Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

توسع الاحتجاجات في إيران بعد مقتل فتاة على يد شرطة الأخلاق

هتافات ضد "الديكتاتور" وسط اشتباكات مع الأمن وتمزيق صور خامنئي وآخرين منهم قاسم سليماني

تشهد إيران موجة غضب شعبي بعد مقتل فتاة إيرانية على يد شرطة الاخلاق، وأظهرت مقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي اشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين. وأطلق الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق عدد كبير من المحتجين في مدينة سنندج مركز محافظة كردستان الإيرانية. وهتف المحتجون بشعارات جريئة ضد المرشد الإيراني علي خامنئي ومزقوا صىوراً له ورموز آخرين للنظام منهم قاسم سليماني.

مراسم الدفن

وشهدت مراسم دفن الفتاة الإيرانية مهسا أميني، التي قتلت أثناء توقيفها من قبل شرطة الأخلاق الإيرانية، يوم السبت 17 سبتمبر(أيلول) احتجاجات وشعارات حادة ضد مرشد الجمهورية الإيرانية وسط حضور واسع لرجال الأمن.

وأعلن عن وفاة مهسا أميني في أحد مستشفيات طهران ونقل جثمانها إلى مسقط رأسها مدينة سقز في كردستان إيران في أجواء أمنية مشددة، وأغلقت السلطات الطرق المؤدية إلى سقز وسعت لدفنها سريعاً، لكن عائلتها والحاضرين في المراسم استلموا جثمانها وأقاموا وقفة احتجاجية ضد السلطات قبل دفنها.
وأطلق الحاضرون شعارات مثل "الموت للديكتاتور" وهو الشعار الذي سمع في أنحاء مختلفة في البلاد بعد ما نشر خبر وفاتها، وسط انتقادات جريئة ضد شرطة الأخلاق المعروفة بالتعامل المتشدد مع النساء بحجة مراقبة الالتزام بالحجاب الإسلامي.

وبعد تضارب الأنباء بشأن الحال الصحية لمهسا أميني الفتاة الإيرانية التي اعتقلت على يد ما يعرف بـ"دورية الأخلاق" يوم الأربعاء الماضي ونقلت إلى المستشفى، أكدت والدتها خبر وفاتها، يوم الجمعة الـ16 من سبتمبر (أيلول)، إذ قالت في تصريحات صحافية "قتل ملاكي"، في إشارة إلى فتاتها التي تبلغ من العمر 22 سنة.

 

وزعمت شرطة طهران أن مهسا أميني أصيبت بنوبة قلبية أثناء الاحتجاز، فيما نفى خالها تلك التصريحات وأكد أنها كانت بصحة جيدة.

وتعرضت مهسا وهي من مدينة سقز إحدى مدن محافظات كردستان يوم الأربعاء الماضي لعملية اعتقال على يد ضباط دورية الأخلاق بالقرب من محطة مترو حقاني، واقتيدت إلى معتقل "وزرا"، وبعد تعرضها للتعذيب نقلت إلى مستشفى كسرى الواقع في العاصمة طهران.

وقال خال مهسا أميني في تصريحات إلى صحيفة "اعتماد"، "مسؤولونا لا يستطيعون التخطيط جيداً. إذا أردنا إخبار أحدهم بارتداء الحجاب فهل نستخدم هذه الطريقة؟".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأضاف للصحيفة "ما رواية الإسلام في ذلك؟ عندما ألقي القبض على أميني كان شقيقها معها، وعندما حاولت المقاومة أطلقوا الغاز المسيل للدموع وتم تفريقهما"، وتابع "ما سبب هذا الترهيب والإرهاب؟ يقولون إنهم لم يفعلوا شيئاً. إذاً ماذا كانوا سيفعلون أيضاً؟".

وأضاف "نعلم أفضل من المسؤولين في أمر الحجاب، كان لا بد لهم أن يستفسروا حول ما كانت عليه مهسا، لكن للأسف الإجراء الذي تم اتباعه ليس صحيحاً على الإطلاق".

وكان موقع راديو "فردا" نقل تصريحات لوالدة مهسا أكدت فيها اعتقال ابنتها عقب نزولها من مترو الأنفاق وأن ابنتها تتمتع بصحة جيدة، وقالت إن الأطباء أعلنوا إصابتها بنوبة قلبية وسكتة دماغية في الوقت نفسه.

