Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

تراجع التضخم وانخفاض أسعار الغاز يرفعان معنويات المستهلكين الأميركيين

يتساءل الاقتصاديون ما إذا كان الهدوء الحالي يشير إلى نقطة تحول أو ما إذا كان موقتاً

30 في المئة من الأميركيين يعتقدون أن ارتفاع الأسعار قضية التصويت الأولى قبيل انتخابات التجديد النصفي (رويترز)

بعد أشهر من الكآبة بدأ الأميركيون يشعرون بتحسن تجاه الاقتصاد واستسلامهم أكثر للتضخم وبدأت معنويات المستهلك التي وصلت إلى الحضيض في يونيو (حزيران) بالارتفاع التدرجي في الأسابيع الأخيرة. فأسعار الغاز في انخفاض ويبدو أن التضخم المرتفع منذ عقود آخذ في التراجع، وفي الوقت نفسه يقوم الأميركيون بإجراء تغييرات صغيرة مثل شراء اللحوم بكميات كبيرة على سبيل المثال أو تحويل مزيد من التسوق إلى سلاسل الخصومات ما يشير إلى أن عديداً من العائلات يتعلم التعامل مع الأسعار المرتفعة. وقالت المتخصصة في الشأن الاقتصادي بجامعة ميشيغان ومديرة استطلاعات الرأي التي تراقب السوق الأميركية عن كثب جوان دبليو هسو، "في حين أن ثقة المستهلك لا تزال منخفضة إلى حد ما وفقاً للمعايير التاريخية فقد بدأنا في رؤية تحسينات كبيرة جداً". أضافت أنها "مدفوعة إلى حد كبير بتباطؤ التضخم، لا سيما مع انخفاض أسعار الغاز"، وبالتأكيد هذه أخبار جيدة بشكل خاص للبيت الأبيض الذي تعرض لانتقادات بأنه لم يفعل ما يكفي لمعالجة التضخم في البلاد.

أسعار الغاز والتضخم

وأسعار الغاز التي بلغت ذروتها في يونيو (حزيران) انخفضت على مستوى البلاد، وكان هذا الانخفاض بنسبة 25 في المئة في الكلفة كبيراً بالنسبة إلى عديد من الأميركيين، لا سيما أولئك الذين يعيشون في الأسر ذات الدخل المنخفض، إذ تشكل كلفة الغاز حصة أكبر من النفقات الأسبوعية.

في غضون ذلك شهد التضخم العام انخفاضاً طفيفاً وظلت الأسعار ثابتة في يوليو (تموز) على رغم أنها لا تزال مرتفعة بنسبة 8.5 في المئة مقارنة بالعام الماضي نتيجة للزيادات الحادة في أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي. ومع ذلك، كان التأثير على جيوب المستهلكين ونفسياتهم سريعاً وتحسنت مقاييس ظروف العمل والتوقعات المالية قصيرة الأجل وخطط الشراء في أغسطس (آب) وفقاً للمقاييس الرئيسة من "كونفرنس بورد"، وزادت ثقة المستهلك في ذلك الشهر بعد انخفاضها مدة ثلاثة أشهر متتالية، ووصل عدد الأميركيين الذين أبلغوا عن خطط العطلات إلى أعلى مستوى له في ثمانية أشهر. وقالت كبيرة الاقتصاديين في شركة المحاسبة العملاقة "KPMG" ديان سونك، "عندما تنخفض أسعار الغاز في المضخة يشعر الناس على الفور بتحسن". أضافت، "لا يزال التضخم مرتفعاً، لكن حقيقة أن أسعار الغاز قد تجاوزت مستوياتها القياسية تحدث فرقاً كبيراً في مقدار الإنفاق الذي ينفقه الناس وتوقعاتهم للمستقبل".

اقرأ المزيد

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)

وفي أوماها يقول نيلز هالاند لـ"واشنطن بوست"، إنه يشعر بتحسن كبير تجاه الاقتصاد الآن بعد أن يكلف ملء سيارته الصغيرة 65 دولاراً بدلاً من 95 دولاراً، ويقوم هالاند بتدريس المسرح في كلية مجتمع ويعمل أحياناً عاملاً. ويقول إن ارتفاع أسعار الوقود والطعام هذا الصيف أجبره هو وزوجته على التوقف عن تناول الطعام بالخارج وتأجيل السفر في الصيف وشراء كميات أقل من اللحوم، وعلى رغم أن الأسعار لا تزال مرتفعة نسبياً، فإنه يقول إنه يشعر بقلق أقل من استمرار التضخم في الخروج عن نطاق السيطرة. وقال الرجل البالغ من العمر 58 سنة، "لفترة طويلة كنت حريصاً على عدم ملء عربتي بشكل عشوائي في متجر البقالة، ولكن الآن كثيراً من هذا السلوك قد خف قليلاً، ولكن عندما يعود الغاز إلى 3.50 دولار للغالون ستكون الأمور على ما يرام".

