وهو يمثل بالفعل إهانة لحضارتنا العظيمة، وعلى مدى السنوات احتفت مصر بعلماء الآثار الفرنسيين الذين كان لهم اهتمام كبير بالمصريات، وأطلقت أسماءهم على أماكن ذات أهمية كبيرة في القاهرة مثل ماسبيرو، الذي أطلق اسمه على مبنى الإذاعة والتلفزيون العريق على النيل وقت إنشائه، ومارييت المدفون في المتحف المصري ذاته تكريماً له، وشامبليون موضع الأزمة أطلقت مصر اسمه على واحد من أشهر شوارع العاصمة، ومن الممكن كرد فعل على الأزمة رفع أسماء هؤلاء من على هذه الأماكن واستبدال أسماء علماء آثار مصريين بها".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

ويضيف "يجب أن يكون هناك رد فعل شعبي ورسمي على هذا الوضع، فالحملات الشعبية لإزالة التمثال وتدعيم (الهاشتاغ) الرافض له يمكن دعمها يوم 27 سبتمبر (أيلول) الذي يحتفل فيه بمرور 200 سنة على فك رموز الحضارة المصرية بصور تحمل إشارة إلى رفض التمثال، وهذا الرفض الشعبي يمكن أن تستند إليه الدولة في تقديم اعتراض رسمي يطالب برفع التمثال، ففرنسا لديها اهتمام كبير بالمصريات، وهي أكبر دولة لها بعثات أثرية في مصر، وهناك مراكز ثقافية فرنسية في مصر منذ أيام نابليون، لكن هذا لا يبرر عرض تمثال لا يعبر عن احترام قيمة الحضارة المصرية القديمة".

وحول ما يتردد عن أن هذا التمثال على رغم اعتباره إهانة للحضارة المصرية فإنه طبقاً للثقافة الفرنسية لا يحمل المعنى نفسه بسبب اختلاف الثقافات. يقول شاكر "لا أعتقد أن فرنسا ستقبل أن تصنع مصر تمثالاً لأحد ملوك مصر القديمة وهو يضع قدمه على رأس أحد قادتهم، وستعتبر أن هذا لا يليق، وهناك مقولة للعقاد مفادها أنه عندما فكت فرنسا رموز حجر رشيد اكتسبت جزءاً من مجدها من طريق الحضارة المصرية، وكان يعني بهذا الكلام ظهور علماء فرنسيين أصبحت شهرتهم عالمية، إضافة إلى ظهور علم المصريات الذي أصبح من أهم العلوم التي تميزت فيها فرنسا، ومن هنا يجب عليها احترام الحضارة المصرية وتقديرها وتجنب مثل هذه الأشياء التي يمكن أن تسبب مشكلات لا داعي لها".

المزيد من منوعات