Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

من العراق إلى أوكرانيا... مشاهير هوليوود في "قلب" المعركة

شون بن وأنجلينا جولي وبن ستيلر يظهرون في قلب المعارك وترمب صاحب القائمة الأكبر من المعارضين

يقوم بن ستيلر بزيارات لتجمعات اللاجئين ضمن مهام منصبه كسفير للنوايا الحسنة (حساب ستيلر على إنستغرام)

يزين مشاهير العالم دوماً المعسكرات السياسية، فهم العنصر الأكثر بريقاً، ينجحون دوماً في خطف الانتباه وكسب التأييد ولفت النظر، سواء كان الأمر عن قناعة تامة أو في إطار مهمة ما أو حتى اضطرارياً بحكم أمور كثيرة، فإن كل ألاعيب السياسة على رغم صخبها، تنحني وتتراجع حينما يدخل على الخط النجوم ذوي الشعبية، لكن القصة تأخذ منحى أكثر جدية حينما يُرفع السلاح، فالضحايا من الجانبين وذويهم لديهم حسابات أخرى، بالتالي فإن حساسية الموقف هنا تفرض على نجوم الفن بالتحديد أن يفكروا ملياً قبل التورط في المبايعة والتأييد أو الرفض والمعارضة.
منذ بداية الحرب الروسية – الأوكرانية، وفريقا المواجهة يحاولان استقطاب كبار المشاهير، وافتتح الممثل الأميركي شون بن الحاصل على الأوسكار المزاد بأن سافر رأساً إلى العاصمة الأوكرانية كييف ورصد عن قرب الاشتباكات والضربات، مثمناً ما وصفه بـ"شجاعة فولوديمير زيلينسكي" رئيس أوكرانيا، مشيراً إلى أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب أفظع خطأ بالنسبة للبشرية بتلك العملية العسكرية"، ثم سار مشاهير كثر على نهجه.

النجوم في مكتب زيلينسكي

شون بن (62 سنة) كان من أوائل الذين سارعوا إلى السفر إلى مركز الصراع من أجل تصوير فيلم وثائقي عما يجري، واصفاً الشعب الأوكراني بـ"الأبطال الشجعان"، كما التقى بزيلينكسي، الذي كان ممثلاً في السابق أيضاً، وعدد من المسؤولين الحكوميين. وظهر الممثل الأميركي مرتدياً خوذة عسكرية وبدا وكأنه جندي مبدياً تضامنه الكامل مع المعسكر الأوكراني.
في المقابل، جرت على الطرف الآخر أيضاً محاولات للفوز بدعم بعض المشاهير، وكان الأعلى صوتاً هنا الممثل الأميركي ستيفن سيغال البطل الرياضي في فنون الدفاع عن النفس، حيث التقى الرئيس الروسي في تلك الفترة وأعلن عن دعمه له، وقال إنه "زعيم العالم العظيم". كما زار سيغال في أغسطس (آب) الماضي، سجن أولينيفكا في منطقة يلينوفكا شرق أوكرانيا، لافتاً إلى أنه يصنع وثائقياً عنه، وهو المكان الذي كان يُستخدم كمعسكر للأسرى الأوكرانيين من قبل الجانب الروسي. ويتبادل الجانبان الاتهامات في ما يتعلق بقصف ذلك السجن الذي أسفر عن مقتل وإصابة العشرات، فيما تبنى سيغال الرواية الروسية ملقياً اللوم على الرئيس الأوكراني بأنه أمر بقصف الموقع بصاروخ بعد انقلاب الجنود على سياسته.

ومن المعروف أن الممثل الأميركي ستيفن سيغال (70 سنة) حاصل على الجنسية الروسية منذ عام 2016 ويبدي دوماً اعتزازه بجواز السفر الروسي وبصداقته بالرئيس بوتين الذي عينه قبل أربعة أعوام كمبعوث خاص للعلاقات الإنسانية بين روسيا والولايات المتحدة.
وفي حين تعددت زيارات المشاهير إلى المواقع العسكرية على الجانبين، جاءت زيارة النجم الأميركي البارز بن ستيلر (56 سنة) للرئيس الأوكراني وتعبيره عن إعجابه بسياسته بل ووصفه إياه بالبطل، لتشد الانتباه، والأمر يعود بشكل أساسي إلى أن ستيلر نادر الظهور بشكل عام. وعلى رغم أن البعض يعتبر تلك الزيارة "روتينية" كونها جاءت في يوم اللاجئ العالمي في 29 يونيو (حزيران) الماضي وضمن مهمات الممثل الشهير، كسفير للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، حيث اختير للمنصب منذ عام 2018. إلا أن شعبية الممثل الذي عرف بأدواره الكوميدية جعلت صوره وفيديوهاته مع زيلينسكي محط الاهتمام، حيث قال إنه يتشرف بلقاء الرئيس الأوكراني لإعجابه بطريقته في إدارة الأزمة ونجاحه في جمع العالم حوله. وقبل أسابيع قليلة أيضاً كانت الممثلة الأميركية جيسيكا تشاستين الحاصلة على أوسكار، أعلنت أيضاً موقفها من الحرب بأن اتخذت نفس رأي أغلب زملائها في هوليوود، من خلال زيارة كييف ولقاء الرئيس زيلينسكي، الذي عبّر عن تقديره لزيارات المشاهير، مؤكداً أنه بسبب تسليطهم الضوء على ما يجري "يتمكن أكبر عدد ممكن من الناس من سماع الصوت الأوكراني ومعرفة الحقيقة".


