Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

مواجهات أرمينيا وأذربيجان تودي بأكثر من 200 قتيل

نيكول باشينيان يناقش الأزمة مع رئيسي روسيا وفرنسا ووزير الخارجية الأميركي

متطوع عسكري في بلدة جرموك الحدودية في أرمينيا (أ ف ب)

أعلنت أرمينيا، الجمعة 16 سبتمبر (أيلول)، مقتل 136 من جنودها على الأقل في مواجهات حدودية مع أذربيجان هذا الأسبوع، ما يرفع إلى 200 قتيل حصيلة أعنف اشتباكات بين البلدين منذ الحرب بينهما قبل عامين.

ويتبادل الطرفان الاتهامات ببدء الاشتباكات التي اندلعت الثلاثاء وانتهت بوساطة دولية ليل الخميس.

وخاض البلدان الجاران في القوقاز حربين، في التسعينيات وعام 2020، للسيطرة على جيب ناغورنو قره باغ الأذربيجاني الذي يقطنه أرمن. ويقول المحللون إن التصعيد هذا الأسبوع قضى على جهود الاتحاد الأوروبي الأخيرة لتقريب باكو ويريفان من اتفاقية سلام.

وقال رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان، أثناء جلسة حكومية، "بلغ عدد القتلى حتى الساعة 135"، مضيفاً "للأسف، هذا ليس العدد النهائي. هناك أيضاً عدد كبير من الجرحى".

وفي وقت لاحق، قالت أمينة المظالم الأرمينية كريستينا غريغوريان، إن مدنياً قُتل وجُرح ستة آخرون في قصف نفذته القوات الأذربيجانية. وأضافت "استهدفت أذربيجان مواطنين مسالمين"، وهو ما نفته باكو بشكل قاطع.

وأكدت غريغوريان أن الاشتباكات أرغمت مئات المدنيين الأرمينيين على الفرار من منازلهم.

أذربيجان أفادت من جهتها بسقوط 71 قتيلاً بين جنودها.

في غضون ذلك، قالت الحكومة الأرمينية في بيان، إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى اتصالاً هاتفياً مع باشينيان الجمعة لمناقشة الاشتباكات التي اندلعت هذا الأسبوع. وتابعت الحكومة في البيان، "نيكول باشينيان أكد أنه على الرغم من حقيقة أن الحدود هادئة نسبياً حتى هذه اللحظة، فإن التوتر الشديد ما زال يشوب الوضع".

وأضافت الحكومة أن باشينيان أجرى محادثات هاتفية أيضاً مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ووزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الجمعة.

وساطة دولية

وهذه الاشتباكات هي الأعنف منذ حرب خاضها البلدان عام 2020 للسيطرة على إقليم ناغورنو قره باغ، وتأتي في وقت تنشغل موسكو أقرب حلفاء أرمينيا، بحربها المتواصلة في أوكرانيا.

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وأعلن مجلس الأمن الأرميني انتهاء أعمال العنف في ساعة متأخرة الخميس "بفضل وساطة دولية" بعد فشل محاولات سابقة من موسكو للتوصل لهدنة.

ومن المتوقع وصول رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى يريفان في نهاية الأسبوع، وفق ما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" نقلاً عن مصادر مطلعة على الزيارة.

ووصل وفد من منظمة معاهدة الأمن الجماعي، التحالف العسكري بقيادة موسكو ويضم جمهوريات سوفياتية سابقة، إلى يريفان مساء الخميس، بحسب ما أعلنت وزارة الدفاع الأرمينية. وأرمينيا عضو في المنظمة بعكس أذربيجان.

والثلاثاء، طلب مجلس الأمن الأرميني مساعدة عسكرية من موسكو، الملزمة بموجب المعاهدة الدفاع عن أرمينيا في حال غزو أجنبي.

المفاوضات بين الطرفين

ومع تزايد عزلة موسكو على الساحة الدولية في أعقاب هجومها على أوكرانيا في 24 فبراير (شباط) الماضي، قاد الاتحاد الأوروبي عملية تطبيع العلاقات بين أرمينيا وأذربيجان.

وخلال محادثات بوساطة الاتحاد الأوروبي في بروكسل في مايو (أيار) وأبريل (نيسان)، وافق الرئيس الأذربيجاني إلهام علييف وباشينيان على "المضي قدماً في محادثات" بشأن معاهدة سلام مستقبلية.

ويعود لقاؤهما الأخير إلى 31 أغسطس (آب) في بروكسل لمحادثات بوساطة رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال.

وتناولت المحادثات أيضاً ترسيم الحدود وإعادة فتح طرق نقل، لكن مسألة ضمان طريق نقل بري بين أذربيجان الناطقة بأحد فروع اللغة التركية، وحليفتها أنقرة عبر الأراضي الأرمينية برزت كنقطة شائكة أساسية.

وتصر أذربيجان على تخلي يريفان عن السيادة التي تمارسها على الممر البري الذي ينبغي أن يمر على امتداد حدود أرمينيا مع إيران، وهو مطلب ترفضه الحكومة الأرمينية باعتباره انتهاكاً لسيادتها ووحدة أراضيها.

وأسفرت ستة أسابيع من المعارك في عام 2020 عن مقتل أكثر من 6500 جندي من الجانبين وانتهت بهدنة توسطت فيها روسيا. وبموجب الاتفاق، تنازلت أرمينيا عن مساحات من أراض سيطرت عليها لعقود، ونشرت موسكو نحو ألفي من جنودها للإشراف على الهدنة الهشة.

وانفصل الأرمن في جيب ناغورنو قره باغ عن أذربيجان مع انهيار الاتحاد السوفياتي في عام 1991، وأودى النزاع المسلح الذي أعقب ذلك بنحو 30 ألف شخص.

اقرأ المزيد

المزيد من دوليات