وقالت وكالة "ميزان" للأنباء إنه بناء على أمر المدعي العام في طهران تم تشكيل لجنة لإجراء تحقيق جنائي حول مقتل مهسا، فيما أشارت شبكة "الإعلام القضائي" إلى أنه عقب نشر أنباء عن حدوث مضاعفات جسدية لمهسا في أحد مراكز الشرطة أعلن المدعي العام في طهران تشكيل لجنة للتحقيق في الجوانب الطبية للقضية، كما كلف الطب الشرعي فحص الحال الجسدية للمتوفاة.

غضب شعبي

وأشعلت الحادثة احتجاجات الإيرانيين على مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشوارع يوم الجمعة.

وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من بينها مقاطع فيديو محتجين يهتفون "الموت للديكتاتور (خامنئي)"، في حين أطلق السائقون أبواق سياراتهم لمساندة المحتجين في ميدان بطهران قرب المستشفى الذي توفيت فيه مهسا أميني وذلك وسط وجود مكثف للشرطة.

 

كما أظهرت صور أخرى حشوداً خارج المستشفى حيث كانت تتلقى العلاج فيما الشرطة تسعى لتفريق المتجمعين.

ومن بين أقوى التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي تعليق دعا فيه السياسي الإصلاحي المفوه محمود صديقي الجمعة على "تويتر" المرشد الأعلى علي خامنئي إلى التحدث عن القضية، مثلما تحدث مندداً بمقتل جورج فلويد بعد احتجاز الشرطة الأميركية له عام 2020.

ووصف المحامي الإيراني البارز سعيد دهقان على "تويتر" وفاة أميني بـ"جريمة قتل"، قائلاً إنها تعرضت لضربة على الرأس تسببت بكسر قاعدة جمجمتها.

ووصف رئيس مركز حقوق الإنسان في إيران هادي غائمي وفاتها بأنها "مأساة كان يمكن منع وقوعها". وقال "إن الحكومة في إيران مسؤولة. ألقي القبض عليها بموجب قانون الحجاب القسري والتمييزي للدولة وتوفيت وهي قيد الاحتجاز".

دعوة لإجراء تحقيق جنائي

وكتب المبعوث الأميركي الخاص لشؤون إيران روبرت مالي على "تويتر"، "وفاة مهسا أميني بعد إصابات تعرضت لها في الحجز بسبب ارتدائها حجاباً (غير لائق) مروعة... يجب محاسبة المسؤولين عن وفاتها".

من جانبها كتبت منظمة العفو الدولية على "تويتر"، "لا بد من إجراء تحقيق جنائي حول مزاعم التعذيب وغير ذلك من سوء المعاملة في الحجز... ينبغي تقديم كل الأفراد والمسؤولين الذين تقع عليهم المسؤولية إلى العدالة".

وفي الشهور الماضية حث نشطاء حقوقيون النساء على المجاهرة بخلع الحجاب، في ما يعرضهن لخطر القبض عليهن بتهمة تحدي قواعد الزي الإسلامي، في وقت تشدد فيه السلطات الدينية حملة على ما تسميه "السلوك غير الأخلاقي".

وأظهرت مقاطع مصورة نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي أمثلة على ما يبدو أنها إجراءات شديدة الوطأة اتخذتها وحدات "شرطة الأخلاق" ضد النساء اللائي خلعن الحجاب.

أمر "لا يغتفر"

وصف البيت الأبيض الجمعة وفاة شابة إيرانية بعد اعتقالها من جانب شرطة الأخلاق في طهران بأنه أمر "لا يغتفر".

وقال جيك سوليفان مستشار الأمن القومي للرئيس جو بايدن على "تويتر"، "نشعر بقلق عميق حيال وفاة مهسا أميني البالغة 22 سنة التي قيل إنها تعرضت للضرب خلال وجودها قيد الاحتجاز لدى شرطة الأخلاق الإيرانية. إن موتها أمر لا يغتفر. سوف نستمر في العمل لمحاسبة المسؤولين الإيرانيين عن مثل هذه الانتهاكات لحقوق الإنسان".

 

اقرأ المزيد

المزيد من الشرق الأوسط