Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

ارتفاع عدد القتلى مع اتساع نطاق الاحتجاجات في إيران

قراصنة "أنانيموس" يشلون مواقع الحكومة و10 قتلى أثناء التظاهرات المحتدمة والأمن يواجه المحتجين بالرصاص

أعلنت السلطات الإيرانية ومنظمة كردية مدافعة عن حقوق الإنسان، الأربعاء 21 سبتمبر (أيلول) الحالي ارتفاع عدد القتلى مع استمرار احتجاجات أشعلتها وفاة شابة أثناء احتجاز الشرطة لها لخامس يوم على التوالي، إضافة إلى فرض قيود جديدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وذكرت وسائل إعلام إيرانية وممثل ادعاء محلي أن "أربعة أشخاص قتلوا في اليومين الأخيرين لترتفع حصيلة القتلى" وفقاً لمصادر رسمية إلى ثمانية منهم أحد أفراد الأمن وعضو في ميليشيات موالية للحكومة.

وأكد المدعي العام لمحافظة كرمانشاه شهرام كرامي، الأربعاء، مقتل المحتجَين خلال مسيرات ليلة الثلاثاء. ونقلت وكالة أنباء فارس عنه قوله "لسوء الحظ قتل شخصان خلال أعمال الشغب أمس" الثلاثاء.

وذكرت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية الإيرانية (إرنا) أن "معاون شرطة" توفي متأثراً بجروح أصيب بها، الثلاثاء، في مدينة شيراز بجنوب البلاد.

وقالت الوكالة إن "أشخاصاً اشتبكوا مع أفراد الأمن وأسفر ذلك عن مقتل أحد معاوني الشرطة، وفي الواقعة نفسها أُصيب أربعة من أفراد الأمن". ونقلت الوكالة عن مسؤول قوله إنه جرى إلقاء القبض على 15 متظاهراً في شيراز.

ارتفاع عدد القتلى

وذكرت الأنباء من منظمة هنجاو الكردية المدافعة عن الحقوق أن 10 محتجين قتلوا، وأضافت أن ثلاثة توفوا، الأربعاء، إضافة إلى سبعة قالت الجماعة إن قوات الأمن قتلتهم. ولم يتسن لـ"رويترز" التحقق من هذه الأنباء.

ونفى المسؤولون قيام قوات الأمن بقتل محتجين وأشاروا بدلاً من ذلك إلى تعرضهم لإطلاق نار من جانب متمردين مسلحين.

واندلعت الاحتجاجات، السبت، على وفاة مهسا أميني وهي شابة تبلغ من العمر 22 عاماً من إقليم كردستان الإيراني وتوفيت الأسبوع الماضي بعد اعتقالها في طهران بسبب "ملابسها غير اللائقة". ويقول ناشطون، إن مهسا واسمها الكردي زينة تعرضت لضربة على الرأس أثناء احتجازها، وهو أمر تنفيه السلطات الإيرانية التي أعلنت فتح تحقيق في الحادثة.

والاحتجاجات التي بدأت في مناطق يقطنها الأكراد في شمال شرقي إيران ثم امتدت إلى ما لا يقل عن 50 مدينة وبلدة في أنحاء البلاد هي الأكبر منذ موجة احتجاجات على رفع أسعار الوقود في 2019.

ولا توجد أي مؤشرات على انخفاض حدة الاحتجاجات وذكر مرصد "نتبلوكس" لمراقبة انقطاعات الإنترنت ومنظمة هنجاو وسكان محليون أن السلطات فرضت قيوداً على الإنترنت.

هجوم مجموعة "أنانيموس"

وفي تطور لافت استهدف مجموعة "أنانيموس" ثلاثة مواقع حيوية خاصة بالسلطات الإيراينة هي "موقع الحكومة والبنك المركزي والإذاعة والتلفزيون".

ونشرت مجموعة "أنانيموس" التي تضم أكبر مجموعة لقراصنة الإنترنت بياناً أكدت فيه وقوفها إلى جانب المحتجين في إيران.

ونشرت المجموعة صوراً للفتاة الإيرانية مهسا أميني وعمليات القمع التي تمارسها السلطات الإيرانية وأكدت أنها تقف ضد القمع وتحارب حضور الحكومة الإيرانية في الفضاء الافتراضي وخاطبت النظام بتأكيدها "نعمل على إطفائكم والشعب يسقطكم من الحكم".

 

إحراق الأوشحة

وأظهرت أشرطة فيديو تم تداولها بكثافة على مواقع التواصل الاجتماعي أن بين المحتجين نساء خلعن الأوشحة عن رؤوسهن وعمدن إلى إلقائها في نيران أشعلت في الطريق، بينما عمدت أخريات إلى قص شعورهن بشكل قصير في إجراء رمزي.

وتحدثت وسائل إعلام إيرانية رسمية، الأربعاء، عن ليلة خامسة من الاحتجاجات في الطرق في 15 مدينة مشيرة إلى أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع وفرقت حشوداً جمعت قرابة ألف شخص.