أنجلينا جولي في قلب المعركة

وبالطبع لم تفوّت أنجلينا جولي (47 سنة) الفرصة وهي المعروفة بزياراتها المتكررة لمناطق الصراع وتجمعات اللاجئين في جميع أنحاء العالم. فقد تعددت مهمامها في هذا الشأن باعتبارها سفيرة للنوايا الحسنة لدى مفوضة اللاجئين منذ أكثر من 20 عاماً. وكان لافتاً أن زيارة جولي اتسمت بالطابع الإنساني ولم تحرص فيها على التقاط الصور مع المسؤولين في المكاتب الفارهة، بل ظهرت وسط المتضررين من الأطفال والنساء وكبار السن، بخاصة أنها زارت مدينة نائية تبعد من العاصمة الأوكرانية بأكثر من 500 كيلومتر. كما ظهرت وهي تهرول في الشارع بعد سماع دوي صافرات الإنذار محذرةً من هجوم جوي وشيك. ووعدت جولي من التقتهم من المصابين والمبعدين عن بيوتهم بتكرار الزيارة.
بخلاف ذلك، حرص عشرات من نجوم العالم على التعبير عن تضامنهم مع الجانب الأوكراني وأسهموا في جمع التبرعات للعائلات والمرضى هناك، ومن بينهم سارة جيسيكا باركر وديفيد شويمر وبليك ليفلي، وبيندكت كامبرباتش، وغيرهم. كما أثارت نجمة البوب الروسية ألا بوغاتشوفا (73 سنة) الجدل بطريقتها في التعبير عن رفضها لسياسة بوتين وعملياته العسكرية التي قالت إنها جعلت بلادها "مبنوذة عالمياً وأودت بحياة الجنود سعياً وراء هدف وهمي". وأشارت الفنانة الروسية إلى أنها لا تكترث إذا ما صُنِّفت على أنها "خائنة للوطن وعميلة للخارج"، مثلما وصف الإعلام الرسمي زوجها الفنان مكسيم جالكين ووضعه في قائمة "الخونة" إثر إعلانه رفض الموقف الرسمي لبلاده.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

من بوش الابن إلى ترمب

من جهة أخرى، لم تفجر الحرب الروسية - الأوكرانية الممتدة منذ فبراير (شباط) الماضي، فقط الأزمات الاقتصادية الكبرى وبخاصة تلك المتعلقة بمشكلة الطاقة وبسلاسل إمداد المواد الغذائية، ولكنها أيضاً حركت نجوماً كثراً لتجعلهم يعبرون عن أرائهم بشكل حاسم، بدل الانسحاب والتواري، بخاصة أن مشاهير العالم عادةً ما يفضّلون الانخراط في السياسة الداخلية بينما لا يحبون كثيراً الإدلاء بتصريحات واضحة حول السياسة العالمية أو حتى سياسات بلادهم الخارجية. فخلال السنوات الأخيرة، لم يظهر الوجه السياسي للمشاهير بشكل قوي إلا في أحداث نادرة، من بينها حقبة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب. فقد حرص عدد كبير منهم على الإعلان عن مواقفهم من سياسته، وكانت تلك المواقف في الأغلب معارضة لقراراته، بخاصة تلك المتعلقة بالهجرة. وكان الحدث الأبرز في هذا الشأن هو توقيف الممثلة الشهيرة سوزان سارندون حين شاركت في صيف 2018 بمسيرة احتجاجية ضد ترمب بسبب رفضها لسياسته ضد المهاجرين ووصفت معاملته لهم بالسيئة. كما أن الممثل أليك بالدوين لم يكن يترك مناسبة إلا ويسخر فيها من ترمب واشتهر بتقليده لحركاته من خلال ظهوره في البرامج الكوميدية. كذلك، لم تترك النجمة المخضرمة "شير" أي مناسبة إلا وتحدثت فيها صراحة عن معارضتها التامة لوجود ترمب على رأس السلطة بالولايات المتحدة، مؤكدةً أنه "لا يفقه شيئاً بالسياسة وكل مؤهلاته هي أنه رجل أعمال ناجح". والأمر سيّان بالنسبة للممثلة ميريل ستريب التي سخرت من ترمب في عدد من حفلات توزيع الجوائز وكذلك الممثل روبرت دي نيرو.
لكن في المقابل، كانت هناك مجموعة من النجوم الذين يمتلكون شعبية كبيرة وأبدوا دعمهم لترمب وقتها، بينهم المغني كانيه ويست الذي وصفه بـ"أخي"، وقال إن هناك تقارباً بينهما في ما يتعلق بالأفكار والإدارة، فيما كان معسكر هيلاري كلينتون، المرشحة السابقة للرئاسة الأميركية، يعج بالمؤيدين، بينهم أوبرا وينفري وستيف هارفي ومات ديمون وبريتني سبيرز.
وفي ما يتعلق بالأزمة السياسية والعسكرية الأشهر التي خاضتها الولايات المتحدة والمتعلقة بحرب العراق عام 2003 فإن المخرج الأميركي الحائز على الأوسكار مايكل مور (68 سنة)، كان من أشهر مَن خاضوا حرباً شرسة ضد سياسة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش بسببها حينها، وعبّر عن غضبه الواسع من سياسته بتصريحات قوية وأيضاً بالأعمال الفنية وبينها فيلمي  Fahrenheit 9/11، وWhere to Invade Next، وبالطبع لم يسلم ترامب من انتقادات مور بفيلمه الوثائقي  Michael Moore in TrumpLand.

المزيد من منوعات