سيتمكن البريطانيون اعتباراً من الإثنين الـ12 من سبتمبر (أيلول) الحالي من رؤية ملكتهم الراحلة عن قرب، إذ سيسجى جثمانها الذي نقل إلى إدنبره مع انطلاق أسبوع وداع، وصولاً إلى الجنازة الوطنية في 19 سبتمبر، ويتوقع أن يتقاطر كثيرون من الأشخاص إلى كاتدرائية سانت جايلز في إدنبره لإلقاء النظرة الأخيرة على الملكة إليزابيث الثانية، بالنظر إلى الحشود التي تجمعت، الأحد، على طول مسار الموكب الذي نقل نعشها من قصر بالمورال إلى العاصمة الاسكتلندية.
صلوات ليلية
ويتوجه ملك بريطانيا تشارلز الثالث إلى إدنبره، اليوم، للانضمام إلى أشقائه عندما ينقل نعش والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية في موكب مهيب من أحد قصورها الاسكتلندية إلى كاتدرائية سانت جايلز التاريخية بالمدينة.
وسيشارك الملك الجديد أيضاً كبار أفراد العائلة المالكة في صلوات ليلية بالكنيسة، حيث سيسجى النعش قبل نقله إلى لندن، الثلاثاء.
وقبل السفر إلى اسكتلندا سيتوجه تشارلز الثالث الذي أصبح تلقائياً ملكاً للمملكة المتحدة و14 دولة أخرى منها أستراليا وكندا وجاميكا ونيوزيلندا وبابوا غينيا الجديدة إلى البرلمان البريطاني لحضور مراسم تقليدية أخرى.
وفي قاعة وستمنستر سيعبر المشرعون من كل من مجلس العموم ومجلس اللوردات عن تعازيهم في وفاة والدته، وسيقوم الملك الجديد بإلقاء كلمة.
وبعد ذلك يتوجه إلى إدنبره مع زوجته كاميلا للانضمام إلى شقيقته آن وشقيقيه أندرو وإدوارد. وسيسير أبناء الملكة بعد ذلك في موكب خلف النعش لدى نقله إلى كاتدرائية سانت جايلز محاطاً بالجنود.
والأحد، وصل الموكب الذي ينقل نعش الملكة إليزابيث إلى إدنبره بعدما انطلق صباحاً من قصر بالمورال في اسكتلندا حيث توفيت، فيما تجمع عشرات آلاف الأشخاص بتأثر واضح على طول مسار هذه الرحلة الأخيرة.
وفي تجسيد للتأثر الذي يهيمن على المملكة المتحدة منذ وفاة إليزابيث الثانية التي كان عهدها الأطول بين ملوك بريطانيا، تجمعت حشود متراصة في العاصمة الاسكتلندية لاستقبال الجثمان الذي اجتاز بوابة قصر هوليرودهاوس المقر الملكي في اسكتلندا، قبيل الساعة 16:30 (الساعة 15:30 ت غ) بعدما قطع ببطء مسافة 300 كيلومتر في ست ساعات.
مراسم دينية
وسيبقى النعش خلال الليل في قاعة العرش قبل مراسم دينية، الإثنين، يحضرها الملك تشارلز على بعد كيلومتر واحد من الدارة الملكية هذه في كاتدرائية سانت جايلز.
وسيبقى هناك لمدة 24 ساعة للسماح للناس بإلقاء نظرة الوداع كما سيظل الملك الجديد وأفراد العائلة المالكة هناك للصلاة.
وأعلن مسؤولون أن يوم جنازة الملكة إليزابيث سيكون عطلة رسمية في بريطانيا، وقبل ذلك سيحمل النعش جواً إلى لندن، حيث يظل في قصر باكنغهام، ثم ينقل في اليوم التالي إلى قاعة وستمنستر، ويبقى هناك مكشوفاً لأربعة أيام.
وقالت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء ليز تراس للصحافيين "من البديهي القول إننا يمكن أن نتوقع أعداداً كبيرة من الناس".
وتنضم تراس التي كان تعيينها رئيسة للوزراء، الثلاثاء الماضي، آخر عمل علني للملكة إلى الملك تشارلز ليقوما معاً بجولة في دول المملكة المتحدة الأربع في الأيام القليلة المقبلة.
جنازة وطنية
وتقام مراسم الجنازة الوطنية في العاصمة البريطانية في 19 سبتمبر (أيلول). وشمل الموكب الجنائزي الأميرة آن ابنة الملكة الراحلة وزوجها تيم لورانس.
وتجمع عشرات آلاف الأشخاص على طول مسار الموكب بعضهم بلباس الحداد فيما انهمرت الدموع على الوجنات وانحنت رؤوس لدى مرور النعش في تحية أخيرة للملكة التي حكمت مدة 70 عاماً وسبعة أشهر.