وذكرت وكالة الأنباء "إرنا" أن المتظاهرين عطلوا حركة المرور في بعض المناطق وأشعلوا النار بمستوعبات النفايات ومركبات الشرطة ورشقوا قوات الأمن بالحجارة ورددوا شعارات مناهضة للنظام.

وعبرت الأمم المتحدة ومجموعات حقوقية عن قلقها، الثلاثاء 20 سبتمبر، حيال ما وصفه ناشطون بحملة أمنية "قاتلة" في إيران.

رقعة الاحتجاجات

وشملت الاحتجاجات الليلة الماضية العاصمة طهران ومدناً أخرى بما فيها مشهد في شمال شرقي البلاد، وتبريز في الشمال الغربي وأصفهان في الوسط وشيراز في الجنوب وفق "إرنا".

وهتف المتظاهرون وفق أشرطة الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي على رغم القيود التي فرضت على الإنترنت وفق مرصد مراقبة الشبكة "نيتبلوكس" بـ"الموت للديكتاتور" و"نساء، حياة، حرية".

تجاهل رسمي

وألقى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، الأربعاء، خطاباً لم يذكر فيه الاحتجاجات وسيتحدث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في وقت لاحق الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المنعقدة في نيويورك.

وأعلن محافظ كردستان الإيرانية إسماعيل زاري كوشا، الثلاثاء، أن ثلاثة أشخاص قتلوا خلال تظاهرات في المحافظة التي كانت تقيم فيها الشابة المغدورة أميني وأضاف وفق ما نقلت عنه وكالة أنباء "فارس" أنهم "قتلوا في ظروف مشبوهة"، في إطار "مخطط للعدو" من دون تحديد تاريخ الوفيات.

وأشار إلى أن "أحد أبناء مدينة ديفاندره قتل بنوع من الأسلحة العسكرية التي لا تستخدمها القوات المسلحة"، مضيفاً أن شخصاً آخر قتل في مدينة صاغيز، و"ترك في سيارة بالقرب من مستشفى".

وأفادت منظمة "هنكاو" لحقوق الإنسان الكردية التي تتخذ في النرويج مقراً وكانت أول من أكد سقوط القتلى الثلاثة، الأربعاء، بأن قتيلين آخرين سقطا ليلاً.

وأحد القتيلين في الـ16 من عمره وقتل في مدينة بيرانشهر حيث سجلت مواجهات عنيفة والثاني في الـ23 وقد قتل في مدينة أورميا، وفق "هنكاو".

وقالت المنظمة، إن محتجاً آخر كان جرح في ديفانداره في 17 سبتمبر توفي في المستشفى متأثراً بجروحه.

إطلاق النار على المحتجين

ويمكن في أحد أشرطة الفيديو المتداولة رؤية عناصر أمن يطلقون النار على محتجين في مدينة شيراز في الجنوب حيث استمرت الاحتجاجات حتى الصباح الباكر.

واستنكرت الأمم المتحدة والولايات المتحدة وفرنسا ودول أخرى وفاة أميني وتعامل القوات الإيرانية مع التظاهرات.

وهذه هي الاحتجاجات الأخطر في إيران منذ تظاهرات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019 احتجاجاً على ارتفاع أسعار الوقود.

وندد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، الثلاثاء، بما اعتبره "تدخلاً أجنبياً" وقال "من المؤسف أن بعض الدول تحاول الاستفادة من حادثة يتم التحقيق في شأنها لبلوغ أهدافها ورغباتها السياسية ضد حكومة إيران وشعبها".

ونقلت وكالة "إرنا"، الأربعاء، عن وزير الاتصالات الإيراني عيسى زارع بور تحذيره من أن قيوداً قد تفرض على الإنترنت "لاعتبارات أمنية".

لكن بعد ذلك بوقت قصير نقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن زارع بور القول إن بعض المنافذ الإخبارية نشرت اقتباساً خاطئاً له على هامش اجتماع حكومي.

ونقلت الوكالة الرسمية عنه القول "في الأيام الماضية كانت هناك مشاكل مؤقتة في بعض الأماكن ولبعض الساعات وتم حلها ولا تعاني شبكة الاتصالات حالياً من أي مشاكل من حيث السرعة والجودة" من دون الإشارة إلى أي احتمال لمزيد من التعطل.

ويرى الباحث في مركز "إيريس" دافيد ريغوليه روز المتخصص في الشأن الإيراني أن التظاهرات "تشكل خضة مهمة" في إيران مضيفاً أنه "من الصعب التكهن بكيفية انتهائها لكن هناك عزلة تامة بين السلطات العالقة عند (...) الثورة الإسلامية ومجتمع أكثر علمانية" ويضيف "كل المشروع المجتمعي يعاد النظر فيه، وهناك تردد لدى السلطات حول الطريق الذي يجب اتباعه إزاء الحراك الحاصل".

المزيد من متابعات