وفي كاليفورنيا قال جاك فوت إن حال عدم اليقين الاقتصادية دفعته إلى إعادة التفكير في خطط التقاعد الخاصة به، وكان فوت البالغ من العمر 58 سنة يأمل التقاعد في يونيو، لكنه أضاف أن زيادة الرواتب إلى جانب المخاوف المستمرة من أن الاقتصاد قد يظل متعثراً، قد أبقاه في وظيفته الإدارية في مقاطعة لوس أنجليس الموحدة للمدارس لفترة أطول قليلاً. وتابع، "أشعر بشكل عام بتحسن في ما يتعلق بأسعار الغاز والاقتصاد لكنني قلق في شأن احتمال أن تستمر الأمور في الاتجاه الآخر، ربما تستقر الأمور في الوقت الحالي، لكن لا يبدو الأمر مؤكداً".

التضخم أولوية

وعلى رغم أن التضخم لا يزال يمثل أولوية قصوى بالنسبة إلى الناخبين الأميركيين في الفترة التي تسبق انتخابات التجديد النصفي، فقد انخفضت نسبة الأميركيين الذين يقولون إنه يشكل مصدر قلقهم الأكبر. ويقول نحو 30 في المئة منهم إن ارتفاع الأسعار هو قضية التصويت الأولى لديهم، انخفاضاً من 37 في المئة في يوليو وفقاً لاستطلاع جديد لشبكة الإذاعة الوطنية العامة الأميركية غير الربحية NPR)) ومحطة الشبكة التلفزيونية الأميركية (PBS)، بعد أكثر من عام من الزيادات الواسعة في الأسعار أصبح عديد من الأسر أكثر دراية بعادات الإنفاق لديها، ووجد تقرير "الكتاب البيج" الأخير الصادر عن بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي صدر هذا الأسبوع أن عديداً من الأسر قد انتقل إلى سلع أرخص وتحول مزيد من إنفاقها نحو الضرورات مثل الطعام.

وكانت هذه الحال بالتأكيد في "وول مارت". ويقول المسؤولون التنفيذيون إنهم يرون عملاء متوسطي وعالي الدخل أكثر من المعتاد، واكتشف عملاق البيع بالتجزئة المعروف بأسعاره المنخفضة أن العائلات من المرجح أيضاً أن تشتري العلامات التجارية من المتاجر والخيارات منخفضة الأسعار مثل النقانق والتونة المعلبة بدلاً من اللحوم الباردة، على سبيل المثال، مما كانت عليه قبل عام. وقال المدير المالي لشركة التجزئة جون ديفيد ريني في مكالمة عن أرباح لشهر أغسطس، "مع تقدم العام شهدنا تحولات أكثر وضوحاً للمستهلكين ونشاطاً تجارياً منخفضاً"، كما تشتري العائلات اللحوم بكميات كبيرة لتوفير المال، وتقول مديرة الحسابات المتقاعدة ليزلي هيكس (67 سنة) إنها وزوجها بدآ السفر مرة أخرى الآن بعد أن أصبحت أسعار الغاز أكثر قابلية للإدارة. أضافت، "لقد رأينا أسعار الغاز ترتفع طوال العام، لكنها لم تؤثر علينا إلا أخيراً، عندما أدركنا مقدار الانخفاض في مدخراتنا". ولفتت إلى أنها بدأت في التسوق لشراء الطعام في "وول مارت" بدلاً من الحصول عليها من البقالة الأغلى ثمناً. وتابعت، "لن نعود إلى كل عاداتنا القديمة حتى الآن، لكننا نشعر بتحسن كبير في شأن الاقتصاد".

الإنفاق بحرية أكبر

ويلاحظ بعض أصحاب الأعمال تحولاً. وتقول طبيبة الأسنان في ولاية لوس أنجليس سوزان ويندهام، إن "العملاء بدأوا في الإنفاق بحرية أكبر. لقد أصبحوا أكثر استعداداً للدفع مقابل علاجات باهظة الثمن عما كانوا عليه في بداية العام، عندما أعرب الناس عن خوفهم من مخاطر الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، إضافة إلى مواردهم المالية". وتشير إلى أن نشاط العمل ارتفع الآن بنسبة 15 في المئة عن العام الماضي. وتقول ويندهام إنها تشعر بتحسن تجاه الاقتصاد، "لقد أدهشني ازدهار الأعمال التجارية، إنه لأمر جيد حقاً، ويبدو أن الناس أكثر استرخاءً وأقل قلقاً".

اقرأ المزيد