وأشادت رئيس الوزراء الاسكتلندية المنادية بالاستقلال نيكولا ستورجن بـ"امرأة استثنائية".
وقال الأستاذ الجامعي مارك ليندلي - هايفيلد البالغ 47 سنة والمقيم في إنفرنس على بعد نحو ساعتين من بالمورال "جلالتها كرست حياتها ووقتها من أجلنا. تكريمها من خلال التقليد، تعبير عن شكرنا على كل ما بذلته". وارتدى سترة طويلة رسمية وقبعة عالية.
وقد نثر البعض الورد عند مرور الموكب.
وأعلن قصر باكنغهام، السبت، أن مراسم الجنازة الوطنية ستقام في 19 سبتمبر في كاتدرائية وستمنستر في لندن، المكان الذي تقام فيه الأعراس والجنازات الملكية ومراسم تتويج الملوك منذ قرابة ألف عام.
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في هذه الكنيسة بالذات تزوجت إليزابيث الثانية التي كانت لا تزال أميرة تبلغ 21 سنة بفيليب ماونتباتن في نوفمبر (تشرين الثاني) 1947، كما توجت فيها ملكة في الثاني من يونيو (حزيران) 1953 بعدما أصبحت ملكة إثر وفاة والدها الملك جورج السادس في السادس من فبراير (شباط) 1952.
ويتوقع حضور شخصيات مرموقة من العالم كله مراسم الجنازة بينهم الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، إضافة إلى عدد كبير من الملوك.
تقاليد راسخة
وأعلن تشارلز الثالث ملكاً، السبت، في لندن. وقد أعلن ملكاً، الأحد، في المقاطعات الثلاث الأخرى في المملكة المتحدة خلال مراسم تخللتها تقاليد راسخة في إدنبره وكارديف وبلفاست. وترافق ذلك مع 21 طلقة مدفع في المدن الثلاث.
وخلال مراسم إعلانه ملكاً، السبت، في لندن، قال تشارلز الثالث إن والدته "قدمت مثالاً للحب اللامتناهي والتفاني في الخدمة"، واعداً بالاقتداء بها. وأضاف أنه "يدرك جيداً الواجبات والمسؤوليات الكبيرة" المنوطة بالملك. وشدد على أنه سيبذل كل جهده ليسير على "المثال الملهم" لوالدته.
وأصدر ابنه الأمير وليام الذي بات الآن وريث العرش وأمير ويلز بياناً مؤثراً، السبت، تكريماً للملكة.
وجاء في البيان "كانت إلى جانبي في اللحظات الأكثر سعادة. وكانت إلى جانبي في أتعس أيام حياتي. كنت أعلم أن هذا النهار سيأتي، لكن سيستغرقني الأمر بعض الوقت لكي أعتاد على الحياة من دون جدتي"، مشيداً بـ"حكمتها" و"لطفها". وتابع الأمير "سأكرم ذكراها بدعم والدي بكل السبل الممكنة".
استقبال حار
وأثار الأمير مفاجأة عندما ذهب، السبت، برفقة زوجته كيت وشقيقه هاري وزوجة شقيقه ميغان إلى أمام قصر ويندسور، حيث تكدست الورد تكريماً للملكة. ولاقى الأربعة استقبالاً حاراً خلال مصافحتهم الحشود المجتمعة.
وثمة خلاف بين الشقيقين، إذ إن هاري وميغان انتقلا للعيش في كاليفورنيا. ولم يظهر الشقيقان وزوجتاهما معاً في العلن منذ أكثر من سنتين. وغادر الأربعة في السيارة نفسها، لكن الوجوه كانت مقطبة والتفاعل كان في حده الأدنى.
وذكرت صحيفة "ذي تايمز" أن الأمر تطلب "مفاوضات موسعة" في الكواليس بين الجانبين مما تسبب بتأخير ظهورهم 45 دقيقة.
وكرست الملكة التي تدهورت صحتها في الأشهر الأخيرة حياتها في خدمة التاج البريطاني. وكانت لا تزال تعمل، الثلاثاء، حين استقبلت رئيس الوزراء المستقيل بوريس جونسون ورئيسة الوزراء الجديدة ليز تراس التي كلفتها تشكيل الحكومة. إلا أن الملكة عقدت لقاءاتها في بالمورال، إذ إن وضعها الصحي لم يسمح لها بالسفر.
وتظهر في الصورة الأخيرة الملتقطة لها وهي تستقبل ليز تراس مبتسمة ومتكئة على عصا، وأعلنت وفاتها، الخميس، عند الساعة 18:30 (17:30 ت غ).