أدت وفاة الملكة إليزابيث الثانية إلى تقارب ملكي، السبت الـ10 من سبتمبر (أيلول)، عندما ألقى أمير ويلز ودوق ساسكس شهوراً من الخلاف المرير وراء ظهريهما لتكريم ذكرى جدتهما معاً.
وفي عرض غير متوقع للوحدة، خرج ويليام وهاري وكيت وميغان من سيارة خلف بوابات قلعة "وندسور" وساروا لمقابلة الحشود المبتهجة ومشاهدة الزهور المتروكة في الخارج.
أقحوانات وورود حمراء
ووضع هاري يده على ظهر زوجته ميغان وهما ينظران إلى التكريم، وبينما كانت المجموعة تسير في مسيرة طويلة كانت هناك عشرات من صيحات "هاري" و"ميغان". ومرر الشعب أزواجاً من باقات زهور الأقحوان وكذلك الورود الحمراء المفردة إليهما.
أمس، تم الكشف عن خطط جنازة الملكة لمدة أسبوع بدءاً من يوم غد الإثنين، والتي من المقرر أن تكون أكبر مناسبة رسمية منذ تجمع الملايين في جنازة السير ونستون تشرشل، أول رئيس وزراء للملكة الراحلة عام 1965.
وستبدأ الملكة التي كانت مستلقية في كفنها في قاعة الرقص في قلعة "بالمورال" رحلتها الأخيرة هذا الصباح، حيث سيجري نقل نعشها عن طريق البر إلى قصر "هوليرود هاوس" في إدنبره. على أن يتم اصطحابه غداً عبر موكب في "رويال مايل" إلى كاتدرائية "سانت جايلز".
وسترافق الأميرة آن نعش والدتها على متن رحلة إلى لندن يوم الثلاثاء، وستستلقي الملكة بعد ذلك في "وستمنستر هول".
اقرأ المزيد
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتشير التقديرات إلى أن ما يصل إلى مليون شخص سيتقدمون إلى التابوت لتوديعها، وهو عدد يساوي خمسة أضعاف الذين قدموا احترامهم للملكة لدى توليها العرش.
وقالت مصادر في الشرطة و"وايت هول" إنهم يتوقعون أن يتجمع مليونا شخص كل يوم في شوارع لندن، وهي الأرقام التي شوهدت لآخر مرة خلال "أولمبياد لندن" عام 2012. وقال مصدر في الشرطة "سيكون مثل كرنفال (نوتينغ هيل) كل يوم".
ومن المتوقع أن يزور نعش الملكة في قاعة "وستمنستر" شخصيات أجنبية. وقال مصدر رفيع في "وايت هول"، "سيكون الدخول على أساس أسبقية الحضور. وسنفتح قائمة الانتظار ونتحكم بها بالطريقة العادية. إن الأمر أشبه بمحاولة تنظيم شيء على نطاق مماثل لـ(أولمبياد لندن) في غضون أيام".
نديم الزهاوي، مستشار دوقية لانكستر، سيرأس اجتماعات يومية للإشراف على الحدث في محاولة لتسهيل "رؤية أكبر عدد ممكن من الناس لنعش الملكة"، وفقاً لمصدر حكومي.
وتم إعلان الملك تشارلز الثالث، أمس، رسمياً ملكاً جديداً للأمة في اجتماع لمجلس الانضمام، حضره أكثر من 200 عضو في المجلس الخاص، بما في ذلك ستة رؤساء وزراء سابقين.
وأشاد تشارلز الثالث بعهد والدته "الذي لا مثيل له في مدته، وتفانيها"، وبينما كان يتحدث عن حزن عائلته قال إن "التعاطف الذي أعرب عنه كثيرون لأختي وإخوتي كان أعظم عزاء".
وهذا الأسبوع سترافقه ليز تراس رئيسة الوزراء في جولة حول بريطانيا.
ترتيبات الجنازة الرسمية
وأكد قصر "باكنغهام" أن أبناء الملكة ونائب الأدميرال السير تيم لورانس سينضمون إلى الملك في الموكب خلف نعش الملكة باسكتلندا.
وقال المتحدث باسمه إن تشارلز لا يزال في "مناقشات" حول ترتيبات الجنازة الرسمية.
وأضاف "أعتقد أن ما تركز عليه الأسرة بصدق هو وفاة جلالة الملكة، وهم متحدون في ذلك. إنهم يحاولون تجاوز هذه الفترة من خلال تكريم الملكة على أفضل وجه ممكن".
وعلى رغم أن الأخوين ويليام وهاري قدما عرضاً للوحدة في "وندسور" فإنه من المفهوم أن التحالفات تطلبت مفاوضات مطولة خلف الكواليس مسبقاً، مما أدى إلى تأخير وصولهما للمشي لمدة 45 دقيقة.
كما رفض مسؤولو القصر الإفصاح عما إذا كان ولدا هاري وميغان، آرتشي وليليبت، سيصنفان على أنهما أمير وأميرة يحملان لقب صاحب السمو الملكي، لأن البروتوكول يسمح عادة لأحفاد الملك بذلك.
وقال متحدث باسم أمير وأميرة ويلز "دعا أمير ويلز الدوق والدوقة للانضمام إليه وإلى أميرة ويلز. اعتقد الأمير أنه كان عرضاً مهماً للوحدة في وقت صعب للغاية بالنسبة إلى العائلة".
وقبل وقت قصير من ظهوره أصدر ويليام تكريماً شخصياً ومؤثراً إلى جدته قائلاً "في يوم الخميس فقد العالم قائداً استثنائياً، كان التزامه تجاه الدولة والعوالم والكومنولث مطلقاً. سيقال كثير في الأيام المقبلة حول معنى حكمها التاريخي. ومع ذلك فقد فقدت جدتي. وبينما سأحزن على خسارتها أشعر أيضاً بالامتنان لها بشكل لا يصدق".
وأضاف "لقد استفدت من حكمة الملكة وطمأنتها في العقد الخامس من عمري، كما حصلت زوجتي على عشرين عاماً من التوجيه والدعم. ويتعين على أطفالي الثلاثة قضاء إجازاتهم معها وخلق ذكريات تدوم طوال حياتهم".
وتابع "كانت بجانبي في أسعد لحظاتي، وكانت بجانبي خلال أتعس أيام حياتي. وكنت أعلم أن هذا اليوم سيأتي، لكن سيمر بعض الوقت قبل أن أشعر بأن الحياة من دون جدتي حقيقية فعلاً".
وقال "أشكرها على اللطف الذي أظهرته لي ولعائلتي. وأشكرها نيابة عن جيلي على تقديم مثال للخدمة والكرامة في الحياة العامة التي كانت من عصر مختلف، ولكنها دائماً ما تكون ذات صلة بنا جميعاً".
واستطرد "قالت جدتي الشهيرة إن الحزن هو الثمن الذي ندفعه مقابل الحب. وكل الحزن الذي سنشعر به في الأسابيع المقبلة سيكون دليلاً على الحب الذي شعرنا به تجاه ملكتنا غير العادية. سأكرم ذكراها من خلال دعم والدي، الملك، بكل طريقة ممكنة".